logo
#

أحدث الأخبار مع #برسيلا_فيليبي

"الهجانة".. حينما توثق الصورة تاريخ رجال الصحراء
"الهجانة".. حينما توثق الصورة تاريخ رجال الصحراء

الغد

timeمنذ 12 ساعات

  • ترفيه
  • الغد

"الهجانة".. حينما توثق الصورة تاريخ رجال الصحراء

تغريد السعايدة وجوه "بدوية" أصيلة وسط الصحراء الأردنية، تزين صفحات كتاب "الهجانة"، للفوتوغرافية برسيلا فيليبي، الذي يحاكي البداوة العريقة المرتبطة بكل حبة رمل فيها، لجنود بجباه سمراء، تسرد قصة "الكرم، الشدة، اللين، البأس، وسرعة الاستجابة"، وحب الأرض والانتماء والذود عن "الأرض والعرض". قد يكون كتاباً غير مألوف للجميع، غير أنه مميز بكل تفاصيله، منذ صفحة الغلاف الأولى، وحتى آخره، مليء بالصور ذات الجودة العالية، التي أتقنت الفوتوغرافية الأردنية فيليبي انتقاءها ووضعها بين يدي القراء، في كتاب "الهجانة"، وهو عبارة عن رحلة فوتوغرافية مع وحدة الهجانة، إذ يمكن التعرف على تفاصيل حياتهم وملامحهم الأردنية الأصيلة، فلم يعتد العامة مشاهدتهم في الشوارع المعبدة، ولا بركوب سيارات "الشرطة"، بل يمتطون الإبل، يتقاسمون حر الصحراء وزمهريرها، في سبيل الوطن. ينشرون الأمن والأمان، خلف "سمارهم وملامهحم الحادة" الكثير من القوة الممزوجة بالحب والألفة والتعاون والإيثار، يرتدون "الشماغ الأحمر"، ويضعون الشعار والتاج على "العقال" وعلى زنودهم، يجمّلون الكتاب ويحكون قصتهم بأنفسهم، يشاركون "فيليبي" حياتهم اليومية في الصحراء، التي ترجمتها من خلال كتابها الأخير، بتفاصيل تروي "حياة وحدة الهجانة في مناطق مختلفة في الأردن، في وادي رم والبادية والأزرق والحسا، وطريقة عيشهم وتعاملهم مع مسؤولياتهم اليومية والحياتية وعاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم". "الهجانة" كتاب فوتوغرافي، تم إطلاقه مؤخراً برعاية من سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس هيئة مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وبحضور الأميرة ريم علي عضو مفوض في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، في مقر الهيئة بجبل عمان، ويقع ضمن 182 صفحة من القطع الكبير، حيث سيتم رصد ريعه لتكية أم علي ولجهود الإغاثة التي تقوم بها الهيئة الخيرية الهاشمية في قطاع غزة. تحدثت فيليبي، وهي التي نشأت بين عمان والعقبة، خلال حفل إشهار الكتاب، وقالت إن الهدف من هذا العمل التوثيقي الكبير والمميز هو "مشاركة جمال الثقافة والتقاليد الأردنية مع العالم"، وهي التي كما جاء في مقدمة كتابها أن عائلتها كانت تطلق عليها لقب "البابارازي" لأنها تحب تصويرهم، حتى باتت رفيقة دائمة للكاميرا، بل اعتبرت أن التصوير يعد من أنواع العلاج التي احتاجتها خلال فترة ما من حياتها. وبالرغم من أن الصورة كانت القصة في هذه الكتاب، إلا أن فيليبي لم تنس أن تقدم العديد من المعلومات التي تتعلق بكتيبة "الهجانة"، بحيث استعانت بمصادرها الموثوقة من كتيبة الهجانة والجهات المسوؤلة، في تبيان بعض المعلومات التي تتعلق، على سبيل المثال، بـ"أصل تسمية الهجانة"، ومعناها في المعجم العربي، بالإضافة إلى فكرة تأسيس وحدة الهجانة الأردنية. تشيد فيليبي بالتزام أفراد الهجانة بالعادات والتقاليد البدوية، وهي البيئة التي نشأوا فيها أساساً، وتظهر ذلك من خلال الصور، كما في جلوسهم أمام بيوت الشعر التي يستخدمونها في حياتهم، وعادات الطعام، ومنها طريقة تحضير "القرص"، وهي وجبة غنية يعرفها البدو في الأردن في كل مكان، تعتمد على الطحين والبصل، ويتم إعدادها في النار بشكل مباشر وتوضع تحت الجمر، وتؤكل مباشرة بعد استخراجها ونفض غبار النار عنها. كل تلك التفاصيل يمكن مشاهدتها في صور فيليبي الجميلة المميزة التي التقطتها بكل دقة مدهشة، صور إعداد القهوة، "زبدية" السمن واللبن، خبز الشراك، البساط الأحمر الذي يزين جلساتهم في ليل ونهار الصحراء، إبريق الشاي المتفحم، وهج النار الذي يقشع جزءًا من ظلام الصحراء وقت السمر، كلها تفاصيل براقة مصورة في الكتاب، تنقل القارئ إلى متعة الجلسة، لتتحول هذه الصور إلى أيقونة جميلة ودلالة سياحية أخرى يمكن مشاركة متعتها على أرض الواقع بعد حين. الصقر رفيق الهجانة الدائم، صور لا تفارق الكتاب كذلك، بلقطات جميلة تظهر العلاقة الحميمية بين الصقر والهجانة، وكذلك الإبل التي هي وسيلة التنقل الرئيسة التي يستخدمها الهجانة، وهي رفيقهم الدائم يتقاسمون طرقات الصحراء وسخونة رمالها، عدا عن سيارات الدفع الرباعي التي تزيد من حجم الخدمات التي يقدمها الهجانة لسكان وزوار الصحراء الأردنية في كل جزء منها. وقالت فيليبي كذلك في وصفها لطبيعة حياة الهجانة في الصحراء "إن الأرض شبه صحراوية تعيش فيها القبائل الأردنية، ومن هنا جاءت فكرة الملك الباني الحسين بن طلال، رحمه الله، حينما أمر بتأسيس وحدة عسكرية من الهجانة في العام 1964، وكانت في بدايتها جزءاً من القوات المسلحة الأردنية". وبمرافقة الصور، يستطيع متصفح الكتاب، المميز بتصميمه المتين، أن يتعرف على جزء كبير من المعلومات التي تتعلق بكل مقتنيات الهجانة ولباسهم، أسلحتهم المستخدمة، طعامهم، شرابهم، وحتى تفاصيلهم الصغيرة التي حرصت فيليبي على تضمينها للكتاب، ليكون بمثابة موسوعة مصورة ومدعمة بالمعلومات القيمة والجديدة لدى عدد كبير من الأشخاص. حالة الانبهار والإعجاب التي وثقتها فيليبي عن قوات الهجانة منذ مشاهدتها لهم خلال تنقلها ما بين عمان والعقبة، لم تكن عابرة، بل عادت إليهم بعد سنوات من العمل كمصورة مهتمة بقضايا الطبيعة والقصص الإنسانية، لتستكشف عالم الهجانة في الصحراء، وكان حصيلة ذلك كتاب قيّم يحمل روحا ووجوها أردنية أصيلة "تحب الأرض أكثر". ويشار إلى أن فيليبي تعد اختصاصية علاقات عامة واتصالات حاصلة على بكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في القاهرة، مصر، وماجستير في إدارة شؤون الموظفين والموارد البشرية، وماجستير في الاتصالات العامة من الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة. اضافة اعلان جانب من كتاب "الهجانة"- (من المصدر)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store