logo
#

أحدث الأخبار مع #بريتزكرجروب،

ترامب الديمقراطي يركب قطار الانتخابات ليواجه ترامب الجمهوري
ترامب الديمقراطي يركب قطار الانتخابات ليواجه ترامب الجمهوري

الدستور

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

ترامب الديمقراطي يركب قطار الانتخابات ليواجه ترامب الجمهوري

كما توقعت في مقالات سابقة فإن أمريكا ستنقلب داخليا على الرئيس دونالد ترامب أو (ترامب الجمهوري) نسبة إلى الحزب الذي ينتمي إليه وترشح من خلاله في ثلاث حملات انتخابية فاز في اثنين منها وأخفق في واحدة أمام جو بايدن، وفي يوم السبت الماضي خرج الآلاف إلى الشوارع في أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجًا على الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب، وأطلق المتظاهرون على حركات الاحتجاج ضد ترامب اسم (50501) الذي يرمز إلى 50 مظاهرة، و50 ولاية من خلال حركة واحدة متضامنة، ومن أمام البيت الأبيض، وأمام مقرّات وكلاء مبيعات شركة تسلا، ومن قلب العديد من المدن الأمريكية عبّر المتظاهرون عن اعتراضهم على سياسات ترامب وقراراته التعسفية والعديد من المظالم التي يتعرضون لها، وقد قصد القائمون على تنظيم هذه المظاهرات أن يتزامن خروجها مع الذكرى السنوية الـ 250 لبداية حرب الاستقلال الأمريكية. والواقع أن ترامب مازال يسجل أرقاما قياسية جديدة لم تحدث من قبل في رفض الحاكم المنتخب وبأغلبية كاسحة والمطالبة بعزلة وذلك بعد نحو 87 يوما فقط من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، الجدير بالذكر أن معدّل نسبة الرضا الشعبي عن أداء الرؤساء الأمريكيين في الأشهر الثلاثة الأولى من رئاستهم خلال الفترة من 1952 وحتى 2020 بلغت 60 %، بينما أظهرت آخر استطلاعات الرأي التي أجراها مركز جالوب عن أداء ترامب في الثلاثة أشهر الأولى من فترة رئاسته الحالية حصوله على نسبة رضا شعبي بمعدل 45% من المشاركين في تلك الاستطلاعات بما يعني أنّ ترامب لا يزل أقلّ من المعدّل المعتاد لكل الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه. وعلى الجانب المواجه نشط الحزب الديمقراطي المعارض كما كان متوقعا، فقد منحه ترامب قبلة الحياة بعد التدني في شعبية الحزب على يد الرئيس السابق جو بايدن، إلى الدرجة التي فاز معها الحزب الجمهوري بمنصب الرئيس وغرفتي الكونجرس الأمريكي الشيوخ والنواب، لكن غرور ترامب أسقطه بسرعة مذهلة في غياهب الجٌب السياسي، وهو ما يتربص به الحزب الديمقراطي ليخرج من عزلته مبكرا، حيث بدأ من اليوم في إعداد مرشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2028، وأقصد هنا حاكم ولاية إلينوي، الملياردير جاي روبرت بريتزكر أو (جي بي) ، وفي حالة ترشحه فإن بريتزكر سيراهن على أنه أفضل مرشح رئاسي لحزبه، فهو ملياردير ورجل أعمال معروف. صاحب عمل خاص مقره شيكاغو وشريك إداري ومؤسس مشارك لشركة بريتزكر جروب، وعضو عائلة بريتزكر صاحبة سلسلة فنادق حياة الشهيرة، وتقدر ثروته الشخصية الصافية بحوالي 3.4 مليار دولار، بالإضافة إلى شهرته كفاعل خير ، وبصفته حاكمًا، فإنه يمتلك ثروة أكثر من أي حاكمٍ آخر على مدار التاريخ الأمريكي ويُعد ثاني أغنى سياسي يشغل منصبًا في الولايات المتحدة بعد عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرج، وهو قوي البنية وذو كاريزما قوية، وهو ما يجعله مشابهًا للرئيس الأمريكي الملياردير الجمهوري دونالد ترامب في الهيئة وعالم المال والأعمال، ولذلك أطلقت عليه الصحافة الأمريكية لقب (ترامب الديمقراطي)، والذي سيبدأ تسويق نفسه كمرشح رئاسي محتمل بإلقاء كلمة في فعالية بولاية نيو هامبشاير خلال الشهر الجاري. حيث سيدفع بالأدلة على رغبته في أن يكون المرشح القادم للبيت الأبيض من خلال الظهور كأشد منتقدي ترامب في نفس الوقت الذي يسعى فيه الحزب الديمقراطي لمواجهة الرئيس المتواجد حاليا في البيت الأبيض، ومما يقوي من موقفه أنه صاحب تاريخ انتخابي في هزيمة المرشح الجمهوري المنافس في انتخابات منصب حاكم إلينوي بخلاف أنه كان من بين المرشحين الذين اختارتهم حملة كامالا هاريس الرئاسية كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس. ومن المقرر أن يزور جي بي (60 عامًا) نيو هامبشاير التي ينطلق منها تقليديا قطار الانتخابات التمهيدية الرئاسية في البلاد كما هو معتاد وسيقود حملة الحزب الديمقراطي في 27 أبريل الجاري لجمع التبرعات للحزب، وسوف يلقي كلمة تحفيزية وهجومية عما يراه استبداد ترامب، غير أنه سيدعو الديمقراطيين إلى التحرك ضد ترامب. كل هذه المؤشرات قد تكون في صالح الموقف المصري والسياسة المصرية الحالية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة تطلعات ترامب الخارجة عن نطاق العقل، فالسياسة النقدية الأمريكية تشهد حاليًا اضطرابات وعدم استقرار في اتخاذ قرارات واضحة، وكما أكد الدكتور محمود محيي الدين الخبير الاقتصادي ومبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة أن مرجعية ذلك إلى الإجراءات التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي وصفها بالمثيرة للجدل، في نفس الوقت الذي تزداد فيه فرص النمو الاقتصادي في مصر وتتعزز بشكل ملحوظ مع التوسع في حركة التجارة العالمية وهو ما جعل الصين تسعى حاليًا بشكل متسارع لنقل استثماراتها إلى قارة إفريقيا وذلك في أعقاب فرض ترامب لرسوم جمركية جديدة، وأن وجهة الصين الأولى ستكون إلى مصر، فهي دولة عظمى ومن الطبيعي أن تفكر في شراكة استراتيجية مع الدولة العظمى والأهم والأقوى والأكثر استقرارا في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يجعلنا نفهم التحركات التي يقوم بها بحنكة وهدوء شديد الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس إندونيسيا إلى القاهرة وما تمثله الزيارتين من فرص قيمة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر. وبما يؤسس لدخول مصر كعضو فاعل ونشط في كافة التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية، ثم ما قام به الرئيس مؤخرا من في زيارتيه لدولة قطر ودولة الكويت والعودة باتفاقيات استثمارية مليارية سيظهر أثرها على الساحة الاقتصادية المصرية في القريب العاجل. لا شك أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف تساهم في إضعاف قوة الدولار الأمريكي وستحفز لفكرة التحول إلى الاعتماد على سلات متنوعة من العملات بعيدا عن الدولار الأمريكي بالإضافة إلى تكتل القوى الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة والكبرى لتتوحد ضد القوة الاقتصادية الأمريكية، لذلك نرفع القبعة للرئيس السيسي القائد المحنك الذي يدير المشهد ببراعة وثقة وإيمان كبير بقدرات مصر وثقلها، فقد حقق بالفعل نقلات نوعية وإنجازات كبيرة في مشروعات البنية الأساسية في مختلف القطاعات الأخرى، وهو الأمر الذي يزيد من فرص جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر ، ثم لا ننسى إدارته لسفينة الوطن مراعيا الأمن القومي المصري رغم أن مصر تُعد من أكثر الدول التي تضررت اقتصاديًا نتيجة للحرب الدائرة في قطاع غزة والاضطرابات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، ورغم ذلك لم تتنازل القيادة المصرية أمام الضغوط الأمريكية.... تحيا مصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store