logo
#

أحدث الأخبار مع #بسوسمحمدملحم

أدب الأطفال العربي... بين التسلية والتنشئة
أدب الأطفال العربي... بين التسلية والتنشئة

الدستور

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

أدب الأطفال العربي... بين التسلية والتنشئة

بسوس محمد ملحم يمثّل أدب الأطفال حجر الأساس في تشكيل الوعي الثقافي والنفسي للطفل العربي، وهو ليس مجرد حكايات قبل النوم أو قصص مسلية، بل هو وسيلة تعليمية وتربوية تسهم في بناء القيم وتوسيع الخيال وتنمية المهارات اللغوية والعاطفية منذ السنوات الأولى من العمر. أدب الطفل... أداة تنشئة لا تسلية فقط عندما نقرأ للأطفال أو نمنحهم كتباً مناسبة لأعمارهم، فإننا لا نمنحهم كلمات وحكايات فقط، بل نغرس فيهم حب القراءة، ونفتح لهم نوافذ على العالم، ونمدّهم بأدوات الفهم والتعبير. فالقصة الجيدة تساعد الطفل على فهم ذاته، والتمييز بين الخير والشر، والتفاعل مع مجتمعه بطريقة صحية. كما يسهم أدب الطفل في تنمية الخيال والإبداع، إذ تنقل الحكايات الأطفال إلى عوالم سحرية يكتشفون من خلالها الحلول، ويخوضون مغامرات تساعدهم في فهم مشاعرهم والتعامل مع الصعوبات. أزمة المحتوى أم أزمة إنتاج؟ رغم أهمية أدب الأطفال، إلا أن المشهد العربي يعاني من مشكلات جوهرية، أبرزها ضعف المحتوى، وغياب الرؤية التربوية، وندرة النصوص التي تعكس بيئة الطفل العربي وهويته الثقافية. كثير من القصص تُترجم عن لغات أجنبية دون مراعاة للقيم أو السياق الاجتماعي المحلي، مما يُفقد الطفل التواصل العاطفي مع النص. كما أن بعض دور النشر تهتم بالرسوم على حساب الجودة اللغوية أو التربوية، مما يؤدي إلى إنتاج كتب مبهرجة بصرياً، لكنها فقيرة من حيث المعنى والمغزى. اللغة بين الفصحى واللهجة تُثار تساؤلات عديدة حول اللغة الأنسب لأدب الطفل: هل يجب أن تكون فصيحة أم باللهجة المحكية؟ ورغم أن الفصحى تُعد الأداة الأهم لترسيخ اللغة السليمة في ذهن الطفل، فإن الدمج المدروس بين الفصحى والأساليب القريبة من لغة الطفل اليومية قد يكون أكثر جذباً له، شريطة ألا يُضحّى بجمالية اللغة أو دقتها. نماذج ناجحة وأمل متجدد هناك تجارب عربية مشرفة في أدب الأطفال مثل أعمال زكريا تامر، وكاملة بدران، وهديل غنيم، بالإضافة إلى مبادرات حديثة في الأردن ومصر ودول الخليج، تهدف إلى إنتاج كتب عالية الجودة تجمع بين الإبداع والرسالة. كما أن جوائز مثل «اتصالات لكتاب الطفل» و»جائزة الشيخ زايد» ساهمت في تشجيع الإنتاج العربي المتميز في هذا المجال. في الختام إن أدب الأطفال ليس ترفاً ثقافياً، بل هو ضرورة تربوية لبناء أجيال مثقفة، مبدعة، قادرة على التفكير والنقد والتعبير. وإذا أردنا أن ننهض بالواقع الثقافي العربي، فعلينا أن نبدأ من الطفولة، حيث توضع البذور الأولى لكل حلم عظيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store