منذ 12 ساعات
صُنّاع الأزمة
خبرني - لمصلحة مَن يُجْتَهَد في صناعة الأزمات بدلاً من تجنبها! امتحان التوجيهي الذي يرافقه التوتر والقلق والتحديات الأكاديمية والصعوبات المالية في بيئة تعليمية مُعلِّمها يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، البنية تحتية لمدارسها ليست بالمستوى المأمول والمنهاج التعليمي يسوده الكثير من الجدل والآراء. في هذا الوقت تحديدًا نشعر بغياب التخطيط الاستراتيجي من قبل وزارة التربية والتعليم في إدارة ملف مهم له أثر بالغ في السلم المجتمعي. فحين يسود الشعور بالتسلط و القلق والتوتر داخل مجتمع يعاني من تحديات اقتصادية، وفي ظل ظروف اقليمية متوترة كانت السماء خلالها تعج بالصواريخ والمسيرات، وصافرات الإنذار التي تقطع حبل الأفكار للطالب، وحناجر الإعلام الأردني التي نَشِفَت وهي تدعو لوحدة الصف والتكاتف لتحصين الجبهة الداخلية. في كل هذه الظروف غير التقليدية يخرج علينا من سماه الأردنيون (خوارزمي الأردن) بامتحان مثير للجدل وكأنه يفرّغ أحقادًا شخصية بداخله على الطلاب مواكباً بذلك اقرانه الذين سبقوه ووصِفُوا ايضا (بسيبويه و شكسبير).
إن الرأي العام الذي تشكل حول امتحان التوجيهي 2007 بسبب الممارسات غير العادلة بحق الطلاب هو رأي عام حقيقي وغير مفتعل. فبعد عام مليء بالجهد والتحضيرات والاندفاع نحو المستقبل، يأتي صُنّاع الأزمة ليحدثوا شرخاً عميقاً في نفوس الاردنيين الذين يتغنون بحبهم للوطن ويحرصون على لُحمة الصف الواحد، يأتي ذلك المسمى بالخوارزمي ليحبط الآباء والأمهات والطلاب بأسئلة ليست ضمن المنطق ليعكر بذلك مشاعراً نبيلة بداخلهم ، ويمزجها بمشاعر الكراهية بسبب نهج إداري متخبط يغيب فيه مبدأ الرقابة والمتابعة. إن المسؤولين عن إدارة هذا الملف يجب أن يبرروا الأسباب التي دفعتهم لتحطيم معنويات جيل من أجيال هذا الوطن. ولكن في نهاية المطاف يظهر لنا جلياً أن صُنّاع الأزمة هما اثنين لا ثالث لهما (أبو العرّيف والحج مطاوع) واللذان نجحا في بث خطاب الكراهية والحقد في نفوس جيل من الشباب والشعور بعدم الرضا والإحباط لدى الأهالي المتأثرة.
في الختام أتمنى أن تصل هذه الرسالة الى سيدي ومولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه فلا ملجأ لنا بعد الله عزوجل إلا هو ، حتى يخفف من الألم المجتمعي الذي أصاب قلوب الأمهات والآباء والأبناء، متمنين إعادة النظر بالأسئلة وحذف الخارج عن المألوف منها وتقديم كل من أشرف ودقق وكتب تلك الأسئلة الى القضاء؛ فالوسطيّة نهج حياة والتطرف منبوذ؛ فمن يسرب الأسئلة من باب التسهيل على الطلاب أو من يعقّدها هما سيّان فكلاهما متطرف رغم اختلاف الاتجاه بينهما.
حمى الله بلدي من صُنّاع الأزمة وحسبنا الله ونعم الوكيل.