منذ 11 ساعات
بلدية طبقة فحل تطلق مشروعا رائدا لإعادة تأهيل السوق التجاري في المشارع
علا عبد اللطيف
اضافة اعلان
الأغوار الشمالية - أطلقت بلدية طبقة فحل، ممثلة برئيسها الأستاذ كثيب الغزاوي، مشروعا طموحا لإعادة تأهيل الأرصفة والجزر الوسطية في قلب السوق التجاري ببلدة المشارع ضمن خطتها الشاملة لمعالجة مشكلة الاكتظاظ المروري والتجاري الذي عانى منه السوق لسنوات طويلة.ويأتي هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 93 ألف دينار أردني بتمويل كامل من صندوق البلدية بناء على مطالبات متكررة من السكان والتجار بضرورة معالجة الاختلالات ورفع السوية البيئية للمنطقة التي لطالما شكلت تحديا حقيقيا لهم.ويبين مواطنون أن السوق التجاري في منطقة المشارع لطالما كان أحد الشرايين الحيوية للواء الأغوار الشمالية ونقطة تجمع للنشاط الاقتصادي، ولكنه في الوقت يعاني من للفوضى والعشوائية، منوهين إلى أن مطالباتهم المتكررة لم تثمر خلال السنوات الماضية عن إيجاد الحلول المناسبة.ووفق المواطن محمد الرياحنة فإن الانتشار العشوائي وغير المنظم للبسطات في وسط الشارع خلق حالة من الفوضى المرورية التي أثرت سلبا على تدفق المركبات والمشاة، وتسببت في مشاكل اجتماعية واقتصادية طالت العديد من التجار، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل جذري وتطبيق القوانين على الجميع دون استثناء لضمان انسيابية الحركة وحفظ النظام.ويعرب الرياحنة عن أمله في أن تنجح هذه الخطوة الجريئة من قبل البلدية في حل المشكلات المستعصية التي واجهتها المجالس البلدية السابقة والتي سيكون لها آثار إيجابية على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي, قائلا" آن الأوان أن ننهض بواقع المنطقة وسندعم الجهود التي تبذلها البلدية للمضي بهذا الاتجاه."ويؤكد التاجر علي القويسم أن ترك السوق في هذه الحالة من الفوضى قد أحدث خسائر مالية فادحة للعديد من أصحاب المحلات التجارية، موضحا أن غياب التنظيم الفعال دفع العديد من التجار إلى إغلاق محلاتهم بسبب التعثر المالي الناجم عن تدهور الأوضاع التجارية وعدم قدرة الزبائن على الوصول إلى المتاجر بسهولة.ويبين ان معاناة المواطنين والتجار على حد سواء تسلط الضوء على حجم المعضلة التي تواجه السوق التجاري والحاجة الملحة للتدخل البلدي لإعادة الحياة إليه، مثنيا على جهود البلدية بتلمس المشكلات الرئيسة للواء ووضع الحلول المناسبة لها بما يضمن تغيير الواقع الخدمي نحو الأفضل.ويؤكد متضررون ان اعتداء أصحاب البسطات على الأرصفة والشوارع العامة يعيق الحركة التجارية وتشكل خطرا يهدد مرتادي السوق والمارة، ناهيك عن إنها تعديا واضحا على القانون، مشددين على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حق المواطن في السير الآمن على الأرصفة وحق أصحاب المحال بالعمل في مناخ سوي، يساعدهم على تغطية كلفهم التشغيلية.من جانبه يقر رئيس بلدية طبقة فحل كثيب الغزاوي بأن الزيادة الملحوظة في حركة المرور والازدحام خلال السنوات الأخيرة خلقت العديد من المشاكل في السوق الرئيسي باللواء وأثر سلبا على تجربة التسوق وأدى إلى ارتفاع عدد الشكاوى المتكررة من قبل المواطنين والتجار، مبينا أن البلدية تعمل على تنفيذ رؤية إستراتيجية لتحسين البنية التحتية وتنشيط الحركة التجارية من خلال اتخاذ التدابير الرامية إلى تحسين الوضع القائم.ويشير إلى أن نقل بسطات الخضار الواقعة وسط السوق الرئيسي إلى الموقع الجديد الذي تم استحداثه بتكلفة تزيد على 55 ألف دينار يعد حجر الزاوية في خطة العمل التي تنفذها البلدية، لافتا إلى أن البلدية قامت بتقديم حوافز للمستفيدين من السوق الجديد عبر تسهيلات في عقود الإيجار، ما انعكس إيجابًا في تحسين جودة الخدمات المقدمة وسيتم لاحقا العمل على عدد من الإجراءات التي من شأنها تخفيف الازدحام وتحسين تدفق الحركة.ويؤكد الغزاوي أن هذه الإجراءات ستسهم بشكل فعال في تقليل الازدحام وتحسين تدفق الحركة داخل السوق، مما سيعزز من الكفاءة التجارية ويجعل من السوق مكانًا أكثر جاذبية للزوار، مضيفا أن هذه المبادرات تُعد جزءًا لا يتجزأ من خطة شاملة لتطوير البنية التحتية في بلدية طبقة فحل، إذ تسعى البلدية إلى خلق بيئة تدعم النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى تنشيط الحراك السياحي في المنطقة.ووفق رئيس البلدية فإن المشروع الذي تبلغ تكلفته 93 ألف دينار الممول بالكامل من صندوق البلدية يهدف إلى توسعة طريق الأغوار الدولي الذي يخترق السوق التجاري ما سيسهل حركة المركبات وتضمن انسيابية الحركة المرورية ويجعل من عملية التسوق أكثر سلاسة وراحة للمواطنين، لافتا إلى أهمية تأهيل الأرصفة الجانبية بمساحة مناسبة، والتي تُعد استكمالًا لخطة البلدية في تنظيم الوسط التجاري التي بدأتها نهاية العام الماضي بترحيل أصحاب البسطات العشوائية إلى السوق الشعبي الجديد.وينوه إلى أن البلدية عازمة على مواصلة جهودها الحثيثة في منع أي سلبيات بيئية وصحية واعتداءات على حرم الطريق العام في الوسط التجاري، سواء من المحلات التجارية أو البسطات التي كانت مبعثا لشكاوى متكررة من المواطنين وزوار المنطقة، مضيفا ان هذا العمل سيضمن تحقيق المصلحة العامة وضمان إيجاد بيئة نظيفة ومنظمة.ويرى الغزاوي أن البلدية لن تتوانى عن استغلال فرص استحداث مشاريع تنموية واستثمارية والتعاون مع مختلف جهات القطاعين العام والخاص لهذا الغرض، ما يصب في رفد صندوق البلدية لغاية الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، داعيا المواطنين إلى إبداء المزيد من التعاون لإنجاح الخطط التي من شانها النهوض بواقعهم المعيشي والاقتصادي.من الجدير بالذكر أن لواء الغور الشمالي يُعد من المناطق الأكثر فقرًا في المملكة، حيث يعمل أغلب سكانه في القطاع الزراعي. لذا، فإن تحسين البنية التحتية وتنشيط الحركة التجارية في الأسواق المحلية لا يمثل فقط تطويرًا عمرانيًا، بل هو أيضًا دعم مباشر للاقتصاد المحلي وسبيل لتحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة. إن نجاح هذه المشاريع يعتمد بشكل كبير على تعاون المجتمع المحلي والتزام الجميع بتطبيق الأنظمة والقوانين لضمان استدامة هذه الجهود وتحقيق الأهداف المرجوة.