logo
#

أحدث الأخبار مع #بلفور،

نتنياهو يهدّد بإزالة الشرق الأوسط
نتنياهو يهدّد بإزالة الشرق الأوسط

الديار

timeمنذ 16 ساعات

  • سياسة
  • الديار

نتنياهو يهدّد بإزالة الشرق الأوسط

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لعل الغرب الذي يهتز لموت قطة، ولم يهتز لمقتل عشرات آلاف الفلسطينيين (هل اهتز العرب؟)، بدأ يستفيق من غيبوبة الرجل الأبيض. صرخة في "اسرائيل" خشية التحول في الرؤوس الأوروبية والأميركية، بعدما بدأت الصحف والشاشات تضج بالآراء التي تندد بـ"الابادة النازية" في غزة. ها هي بريطانيا بوعد بلفور، الذي رأى فيه لويد جورج "الصدى المقدس لوعد يهوه"، تستفيق، وكذلك فرنسا، وكذلك كندا والاتحاد الأوروبي. أنين الأطفال القتلى أو الجوعى يدق الآن على الأبواب الأميركية، على كل باب أميركي "بطائراتكم وبقنابلكم قتلتم العالم". من زمان كتبنا عن "موت العالم". حتى الموتى يصرخون من قبورهم أمام ذلك الشبق الجنوني للدم. اذاً نحن الذين رفضنا أن نضع باقة من الزهر على ضريح يعرب بن قحطان، نضع باقة الزهر على ضريح الفوهرر، لأن ما فعله بنيامين نتنياهو بالفلسطينيين (وباللبنانيين) يفوق بأضعاف ما فعله زعيم الرايخ الثالث باليهود. قد يفتح ديفيد غروسمان عينيه، ويصف رئيس حكومته بـ"قاتل اليهود"، مثلما وصف الكاتب النمسوي ستيفن زفايغ أدولف هتلر بـ "قاتل اليهود". لطالما قلنا "العرب قتلة العرب"، والا هل كان لدونالد ترامب أن يدعو، وسط تلك التلال من الجثث، الى التطبيع مع برابرة القرن. هكذا نحن من الغيبوبة العثمانية الى الغيبوبة الأميركية، لتظل أرضنا مسرحاً للعبة الأمبراطوريات وللعبة الآلهة، وحتى للعبة الايديولوجيات الرثة، لكأننا وجدنا في هذا العالم فقط لكي نرقص بين القبور. جو بايدن تجرأ في بدايات الحرب، وخرج من شخصية البطة العرجاء، ليقول لنتنياهو "أنك تضع مصير اليهود على حبل المشنقة". وهكذا قال توماس فريدمان، الذي كان ادوار سعيد يرى فيه "حاخام النيويورك تايمز"، لكن الرجل مضى في سياساته الهيستيرية الى حد قتل مليوني فلسطيني جوعاً. هذه ظاهرة لا مثيل لها في التاريخ، ومن هولاكو الى هتلر، ومن الفايكنغ الى المغول. دونالد ترامب جاءنا بعباءة اله القرن لكي يوقف الحروب. لم يكترث بالأشلاء التي تلف بالأكفان. متى كانت جثثنا، بما فيها جثث الباقين على قيد الحياة، تعني الغزاة؟ فرنسا والسعودية دعتا الى مؤتمر دولي في نيويورك بين 17 و 20 حزيران، من أجل اطلاق خارطة الطريق الخاصة باقامة الدولة الفلسطينية. للتو هدد نتنياهو الذي يرى في الدولة الفلسطينية "القنبلة في ظهر يهوه"، بضم الضفة الغربية الى "اسرائيل". رجل ضد سائر البشر، على ظهره القنابل النووية. هذه المرة لا يعد ويتوعد بتغيير الشرق الأوسط، يعد وبتوعد بازالة الشرق الأوسط، وربما بازالة العالم، اذا عدنا الى النصوص التوراتية والتلمودية، التي ترى أن ظهور "الماشيح" في آخر الأزمنة، يقتضي ازالة أي أثر لكل من لا يعتنق اليهودية. الآن بدأت ترتفع الأصوات في أوروبا. في أميركا وباء آخر هو اللاسامية، على شاكلة المكارثية التي شاعت في مطلع الخمسينات من القرن الفائت، والتي وضعت في قفص الاتهام كل من يحاول احداث تغيير في البنية الفلسفية للأمبراطورية، حتى إن الفيلسوف اليهودي - الأميركي نورمان فلنكشتاين، يرى في استخدام اللاسامية سلاحًا ضد كل من يعترض على السياسات الوحشية لليمين الاسرائيلي "حلقة سوداء من تلك السلسلة الطويلة التي دأبت على تشويه العقل البشري". تلك الأصوات التي تعتبر أن الهولوكوست اليهودي وضع التراجيديا اليهودية في الضوء، وأدى الى التعجيل بولادة دولة "اسرائيل"، تعتبر أيضاً أن الهولوكوست الفلسطيني الذي وضع التراجيديا الفلسطينية في الضوء، لا بد أن يؤدي الى التعجيل بولادة دولة فلسطين. هل هو انقلاب في الرؤية الأوروبية للعرب، بعدما كان الشائع ثقافيًا وتاريخيًا، الا مساواة بين الجثث، ولا مساواة بين البشر، لكأن الحضارات لم تظهر على هذه الأرض، كذلك الديانات. الفيلسوف الفرنسي اليهودي ادغار موران، وجه رسالة الى الرئيس جورج دبليو بوش، غداة 11 أيلول 2001 "عندما تطلق الرصاص على أي رأس هناك لكأنك تطلقه على رأس آدم"!... مطحنة الدم في غزة لا بد أن تفضي الى "المطحنة الديبلوماسية" في نيويورك. حتى الآن لا كلام للرئيس الأميركي. ما يتردد في الظل أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم يكونا ليطرحا موضوع المؤتمر الدولي لولا الضوء الأخضر الأميركي، لنسأل اذا كان الرجل الذي حاول القفز فوق القضية الفلسطينية، وفرض دومينو التطبيع على ما تبقى من الدول العربية، قد اقتنع أخيراً بأن وقف الصراع يبدأ من فلسطين، لا من اي مكان آخر. في الثمانينات من القرن الفائت، فكر الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران بالدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط في مدينة البندقية. للتو ظهر مقال في "النيويورك تايمز" استوحي عنوانه من عنوان رواية الألماني توماس مان الشهيرة "موت في البندقية". رجل الاليزيه فهم أن مفاتيح المنطقة في واشنطن لا في باريس بروائع كوكو شانيل، ولا في موسكو بديبلوماسية راقصات البولشوي، ولا في بكين بديبلوماسية الرقص على رؤوس الأصابع. الشرق الأوسط يتغير، ولكن لحساب من؟ ميريام ادلسون، أرملة الملياردير النيويوركي شلدون ادلسون، اقترحت اضافة فصل جديد الى التوراة يحمل اسم "سفر ترامب". الآن يصفه معلقو اليمين بالرجل "الذي ألقى بأمن اسرائيل الى الكلاب". ما علينا الا أن ننتظر...

لبنان: بسط سلطة الدولة والإصلاح شرطان لا مفر منهما
لبنان: بسط سلطة الدولة والإصلاح شرطان لا مفر منهما

الشرق الأوسط

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الشرق الأوسط

لبنان: بسط سلطة الدولة والإصلاح شرطان لا مفر منهما

تُشكّل التحولات السياسيّة الأخيرة في الشرق الأوسط منعطفات غير مسبوقة، ويعتبرها البعض بمثابة «مرحلة تأسيسيّة» للحقبة المقبلة، أسوةً بما حدث في المحطات الأساسيّة السابقة في القرن العشرين، مثل وعد بلفور، واتفاقيّة سايكس بيكو، ونكبة 1948، ثم حرب 1967، وسواها من المراحل التاريخيّة المهمة التي تركت آثارها على الواقع لعقود طويلة. كما أن لبنان، بدوره، يعيش تحولات عميقة بفعل تبدّل موازين القوى عقب الحرب الإسرائيليّة عليه، التي انتهت بوقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إلا أن الانتهاكات ما زالت يوميّة في مختلف المناطق اللبنانيّة. وتحتل إسرائيل لغاية اليوم خمس نقاط استراتيجيّة ترفض الانسحاب منها متذرعة باستكمال تطبيق التفاهم الذي ينص عليه وقف إطلاق النار. واضحٌ أن الدعم الدولي للبنان معلقٌ بانتظار تحقيق التقدّم في ملفين وهما؛ الإصلاحات وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، بما يشمل عمليّاً تسليم سلاح «حزب الله»، وأن كل حراك سياسي لاستقطاب الدعم لن يجدي نفعاً قبل تحقيق نتائج ملموسة في هاتين القضيتين. وإذا كان العهد الجديد بقيادة الرئيس اللبناني جوزيف عون، والحكومة الجديدة برئاسة القاضي نواف سلام، يتلمسان الطريق الأمثل لتحقيق خطوات عمليّة ناجعة في هذين الملفين، فإن ثمّة بشائر إيجابيّة يمكن تسجيل طلائعها في ملف الإصلاح الذي لطالما كان من أصعب الملفات وأكثرها تعقيداً على مدى عقود، نظراً لتداخله مع شبكة من المصالح السياسيّة والطائفيّة والمصلحيّة، الأمر الذي أدّى عمليّاً إلى تجذر الفساد وانتشاره على المستوى السياسي والاقتصادي والإداري. فمشكلة المودعين اللبنانيين (وغير اللبنانيين ممن أودعوا أموالهم في المصارف اللبنانيّة) تتطلبُ حلاً عادلاً يحفظ حقوقهم ولا يحملهم الخسائر، لا سيّما أن 28 في المائة من الودائع لا تتجاوز قيمة الإيداع فيها المائة ألف دولار، أي أنها تصنّف بأنها من الودائع الصغيرة والمتوسطة، وتبلغ كلفتها الإجماليّة نحو 20 مليار دولار. وهذا يتطلب رزمة قوانين وإجراءات مثل السريّة المصرفيّة، ووقف سقوف التحويلات، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وهي قوانين مهمة لها تأثيرات على الهوية الاقتصاديّة للبلاد. لم يعد بالإمكان إدارة لبنان وفق الطريقة القديمة، فلقد دنت ساعة الحقيقة، وأصبح الجميع أمام مسؤولياتهم يسلكون دروباً جديدة من الإصلاح تتيح بناء واقع لبناني جديد يكون الاستقرار عنوانه الرئيسي، ويكون مكاناً جاذباً للاستثمار والتوظيفات التي انسحبت منه نظراً لواقعه السياسي والاقتصادي والمالي المأزوم. فمسألة إعادة بناء الثقة مجدداً تقع في صلب أولويات العهد وهي تُشّكل تحدياً رئيسياً لنجاحه في تطبيق الوعود التي أطلقت في خطاب القسم والتي كانت بمثابة بارقة أمل للبنانيين بأن تكون قد انطلقت مرحلة جديدة من التغيير الذي طال انتظاره على الصعد؛ السياسيّة والاقتصادية والمعيشيّة. إلا أن المسألة الأكثر دقة تتمثّل في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وإذا كان من المتعارف عليه أن هذه اللازمة هي من بديهيّات وظائف الدولة السياديّة في أي مكان في العالم، فإنها ليست بهذه البساطة والانسيابيّة في لبنان، خصوصاً أن المطالبة بتسليم سلاح «حزب الله» تأتي في أعقاب حرب مدمرة نالت من الحزب وقدراته العسكرية والبشريّة، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، ثم خليفته هاشم صفي الدين. وإذا كان ثمة من يعتبر أن الحرب الأخيرة أسقطت مفهوم «توازن الردع» الذي لطالما تغنّى الحزب به (ولعل هذا صحيح بالمعنى العسكري)، فإن ذلك لا يلغي أن قدرة لبنان على مواجهة التهديدات والانتهاكات الإسرائيليّة المتواصلة من خلال الدبلوماسيّة وحدها ليس كافياً، والدليل عدم قدرته على دفعها للانسحاب من النقاط الخمس المحتلة. بين هذا وذاك، لا تبدو الخيارات المتاحة أمام لبنان كثيرة، لكن يبقى الأهم هو الحفاظ على الوحدة الداخليّة؛ لأن مفاعيل سقوطها أشد إيلاماً من الحروب الخارجيّة، رغم ضراوتها، ولأن نتائجها السلبيّة غير قابلة للمحو على مدى سنوات طويلة إلى الأمام. لقد دار فائض القوة دورته على كل الفئات اللبنانيّة، وكانت النتيجة الإقرار، إنما بأثمان باهظة، أنه ليس كفيلاً بتغيير المعادلات الداخليّة، وأنه في نهاية المطاف، لا مفر من التفاهم بين اللبنانيين، حتى ولو كان بدفع خارجي، للخروج من عنق الزجاجة. من الضروري استخلاص الدروس والعبر مما حصل ويحصل، وإلا الدوران مجدداً في حلقة الشر المدمرة.

الترانسفير…أو هولوكوست الفلسطينيين ٣- اللحظة الخليجية والخذلان العربي !!!
الترانسفير…أو هولوكوست الفلسطينيين ٣- اللحظة الخليجية والخذلان العربي !!!

مصر 360

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصر 360

الترانسفير…أو هولوكوست الفلسطينيين ٣- اللحظة الخليجية والخذلان العربي !!!

في مقال الأسبوع الماضي، ونحن نفكر كيف يواجه الفلسطينيون والعرب مشروع الترانسفير (التطهير العرقي للفلسطينيين) من أرضهم، قلنا إن احباط هذا المشروع ممكن، بشرط ألا يتعرض الصمود الفلسطيني لأي درجة من درجات الخذلان العربي، وأشرنا إلى أن لهذا الخذلان- الذي نخشاه- سوابق في كل مراحل القضية، وهي سوابق ساهمت بقوة في إجهاض نضال الفلسطينيين، بل وفي إلحاق خسائر فادحة بهذا النضال. لعل أول أشهر الوقائع في تاريخ إضرار العرب أنفسهم بالموقف الفلسطيني هي واقعة قبول الهاشميين سرا لوعد بلفور، في اتفاقية وقعها كل من الأمير فيصل بن الشريف حسين، وحاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية عام ١٩١٩ في باريس، وقبل أعمال مؤتمر فرساي الشهير للصلح بعد الحرب العالمية الأولى. واقعة الخذلان العربي الثانية لنضال الفلسطينيين، كانت في استجابة الملوك والزعماء لطلب بريطانيا إليهم التوسط لتهدئة (أي لإنهاء) الثورة العربية الكبرى ضد تكثيف وتوسع الهجرة والاستيطان اليهوديين، وذلك بتشجيع وتسهيلات من سلطات الانتداب البريطاني، والتي اندلعت عام ١٩٣٨، وتوالت مضاعفاتها طوال عامين تاليين، وذلك أيضا دون ضمانات كافية لتنفيذ تعهدات الكتاب الأبيض لعام ١٩٣٩ المترتب على أحداث تلك الثورة، وخاصة ما يتعلق بالحد من الهجرة اليهودية إلى ٧٥ ألفا فقط كل عام لمدة سنوات، ومنع اليهود من تملك المزيد من الأراضي العربية، إلا في مساحة من أراض الانتداب، لا تزيد عن ٥٪؜، إذ رغم أن غالبية الزعماء الفلسطينيين رأوا أن هذه التعهدات تُبقي الباب مواربا أمام استمرار تدفق المهاجرين اليهود، وأمام مزيد من استيلاء اليهود على أراضيهم، فإن المسئولين البريطانيين والزعماء العرب لم يستطيعوا الوفاء بهذه التعهدات، لأن الولايات المتحدة كانت قد دخلت على خط القضية الفلسطينية تأييدا للمشروع الصهيوني، وضغطت بشدة لإزالة أو تخفيف القيود على الهجرة اليهودية إلى فلسطين. أما الكارثة الأكبر في تاريخ الخذلان العربي للشعب الفلسطيني، فكانت خلال حرب عام ١٩٤٨ التي دخلتها الدول العربية بهدف معلن، هو منع قيام دولة إسرائيل (التي كان قد أعلن قيامها)، وذلك بعد أن رفض العرب في الأمم المتحدة وفي جامعتهم العربية قرار الجمعية العامة بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، إلا أنه اتضح فيما بعد من الوثائق البريطانية، أن جميع هذه الدول كانت قد اتفقت سرا مع الدول الكبرى، وخاصة بريطانيا على أن لا تتجاوز جيوشها حدود المنطقة المخصصة للدولة العربية في قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة، وهذا هو ما يفسر المآسي أو المهازل التي وقعت من العرب، وفيما بين العرب وضد العرب بعضهم البعض في ميدان القتال، وقد نشرت تلك الوثائق البريطانية في كتاب العروش والجيوش للأستاذ محمد حسنين هيكل. إذن كان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل محقا في نصيحته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية فترته الرئاسية الأولى- كما أشرنا في المقال السابق- بألا يهتم بالمواقف والقرارات العلنية للزعماء العرب، لأنهم يحبون ويدمنون الهمس في الظلام بمواقفهم الحقيقية. تأسيسا على ذلك، فمن المحتمل بنسبة كبيرة ألا تكون قرارات قمة القاهرة الأخيرة هي الكلمة النهائية والموقف الأخير من مشروع الترانسفير أو التهجير الجماعي، أو بمعنى أصح التطهير العرقي للفلسطينيين، ليس من غزة فقط، لكن وهذا هو المطلب الأكثر إلحاحا من الضفة الغربية، تنفيذا لما أطلقنا عليه في المقال الأول من هذه السلسلة بحل ترامب النهائي للمسألة الفلسطينية، ولكنه ليس الحل النهائي بالمعني الإيجابي، ولكن بالمعنى السلبي، أسوة بنظرية الحل النهائي النازي للمسألة اليهودية، أي المحرقة أو الهولوكوست، مع استبدال المحرقة بالتطهير العرقي الشامل، أو الإبادة الجماعية، كما يحدث في غزة. نحن نعلم، أن قمة القاهرة رفضت مبدأ ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة بذريعة تسهيل إعادة الإعمار، الذي كان قد اقترحه الرئيس ترامب، وأن هذه القمة قد تبنت الخطة المصرية لإعادة الإعمار، ولإدارة غزة بعد الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وأخيرا على شق مسار لإقامة الدولة الفلسطينية، وفقا لمبدأ حل الدولتين، لكننا نعلم أيضا، أن تقارير عديدة منسوبة إلى مصادر عليمة تحدثت عن تحفظات من دولة الإمارات العربية المتحدة على الرفض المطلق الجامع المانع لمبدأ هجرة (أو تهجير) الفلسطينيين طوعا أو كرها، بحيث يبقى باب الهجرة الطوعية مفتوحا، وبالطبع فمع الديناميات والإغراءات وضغوط الاحتلال بالعنف الدموي والقمع والحرمان الاقتصادي، فلن يكون هذا الطوعي محدودا، ولكنه سيصبح بلا حدود، ولن يبقي الأمر مقصورا على غزة، ولكنه سيمتد إلى الضفة لا محالة. أحدث التقارير الواردة من واشنطن على موقع ميدل إيست آي يوم الثلاثاء الماضي، تقول إن الإمارات تضغط هناك من أجل عدم تبني الخطة المصرية. وتأتي أهمية هذه التقارير، مما يسمى باللحظة الخليجية، وهذا مصطلح صكه أستاذ علوم سياسية إماراتي؛ ليؤصل من خلاله ملاحظة انتقال مركز قيادة الأمة العربية من دول الأنهار والثقل السكاني، والأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي (أي مصر وسوريا والعراق) إلى دول النفط والوفرة والاستقرار أي دول الخليج، ومن ثم انتقال عملية صنع القرار، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل إليها، خاصة على خلفية فشل تلك الدول النهرية في مواجهة إسرائيل، و الحصول للشعب الفلسطيني على حقوقه. وأحدث التطورات هي استئناف إسرائيل حرب الإبادة في غزة منذ فجر الاثنين، وإعلانها انتهاء وقف إطلاق النار، وتأييد الرئيس ترامب العلني لاستئناف هذه الحرب، وعودة الوزراء اليمنيين الغاضبين من وقف إطلاق النار السابق إلى حكومة نتنياهو… وهي كلها تطورات تنذر، بأن التالي أسوأ، وربما يبدأ تنفيذ مشروع الترانسفير بأسرع كثيرا مما نتوقع. على أية حال، ربما نكون قد عرفنا المزيد قبل كتابة المقال التالي. اقرأ أيضا : الترانسفير.. أو هولوكوست الفلسطينيين ا- حل ترامب النهائي في الشرق الأوسط اقرأ أيضا: الترانسفير.. أوهولوكوست الفلسطينيين ٢- ماذا يفعل العرب؟

من وعد بلفور الى وعد ترامب !
من وعد بلفور الى وعد ترامب !

معا الاخبارية

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • معا الاخبارية

من وعد بلفور الى وعد ترامب !

لم يصدق نتنياهو نفسه وهو يستمع الى تصريحات ترامب في البيت الأبيض، المفاجئة ساحقة . وعد جديد يعتبر أهم من وعد بلفور، الذي قدّم لللورد روتشيلد عام 1917 لمنح اليهود وطناً قومياً في فلسطين. فوعد ترامب مكن اسرائيل من تحقيق أهدافها ليس فقط من الحرب على غزة، وإنما أيضاً من تغيير خارطة الشرق الأوسط ! اعتبر البعض أن ترامب فقد صوابه، أو ربما تحدث بعاطفته الدينية المعبقة بترتيلات المسيحيين الصهاينة، ولكن الحقيقة ليست هكذا. إن تصريحاته تؤكد على أن إسرائيل كانت وستبقى مشروعاً أمريكياً بامتياز، إنها أرض وقاعدة أمريكية متقدمة في الشرق الأوسط، ولذلك فإن ما تقدمه الإدارات الأمريكية لها من دعم وإسناد ليس من قبيل التضامن، وإنما من منطلق المصالح الأمريكية الخالصة، والتي تقضي بدعم التوسع الاسرائيلي – أقصد الأمريكي- في الشرق الأوسط. لقد تتضمن وعد ترامب عدة بنود أساسية لإسرائيل، وهي تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ومنع جميع الحركات المناهضة لاسرائيل باعتبارها معادية للسامية، وتعزيز الاسثمارات العالمية في قطاع غزة تحت إشراف وسيطرة أمريكية، وتوسيع دائرة التطبيع في إطار اتفاقية أبراهام، وتقويض المشروع النووي الايراني. هذه الوعود الصارمة والواعدة لإسرائيل لا تأتي في سياق رسمي، وإنما تدخل في إطار الوعود والتصريحات، ولهذا لم يتبناها البيت الأبيض رسمياً كما تم الإعلان عنه البارحة. وهذا لا يخرج هذه الوعود عن الجدية السياسية تماماً كما حدث في وعد بلفور، حيث سرعان ما تبنت الحكومة البريطانية ومجلس العموم وعد بلفور، ويتوقع أن تمرر وعود ترامب في الكونجرس الأمريكي والادارة الجديدة بنفس المنوال. في الواقع، يهدف كلا الوعدين الى تصفية القضية الفلسطينية، ولكن وعد ترامب يتميز بإعلانه الصريح عن الرغبة في تهجير الفلسطينيين وربما ضم الضفة الغربية لاحقاً أو أجزاء منها. بالنسبة لبلفور فقد تعاطف مع اليهود واعتبر أن منحهم وطناً قومياً في فلسطين سيكون حلا لمشكلتهم، أما بالنسبة لترامب فقد تعاطف مع الفلسطينيين واعتبر أن التهجير سيكون حلاً مثالياً لمعاناتهم المستمرة مع الحروب والتدمير!. وللمفارقة، فإن ترامب الذي يشن حرباً ضد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة والذين يقدر عددهم بأكثر من 11 مليون مهاجر، يسعى لإعادتهم الى أوطانهم، بينما يريد بوعوده للصهيونية أن يهجر الشعب الفلسطييني الى عدة دول متناسياً أن تهجيرهم من غزة يجب أن يكون فقط الى قراهم ومدنهم التي هجّروا منها عام 1948! وللمفارقة أيضاً، فإن ترامب تعامل مع قضية الشعب الفلسطينيي باعتبارها قضية إنسانية وليست سياسية، فلم يتحدث عن دولة فلسطينية سواء على الأرض الفلسطينية أو خارجها، بينما تعامل بلفور مع ما يسمى بقضية اليهود باعتبارها قضية سياسية بالأساس ومنحهم حق إقامة الدولة. في المحصلة، فإنني أكاد أجزم أن فلسطين في وعود بلفور وترامب لم تكن سوى أرضاً للبيع والاستثمار، وأن الفلسطينيين ليسوا سوى سكاناً وليس شعباً يريد الحرية والاستقلال. وكأن هؤلاء الأقوياء أصيبوا بالعجرفة لدرجة أنهم باتوا يقسمون الأوطان ويتاجرون بها ويمنحوها للغرباء. في هذا العالم الظالم، باتت فلسطين بالنسبة لهؤلاء الأقوياء الأنجاس ورقة يقامرون بها ويبتزون الآخرين من خلالها. ويبقى السؤال المهم الآن هو هل سينجحوا؟ هل سيسمح الشعب الفلسيطني بتمرير مثل هذه الوعود؟ في الواقع، هذا الشعب العظيم الذي صمد في حرب الابادة الجماعية ولم يترك أرضه طوال هذه الحرب لن ينتظر العم ترامب ليمرر وعوده المجنونه. إن مواجهة وعد ترامب يجب أن تكون مدروسة وواقعية وقادرة على تجنيد الجماهير ضدها، هذه الخطة يجب أن تتضمن العودة السريعة للسلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، والبدء بإعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق الفعال مع القاهرة وعمان، وضرورة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store