logo
#

أحدث الأخبار مع #بمعهدالإسكندريةالدِّيني

المجددون.. محمود شلتوت، شيخ الأزهر وأول من لُقِّب بـ"الإمام الأكبر"
المجددون.. محمود شلتوت، شيخ الأزهر وأول من لُقِّب بـ"الإمام الأكبر"

فيتو

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فيتو

المجددون.. محمود شلتوت، شيخ الأزهر وأول من لُقِّب بـ"الإمام الأكبر"

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. هو أحد أبرز من تولوا مشيخة الأزهر الشريف، وأول من لُقِّب بـ"الإمام الأكبر"، وأدخل الفتيات للالتحاق بالمعاهد الأزهرية، وكات له الفضل في صدور قانون تطوير الأزهر. اعتبره محمود حمدي زقزوق ومحمد رجب البيومي من أهم المجددين، في القرن الثالث عشر الهجري. ولد الشيخ محمود محمد شلتوت سنة 1893م في قرية منية بني منصور من أعمال مركز إيتاي البارود. نشأته وتعليمه كانت البداية بحفظه للقرآن الكريم في قريته، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1906م، وكان أول فرقته في جميع مراحل الدراسة، وحصل على شهادة العَالِمية سنة 1918م، وكان أول الناجحين. تم تعيينه مُدرِّسًا بمعهد الإسكندرية الدِّيني في أوائل سنة 1919م، وفي هذا العام قامت الثورة، وشارك فيها شلتوت بقلمه ولسانه. كان المراغي شيخًا للأزهر فرأى الانتفاع بالشيخ شلتوت لما لمسه فيه من مواهب فذة، وثقافة واسعة، وحب للتجديد والإصلاح، فنقله إلى القاهرة مُدَرِّسًا بالقسم العالي، وكان يرأسه في وقتها الشيخ عبد المجيد سليم، الذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد. كتب الشيخ محمود شلتوت عدة مقالات في جريدة السياسة القومية، يدعو فيها إلى الأخذ بالمبادئ التي ذكرها المراغي في مذكرته المعروفة لإصلاح الأزهر. واجهت هذه الحركة الإصلاحية معارضة من بعض رجالات الأزهر، وكان الملك لا يرتاح إليها، فقامت العقبات في طريقها، فاستقال المراغي رغم مكانته العلمية بين المستنيرين من علماء الأزهر وطلابه. مع جمال عبد الناصر، فيتو وتولى المشيخة الإمام الظواهري، وكان من مؤيدي الإصلاح، ولكنه كان يراعي التأني، والتفاهم مع الحكام في تنفيذ خطوات الإصلاح، فثار عليه كثير من العلماء والطلبة، فقابل الظواهري ثورتهم بالشدة والعنف، ففصل شلتوت من منصبه، كما فصل عشرات من صفوة علماء الأزهر الذين كانوا في مقدمة المصلحين؛ لأنه اعتبرهم من مؤيدي المراغي، وممن يناصبونه العداء. اضطر شلتوت للعمل بالمحاماة أمام المحاكم الشرعية، وفي فبراير سنة 1935م أعيد إلى عمله بالأزهر مع المفصولين، فعُيِّن مُدَرِّسًا بكلية الشريعة، ولما عاد المراغي إلى المشيخة عينه وكيلا لكلية الشريعة. اختاره المجلس الأعلى للأزهر للاشتراك في مؤتمر القانون الدولي المقارن، المنعقد بمدينة لاهاي في هولندا في أغسطس سنة 1937م، فشارك كعضو في الوفد الذي يمثل الأزهر في هذا المؤتمر، فتقدَّم برسالة قيمة عن المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، ونال البحث إعجاب أعضاء المؤتمر، فأصدروا توصية بصلاحية الشريعة للتطور، وأنها مصدر من مصادر التشريع الحديث، وأنها أصيلة وليست مقتبسة من غيرها من الشرائع الوضعية ولا متأثرة بها، كما أصدر المؤتمر قرارًا بأن تكون اللغة العربية إحدى لغات المؤتمر في دوراته المقبلة، وأن يدعى إلى هذا المؤتمر أكبر عددٍ ممكن من علماء الشريعة على اختلاف المذاهب والأقاليم. مع الرئيس محمد نجيب، فيتو مناصب تولاها في سنة 1939م عُيِّن الشيخ مُفتِّشًا بالمعاهد الدينية، فمثلت ملاحظاته وتقاريره دراسات شاملة نافعة لأحوال المعاهد الدينية في مختلف النواحي العلمية والإدارية، فقرر المراغي إعادته مجددا وكيلا لكلية الشريعة ليمكنه من تحقيق برامجه الإصلاحية. وفي سنة 1941م تقدم الشيخ شلتوت برسالته "المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية" إلى جماعة كبار العلماء لنيل عضويتها، وقد فاز بها بإجماع الأعضاء. بدأ نشاطه في جماعة كبار العلماء باقتراح إنشاء مكتب علمي للجماعة، تكون مهمته معرفة ما يهاجم به الدين الإسلامي والرد عليه وبحث المعاملات التي جدت وتجد، ووضع مؤلف في بيان ما تحتوي عليه كتب التفسير المتداولة من الإسرائيليات، وتنقية كتب الدين من البدع والخرافات وقد ألفت لجنة لهذا الغرض برئاسة المغفور له عبد المجيد سليم، وكانت هذه اللجنة نواة لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية فيما بعد، وكان للشيخ شلتوت الفضل في اقتراحه ومتابعة المطالبة بإنشائه حتى تمَّ له النجاح، وظهر المجمع إلى الوجود في عهد مشيخته ولا يزال يؤدي دوره المؤثر إلى الآن. وفي سنة 1946م صدر قرار بتعيينه عضوًا بمجمع اللغة العربية وانتدبته جامعة فؤاد (جامعة القاهرة حاليا) لتدريس فقه القرآن والسنة لطلبة دبلوم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، فأدى مهمته خير أداء. وفي سنة 1950م عُيِّن مُرَاقِبًا عامًّا لمراقبة البحوث والثقافة الإسلامية بالأزهر، واستطاع في الفترة الوجيزة التي أشرف فيها على هذه المراقبة أن ينهض بها، وأن يوثق صلاتها بالعالم الإسلامي في مختلف أنحاء العالم. وفي سنة 1957م اختاره محمد أنور السادات، وكان يشغل منصب سكرتير عام المؤتمر الإسلامي، مستشارًا للمؤتمر الإسلامي، ثم تم تعيينه وكيلا للأزهر فنهض بأعبائه وأدَّى رسالته خير أداء. إضافة لذلك كان، رحمه الله، عضوًا في اللجنة العليا للعلاقات الثقافية الخارجية وعضوًا في مجلس الإذاعة الأعلى، ورئيسًا للجنة العادات والتقاليد بوزارة الشؤون الاجتماعية، وعضوًا في اللجنة العالمية لمعونة الشتاء، كما كان من كبار المؤسسين لدار "التقريب بين المذاهب الإسلامية" التي قامت لإزالة الجفاء وتوثيق الصلات بين الطوائف الإسلامية، وبخاصة بين السنة والشيعة، وكانت له الصدارة في كل هيئة يشارك فيها بما يقدمه من آراء قيمة، وجهود حثيثة، ودراسات علمية متعمقة. فضيلة الشيخ محمود شلتوت، فيتو وكان، مع هذا كله، يلقي أحاديث في الإذاعة صباحًا، ويُحاضر في الجمعيات الثقافية مساء، ويكتب في الصحف والمجلات، ويشارك في الندوات في العاصمة والأقاليم، ويخطب الجمعة بالمسجد الذي أنشأه محمد علي في قصره بالمنيل، ويرد على الرسائل، ويفتي في المسائل، ويلتقي بزعماء المسلمين، ويحاضر في الكليات، ثم يتابع تأليف الكتب والأبحاث. مكانته الفقهية امتاز الإمام محمود شلتوت بشخصية متفردة، وخلق راقٍ، وطبيعة جميلة، فاحتلَّ مكانة سامية في فقه الشريعة الإسلاميةـ أتاحت له أن يكون المرجع الأكبر في عصره لطلاب المعرفة في كل ما يتعلق بمشكلات العصر الحديث وموقف الإسلام منها. وقد أعانه على بلوغ هذه المنزلة، مواهبه الشخصية، فقد كان، رحمه الله، يتمتع بذكاء حاد، وذاكرة قوية، وحب للبحث والقراءة والاستيعاب، وبصيرة ملهمة في فقه ما يستوعبه من دراسات. وقد تعمق الإمام في القراءة والبحث والدراسة، فدرس آراء أهل السنة والمعتزلة وغيرهم، كما درس المذاهب الأربعة ومذهب الشيعة الإمامية، والشيعة الزيدية، ومذهب الظاهرية، والإباضية، وغيرها. وأفادته تجاربه العديدة ومباشرته لكثير من الأعمال الثقافية الهامة في الإذاعة والمؤتمر الإسلامي ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها، في فهم المشكلات الاجتماعية، والبحث عن حلول مناسبة لها في نطاق الشريعة الإسلامية، كما أكسبته رحلاته العديدة في أنحاء العالم وصلاته بكبار زعماء العالم الإسلامي وكبار المستشرقين، معرفة كثير من الحقائق وألوان المعارف العديدة التي لم تتح لغيره من الشرعيين. إنتاجه العلمي ترك الشيخ الإمام محمود شلتوت ثروة طائلة من الأبحاث والدراسات القيمة، ومن أهم مؤلفاته: فقه القرآن والسُّنة.. مقارنة المذاهب.. يسألونك، وهو إجابة عن أسئلة تلقَّاها عن طريق الإذاعة.. منهج القرآن في بناء المجتمع.. المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، وهي الرسالة التي ألقاها في مؤتمر القانون الدولي المقارن في لاهاي، ونال بها عضوية جماعة كبار العلماء.. القرآن والقتال.. القرآن والمرأة.. تنظيم العلاقات الدولية الإسلامية.. تنظيم النسل.. إلى القرآن الكريم.. الإسلام عقيدة وشريعة. اتسم، رحمه الله، بالتواضع، فيتو كما كتب "الفتاوى"، لتعبر عن رأيه في كثير من المشكلات العصرية والاجتماعية. وتفسير القرآن الكريم (الأجزاء العشرة الأولى)، ويمتاز هذا التفسير بجعله السورة وحدة متكاملة مترابطة متسلسلة، كما يمتاز بالتزامه تفسير القرآن بالقرآن، وتنقية تفسيره من الإسرائيليات وأمثالها من الأساطير، وقد راعى فيه القصد والاقتصار على المعاني القرآنية دون استطراد. شلتوت شيخا للأزهر في الثالث عشر من شهر أكتوبر سنة 1958م، صدر القرار الجمهوري بتعيين الدكتور محمود شلتوت شيخًا للأزهر، فاستهل عمله بإنشاء مجمع البحوث الإسلامية الذي كان يتطلَّع إلى إنشائه، ويرى فيه رابطة عِلْمِيَّة ورُوحِيَّة وثيقة، تشدُّ أَزْرَ المسلمين جميعًا، وتزيل ما بينهم من خلافات بثَّها الاستعمار. ومن دوافعه لإنشاء هذا المجمع الإسلامي: ربط مصر بالعالم الإسلامي كله، فصدر القرار الجمهوري بإنشائه ضمن القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها. التقريب بين المذاهب كان الإمام الراحل يتطلع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية، بعد أن تفرَّق شمل المسلمين ومزقتهم العصبيات الجنسية، والفروق المذهبية والخلافات الطائفية، فبدأ جهاده في جماعة التقريب بين السُّنة والشيعة، والمذهب الشيع منتشر في البلاد العربية، وهم يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، ويؤدون أركان العبادات، كما يؤديها أهل السنة تمامًا، وقد وسَّع الاستعمار هوة الخلاف بين الطائفتين ليتمكن من تمزيق شمل المسلمين. ومن هنا بدأ الإمام في الدعوة إلى التقريب، وللحق فإن الشيخ شلتوت لم يبتكر دعوة التقريب ولم ينفرد بها، ولكنه قدَّم إليها من الدعم الفكري والبحث الفقهي ما دفعها ومكَّن لها في نفوس المؤمنين المخلصين في العالم الإسلامي. وفاته أصابه المرض، ولكنه لم ينل من روحه المعنوية ولم يؤثر على عقله وتفكيره، ولم يعقه عن أداء عمله. واضطر للخضوع لعملية جراحية تمت بنجاح، واستبشر أصدقاؤه ومحبوه خيرًا، ولكنها كانت صحوة الموت، فصعدت روحه إلى بارئها في مساء الجمعة (ليلة الإسراء والمعراج)، وأدَّى المصلون عليه صلاة الجنازة في السابع والعشرين من شهر رجب 1383هـ= 13 من ديسمبر 1963م. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store