أحدث الأخبار مع #بنجامانستورا،


الشروق
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
هناك إرادة لإخفاء حقائق مدمرة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر
قال المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، إن مشكلة العلاقات بين الجزائر وباريس سببها، عدم إطلاع الرأي العام في فرنسا على حقيقة ما جرى خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وهو ما جعل أوساطا واسعة من الفرنسيين من المؤيدين لليمين المتطرف يعتقدون أن مطالبة الجزائريين بالاعتذار، يشكل استهدافا لمجد فرنسا. ويمكن تلمس هذا الاعتقاد من خلال ردة فعل بعض الفرنسيين على تصريحات المؤرخ والصحافي، جون ميشال أباتي، التي قال فيها إن جيش الاحتلال الفرنسي، ارتكب مئات المجازر في الجزائر من أمثال مجزرة 'أورادور سير غلان'، التي ارتكبت بحق فرنسيين من قبل جيش ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما جاء في لقاء صحفي مع منصة 'بوليتي' الفرنسية. وفي الحوار الذي امتد على مدار نحو نصف ساعة، ونشره بنجامان ستورا، الأحد 27 أفريل الجاري، على حسابه في 'فيسبوك'، قال 'الفرنسيون مثلا لا يعرفون الغزو الاستعماري الذي قامت به بلادهم في الجزائر، وما حدث مع المؤرخ جون ميشال أباتي خير مثال على ذلك'، ولذلك يرفضون بقوة التجاوب مع المطالب الجزائرية المتكررة بشأن الاعتراف بجرائم الماضي الاستعماري ثم الاعتذار. ولمواجهة هذه المعضلة، يقول بنجامان ستورا: 'يجب شرح الحقائق التاريخية للفرنسيين كما هي. فمثلا في سنة 1830 وهي السنة الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر، تمت تصفية المئات من الجزائريين في مدينة البليدة القريبة من العاصمة (الجزائر). نحن نتحدث عن سنة 1830 وليس مثلا عن سنة 1871. واللافت أن الفرنسيين يجهلون مثل هذه التفاصيل'. وأضاف المؤرخ المختص في العلاقات الجزائرية الفرنسية والمكلف برئاسة لجنة الذاكرة من الجانب الفرنسي، والتي كلفت ببحث هذا الملف: 'هناك تساؤلات حول ما إذا كان هذا الأمر تلقائيا أم مخططا له. ممكن نعم وممكن لا. ولكن هناك شكوكا بوجود من يسعى إلى إخفاء هذه الجرائم الاستعمارية على الشعب الفرنسي، لاعتبارات تتعلق بأمجاد وعظمة فرنسا'. وبرأي المتحدث الذي يحتفظ بمواقف كثيرا ما أزعجت اليمين المتطرف الفرنسي، فإن 'هناك إرادة لوضع التاريخ الفرنسي في الجزائر في كنف السرية، حتى لا يتم وضع المجتمع أمام مآسي تاريخ بلاده'، وهي المقاربة التي يعارضها المؤرخ، لأنها لا تسمح بمواجهة الحقائق التاريخية كما هي. وبخصوص تركيز اليمين المتطرف على الجزائر من دون جيرانها في المنطقة المغاربية، كما هو ماثل في خطاب وزير الداخلية، برونو روتايو وغيره من رموز اليمين المتطرف، يرى بنجامان ستورا الذي ولد بمدينة قسنطينة، أن الضمير الجمعي في فرنسا يؤمن بأن 'خسارة الجزائر ليست كخسارة تونس والمغرب، لأن الجزائر كانت جزءا من التراب الفرنسي وكان يحكمها قانون خاص (تقع تحت وصاية وزارة الداخلية)، فضلا عن كونها تعرضت لاستعمار استيطاني، عكس جارتيها تونس والمغرب، اللتان كانتا مجرد محميتين'. فالجزائر ألحقت بفرنسا في سنة 1848، أي بعد 18 سنة فقط من الاحتلال، في حين أن مقاطعات لا تزال جزءا من فرنسا حاليا، مثل لا صافوا، ألحقت بعد هذا التاريخ بسنتين (أي في 1860)، كما أن الفرنسيين احتفلوا في سنة 1830 بالذكرى السنوية للاحتلال، ولم يكونوا يعتقدون أن الجزائر ستصبح يوما أرضا ليس لفرنسا أية سلطة عليها'. ومن نتائج وتداعيات هذه السياسة، ما وصلت إليه العلاقات الثنائية، يقول ستورا، الذي وصف الحالة الراهنة بـ'غير المسبوقة' منذ سنة 1962، بحيث ليس هناك سفراء في البلدين، وهو تحول خطير، لأن هناك محطات سابقة مثل تأميم المحروقات في سنة 1971، التي خلفت غضبا كبيرا في باريس، ولكنها لم تصل إلى تبادل سحب السفراء.


الخبر
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الخبر
بن جامان ستورا يتحدث عن الأزمة بين الجزائر وفرنسا في حوار مع "الخبر"
وافق الباحث الكبير في تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر وقضايا الهجرة، بن جامان ستورا، على إجراء حوار قصير مع موقع "الخبر" حول التوترات الحالية بين البلدين. فيما يلي إجاباته على الأسئلة. تشهد الأزمة الحالية بين فرنسا والجزائر تجاذبا بين طرفين داخل الطيف الحاكم في فرنسا: الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يمثل الجناح المعتدل الساعي لتهدئة التوترات، ووزير الداخلية، برونو روتايو، الذي يميل نحو التصعيد.. كيف تتوقعون نهاية هذه المواجهة بينهما؟ أراقب تطورات مواقف مختلف أعضاء الحكومة الفرنسية. أرى، فعلا، موقفا متشددا ضد الجزائر من وزير الداخلية، الذي يتحدث عن "شد وجذب" مع الجزائر، ومن جهة أخرى، هناك موقف تصالحي من وزير الخارجية، الذي يتحدث عن الخروج من الأزمة من خلال الحوار. يبدو أن رئيس الجمهورية يميل إلى الموقف الأخير، لكنني لم أتناقش معه في هذه القضايا منذ عدة أشهر. لا أرى كيف يمكن الخروج من هذه الوضعية، إلا من خلال استئناف الحوار. من الواضح أن مشروع "مصالحة الذاكرتين"، الذي أنتم أحد المسؤولين عنه، يعد أكبر ضحية لهذه التوترات.. هل يمكنكم تأكيد التوقف النهائي للعمل الذي بدأته لجنتا المؤرخين الجزائريين والفرنسيين حول هذا الملف؟ فعلا.. لم نجتمع منذ ماي 2024، في حين أن اللقاءات، التي كانت قد تمت خمسة منها منذ 2023، قد جرت بشكل جيد للغاية، خاصة العمل التاريخي حول القرن التاسع عشر، وهو جرد زمني للتوغل الاستعماري الفرنسي، وبحث مراجع (كتب وأرشيفات). تم أيضا مناقشة إمكانية استرجاع فرنسا للأشياء التي تخص الأمير عبد القادر. ولكن ذلك لم يكن ممكنا على الفور، حيث ذكر المسؤولون ضرورة وجود قانون عام لهذا الاسترجاع. للأسف، جاءت تقلبات الأزمة السياسية لتصطدم بهذا العمل، وأصبحت أنشطة اللجنة في حالة تعليق. دار نقاش حاد مؤخرا في فرنسا بشأن المقارنة التي أجراها الصحفي جان ميشيل أباتي حول الجرائم النازية والممارسات الاستعمارية في الجزائر. بغض النظر عن موقف السياسيين الفرنسيين من هذه المسألة، هل تعتقد أن المجتمع الفرنسي مستعد للاعتراف بأن جرائم فرنسا في الجزائر كانت جرائم ضد الإنسانية، وأن فرنسا يجب أن تقدّم اعتذارا عن ذلك؟ تاريخ التوغل الاستعماري الفرنسي طوال القرن التاسع عشر، المذابح والمقاومات، من الغرب إلى الشرق في البلاد، مع معارك الأمير عبد القادر، وحصار واحتلال قسنطينة في 1837، ومجزرة سكان الأغواط، وثورة القبائل في 1871، تلتها مصادرة الأراضي بشكل واسع، ثم نفي المسؤولين إلى كاليدونيا الجديدة (ويمكنني أن أعدد العديد من الوقائع)، مع إقامة المستعمرات الاستيطانية... كل ذلك غير مُدرّس في فرنسا. بدلا من ذلك، يُذكر ما يسمى بـ"الاستعمار السعيد". لذلك، كانت المفاجأة كبيرة عندما أراد جان ميشيل أباتي مقارنة الفظائع الفرنسية بالجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب العالمية الثانية. في الواقع، هو ليس الأول الذي يتحدث بهذه الطريقة، فقد تم طرح هذا السؤال بالفعل من قبل الفلاسفة، مثل أرندت وسيمون فاي في الأربعينيات. لذا، هناك جهود كبيرة يجب بذلها في مجال التعليم لنقل تاريخ فرنسا بشكل صحيح. ما قمت به من جانبي كان نشر كتاب بعنوان "تاريخ الجزائر الاستعماري" في عام 1992 (منشورات لا ديكوفرت). لكن المجتمع لم يكن مستعدا بعد للاستماع.. الأجيال الشابة تبحث عن هذا التاريخ الاستعماري، وعن تاريخ العبيد. سيكون من الصعب إيقاف هذه الحقيقة التي تسير قدما.


الخبر
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الخبر
بن جامان ستوار يتحدث عن الأزمة بين الجزائر وفرنسا في حوار مع "الخبر"
وافق الباحث الكبير في تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر وقضايا الهجرة، بن جامان ستورا، على إجراء حوار قصير مع موقع "الخبر" حول التوترات الحالية بين البلدين. فيما يلي إجاباته على الأسئلة. تشهد الأزمة الحالية بين فرنسا والجزائر تجاذبا بين طرفين داخل الطيف الحاكم في فرنسا: الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يمثل الجناح المعتدل الساعي لتهدئة التوترات، ووزير الداخلية، برونو روتايو، الذي يميل نحو التصعيد.. كيف تتوقعون نهاية هذه المواجهة بينهما؟ أراقب تطورات مواقف مختلف أعضاء الحكومة الفرنسية. أرى، فعلا، موقفا متشددا ضد الجزائر من وزير الداخلية، الذي يتحدث عن "شد وجذب" مع الجزائر، ومن جهة أخرى، هناك موقف تصالحي من وزير الخارجية، الذي يتحدث عن الخروج من الأزمة من خلال الحوار. يبدو أن رئيس الجمهورية يميل إلى الموقف الأخير، لكنني لم أتناقش معه في هذه القضايا منذ عدة أشهر. لا أرى كيف يمكن الخروج من هذه الوضعية، إلا من خلال استئناف الحوار. من الواضح أن مشروع "مصالحة الذاكرتين"، الذي أنتم أحد المسؤولين عنه، يعد أكبر ضحية لهذه التوترات.. هل يمكنكم تأكيد التوقف النهائي للعمل الذي بدأته لجنتا المؤرخين الجزائريين والفرنسيين حول هذا الملف؟ فعلا.. لم نجتمع منذ ماي 2024، في حين أن اللقاءات، التي كانت قد تمت خمسة منها منذ 2023، قد جرت بشكل جيد للغاية، خاصة العمل التاريخي حول القرن التاسع عشر، وهو جرد زمني للتوغل الاستعماري الفرنسي، وبحث مراجع (كتب وأرشيفات). تم أيضا مناقشة إمكانية استرجاع فرنسا للأشياء التي تخص الأمير عبد القادر. ولكن ذلك لم يكن ممكنا على الفور، حيث ذكر المسؤولون ضرورة وجود قانون عام لهذا الاسترجاع. للأسف، جاءت تقلبات الأزمة السياسية لتصطدم بهذا العمل، وأصبحت أنشطة اللجنة في حالة تعليق. دار نقاش حاد مؤخرا في فرنسا بشأن المقارنة التي أجراها الصحفي جان ميشيل أباتي حول الجرائم النازية والممارسات الاستعمارية في الجزائر. بغض النظر عن موقف السياسيين الفرنسيين من هذه المسألة، هل تعتقد أن المجتمع الفرنسي مستعد للاعتراف بأن جرائم فرنسا في الجزائر كانت جرائم ضد الإنسانية، وأن فرنسا يجب أن تقدّم اعتذارا عن ذلك؟ تاريخ التوغل الاستعماري الفرنسي طوال القرن التاسع عشر، المذابح والمقاومات، من الغرب إلى الشرق في البلاد، مع معارك الأمير عبد القادر، وحصار واحتلال قسنطينة في 1837، ومجزرة سكان الأغواط، وثورة القبائل في 1871، تلتها مصادرة الأراضي بشكل واسع، ثم نفي المسؤولين إلى كاليدونيا الجديدة (ويمكنني أن أعدد العديد من الوقائع)، مع إقامة المستعمرات الاستيطانية... كل ذلك غير مُدرّس في فرنسا. بدلا من ذلك، يُذكر ما يسمى بـ"الاستعمار السعيد". لذلك، كانت المفاجأة كبيرة عندما أراد جان ميشيل أباتي مقارنة الفظائع الفرنسية بالجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب العالمية الثانية. في الواقع، هو ليس الأول الذي يتحدث بهذه الطريقة، فقد تم طرح هذا السؤال بالفعل من قبل الفلاسفة، مثل أرندت وسيمون فاي في الأربعينيات. لذا، هناك جهود كبيرة يجب بذلها في مجال التعليم لنقل تاريخ فرنسا بشكل صحيح. ما قمت به من جانبي كان نشر كتاب بعنوان "تاريخ الجزائر الاستعماري" في عام 1992 (منشورات لا ديكوفرت). لكن المجتمع لم يكن مستعدا بعد للاستماع.. الأجيال الشابة تبحث عن هذا التاريخ الاستعماري، وعن تاريخ العبيد. سيكون من الصعب إيقاف هذه الحقيقة التي تسير قدما.