منذ 10 ساعات
كيف أطلق إنزاغي مكامن القوة في الهلال أمام العملاق الأوروبي؟
سجل المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي بداية رائعة مع الهلال السعودي، بعد التعادل المثير والمستوى اللافت الذي قدمه الفريق أمام ريال مدريد الإسباني في منافسات كأس العالم للأندية بأميركا.
وأشار خبراء كرويون إلى أن الهلال فرض أسلوبه وحقق ما يريد من مباراته أمام ريال مدريد نتيجة العمل الكبير الذي قام به المدرب الإيطالي خلال الفترة البسيطة التي أشرف فيها على الفريق.
وقال بندر الجعيثن المدرب السعودي إن إنزاغي لعب بالخطة المعتادة لديه، وهي التنظيم الذي كان يعتمده في إنتر ميلان؛ إذ كان واضحاً أن المدرب درس قوة ريال مدريد والتي تعتمد على الأطراف بشكل كبير وسعى لتحجيم خطورتها، وهذا ما جعل حركة اللاعبين فينيسيوس وردريغو مقيدة ومنح الهلال مفاتيح المبادرة، وخصوصاً في الشوط الأول الذي كانت أرقامه تشير إلى تفوق هلالي واضح.
وأضاف: «كان هناك ربط في خطوط الهلال نتيجة الأداء الكبير الذي قام به اللاعبون، وخصوصاً في خط الوسط بوجود نيفيز وسافيتش، وأيضاً كان التحضير نموذجياً والتمرير دقيقاً جداً، وهذا ما جعل الحديث يتركز على منظومة اللعب الهلالية مع أول مباراة بقيادة إنزاغي والتي كانت مختلفة عما كانت عليه في الفترة الأخيرة من عهد المدرب السابق خيسوس؛ إذ ظهرت مشاكل فنية ومساحات وتباعد بين اللاعبين، وهذا ما عمل المدرب الحالي على إنهائه سريعاً».
وزاد بالقول: «في الشوط الثاني تغير أداء عملاق أوروبا وسعى لامتلاك الوسط، وأجرى المدرب ألونسو تغييرات مع مرور الوقت للاحتفاظ بالسيطرة التي بدأ بها الشوط الثاني؛ إذ زجّ باللاعبين إبراهيم دياز ومودريتش وغودي، ولكن كل هذا لم يغير الأداء العام كثيراً نتيجة استمرار تماسك الهلال في جميع الخطوط، كما لا يمكن تجاهل ما قدمه خط الدفاع بوجود كوليبالي وتمبكتي، وكذلك لودي وكانسيلو؛ إذ كانت لهما أدوار هجومية قبل استبدالهما نتيجة الجهد الكبير منتصف الشوط الثاني، فضلاً عن الحارس ياسين بونو الذي تألق في عدة مناسبات واستعاد الثقة، وختم تألقه بالتصدي لركلة جزاء ليعكس الأثر الإيجابي والتنظيمي في الفريق».
انزاغي أجاد في رسم التكتيك المناسب أمام الريال (أ.ف.ب)
وأكد الجعيثن على الدور الإيجابي للجانب الإداري الذي انعكس إيجاباً على العامل النفسي؛ إذ كان التحضير كما ينبغي للتعامل مع كل ظروف المباراة. ولفت إلى أن وجود أسماء خبرة بالهلال، وخصوصاً ممن لعب في دوريات أوروبية مثل روبن وسافيتش وبونو وكوليبالي، ووجود أسماء محلية لها خبرات كبيرة مثل سالم الدوسري، كان له أثر في التعامل مع كل التغييرات حتى التي حصلت قبل المباراة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ريال مدريد كان لديه لاعبون شاركوا حديثاً مع الفريق، وخصوصاً في خط الدفاع، مما أحدث ربكة في عدد من الفترات.
وختم الجعيثن بالتأكيد على أن الهلال قدم أداء كبيراً، وأظهر مجدداً صورة إيجابية للكرة السعودية، متمنياً ألا يتأثر بدنياً في المباراتين المتبقيتين في المجموعة كي يحصد إحدى بطاقتَي العبور للدور الثاني.
من جانبه، أشاد المدرب السعودي حمد الدوسري بالنهج الفني الذي عمل به المدرب إنزاغي والذي حجّم من خلاله مصادر الخطورة في فريق ريال مدريد، مستفيداً من الخبرات التي نالها من مواجهة هذا الفريق العملاق في عدة مناسبات.
وبيّن أن المدرب لم يلعب بتحفظ دفاعي، بل بتنظيم صارم، بحيث يكون هناك بناء الهجمات وسرعة الارتداد وتقارب الخطوط والتمريرات الجانبية، مستفيداً كذلك من حالة الانسجام التي بدت عليها المجموعة الحالية في الهلال.
وبيّن الدوسري أن التنظيم ومعرفة المدرب أساليب اللعب والعناصر الموجودة في ريال مدريد ساعدته على اختياره أنسب تشكيلة، وإن كانت لديه خيارات معطلة نتيجة الإصابة مثل ميتروفيتش في خط الهجوم، لكن المدربين الكبار عادة يستطيعون صناعة الحلول.
وأوضح أن وجود ظهيرين فعالين هجومياً مثل لودي وكانسيلو ساعد في خفض الضغط على خط الوسط، كما أنهما ساعدا دفاعياً في تحجيم أجنحة ريال مدريد وإضعاف مصادر القوة التي يعتمد عليها الفريق الإسباني؛ ولذا كان فينيسيوس وردريغو أقل فاعلية، في وقت أظهر كوليبالي خبراته الكبيرة في قيادة وسط الدفاع بجانب تمبكتي الذي كان مرتبكاً في البداية، لكنه اكتسب الثقة أكثر مع المجموعة.
وأوضح الدوسري أن وجود لاعبين لديهم خبرات في الملاعب الأوروبية كان له أثر واضح في التصرف وفق ما تتطلبه ظروف المباراة.
كما شدد على جانب الاستفادة المعنوية وتعزيز الثقة في بقية المباريات، وألا يكون أثر هذه النتيجة والأداء سلبياً من ناحية إفراط الثقة في المباراتين المتبقيتين، بل الأهم هو الفوز والعبور إلى الأدوار النهائية.
وأكد الدوسري أن المدرب لم يكن لديه خيارات هجومية كثيرة في رأس الحربة؛ ولذا فمن المهم النظر في هذا الجانب حتى مع عودة ميتروفيتش، ومن المهم أن يكون هناك مهاجم متمكن من أجل المساعدة على حسم المباريات الكبيرة.
وتطرق الدوسري إلى جانب عامل الطقس الذي أثّر على العديد من نجوم الفريقين، وليس هناك أثر على فريق دون الآخر، وقد يكون من أسباب تقاسم الفريقين الأداء والسيطرة والجهد الذي بذله كل من شارك في المباراة.