logo
#

أحدث الأخبار مع #بندولفوكو

أشباح أمبرتو إيكو
أشباح أمبرتو إيكو

مصرس

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

أشباح أمبرتو إيكو

محمد حلمى هلالوصف أمبرتو إيكو الكاتب الأمريكى دان براون بأنّه شخصية من اختراعه - خرجت من متاهات روايته بندول فوكو- بعد ذيوع شهرة رواية براون، شفرة دافنشي، التى يعتبرها البعض اسم الوردة للمبتدئين .فى ذلك الحين، بدا وصفُ إيكو لدان براون نوعاً من التنمر الأبوى الذى يُمارسه أساتذة الجامعة الراسخون فى العلم ضد زملائهم الأصغر سناً ومكانة وتلاميذهم، إذ إنّه من المُهِم للأكاديمى الذى يريد أن يرتقى فى مدارج الأكاديميا أن يكون سريع البديهة، ذا لسانٍ سليط قادرٍ على الإتيان بنُكتة سريعة يضع بها القادم الجديد فى (مكانه). لكن، مع مرور الزمن، يظهر أنّ تعبير إيكو لم يكُن مُجرد استئساد، وإنمّا نبوءة.التشابه بين اسم الوردة وشفرة دافنشى سطحى، إذ إنّ اسم الوردة يتعلق بجدلٍ لاهوتى قديم حول فقر المسيح، وتداعيات ذلك على العالم المسيحى فى ذلك الوقت - وفى وقتنا الحاضر. من السهل للقارئ غير المُدقق أن يجد المسألة عبارة عن سفسطة كنسية لا محل لها من الإعراب، لكن السؤال عن فقر المسيح هو سؤالٌ عن الرأسمالية، وعن مصادر الثروة وكيفية توزيعها. وفقر المسيح أداة سياسية يُمكِن استخدامها بطُرقٍ مُختلفة لأغراض مختلفة. فى المُقابل، تتعلق شفرة دافنشى بقيام الكنيسة بإخفاء زواج المسيح وسُلالته التى لا تزال مُستمرة إلى يومنا هذا-ويأخذ المرء انطباعاً من القراءة عن حُراس سلالة المسيح فى الرواية أنّهم قد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وتحولوا جميعاً إلى الوثنية. كان يمكن أن تكون شفرة دافنشى كتاباً ذكياً، مثل اسم الوردة، لكن دان براون يُحب رؤوس الأقلام، والعروض التقديمية، والمحاضرات التشجيعية، والقوالب المُحددة سلفاً، والكتابة بإنكليزية تُشجع القُراء على كتابة القصص بدورهم، من باب أنّهم لن يستطيعوا أن يجيئوا بنثرٍ مقروء أسوأ من نثره.بندول فوكورواية بندول فوكو قد تكون ثانى أشهر روايات إيكو بعد اسم الوردة، وفيها (القالب) الروائى الذى يتبناه إيكو فى رواياته التالية، بندول فوكو تدور حول ثلاثة مُحررين يعملون فى دار نشرٍ تنشر للكُتاب بأجر تقبضه منهم، يزورهم رجلٌ لديه كتابٌ عن مؤامرة تاريخية، ويُقررون هُم إكمال المؤامرة من أذهانهم، وبمُقارنة رموز التنظيمات السرية، وطرائق العبادة فى أماكن مُختلفة، وبعض الحوادث التاريخية. وعلى مدار الرواية، يجد القارئ نفسه مُحاصراً بالكثير من التنظيمات السرية وشبه السرية: فُرسان الهيكل، الروزاكروتشي، اليسوعيون، إخوان الصفا، . . . والمواعيد التاريخية التى لا تتفق بسبب تغيير التقويم. ثُم، حين يظنُ المُحررون أنّ المؤامرة الشاملة الجامعة المانعة التى ابتكروها من نسيج خيالهم ستبقى حبيسة خيالهم، يجدونها تتحرك من تلقاء ذاتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store