logo
#

أحدث الأخبار مع #بنِيآدم

ساسة الغرب ودموع التماسيح..!!
ساسة الغرب ودموع التماسيح..!!

المدينة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المدينة

ساسة الغرب ودموع التماسيح..!!

بمزيجٍ من الدَّهشة والرُّعب، لم أستطع إلَّا مشاهدة ثواني معدوداتٍ من مقطع فيديو عرضته صحيفة Daily mail البريطانيَّة، عن حارسٍ عجوزٍ لحوض مياهٍ صناعيٍّ في شرق آسيا، تعيش فيه عشرات التماسيح، وهو يمشي بينها بلا مبالاة، كما أمشي أنَا بين ضفاف بساتين الورد، في منتجع الشفا بالطَّائف، ويُطعمها الدَّجاج النيِّئ دون أيِّ خوفٍ منها، وكأنَّه يُطعم العُشْب الأخضرَ للغُزلانِ الرَّقيقة ذات العيون الوسيعة، وليس لتماسيح مُفترسةٍ مُستعدَّةٍ لالتهام كلِّ الكائنات الحيَّة بما في ذلك التهام الأسود والنمور!.وأنا لا أطيقُ النَّظر إلى التماسيح حتَّى في التلفزيون، ولو دخلْتُ حديقة حيوان، أتجنَّبُ الاقترابَ من مكانها، وأفِرُّ منها فرارَ الإنسانِ الصَّحيح من الجُذامِ، أو الكوليرا، أو الإيدز، وهي ربَّما تكون من سلالة الديناصورات المُنقرضة، وأكثر الدوابِّ شبهًا بها، وما أبقاها الله إلَّا لحكمة بالغة، ولتعديل كفَّة الميزان البيئيِّ بين المخلوقات الكثيرة.والتماسيح تملكُ فكًّا قويًّا يفوق قوَّة فكِّ سمك القرش، وأنيابًا هائلةَ القوَّة، وقد حسب بعض علماء البيئة قوَّة عضِّ أنيابها الحادَّة، فوجدوها أكثر من ٢٢٠٠ كيلوجرام للسنتيمتر المربَّع الواحد، وهذه القوَّة أكثر من قوَّة الخرسانة المسلَّحة التي تُبنَى منها المنازل المقاومة للزلازل، ويصفها العارفُون بخطورتها بأنَّها آلةُ فتكٍ جبَّارة، ولا تهاجم فرائسها بسرعة، بل تراقبها تحت سطح الماء ببطءٍ وصمتٍ مُطبق، ثمَّ تنقضُّ عليها في أجزاء من الثَّانية، وهي تُطبِّق أسلوب اللفَّة الدائريَّة في القتل، بأنْ تلتفَّ حول نفسها طائرةً في الهواء، خلال عضِّها لفرائسها، فتزيد قوَّة العضِّ المحوريَّة، وتموتُ الفرائس في لحظاتٍ، إنْ لمْ يكنْ من العضِّ، فمن الرُّعب الشَّديد، وهذا الأسلوب يحاول أبطال الجودو والكاراتيه تقليدَه، لكن هيهات.. هيهات أنْ يكونُوا بجودةِ لفَّات التماسيح الرَّهيبة!.وأشرس التماسيح في العالم هي تماسيح مستنقعات نهر النِّيل، التي قلَّ عددُها كثيرًا، وتماسيح غابات الأمازون، التي تعيش بجوار ثعابين الأناكوندا الضَّخمة، التي تلتهم فرائسها وهي حيَّة، وتبلعها مثلما يبلعُ الإنسانُ اللُّقمةَ الهنيئةَ، وقُلْ لي مَن جاركَ أقلْ لكَ مَن أنتَ!.وللتماسيح دموعٌ، لكنَّها ليست دموعَ الحزنِ والرَّأفةِ، بل أشبه بلُعابِ الشهيَّةِ عندما تجوع وترى فرائسها، ومن يُشبهها في دموعها مِن بنِي آدم في العصرِ الحاليِّ هُم ساسةُ الغربِ عندما يتباكُون على فلسطينيِّي غزَّة من آلةِ القتلِ الإسرائيليَّةِ، بينما هُم يساهمُونَ بكلِّ قوَّة في تهجيرِهم عبر محاصرتِهم وتجويعِهم وقصفِهم وقتلِهم، فتنهمرُ دموعُهم التمساحيَّة الكاذبة!.ويا أمانَنَا من دُموعِ التماسيحِ!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store