logo
#

أحدث الأخبار مع #بي_اس_اتش

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح التدريب المهني؟
كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح التدريب المهني؟

أرقام

timeمنذ 8 ساعات

  • أعمال
  • أرقام

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح التدريب المهني؟

- في خضم السباق العالمي المحتدم لتبني أحدث التقنيات، لم يعد إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي مجرد ميزة إضافية، بل أصبح حجر الزاوية في سوق العمل الحديث. - وبينما تتسابق الشركات لتأهيل كوادرها على استثمار هذه الإمكانات الهائلة، تبرز مفارقة لافتة: فالذكاء الاصطناعي لم يعد يقتصر على كونه "مادة" للتعلم، بل تحوّل هو نفسه إلى "مُعلّم" فائق الذكاء، يُحدث انقلابًا جذريًا في أساليب التنمية المهنية وتطوير المهارات. - وبهذا، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا رحبة وغير مسبوقة للشركات، من خطوط الإنتاج إلى غرف العمليات، مُسرّعًا وتيرة إعداد المواد التدريبية، ومُبتكرًا تجارب تفاعلية غامرة تتجاوز حدود الأساليب التقليدية. - والأدهى من ذلك، أنه يكرّس مفهوم "التدريب اللحظي" أثناء العمل، موفرًا إرشادات فورية وبيئات محاكاة آمنة، وهو ما يبشر بوفورات ضخمة في التكاليف التشغيلية ويقلل من مخاطر الأخطاء البشرية. محتوى تدريبي أكثر سهولة وفاعلية بفضل الذكاء الاصطناعي - شهدت عملية إنتاج المحتوى التدريبي نقلة نوعية بفضل منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ولعلّ خير مثال على ذلك تجربة شركة "بي إس إتش للأجهزة المنزلية"، التابعة لمجموعة بوش العالمية، التي استخدمت منصة"Synthesia" لإحداث ثورة في تدريباتها الداخلية. - فبدلاً من اللجوء إلى موردين خارجيين بتكاليف باهظة أو استنزاف وقت المدربين في جلسات متكررة، بات بإمكان الشركة عمل مقاطع فيديو تدريبية احترافية – من دورات الامتثال إلى الشروحات الفنية الدقيقة – بسرعة فائقة. - كل ما يتطلبه الأمر هو إدخال نص أو مستند، واختيار شخصية افتراضية (أفاتار) لتقديمه، ليتكفل الذكاء الاصطناعي بالباقي. والنتيجة؟ تحقيق وفورات مذهلة بلغت 70% في تكاليف إنتاج الفيديو. - من جانبها، تشير ليندسي برادلي، شريكة التعلم والتطوير في شركة "بي إس إتش"، إلى أن المنصة خفضت ساعات التدريب، ومكّنت مختلف الأقسام من إنشاء وتحديث المحتوى بسرعة وسلاسة. - لكن تكمن الميزة الأهم، خاصة بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، في القدرة على ترجمة المحتوى وتوطينه فورًا لعشرات اللغات دون الحاجة لخبراء لغويين أو ممثلين، فبضغطة زر، يصبح التدريب متاحًا للموظفين حول العالم بلغاتهم الأم. - ويؤكد فيكتور ريباربيلي، الرئيس التنفيذي لمنصة Synthesia، أن تدريب الموظفين بات الاستخدام الأكثر شيوعًا لمنصته، كاشفًا عن أن التطور القادم يتجه نحو مقاطع فيديو تفاعلية من طراز "اختر مسارك"، حيث تتكيف التجربة التدريبية مع مستوى معرفة كل متدرب، فتقدم شروحات أعمق للمتقدمين ومسارات أبسط للمبتدئين. محاكاة الواقع: تدريب أكثر عمقاً وواقعية - من المعروف أنه في بعض المهن، لا تكفي مشاهدة مقاطع الفيديو وحدها، بل لا بد من الممارسة العملية؛ وهنا، يبرز دور الذكاء الاصطناعي في توفير بيئات محاكاة فائقة الواقعية تتيح التدريب المكثف دون أي مخاطر. - فمثلاً في المجال الطبي، الذي لا يحتمل الخطأ، طوّر باحثون في معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا برنامجًا ذكيًا لتدريب طلاب الطب على الجراحة بالمنظار. - وباستخدام الأدوات الجراحية الحقيقية، يمارس الطلاب حركات دقيقة ومعقدة، بينما يؤدي الذكاء الاصطناعي دور المُقيّم الخبير؛ حيث يرصد أي انحراف عن التسلسل الصحيح ويقدم ملاحظات تصحيحية فورية. - وقد أظهرت دراسة حديثة أن هذا النظام لا يقل كفاءة عن تقييم كبار الجراحين، بل يتفوق عليه أحيانًا. - يعلق عثمان روشان، الأستاذ المشارك في علوم الكمبيوتر، على الأمر بقوله إنه يمكن للطلاب الآن الممارسة بقدر ما يشاءون في بيئة آمنة قبل دخول غرفة العمليات، مما يقلل الأخطاء الطبية بشكل كبير، ويمنح المتدربين فرصة لا تقدر بثمن لصقل مهاراتهم. - ولا تقتصر هذه الفائدة على مجال الطب فحسب، إذ تدمج شركة سترايفر (Strivr)، التي تخدم عمالقة مثل وولمارت وأمازون، الذكاء الاصطناعي مع الواقع الافتراضي (VR) لإنشاء تجارب غامرة في قطاعات اللوجستيات والتجزئة. - وأحدث ابتكاراتها هو تمكين المتدربين من خوض محادثات طبيعية وغير متوقعة مع شخصيات افتراضية، بدلاً من الحوارات المكتوبة مسبقًا، مما يجعل التدريب على خدمة العملاء أو التعامل مع المواقف الصعبة أكثر واقعية وفاعلية. السعي نحو التدريب في الوقت الفعلي - يتجه الذكاء الاصطناعي الآن نحو الخطوة الأكثر طموحًا: الانتقال من التدريب المُسبق إلى الإرشاد اللحظي أثناء أداء المهمة. - تتصور شركة سترايفر مستقبلاً يرتدي فيه عامل المستودع نظارات ذكية تخبره في الوقت الفعلي بمكان وضع كل طرد، مما قد يقلل الحاجة إلى التدريب التقليدي بشكل جذري. - ورغم أن هذه الرؤية المستقبلية لا تزال قيد التطوير، فإن تطبيقاتها العملية بدأت بالظهور بالفعل. فقد طورت شركة برايت إيه آي (BrightAI)، على سبيل المثال، نظامًا ذكيًا لمصنّع أغطية مسابح. - وبدلاً من قضاء عاملين لساعات في أخذ قياسات يدوية معقدة، أصبح عامل واحد يستخدم جهازًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يوجهه خطوة بخطوة، ويبني نموذجًا ثلاثي الأبعاد دقيقًا، ويصدر عرض سعر فوري للعميل. - يقول أليكس هوكينسون، الرئيس التنفيذي للشركة، إن هذا النهج لا يسرّع العملية ويقلل الأخطاء فحسب، بل يجعل هذه الوظائف متاحة لعمال أقل خبرة وتدريبًا. - خلاصة القول؛ إن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا في تنمية رأس المال البشري. - وهو يعيد تعريف مفهوم الكفاءة، من خلال خفض التكاليف، وتوفير تجارب تدريبية مخصصة وآمنة، وتقديم الدعم الفوري في ميدان العمل، ليمكّن جيلاً جديدًا من العاملين من تحقيق إنتاجية أعلى وأداء أكثر دقة من اليوم الأول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store