logo
#

أحدث الأخبار مع #بيزبالكو

عيد الأضحى في روسيا... تساؤلات حول التسامح الديني
عيد الأضحى في روسيا... تساؤلات حول التسامح الديني

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • العربي الجديد

عيد الأضحى في روسيا... تساؤلات حول التسامح الديني

يحتفل المسلمون في روسيا، وعددهم حوالي 20 مليوناً، بحلول عيد الأضحى، وسط خوف من المتشددين، علماً أنه غالباً ما يبدي المواطنون الروس درجة عالية من التسامح يحتفل ملايين المسلمين من المواطنين والمغتربين في عموم أنحاء روسيا بعيد الأضحى، متوجهين إلى المساجد لأداء صلاة العيد ثم إلى المزارع لذبح الأضاحي، ليتناولوا بعضاً من لحومها مع عائلاتهم وتوزيع البقية على المحتاجين. ومع تزايد عدد المسلمين في روسيا عاماً بعد عام، تتحول الاحتفالات في عيد الأضحى إلى اختبار لمدى تسامح الروس مع الإسلام، في ظل عدم اتساع مساجد موسكو لجميع المصلين، ما يضطرهم إلى أداء الصلاة في الشوارع المحيطة، بالإضافة إلى حوادث متكررة لذبح الأضاحي في أماكن غير مخصصة لذلك، ما يثير سخط السكان المحليين في أحيان كثيرة. وفي وقت تكاد فيه غالبية المدن الروسية أن تخلو من أي مظاهر للاحتفال بالعيد، أعلنت عدة أقاليم روسية ذات الأغلبية المسلمة أو حيث الجاليات المسلمة الكبيرة، اليوم الجمعة عطلة رسمية، ومن بينها بشكيريا وداغستان وقبردينو ـ بلقاريا وقراتشاي ـ شركيسيا وتتارستان والشيشان، وحتى شبه جزيرة القرم التي انتزعتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014 ويقطنها تتار القرم، كما أن غالبية سكانها من الأصول الروسية الأوكرانية. وفي مؤشر لسعي السلطات إلى تجنب أي توترات دينية أثناء الاحتفالات بعيد الأضحى، أعلن رئيس الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة موسكو، روشان عباسوف، تخصيص 12 موقعاً لذبح الأضاحي و40 ساحة لأداء صلاة العيد. ووجه عباسوف أبناء الجالية المسلمة بالالتزام بالمواقع المخصصة لأداء الطقوس، قائلاً: "تم تخصيص نحو 12 موقعاً لذبح الأضاحي. نطلب من معتنقي ديانتنا أداء الطقوس في المواقع المخصصة لذلك بالمزارع وليس في أفنية المباني أو ساحات ألعاب الأطفال". ويجزم عضو مجلس العلاقات بين القوميات التابع للرئاسة الروسية، بوغدان بيزبالكو، بأن سكان روسيا المحليين يبدون درجة عالية من التسامح مع معتنقي الديانات الأخرى، بما فيها الإسلام، ما داموا يبدون التزاماً بالقواعد المعمول بها في روسيا واحتراماً للطابع العلماني للدولة. ويقول بيزبالكو لـ "العربي الجديد": "يبدي المواطنون الروس درجة عالية من التسامح أو بالأحرى اللامبالاة تجاه مختلف التقاليد الدينية، ما دام القانون لا يحظرها ولا يصنفها متطرفةً، علماً أن الممارسات المحظورة مثل السينتولوجيا لا تمت إلى الإسلام بصلة". والسينتولوجيا مذهب أو عقيدة أسس لها كاتب الخيال العلمي الأميركي، رون هوبارد، في عام 1955، ويقوم هذا المذهب على البحث عن معرفة الذات والاكتفاء أو الإشباع الروحي من خلال سلسلة من التدريبات والمعارف المتدرجة. سينما ودراما التحديثات الحية أفلام جديدة على منصات البث الرقمي في عيد الأضحى مع ذلك، يقر بيزبالكو بأن قطاعاً كبيراً من المواطنين الروس قلقون مما يعتبرونه أسلمة روسيا، مضيفاً: "ثمة قلق من تزايد عدد المسلمين في روسيا ولا سيما في حال كانوا يحاولون فرض نمطهم للحياة وأحكام الشريعة، وهناك سوابق كثيرة لذلك، ما يزيد من المخاوف من تغير النسيج الديني في روسيا". ويلفت إلى أن اعتناق غالبية المغتربين في روسيا الإسلام يفاقم الظاهرة، قائلاً: "يتوجه المغتربون بحشود كبيرة إلى بعض المساجد في موسكو أو يؤدون الصلاة في الشوارع إلى جوارها. تضاف إلى ذلك حوادث متكررة لذبح الأضاحي في أماكن غير مخصصة لذلك. يثير الوضع الراهن لدى السكان المحليين مخاوف قد تكون مبررة تارة وأقرب إلى تكهنات تارة أخرى مثل انتشار شائعات انفعالية من قبيل أن ما بين 5 و6 ملايين من سكان موسكو وافدون من آسيا الوسطى. إذا كان الوضع كذلك، كان نصف المارة في الشوارع منهم، ولكننا لا نشهد ذلك على أرض الواقع". إلا أن الأصوات الأرثوذكسية المتشددة لا تفوت الفرصة لاستثمار المناسبات الإسلامية لترويج "خطورة" المسلمين على موسكو، إذ حذر الأب غافرييل من دير جزيرة فالام شمالي روسيا، من "مذبحة" قد تشهدها موسكو ما لم يتم اتخاذ إجراءات من شأنها منع تدفق الأجانب. وقال الأب غافرييل خلال وعظه قبل عيد الأضحى بأيام عدة: "انظروا إلى المسلمين، لماذا هم أقوياء؟ يوحدهم الإيمان. انظروا إلى ما يجري في محيط مسجدهم الرئيسي في شارع بروسبكت ميرا في عيد الأضحى؟". اقتصاد الناس التحديثات الحية عيد الأضحى في روسيا: جهود مشتركة لتنظيم الأضاحي والاحتفالات أضاف أن "جميع هؤلاء البشر ذكور بصحة جيدة لا يتناولون الكحول ويمارسون جميعاً المصارعة ويتدربون بالصالات الرياضية. وإذا أمرهم ملا ذات يوم بذبح سكان موسكو، فسيفعلون ذلك على وجه السرعة، صدقوني". وحظيت أقوال الأب غافرييل بتأييد بعض وسائل الإعلام الروسية المحافظة، إذ اعتبر موقع قناة تسارغراد ذات التوجهات الأرثوذكسية المتشددة أنه "نطق بما يخاف أن ينطقه غيره". مع ذلك، يؤدي البعد الإسلامي دوراً متزايداً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لروسيا، وسط انفتاحها على بلدان العالم الإسلامي وتوجهها شيئاً فشيئاً نحو الجنوب والشرق بموازاة الفتور في العلاقات مع الغرب، ما يزيد من دور المسلمين والمناطق ذات الأغلبية المسلمة مثل جمهوريتي تتارستان والشيشان اللتين تقودان روسيا إلى تعزيز العلاقات مع بلدان العالم الإسلامي. واللافت أن رؤية السياسة الخارجية الروسية التي اعتمدتها موسكو في عام 2023، تتضمن فصلاً خاصاً في العالم الإسلامي، ويصنف دول الحضارة الإسلامية صديقةً تنفتح أمامها آفاق رحبة في واقع العالم متعدد الأقطاب، مع تثبيت حرص روسيا على تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ويُعتبر الإسلام ثاني أكثر ديانة انتشاراً في روسيا بعد المسيحية الأرثوذكسية، ويقدّر عدد المسلمين فيها بنحو 20 مليوناً، بمن فيهم بضعة ملايين من المهاجرين القادمين من الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى بحثاً عن الرزق، وفي مقدمتها طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان. وتتركز غالبية مسلمي روسيا في جمهوريات شمال القوقاز وجمهوريتي تتارستان وبشكيريا، بالإضافة إلى العاصمة موسكو التي يقطنها ما لا يقل عن مليوني مسلم، بمن فيهم المغتربون الأجانب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store