#أحدث الأخبار مع #تاريخأمقطعةشطرنج؟»،المصري اليوم٠٣-٠٥-٢٠٢٥سياسةالمصري اليومالذكاء الاصطناعى.. إجبار لا خيار!فى ٢٣ أبريل الماضى، نشرتُ مقالا بعنوان: «صانع تاريخ أم قطعة شطرنج؟»، حول من يصنع التاريخ.. هل هم الزعماء أم القوى الاجتماعية والناس العاديون؟ وفى ٢٥ أبريل نشرت مقالًا آخر بعنوان: «.. بل الخيال صانع التاريخ!»، تضمن رؤية المهندس صلاح دياب مؤسس «المصرى اليوم»، واعتباره أن الخيال صانع التاريخ، وليس الزعماء أو القوى الاجتماعية. هذا النقاش أثار ردود فعل عديدة بين مؤيد ومعارض، إلا أن رسالة للصديق الكاتب الصحفى أحمد العُملة لفتت انتباهى فى هذا الصدد. إذ يرى أن الخيال هو الذكاء الاصطناعى فى عالم اليوم، وأنه تجاوز الخيال الإنسانى بالمعنى الحقيقى. وأضاف: «يحدث هذا الآن، مع أن هذا الذكاء لا يزال فى (كى جى وان)، فماذا ينتظرنا بعد خمس سنوات؟». ولأن العالم يشهد ثورة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى تاريخه بفضل الذكاء الاصطناعى، فإننى أدعو إلى أن يكون هو المشروع القومى الجديد لمصر. فى هذا العصر لن تكون هناك دولة يمكنها اللحاق بقطار التقدم ما لم يكن معها تذكرة الذكاء الاصطناعى. لم تعد المسألة خيارًا بل إجبارًا. فى يناير الماضى، أطلق المجلس الوطنى المصرى للذكاء الاصطناعى الإصدار الثانى للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، والتى عرّفها بأنها المحرك الأساسى للتحول الرقمى وتسخير إمكانات هذه التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية. الاستراتيجية المؤلفة من ١٠٠ صفحة تقوم على أربعة محاور: أولا: رفع الكفاءة والشفافية بالحكومة مع تقليل العمليات المتكررة والخدمات التى تقدمها. ثانيا: تحقيق التنمية المستدامة وتطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعى فى الزراعة والصحة والتعليم والقضاء والمجالات الأخرى. ثالثا: بناء القدرات لمعالجة الفجوات التعليمية والمهنية التى تبطئ من استيعاب صناعة الذكاء الاصطناعى ونموها. ورابعا: وضع مصر والعالم العربى وإفريقيا فى دائرة نشاط وتطوير الذكاء الاصطناعى دوليًا. الاستراتيجية متكاملة وشديدة الطموح، لكنها لا توضح كيفية تحقيق تلك الأهداف الرائعة، ولا المبالغ المرصودة لتحويلها إلى واقع. نحن فى انتظار خطة عملية تشرح بدقة أساليب تنفيذ الأهداف حتى لا تبقى حبرًا على ورق، خصوصًا أننا لم نعرف ماذا تحقق من الإصدار الأول للاستراتيجية (٢٠٢١). لقد حددت الاستراتيجية فترة التنفيذ من ٢٠٢٥ حتى ٢٠٣٠، فهل هناك جداول زمنية توضح ما سيتم عمله سنويًا حتى نهاية المدة؟ الاستراتيجية أيضًا يشرف عليها المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى ووزارة الاتصالات، فماذا عن الوزارات الأخرى التى من المفترض حدوث تغيير جذرى فى آليات عملها؟ هل يحضر اجتماعات المجلس ممثلون عنها؟ أم أنهم لم يصلهم علم بعد؟ ثم إن هناك نقصًا شديدًا فى التوعية بالاستراتيجية وأهدافها، لدرجة أننى كنت أبحث عن تفاصيلها، فوجدت موقعًا إخباريًا نشر خبرًا قبل أيام عن إصدار الاستراتيجية، بينما الصدور كان قبل ٤ شهور. ما بالنا إذن بالمواطن العادى المفترض أن يكون طرفًا أساسيًا فى تحقيق هذه الأهداف الكبرى؟ المشروعات السياسية الكبرى لم تعد مثار اتفاق بين أبناء الوطن الواحد. وحده الذكاء الاصطناعى يمكنه، إذا تعاملنا معه بجدية وإرادة وأشركنا فيه المصريين، أن يكون المشروع القومى لمصر.
المصري اليوم٠٣-٠٥-٢٠٢٥سياسةالمصري اليومالذكاء الاصطناعى.. إجبار لا خيار!فى ٢٣ أبريل الماضى، نشرتُ مقالا بعنوان: «صانع تاريخ أم قطعة شطرنج؟»، حول من يصنع التاريخ.. هل هم الزعماء أم القوى الاجتماعية والناس العاديون؟ وفى ٢٥ أبريل نشرت مقالًا آخر بعنوان: «.. بل الخيال صانع التاريخ!»، تضمن رؤية المهندس صلاح دياب مؤسس «المصرى اليوم»، واعتباره أن الخيال صانع التاريخ، وليس الزعماء أو القوى الاجتماعية. هذا النقاش أثار ردود فعل عديدة بين مؤيد ومعارض، إلا أن رسالة للصديق الكاتب الصحفى أحمد العُملة لفتت انتباهى فى هذا الصدد. إذ يرى أن الخيال هو الذكاء الاصطناعى فى عالم اليوم، وأنه تجاوز الخيال الإنسانى بالمعنى الحقيقى. وأضاف: «يحدث هذا الآن، مع أن هذا الذكاء لا يزال فى (كى جى وان)، فماذا ينتظرنا بعد خمس سنوات؟». ولأن العالم يشهد ثورة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى تاريخه بفضل الذكاء الاصطناعى، فإننى أدعو إلى أن يكون هو المشروع القومى الجديد لمصر. فى هذا العصر لن تكون هناك دولة يمكنها اللحاق بقطار التقدم ما لم يكن معها تذكرة الذكاء الاصطناعى. لم تعد المسألة خيارًا بل إجبارًا. فى يناير الماضى، أطلق المجلس الوطنى المصرى للذكاء الاصطناعى الإصدار الثانى للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، والتى عرّفها بأنها المحرك الأساسى للتحول الرقمى وتسخير إمكانات هذه التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية. الاستراتيجية المؤلفة من ١٠٠ صفحة تقوم على أربعة محاور: أولا: رفع الكفاءة والشفافية بالحكومة مع تقليل العمليات المتكررة والخدمات التى تقدمها. ثانيا: تحقيق التنمية المستدامة وتطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعى فى الزراعة والصحة والتعليم والقضاء والمجالات الأخرى. ثالثا: بناء القدرات لمعالجة الفجوات التعليمية والمهنية التى تبطئ من استيعاب صناعة الذكاء الاصطناعى ونموها. ورابعا: وضع مصر والعالم العربى وإفريقيا فى دائرة نشاط وتطوير الذكاء الاصطناعى دوليًا. الاستراتيجية متكاملة وشديدة الطموح، لكنها لا توضح كيفية تحقيق تلك الأهداف الرائعة، ولا المبالغ المرصودة لتحويلها إلى واقع. نحن فى انتظار خطة عملية تشرح بدقة أساليب تنفيذ الأهداف حتى لا تبقى حبرًا على ورق، خصوصًا أننا لم نعرف ماذا تحقق من الإصدار الأول للاستراتيجية (٢٠٢١). لقد حددت الاستراتيجية فترة التنفيذ من ٢٠٢٥ حتى ٢٠٣٠، فهل هناك جداول زمنية توضح ما سيتم عمله سنويًا حتى نهاية المدة؟ الاستراتيجية أيضًا يشرف عليها المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى ووزارة الاتصالات، فماذا عن الوزارات الأخرى التى من المفترض حدوث تغيير جذرى فى آليات عملها؟ هل يحضر اجتماعات المجلس ممثلون عنها؟ أم أنهم لم يصلهم علم بعد؟ ثم إن هناك نقصًا شديدًا فى التوعية بالاستراتيجية وأهدافها، لدرجة أننى كنت أبحث عن تفاصيلها، فوجدت موقعًا إخباريًا نشر خبرًا قبل أيام عن إصدار الاستراتيجية، بينما الصدور كان قبل ٤ شهور. ما بالنا إذن بالمواطن العادى المفترض أن يكون طرفًا أساسيًا فى تحقيق هذه الأهداف الكبرى؟ المشروعات السياسية الكبرى لم تعد مثار اتفاق بين أبناء الوطن الواحد. وحده الذكاء الاصطناعى يمكنه، إذا تعاملنا معه بجدية وإرادة وأشركنا فيه المصريين، أن يكون المشروع القومى لمصر.