أحدث الأخبار مع #تامرالتوم


Independent عربية
منذ 2 أيام
- صحة
- Independent عربية
خدج غزة بين الحياة والموت: حضانات مكدسة وأدوية مفقودة
كاد قلب الأم إسراء أن يتوقف عندما تلقت أوامر الإخلاء الإسرائيلية لمحافظة خان يونس جنوب غزة، إذ يمكث رضيعها في حضانة الأطفال الخدج داخل المستشفى، وما زاد توترها أكثر أن الجيش بدأ يشن عمليات قصف مكثفة ومتواصلة في محيط المرفق الطبي. على رغم الخطر الأمني إلا أن إسراء وصلت إلى المستشفى على عجل للاطمئنان على فلذة كبدها الذي ولد قبل موعده في الأسبوع 35 من حملها، وهناك أبلغها الأطباء بضرورة إخلاء المستشفى وإخراج الجرحى والمرضى كافة حتى الخدج. إخلاء "سيموت" صرخت إسراء في وجه الأطباء، وأخذت تشرح لهم "لا يجيد التنفس خارج الحضانة ولا يعرف بعد كيفية الرضاعة الطبيعية، إنه يعاني مشكلات في الرئتين، أرجوكم دعوه في قسم رعاية الخدج". بسرعة رد الطبيب "نتيجة القصف الإسرائيلي، هناك تسرب في موصلات الأكسجين، أي هناك مشكلة أخرى، فضلاً عن أوامر الإخلاء". بسرعة نقلت الأم إسراء طفلها إلى حضانة في مستشفى آخر، وهناك وضعه الأطباء مع أربعة صغار مثله في حوض بلاستيكي واحد. تفيد بيانات دائرة نظم المعلومات في وزارة الصحة بأن 323 من الخدج توفوا في الفترة الواقعة بين الأول من يناير وحتى بداية مايو (أ ف ب) تقول إسراء "زاد قلقي على ابني الذي ولد قبل موعده، يتشارك حضانة أطفال واحدة مع أربعة صغار، لا أعرف إذا كان قد يصاب بعدوى أو لا يحصل على كمية مناسبة من الأكسجين، وإذا كان سيعتني به الأطباء وسط هذا التزاحم بين الخدج". يعاني الأطفال الخدج الذين ولدوا أثناء حرب القطاع ويلات على جلدهم الرقيق وأعضائهم غير مكتملة النضوج، ويدفعون حياتهم ثمناً للقتال، إذ بمجرد ما تطأ أقدامهم الصغيرة أرض غزة يواجهون نقص الحضانات وعدم توفر الحليب الخاص وحتى الأكسجين بالكاد يحصلون عليه. 67 حضانة في كل غزة يقول اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة تامر التوم "هناك زيادة هائلة في أعداد المواليد الخدج، وهذا لا يتناسب مع العدد المحدود للحضانات الموجودة في غزة، هذا الضغط المتزايد يترافق مع عجز الطواقم الطبية التعامل معهم في ظل نقص الأدوية والموارد الطبية". قبل الحرب كان في غزة 175 حضانة للمواليد الخدج، لكن نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مستشفيات القطاع وتدمير الأجهزة الطبية، انخفض هذا العدد لـ67 حضانة، وهذا أجبر الأطباء على مخالفة بروتوكول رعاية الخدج. يضيف الطبيب التوم "نقص الحضانات دفعنا لوضع كل خمسة أطفال في حضانة واحدة، وهذا يحرمهم الراحة الكافية والمطلوبة لإكمال نموهم، هذه ليست المشكلة الوحيدة، أيضاً عندما تتوقف مولدات الكهرباء تتوقف مضخات الأكسجين عن العمل، وهنا يضطر العاملون الصحيون إلى ضخ الأكسجين يدوياً، وهذا يؤثر في الخدج وجودة الهواء". 323 طفلاً خدجاً توفوا منذ بداية العام نتيجة ضعف الرعاية الصحية في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة) نقص الحليب ومن بين المشكلات التي يعيشها الخدج، عدم توفر الحليب الخاص بهم، يشرح الطبيب التوم "طفل السيدة وزنه لا يتعدى الكيلوغرام الواحد، لذا هو يحتاج إلى حليب ذي سعرات حرارية مرتفعة وتركيبة غذائية مخصصة، هذا الحليب لا يتوفر منه في غزة". يومياً يولد نحو 170 طفلاً قبل موعدهم، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى حضانة الخدج، ويؤكد اختصاصي الأطفال أن هذا العدد يجبرهم على وضع خمسة أطفال في كل حضانة، وهذا يتناقض مع معايير العدوى والسلامة. الأكسجين قليل لا يتوفر في مستشفيات غزة محطة توليد الأكسجين، ويضطر الأطباء إلى تزويد الخدج بهذا الغاز المهم لحياتهم عبر أسطوانات معبأة، ويوضح الطبيب أن "بعض الخدج يحتاجون إلى البقاء على جهاز التنفس لمدة شهرين متواصلين، ولكن في ظل وجود نقص في الأكسجين نضطر إلى حرمانهم من الهواء النقي ورفعهم عن الأجهزة". 85 في المئة من الأطفال الخدج يعانون اضطراباً في الجهاز التنفسي (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة) فرص الحياة محدودة لا يخفي الطبيب أن خطر الموت مرتفع بالنسبة إلى الأطفال الخدج، مشيراً إلى أن 85 في المئة منهم يعانون اضطراباً في الجهاز التنفسي ويجدون كمية قليلة من الأدوية المناسبة، ومنها الأدوية المنشطة للرئتين، وبالتالي نضطر إلى المفاضلة بين الأطفال أيهم أقرب إلى الحياة من غيره، وهذا أمر صعب، كما أنه مؤلم للأهالي وكذلك للكادر الطبي. باتت فرص حياة أطفال قطاع غزة الذين يولدون قبل موعد الولادة الطبيعي المحدد بـ40 أسبوعاً شبه معدومة، وتفيد بيانات دائرة نظم المعلومات في وزارة الصحة بأن 323 من المواليد الخدج توفوا في الفترة الواقعة بين الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، وحتى بداية شهر مايو (أيار) الجاري. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) خسروه بعد 12 سنة انتظار ومن أصعب قصص وفاة الخدج، كان ابن آلاء التي تقول "حملت به بعد مرور 12 عاماً على زواجنا، تلقيت خلال هذه الفترة علاجات تساعد في الحمل، وبعدها علاجات مكثفة للحفاظ على الجنين، وبعد طول انتظار ولد ابني جهاد وأدخلناه الحضانة، ونتيجة القصف نزحنا ومات صغيري الذي انتظرته طويلاً". تضيف "مات من الحرب وتكدس المصابين وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، مات جائعاً، إذ كان يحرك رجليه ويبكي وكأنه يطلب رضعة، وللأسف لا يوجد حليب مناسب لحالته، هذه العوامل القاسية سلبت مني حياة طفلي". حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من كارثة تهدد مستقبل أطفال قطاع غزة، خصوصاً حديثي الولادة، يعقب مدير المدير العام للمستشفيات في غزة مروان الهمص "كنا نستقبل حالات مواليد أقل من كيلوغرام واحد، وهي حالات من المستوى الرابع وتكتب لها الحياة بفعل الرعاية الفائقة، ولم نكن نسجل وفيات إلا نادراً، كل هذا تغير بسبب الحرب والاعتداء على المرافق الصحية، اليوم نسب الوفيات المسجلة بين الخدج مرتفعة للغاية، وفرص حياة حياتهم محدودة نتيجة النقص الحاد في سبل الرعاية".


Independent عربية
منذ 2 أيام
- صحة
- Independent عربية
فرص عيش الخدج شبه معدومة في غزة بسبب نقص أجهزة التنفس والحليب
كاد قلب الأم إسراء أن يتوقف عندما تلقت أوامر الإخلاء الإسرائيلية لمحافظة خان يونس جنوب غزة، إذ يمكث رضيعها في حضانة الأطفال الخدج داخل المستشفى، وما زاد توترها أكثر أن الجيش بدأ يشن عمليات قصف مكثفة ومتواصلة في محيط المرفق الطبي. على رغم الخطر الأمني إلا أن إسراء وصلت إلى المستشفى على عجل للاطمئنان على فلذة كبدها الذي ولد قبل موعده في الأسبوع 35 من حملها، وهناك أبلغها الأطباء بضرورة إخلاء المستشفى وإخراج الجرحى والمرضى كافة حتى الخدج. إخلاء "سيموت" صرخت إسراء في وجه الأطباء، وأخذت تشرح لهم "لا يجيد التنفس خارج الحضانة ولا يعرف بعد كيفية الرضاعة الطبيعية، إنه يعاني مشكلات في الرئتين، أرجوكم دعوه في قسم رعاية الخدج". بسرعة رد الطبيب "نتيجة القصف الإسرائيلي، هناك تسرب في موصلات الأكسجين، أي هناك مشكلة أخرى، فضلاً عن أوامر الإخلاء". بسرعة نقلت الأم إسراء طفلها إلى حضانة في مستشفى آخر، وهناك وضعه الأطباء مع أربعة صغار مثله في حوض بلاستيكي واحد. تفيد بيانات دائرة نظم المعلومات في وزارة الصحة بأن 323 من الخدج توفوا في الفترة الواقعة بين الأول من يناير وحتى بداية مايو (أ ف ب) تقول إسراء "زاد قلقي على ابني الذي ولد قبل موعده، يتشارك حضانة أطفال واحدة مع أربعة صغار، لا أعرف إذا كان قد يصاب بعدوى أو لا يحصل على كمية مناسبة من الأكسجين، وإذا كان سيعتني به الأطباء وسط هذا التزاحم بين الخدج". يعاني الأطفال الخدج الذين ولدوا أثناء حرب القطاع ويلات على جلدهم الرقيق وأعضائهم غير مكتملة النضوج، ويدفعون حياتهم ثمناً للقتال، إذ بمجرد ما تطأ أقدامهم الصغيرة أرض غزة يواجهون نقص الحضانات وعدم توفر الحليب الخاص وحتى الأكسجين بالكاد يحصلون عليه. 67 حضانة في كل غزة يقول اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة تامر التوم "هناك زيادة هائلة في أعداد المواليد الخدج، وهذا لا يتناسب مع العدد المحدود للحضانات الموجودة في غزة، هذا الضغط المتزايد يترافق مع عجز الطواقم الطبية التعامل معهم في ظل نقص الأدوية والموارد الطبية". قبل الحرب كان في غزة 175 حضانة للمواليد الخدج، لكن نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مستشفيات القطاع وتدمير الأجهزة الطبية، انخفض هذا العدد لـ67 حضانة، وهذا أجبر الأطباء على مخالفة بروتوكول رعاية الخدج. يضيف الطبيب التوم "نقص الحضانات دفعنا لوضع كل خمسة أطفال في حضانة واحدة، وهذا يحرمهم الراحة الكافية والمطلوبة لإكمال نموهم، هذه ليست المشكلة الوحيدة، أيضاً عندما تتوقف مولدات الكهرباء تتوقف مضخات الأكسجين عن العمل، وهنا يضطر العاملون الصحيون إلى ضخ الأكسجين يدوياً، وهذا يؤثر في الخدج وجودة الهواء". 323 طفلاً خدجاً توفوا منذ بداية العام نتيجة ضعف الرعاية الصحية في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة) نقص الحليب ومن بين المشكلات التي يعيشها الخدج، عدم توفر الحليب الخاص بهم، يشرح الطبيب التوم "طفل السيدة وزنه لا يتعدى الكيلوغرام الواحد، لذا هو يحتاج إلى حليب ذي سعرات حرارية مرتفعة وتركيبة غذائية مخصصة، هذا الحليب لا يتوفر منه في غزة". يومياً يولد نحو 170 طفلاً قبل موعدهم، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى حضانة الخدج، ويؤكد اختصاصي الأطفال أن هذا العدد يجبرهم على وضع خمسة أطفال في كل حضانة، وهذا يتناقض مع معايير العدوى والسلامة. الأكسجين قليل لا يتوفر في مستشفيات غزة محطة توليد الأكسجين، ويضطر الأطباء إلى تزويد الخدج بهذا الغاز المهم لحياتهم عبر أسطوانات معبأة، ويوضح الطبيب أن "بعض الخدج يحتاجون إلى البقاء على جهاز التنفس لمدة شهرين متواصلين، ولكن في ظل وجود نقص في الأكسجين نضطر إلى حرمانهم من الهواء النقي ورفعهم عن الأجهزة". 85 في المئة من الأطفال الخدج يعانون اضطراباً في الجهاز التنفسي (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة) فرص الحياة محدودة لا يخفي الطبيب أن خطر الموت مرتفع بالنسبة إلى الأطفال الخدج، مشيراً إلى أن 85 في المئة منهم يعانون اضطراباً في الجهاز التنفسي ويجدون كمية قليلة من الأدوية المناسبة، ومنها الأدوية المنشطة للرئتين، وبالتالي نضطر إلى المفاضلة بين الأطفال أيهم أقرب إلى الحياة من غيره، وهذا أمر صعب، كما أنه مؤلم للأهالي وكذلك للكادر الطبي. باتت فرص حياة أطفال قطاع غزة الذين يولدون قبل موعد الولادة الطبيعي المحدد بـ40 أسبوعاً شبه معدومة، وتفيد بيانات دائرة نظم المعلومات في وزارة الصحة بأن 323 من المواليد الخدج توفوا في الفترة الواقعة بين الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، وحتى بداية شهر مايو (أيار) الجاري. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) خسروه بعد 12 سنة انتظار ومن أصعب قصص وفاة الخدج، كان ابن آلاء التي تقول "حملت به بعد مرور 12 عاماً على زواجنا، تلقيت خلال هذه الفترة علاجات تساعد في الحمل، وبعدها علاجات مكثفة للحفاظ على الجنين، وبعد طول انتظار ولد ابني جهاد وأدخلناه الحضانة، ونتيجة القصف نزحنا ومات صغيري الذي انتظرته طويلاً". تضيف "مات من الحرب وتكدس المصابين وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، مات جائعاً، إذ كان يحرك رجليه ويبكي وكأنه يطلب رضعة، وللأسف لا يوجد حليب مناسب لحالته، هذه العوامل القاسية سلبت مني حياة طفلي". حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من كارثة تهدد مستقبل أطفال قطاع غزة، خصوصاً حديثي الولادة، يعقب مدير المدير العام للمستشفيات في غزة مروان الهمص "كنا نستقبل حالات مواليد أقل من كيلوغرام واحد، وهي حالات من المستوى الرابع وتكتب لها الحياة بفعل الرعاية الفائقة، ولم نكن نسجل وفيات إلا نادراً، كل هذا تغير بسبب الحرب والاعتداء على المرافق الصحية، اليوم نسب الوفيات المسجلة بين الخدج مرتفعة للغاية، وفرص حياة حياتهم محدودة نتيجة النقص الحاد في سبل الرعاية".