logo
#

أحدث الأخبار مع #تحتمجهر،

الكاهن المُدان منصور لبكي...ما زال يجد مَن يُلمِّعه!
الكاهن المُدان منصور لبكي...ما زال يجد مَن يُلمِّعه!

المدن

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المدن

الكاهن المُدان منصور لبكي...ما زال يجد مَن يُلمِّعه!

نشرت صحيفة "نداء الوطن"، في عددها الصادر الجمعة 18 نيسان 2025، مقالة بعنوان "تحت مجهر"، أعدّتها الكاتبة نوال نصر بمناسبة الجمعة العظيمة، وخصصتها للكاهن اللبناني منصور لبكي الذي سبق أن ورغم هذا السجل القضائي الثقيل، أتاحت المقالة للبكي منبراً لتلميع صورته، وأعطته صوتاً كما لو أنه بريء تماماً، بل أكثر من ذلك، كما لو أنه صاحب يد بيضاء في المجتمع اللبناني والكنسي. وبذلك، لم تضع الصحيفة والكاتبة، في الاعتبار، المسؤولية الحقوقية والإنسانية والقانونية عن إعطاء مساحة "نظيفة" لمجرم مُدان بالأدلة الدامغة وتحميه الكنيسة في لبنان رغم تبرؤ الفاتيكان نفسه منه. كما لم يؤخذ في الحسبان، الأذى النفسي والمعنوي الذي قد تسببه هذه المقابلة لضحايا لبكي، لا سيما مع وصفه بـ"الكاهن الذي نشر الحب"، و"ترانيمه كبرت عليها أجيال"، بالإضافة إلى إبراز ما وصف بـ"رصيده الإنساني والروحي". في مقالتها، كتبت نوال نصر: "في هذا النهار، في الجمعة العظيمة، نفتح باب "محبسة" كاهن مُدان، يعيش منذ عقد في صومعته بعد أن عاش لأعوامٍ مديدة، بألحانه وتراتيله وصوته وأعماله، في القلوب... الأب منصور لبكي "تحت مجهر" هذا الأسبوع". المقال أثار غضباً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الحقوقيين والصحافيين والناشطين، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول حدود العمل الصحافي ومسؤوليته الأخلاقية، خصوصاً في قضايا تتعلق بانتهاكات جنسية ضد القاصرين. فقد اعتبر كثيرون أن الصحيفة ارتكبت خطأً مهنياً فادحاً بالسماح بنشر مادة تبريرية لشخصية مدانة، حتى ولو كانت تحمل صفة رجل دين. وفي مواجهة الغضب الشعبي والانتقادات الواسعة، أصدرت "نداء الوطن" بياناً توضيحياً أكدت فيه احترامها للأحكام القضائية، مشيرة إلى أن نيتها من المقال كانت "إعلامية فقط"، واعتذرت من الضحايا ومن شعر بالأذى، معتبرة أن المقال لا يعكس نواياها التحريرية. — Nidaa Al Watan نداء الوطن (@NidaaWatan) لكن التصعيد الأكبر جاء من داخل الصحيفة نفسها. فقد نشر رجل الأعمال عمر حرفوش، شريك ميشال المر في ملكية الصحيفة، بياناً شديد اللهجة قال فيه: "لم تسمح لي إنسانيتي أن ألتزم الصمت بعد ما قرأت، ولا يمكن أن أقبل أن تكون قضايا التحرش والاعتداء مادة للسبق الصحافي... صدرت أحكام بحق الأب لبكي، وكان يجب عدم السماح بأي مقال ترويجي له". وأضاف حرفوش أنه لم يكن على علم بالمقال قبل نشره، وأنه اتفق مع الشركاء على اتخاذ إجراءات عقابية بحق المسؤولين عن نشر المقال، بدءاً من الكاتبة التي تم فصلها من العمل، متعهداً بعدم تكرار هذا النوع من "الانحراف المهني"، بحسب تعبيره. وفي خضم هذا الجدل، خرجت نوال نصر عن صمتها، ناشرة في صفحتها الشخصية في فايسبوك رسالة مقتضبة جاء فيها: "كلهم اليوم يريدون بناء بطولات على حسابي! لا يهم. أنا خارج نداء الوطن وفخورة… أما التفاصيل -الصحيحة- فلن أدخل فيها حرصاً على الزملاء. أنا حرّة، وحرّة، وحرّة… شكراً وإلى اللقاء في مكان أفضل". خطأ مهني جسيم ما لا يمكن تجاهله وسط هذا الجدل، هو الخلل المهني والأخلاقي في تقديم صحيفة مساحة لرجل دين مدان بجرائم تحرش واعتداء جنسي على الأطفال. فالمقابلة، مهما بدت روحية أو وجدانية، شكّلت تبييضاً لصورته وتشويهاً لحقيقة أحكام نهائية ودامغة بحقه. إن مجرد إجراء مقابلة معه، في مناسبة دينية بالغة الرمزية مثل "الجمعة العظيمة"، من دون الوقوف بوضوح مع الضحايا، لا يُبرَّر بأي منطق صحافي أو ديني. الخطأ هنا واقع لا محالة، لكن هل يصحّ أن تتحمله نوال نصر وحدها دوناً عن رؤسائها؟ هل أجرت المقابلة وأجازت نشرها وحدها ومن دون علم أحد سواها من إدارة التحرير؟ والخطأ هنا مزدوج: تجاهُل السياق القضائي الثابت ضد الكاهن، والمساهمة في إعادة تلميعه إنسانياً وروحياً، في وقت لا تزال جراح ضحاياه مفتوحة. وقد تكون هذه الحادثة درساً للوسط الإعلامي اللبناني في ضرورة وضع قواعد صارمة في تناول قضايا العنف والاعتداء، لا سيما حين يتعلق الأمر بفئات ضعيفة كالأطفال والنساء، وخصوصاً أن النمط السياسي والقضائي السائد في لبنان هو لصق المُعرِّفات الطائفية على الجرائم والمجرمين والتعامل معها

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store