logo
#

أحدث الأخبار مع #تحولات_الرواية

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»
سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

يرصد الشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين في كتابه «أسئلة الرواية السعودية» تحولات المشهد الروائي السعودي، والتغيرات التي طرأت عليه وشكلت ملامحه وعوالمه الخاصة، أيضاً العثرات التي واجهته، وتغلب عليها بقوة التخييل والرغبة الصادقة في كتابة مغايرة. الكتاب صدر أخيراً عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت، وهو الثاني عشر له في حقل النقد الروائي، يشتمل على مقدّمة طويلة وقراءة في 32 رواية سعودية، تتنوع مشاربها وهمومها فنياً، وتنتمي إلى المرحلة الرابعة في تاريخ الرواية السعودية، وهي مرحلة التحوّلات الكبرى، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يخوض فيها الروائيون في المسكوت عنه، ويحفرون في الممنوع الشائك، مستفيدين من الهوامش التي أتاحتها التحوّلات المذكورة، كما أنهم ينتمون إلى أجيال عدّة. على أنّ الأسئلة التي تطرحها الروايات المختلفة هي أسئلة الواقع السعودي، واستطراداً العربي، في هذه اللحظة التاريخية، وتتراوح بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني، كما تسائل الواقع المتحوّل من دون أن تتمرّد عليه، فالغاية الإصلاح والتطوير وليست الهدم والتثوير. ولعلّ هذه الأسئلة وطرائق طرحها هي ما يمنح الرواية السعودية موقعها اللائق والمتقدّم حالياً على خريطة الرواية العربية، إلى جانب أخواتها العربيات، فتتصادق معها وتتناغم وتتكامل في إطار المشهد الروائي العربي العام، من دون أن تفقد أيٌّ منها خصوصية المكان/ الفضاء الذي ينتظم وينمو بشكل متجدد في علاقة تنوّع ضمن وحدة الأمّة العربية. وهذا ما يجعل قراءة الرواية السعودية من الأهمّية بمكان، في لحظة تاريخية فارقة، مفتوحة على كثير من التحوّلات. تتوزّع الأسئلة المطروحة في الكتاب، استناداً إلى الروايات المقروءة، على: التحوّلات الكبرى، الفرد في مجتمع مديني، المرأة، الحب، الحرية، السلطة، الإرادة، القدر، الدين، الموت، المكان الواقعي، العالم الافتراضي، وغيرها. على أنّ طريقة الطرح تختلف من رواية إلى أخرى، تبعاً لاختلاف الطارح وزاوية الطرح نفسها بحسب رؤية وبوصلة الكتابة. هذه الأسئلة ليست وقفاً على الرواية السعودية، بل هي أسئلة الرواية العربية بشكلٍ عام، ذلك لأنّ الواقع العربي هو نفسه، إلى حدٍّ كبير، في مختلف الدول العربية. وإذا كان ثمّة اختلاف في الواقع، بين دولة وأخرى، فهو في الدرجة وليس في النوع. وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أنّ بدرية البشر تطرح سؤال العقل الذكوري في مجتمع محافظ، وزينب حفني تطرح سؤال المرأة في مجتمع ذكوري، وسلام عبد العزيز تطرح سؤال القبيلة، وتركي الحمد يطرح سؤال النفط، وغازي القصيبي يطرح سؤال الحرية، ومحمد حسن علوان يطرح سؤال الأمومة، ومها محمد الفيصل تطرح سؤال الإرادة، ومقبول العلوي يطرح سؤال التسامح، وهاني نقشبندي يطرح سؤال الدين، ويحيى أمقاسم يطرح سؤال العشيرة، ويوسف المحيميد يطرح سؤال الاغتراب، على سبيل المثال لا الحصر. هذه الأسئلة يستخرجها زين الدين من الروايات المدروسة، ولا يقوم بإسقاطها عليها. فهو ينطلق من النصّ راصداً مقولته، ولا يُقوِّله ما لا يقول أو يُحمِّله ما لا يحتمل. وبهذا المعنى، تغدو الروايات مجموعة من الوثائق الأدبية التي يمكن استثمارها في إضاءة الواقع الذي تصدر عنه والعالم المرجعي الذي تحيل إليه. وبذلك، تقترن متعة السرد بفائدة المعرفة. وتكون الرواية نتيجة للتحوّلات المرصودة وسبباً في حصولها، في الوقت نفسه، مما يجعل «أسئلة الرواية السعودية» جديرة بالطرح، والأجوبة عنها تستحقّ التفكير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store