أحدث الأخبار مع #تراويدديرالبلح


جريدة الايام
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- جريدة الايام
"تراويد دير البلح".. فيظل العرس وتظل البلاد!
صحيح أن "بلاداً واسعة وأفراحاً كثيرة صارت، اليوم، ساحة حرب"، لكن "لا أحد يجيد أن يسحب القمر من سماء المدينة، فأصحاب العرس هم العرس، وكل ضيف سيحمل الزغاريد هدايا إلى مكانه، فيظل العرس وتظل البلاد"! وبعد ساعات على استشهاد عروسين، قبل إتمام يوم من زواجهما، في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، كان عرس آخر على وقع قصف طائرات الاحتلال، وصوت "الزنانة"، في قاعة قصر رام الله الثقافي، وعلى خشبة مسرحها، عبر لوحات دبكة شكلت عرض "تراويد دير البلح" لفرقة سرية رام الله الأولى للرقص الشعبي، مساء أول من أمس. بثّت لوحات عرض "دير البلح" في الجمهور الذي فاض عن سعة قصر رام الله الثقافي، في نفوس الحاضرين، شيئاً من الأمل في مواجهة الكثير من الألم الذي افترس النفوس، واستوطنها، وشكل عنواناً بارزاً ليومياتهم كما جلّ الفلسطينيين الباقين على أرضهم المحتلة، ونكأت الجرح بما كنّا عليه قبل الاحتلال تلو الآخر، منذ أكثر من سبعة وسبعين عاماً، وما آلت إليه أحوالنا، من سيئ إلى أسوأ، حد الإبادة والمجاعة والتقتيل والتهجير والاعتقال. كانت البداية مع لوحة "دابا يا قلبي دابا"، وصُمّمت على وقع إحدى أغاني "المردنية"، وتعنى في ليالي الحنّة أو ليالي أم العريس، وفيها تعبير عن الشوق والانتظار لعودة الأحباب، فـ"أحبابنا" التي بُنيت على واحدة من الأغاني الشعبية التي كان يرددها العاملون في موسم حصاد القمح، ومن ثم "يا غرامي" اللوحة التي اتكأ أداؤها على تلك الأهزوجة التي كانت تغنيها النساء تحية للعريس واعتزازاً به، لتتبعها "شرق جمل حمدية"، وقامت على واحدة من أغاني الحصاد بما فيها من غزل غير مباشر بالمتزيّنات بالوشوم الزرق، فأغنية الفخار "لمين هاي العلية" التي شكلت اللوحة الخامسة. وتحت عنوان "هلا بالورد" كانت اللوحة السادسة القائمة على أغنية فلكلورية تمثل لهفة العريس للقاء العروس، تلتها لوحة في مديح "الديراويّات"، أي نساء دير البلح، كانت علامة فارقة في العرض أداء كما لحناً وكلمات، تحت عنوان "صف البراري"، لتتبعها الفرقة التي تتجدد باستمرار، فكراً وعروضاً وفنانين، بلوحة "ويلي زمان" مجسدة بأداء مسرحي راقص ما كانت تردده النساء احتفالاً بالمولود الذكر، قبل أن تنتقل الفرقة إلى لوحة "صباحية العروس" بالاتكاء على مجموعة من أغنيات أم العريس فرحاً بابنها، ليختتم العرض بلوحة "ما بريدو"، وتحمل عنوان أغنية ذات طابع مرح، فيها شيء من التمرد، في تأكيد على أن الأعراس لم تكن تغادر دير البلح، تلك المدينة الساحلية التي تشتهر ببلحها الأبيض ورطبها الأسمر، كما بياراتها، وبحرها وساحله. تآلفت عدّة عوامل ليكون العرض استثنائياً، بدءاً من جهود جامعات وجامعي الأغاني من حاملات التراث في دير البلح بقيادة ريم جابر، المديرة التنفيذية لجمعية "نوى" للثقافة والفنون في دير البلح، صاحبة الفكرة ومعدّة الأغاني، وإخراج الموسيقى للفنان سامر جرادات بتوزيع موسيقي من الفنان يعقوب حمادة، مروراً غير عابر بكلمات الراوي التي شكلت رابطاً درامياً ما بين لوحات العرض العشر، وسرداً استثنائياً للحكاية للشاعر خالد جمعة، انعكس أداءً حكائياً وتمثيلاً ودبكة من دواخل الفنان فراس فراح، وهي اللوحات التي صممها الفنانون خالد عليان، وجميل سحويل، ونضال عبده بمشاركة رياض خوري ونوار سالم، مع الإبداعات الاستثنائية لراقصات وراقصي فرقة سرية رام الله الأولى للرقص الشعبي الذين تقمصوا الكلمات وشربوا الموسيقى فخرجت أداءً غير متكلف وعميقا في آن، بعد تدريب لسنوات تحت إشراف عليان وسحويل ولينا حرامي، فأشعلوا القاعة عرساً وطنياً على شكل عمل فني، كان ثيمة التحدي محورية فيه، وانعكست في انسيابية ما بين استراحة وأخرى من قصف مميت، حولت العرض بأغنياته ولوحاته الراقصة، إلى حالة من "المساس". وكان جلياً الدور الإبداعي للفنانة جورجينا عصفور مخرجة "تراويد دير البلح" وصاحبة الدراماتورجيا الخاصة به، دون إغفال الحضور المبهر لأزياء عصوب سرحان، وإضاءة معاذ الجعبة. وخلال السنوات الثلاثين الأخيرة، أصبحت الصورة النمطية لقطاع غزة تظهره كمنطقة حرب ودمار ليس إلا، وكجغرافيا بلا تاريخ ثقافي وحضاري، رغم جذورها الضاربة في عمق التاريخ، فإن عرض "تراويد دير البلح" سعى بل نجح في إبراز الصورة غير المزيّفة لمدينة دير البلح على وجه الخصوص، وللقطاع الذي يتعرض منذ عام ونصف العام إلى إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، فاحتفى بتراث المدينة الساحلية، وحب أهلها للحياة، وطقوسهم، وأعراسهم التي شكلت الكثير من حكايات بلاد لا تزال على قيد الصمود.


الديار
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الديار
"تراويد دير البلح": تراث شفهي غنائي يقاوم الموت
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تحت عنوان "تراويد دير البلح"، تقدم فرقة سرية رام الله الأولى للرقص الشعبي، في 3 أيار المقبل على خشبة "قصر رام الله الثقافي"، عروضاً راقصة تسعى إلى إبراز الصورة الطبيعية والحقيقية لقطاع غزة بشكل عام ولمدينة دير البلح بشكل خاص. هذا المشروع الذي يقام بالشراكة مع "جمعية نوى للثقافة والفنون" في دير البلح، يحتوي على 10 رقصات لأغانٍ تراثية تم جمعها وأرشفتها من منطقة دير البلح. وباشرت الفرقة هذا العرض في العام 2021، حيث يقول مديرها التنفيذي، خالد عليان، إنه: "بدأ العمل على "تراويد دير البلح" بالتعاون مع جمعية نوى قبل 4 سنوات، وسبق لها أن أصدرت ألبومين يوثقان الأغنيات التراثية لدير البلح، الأول بعنوان (دابا يا قلبي دابا)، والثاني بعنوان (ليوان)، اتكأت فيه على ما جمعته الباحثات من حاملات التراث في دير البلح". وأضاف: "مضينا قدماً في مشروع تنفيذ عرض راقص يتكئ على الدبكة الشعبية الفلسطينية على وقع أغنيات ألبومي الجمعية، بحيث يتم تنظيم عرضين أحدهما في رام الله والثاني في غزة، بذات النص والرؤية والإخراج والتصميم، مع تغيير الفرق المنفذة، وفي صيف 2023 بات العرض جاهزاً، وتم تنظيم بروفات له، بل تمت برمجة عروضه في شهر تشرين الثاني من العام، لكن حرب الإبادة اندلعت قبل الموعد المقرر سلفاً بشهر". عليان شدد على أهمية العرض في هذا الوقت كونه "يأتي تأكيداً على أنّ لأهل غزة جذوراً ضاربة في أرضهم المجبولة بالحضارة، والتاريخ، والحياة"، مؤكداً على أن "للثقافة والفنون، وخاصة في فلسطين، دوراً محورياً في عملية المقاومة، وتعزيز الصمود، خاصة في ظل حرب الإبادة التي من بينها حرب إبادة على الرواية الفلسطينية، وهذا دور تاريخي اضطلعت به المؤسسات الثقافية والفنية والفنانون الأفراد في مفاصل تاريخية محورية بالتاريخ الفلسطيني الحديث". ويقدم العرض بالتشارك مع بلدية رام الله، وبدعم من "مؤسسة منى وباسم حشمة"، و"مؤسسة عبد المحسن القطان"، وهو من إخراج ودراماتورجيا الفنانة جورجينا عصفور. أما الرقصات فمن تصميم كل من: جميل سحويل، ونضال عبدو، وخالد عليان، ومشاركة رياض خوري ونوار سالم. أما الفنان فراس فرّاح فيقدم دوراً تمثيلياً وراقصاً علاوة على دور الراوي، عن نصوص أعدها الشاعر خالد جمعة، في حين أن الأغاني من إنتاج "جمعية نوى للثقافة والفنون"، بينما كانت "جفرا" للإنتاج الغنائي منتجاً منفذاً لهذه الأغنيات، عبر الفنان سامر جرادات في إخراج الموسيقى، والفنان يعقوب حمودة في التوزيع، في حين كانت الأزياء من تصميم غصوب سرحان، والإضاءة لمعاذ الجعبة. ويقدّم لوحات العرض، الذي أعدّ ملصقه الفنان عامر الشوملي، فنانات وفنانون يافعون وشباب، هم: فادية دعيبس، وميار كنعان، وهبة المصري، ولانا حميدان، وتولين ميادمة، وليانا معايعة، وبتول أبو داود، وزينة البندك، وسنا أبو زنيط، ولين امسيح، وسميرة هنديلة، ولور صوصو، وشربل الأصبح، وفراس البابا، وميشيل خوري، وقمر الأصبح، وغسان الإفرنجي، وسند أبو غوش، وحنا امسيح، وفارس خواجا، بتدريب جميل سحويل، ولينا حرامي، وخالد عليان. وساهم في جمع الأغنيات التراثية، فريق بإشراف ريم أبو جبر، مديرة جمعية نوى للثقافة والفنون في دير البلح، وتكوّن من: أماني النجار، وروان أبو سلطان، ورولا أبو زايد، وعليان الفليت، وعلاء بشير، وآية البحيصي، ويوسف ديب، وشريف ديب، وعلي المصري، وعلام صرصور، وأسماء منسي، وزهير أبو لية، وهناء أبو زيدان، نقلاً عن "النساء حاملات التراث في دير البلح"، وهنّ كاملة أبو عيسى، وهانم أبو أسد، وفرحانة أبو سمرة، وغالية أبو قاسم، وجليلة الفليت، وسراري أبو عيسى، ويسرا بشير، وزهوة أبو قاسم، ومريم أبو هدبة، وسهيلة أبو سمرة، وزهية أبو طواحين، وسهيلة أبو صفر، وعطاف بشير، وسعدية أبو عبيد، وفريال أبو عيسى، ووداد نطط، وآمال طرابيش، وفرحانة أبو مصبح، وإنصاف أبو عيسى، وفاتن بشير، وسعدية أبو قينص، ومريم أبو عيسى، وعبلة أبو عيسى، وليلى الفليت، وداليا أبو سلطان، وصابرة صرصور.