أحدث الأخبار مع #تسوتسي


Independent عربية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
الجندي الجبان يختبئ بين الخنازير في مسرحية "الروث"
حين تكون الحرب دفاعاً عن الوجود والشرف والكرامة، فلا بديل للجندي عن خوضها، طوعاً لا كرهاً، أما من يهرب خوفاً من الموت أو العقاب، فلا شرف ولا كرامة له، وحينها يكون مكانه الطبيعي وسط الخنازير، فكلاهما يليق بالآخر. قريباً من هذا المعنى تدور مسرحية "مكان مع الخنازير" للكاتب الجنوب أفريقي أثول فوغارد (11 يونيو 1932 - 8 مارس 2025) ذلك الكاتب المنحدر من أب أيرلندي الأصل، وأم زنجية، بحسب مترجم النص محمود أبو دومة، وكان من أكثر الرافضين لسياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والمناضلين ضدها، وهو ما تفصح عنه مواقفه وكتاباته. لقطة من المسرحية (خدمة الفرقة) ولعل من تابع مسيرة هذا الكاتب المناضل، يدرك أنه كان بالفعل، كما وصفوه "شعلة مضيئة في ظلام التمييز العنصري"، ولذلك انتصرت كتاباته دائماً للإنسان، في تطلعاته وأشواقه، وسعيه إلى التحرر والانعتاق من كل ما يكبله بالقيود، كما في مسرحياته، رباط الدم، وأغنية الوادي، وأطفالي لي أفريقيا لي، والزنزانة، والسيد هارولد، والأولاد، والناس يعيشون هناك، وغيرها، فضلاً عن روايته الشهيرة "تسوتسي" التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 2005، باللغة الزولوية، إنتاج المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، نال جائزة الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية. قدم نادي مسرح "الشاطبي" بالإسكندرية، عرض "الروث" المأخوذ عن مسرحية "مكان مع الخنازير" إعداد وإخراج محمد بسيوني، وشارك في المهرجان الختامي لـ"نوادي المسرح" في القاهرة، وحصل على المركز الثاني كأفضل عرض، كما حصل مخرجه على المركز نفسه، وبطله على جائزة أفضل ممثل. قصة واقعية استوحى أثول فوغارد مسرحيته من قصة واقعية بطلها جندي من الاتحاد السوفياتي السابق، هرب من الخدمة أثناء الحرب العالمية الثانية واختبأ في حظيرة للخنازير أربعة عقود. أدخل المعد بعض التعديلات على النص، وخصوصاً نهاياته، التي جاءت متعددة، إذ كانت هناك ثلاثة مشاهد، بدا اثنان منها حاسمين، وصالحين ليكونا نهاية للعرض. الأول عندما كان خارج الحظيرة متطلعاً إلى الشمس راغباً في الذهاب إلى المستقبل، بحسب تعبيره، والآخر عندما أطلق الخنازير من محبسها. ربما فعل المخرج ذلك رغبة في توسيع مساحة التأويل، وتعدد الإجابات على الأسئلة التي يطرحها العرض، وإن أحدث ذلك قدراً من التشوش لدى المتلقي. لقد هرب بافيل إيفانوفتش (مصطفى كرم) من الحرب بحثاً عن الدفء في بيته، وحنيناً إلى الجوارب الصوفية التي صنعتها له أمه، كان يخطط أن يمضي يوماً واحداً ويعود مجدداً لساحة القتال، لكنه جبن عن العودة، لتمر الأعوام وهو مختبئ في حظيرة الخنازير، التي تربيها زوجته براسكوفيا (ندى حسن). قصة حب (خدمة الفرقة) في كل عام ينوي بافيل الظهور أثناء الاحتفال بعيد النصر، وتسليم نفسه للقادة، لينال جزاءه، لكنه يتراجع، وهو في منفاه هذا لا يستنشق سوى الهواء الفاسد المشبع برائحة الخنازير، الفئران أكلت بزته العسكرية، وأهالي القرية يعتبرونه من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، وزوجته تتسلم وسام التضحية من الدرجة الأولى، الذي منحه له قادته، في أحد احتفالات عيد النصر، وسط بكاء معارفه وترحمهم عليه وإشادتهم ببطولاته وشجاعته. كلها ضغوط تعمق لديه الإحساس بالخزي والعار، حتى أنه يخرج ذات يوم مع زوجته ليرى الشمس ويستنشق الهواء النقي، متنكراً في زي امرأة. كلها علامات وإشارات تثقل على روحه، فلا يبقى أمامه سوى الجنون أو الانتحار، فإحساسه بالذنب، وفقاً لضغط عوامل داخلية وخارجية، يزداد، حد النزف الروحي. في نهاية العرض يفاجئنا المخرج بأن بافيل في مشفى للأمراض العقلية، نعلم أنه أصيب بالجنون وقتل زوجته، وأن كل ما دار أمامنا كان رحلة في عقل هذا الجندي، وهي، في ظني، نهاية أضعفت كثيراً من الشحنة العاطفية التي منحنا العرض إياها. المواجهة في الحظيرة (خدمة الفرقة) لقد أطلق بافيل، في لحظة حاسمة، الخنازير من الحظيرة ومنحها حريتها وحقها في الاختيار، هي لحظة بدا فيها كما لو كان وصل إلى حالة من التطهر والاعتراف بجرمه، حتى لو لم يفصح عن ذلك صراحة، وهنا كان العرض وصل إلى ذروته، ففي النص الأصلي، وبعد أن يطلق الخنازير من محبسها، يرتدي بزة الزواج، التي احتفظت بها زوجته، ويقرر الخروج إلى الشمس لمواجهة مصيره، لكن المخرج، وهو حر في اختياره، أراد تحقيق مزيد من الإشباع، أو منح المتلقي مزيداً من فرص التأويل، مع الأخذ في الاعتبار وجوب التعامل مع نص العرض، لا النص الأصلي، بمعنى أن المخرج غير ملزم بالنهاية التي وضعها المؤلف، وإن كانت النهاية هنا أغلقت الباب تماماً أمام فكرة تعدد التأويلات، إذ أصدر حكمه هو، وانتهى بالبطل إلى ذلك المشفى. انضباط درامي بعيداً من الاختلاف حول النهايات المتعددة، نجح المخرج في صياغة عرض منضبط، إلى حد ما، على مستوى الدراما، وكذلك الإيقاع، بخاصة أننا كنا بصدد إما حوار ثنائي، أو مونولوغ داخلي، غالبية الأوقات، ما يمكن أن يصيب العرض بشيء من الترهل، أو يصيب المشاهد بالملل، لكن اختيار ممثل موهوب (مصطفى كرم) في دور بافيل، جنب العرض ذلك كله، فقد أجاد التلوين في الأداء، والانتقال من حال إلى آخر، وكان واعياً بطبيعة الشخصية التي يؤديها، وأزمتها الوجودية، مدركاً أن بافيل هذا شخصية أخلاقية في الأساس، بدليل الشعور الجارح والقاتل بالذنب، شخصية تبعث على الرثاء والتعاطف. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) نجح مصطفى كرم، الذي نال جائزة أفضل ممثل في المهرجان، في القبض على جوهر الشخصية وقراءتها بتمعن، فجاء أداؤه ليس مقنعاً فحسب، ولكنه كان ممتعاً، على مستوى استخدام مفردات الجسد، والجهاز الصوتي، والحركة المترددة والخجول، إذا جاز الوصف، التي تعكس الشعور بالخزي والعار. ما لم يقله بلسانه قاله بتعبيراته الجسدية، أي إنه أسهم بصورة واضحة في صناعة الصورة المسرحية وتعميق الرسالة، مما يشير إلى وعيه بطبيعة المسرح، وأن الكلام المنطوق ليس كل شيء، فالمشاهد إذا أغمض عينيه هنا، تتعطل لديه القدرة على التلقي والتفسير. تعبيري وواقعي مزج المخرج بين الواقعية والتعبيرية، وهو ما انتهجه الديكور كذلك (تصميم أحمد بركات مع الأزياء والماسكات) بانوراما زرقاء في مستوى مرتفع، بها قمر مضيء، وفي المستوى الأول على اليمين باب الحظيرة وسرير للنوم، وفي اليسار حظيرة الخنازير التي جاءت عبارة عن سياج خشبي علقت حوله ماسكات تمثل وجوه الخنازير، وفي المقدمة ما يشبه الحديقة، التي جرى استخدامها في مشهد خروج بافيل وزوجته براسكوفيا لاستنشاق الهواء النقي بعيداً من الحظيرة. منظر واحد ثابت، باستخدام خامات بسيطة وغير مكلفة، جرى توظيفه في خدمة العرض وصورته، ووعي مصمم الإضاءة (معاذ مدحت) إلى الحالات المزاجية المتعددة التي يمر بها بافيل، والتحولات التي تطرأ على شخصيته، فجاءت إضاءته لتعكس ذلك كله، وتلفت نظر المشاهد إلى تلك اللحظات المتوترة التي يمر بها. العرض تمثيل موكا الجندي، في دور الفراشة، تأليف موسيقي شريف ياسر، وغناء ندى عادل، وأشعار هند يوسف، واستعراضات جيني الجندي، وماكياج مريم فياض ونانسي مجدي. أطلق المخرج على عرضه (THE DUNG) ووضع إلى جوارها "الروث" كترجمة عربية للكلمة، وهو أمر لا مبرر ولا ضرورة له، كان يكفي أن يكون "الروث" فقط، أو حتى العنوان الأصلي "مكان مع الخنازير" فالمسرح يخبرنا أن كل ما يمكن الاستغناء عنه يجب الاستغناء عنه من دون تردد.


الجزيرة
١١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
الأدب المسرحي ضد العنصرية.. وفاة كاسر محرمات جنوب أفريقيا أتول فيوغارد
توفي الكاتب المسرحي الجنوب أفريقي أتول فيوغارد عن عمر ناهز 92 عاما، تاركا وراءه إرثا أدبيا ومسرحيا شكّل علامة فارقة في النضال ضد نظام الفصل العنصري. ونعت بلدية مدينة كيب تاون -الأحد- هذا المسرحي البارز الذي واجه محرمات النظام العنصري من خلال أعماله الجريئة التي جمعت ممثلين من البيض والسود على خشبة المسرح، متحديا بذلك القوانين الجائرة التي حاولت فرض التفرقة العنصرية في جميع نواحي الحياة. وفي بيان لها، أشادت بلدية كيب تاون بإسهامات فيوغارد، مؤكدة أن "كل من تأثر بفنه سيبقى يحمل إرثه الإبداعي"، لافتة إلى أنه "اشتهر بمواقفه الثابتة ضد نظام الفصل العنصري". وُلد فيوغارد في 11 يونيو/حزيران 1932 ببلدة ميدلبورغ خلال حقبة كان فيها الفصل العنصري سياسة رسمية متجذرة تحرم السود من حقوقهم الأساسية. وفي عام 1961 قدّم واحدة من أولى مسرحياته الكبرى "عقدة الدم"، والتي تناولت قصة أخوين غير شقيقين، أحدهما أبيض (أدى دوره فيوغارد نفسه)، والآخر أسود، يجتمعان على خشبة المسرح أمام جمهور مختلط، وهو أمر كان يعد سابقة خطيرة في ظل النظام العنصري. لكن لم يطل الأمر حتى فرضت السلطات حظرا على الفرق المسرحية المختلطة، ومنعت وجود جمهور متنوع الأعراق في المسارح، مما دفع فيوغارد إلى التعاون مع فرقة "سربنت بلايرز" التي ضمت ممثلين سودا -بينهم جون كاني- لتقديم عروض مسرحية تتناول واقع الحياة في جنوب أفريقيا آنذاك. ومن أشهر مسرحياته "بوسمان ولينا" التي عرضت لأول مرة عام 1969، وتناولت قسوة الحياة التي يعانيها زوجان من السود، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي عام 2000 من بطولة داني غلوفر وأنجيلا باسيت. تدور المسرحية حول شخصيتين من عرق مختلط، يعيشان منبوذين يتجولان في أراضٍ طينية بالقرب من نهر، وخلال رحلتهما يحاولان البحث عن جذورهما والمصالحة مع ماضيهما، لكنهما يواجهان صراعات داخلية وخارجية. ووسط الظلام الذي يلف حياتهما يظهر رجل أسود يحاول سرد قصته، لكن حاجز اللغة يمنعهما من التواصل معه، ويتوفى الرجل الأسود بجانب نارهما، وفي لحظة نادرة وسط الألم واليأس تقرر "لينا" أن تغني وترقص. كسر القيود المسرحية من جانبه، عبّر الممثل المسرحي الجنوب أفريقي جون كاني المعروف بصوته الأجش الذي ميز شخصياته في أفلام "مارفل" و"ديزني" عن حزنه الشديد لفقدان صديقه فيوغارد، مشيرا إلى أنهما تشاركا العمل معا منذ شبابهما. ولم تكن شراكتهما مجرد تعاون مسرحي، بل كانت تحديا صريحا للنظام العنصري، إذ تجاهل الاثنان القوانين الجائرة، وعقدا تدريباتهما في الخفاء داخل الفصول الدراسية والمرائب هربا من مضايقات الشرطة. وفي هذا السياق، أشادت صحيفة غارديان البريطانية عام 2012 بشجاعة فيوغارد، واصفة إياه بـ"الأفريكاني العنيد الذي ساعد في كشف وحشية نظام الفصل العنصري وظلمه الأعمى للعالم". لم يقتصر تأثير فيوغارد على المسرح، بل امتد إلى السينما، إذ سُلطت الأضواء عليه مجددا عام 2006 عندما فاز فيلم "تسوتسي" المقتبس من قصة قصيرة كتبها عام 1961 بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ليصبح أول فيلم جنوب أفريقي ينال هذا التكريم. أما مسرحيته "السيد هارولد والصبيان" -التي استلهمها من سيرته الذاتية- فتدور أحداثها في خمسينيات القرن الماضي، وتتناول قضية التحيز العنصري من خلال العلاقة بين مراهق أبيض ورجلين أسودين يعملان لدى عائلته. ثيمة المقاومة شكّلت مسرحيات أتول فيوغارد مرآة تعكس معاناة السود في جنوب أفريقيا، إذ تكررت في أعماله ثيمة المقاومة، ولا سيما في مسرحيتيه الشهيرتين "سيزوي بانزي مات"، و"الجزيرة"، واللتين كتبهما بالتعاون مع رفيقيه في النضال المسرحي جون كاني ووينستون نتشونا. تناولت مسرحية "سيزوي بانزي مات" -التي عُرضت لأول مرة عام 1972- قضايا الهوية والكرامة الإنسانية، حيث تدور حول رجل أسود يجد بطاقة هوية لشخص متوفٍ، ويضطر إلى انتحال هويته للحصول على فرصة عمل، في إدانة واضحة للقوانين العنصرية التي فرضت قيودا مشددة على حركة السود في البلاد. "صحيح أن نظام الفصل العنصري حصرني، لكنني فخور بالعمل الذي نتج عن ذلك، والذي يحمل اسمي" أما مسرحية "الجزيرة" -التي استُلهمت من تجربة السجناء السياسيين في جزيرة روبن آيلاند حيث سُجن نيلسون مانديلا- فقد سلطت الضوء على القمع السياسي والمعاناة داخل المعتقلات من خلال قصة رجلين يقضيان حكما بالسجن مع الأشغال الشاقة. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية عام 1995 بعد عام من أول انتخابات ديمقراطية غير عنصرية في جنوب أفريقيا قال فيوغارد "صحيح أن نظام الفصل العنصري حصرني، لكنني فخور بالعمل الذي نتج عن ذلك، والذي يحمل اسمي". وكان هذا الموقف انعكاسا واضحا لإيمانه بدور الأدب والمسرح باعتبارهما وسيلة قوية للمقاومة والتغيير. إرث مستمر بعد زوال الفصل العنصري لم يتوقف فيوغارد عن استكشاف تداعيات الفصل العنصري حتى بعد انتهائه رسميا في عام 1994، إذ واصل في أعماله المسرحية استعراض إرث هذا النظام في جنوب أفريقيا الجديدة. وفي مسرحية "الرجل الأول" الصادرة عام 1997 عاد إلى طفولته وتأملاته الشخصية، في حين ناقش في مسرحية "أرض الناس الجميلة" -التي كتبها في العقد الأخير من حياته- التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي واجهتها البلاد بعد التحول الديمقراطي. إعلان حصد فيوغارد خلال مسيرته الحافلة العديد من الجوائز، كان أبرزها جائزة توني الخاصة عام 2011 عن مجمل أعماله المسرحية -وهي واحدة من أرفع الجوائز المسرحية في العالم- تقديرا لإسهاماته الفريدة في الفن المسرحي. كما منحته الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون جائزة تقديرية عن إبداعاته السينمائية والمسرحية. وتأثر أتول فيوغارد بالنسيج القانوني والسياسي لجنوب أفريقيا، كما تأثر بكتاب عالميين مثل جورج أورويل وبرتولت بريخت وآرثر ميلر الذين استخدموا المسرح أداة نقدية لكشف الاستبداد والظلم. وبفضل جرأته أصبح أحد الأسماء البارزة في حركة "المسرح الاحتجاجي"، والتي ظهرت في جنوب أفريقيا لمواجهة التمييز العنصري من خلال الأعمال الدرامية. يذكر أن أعمال فيوغارد لم تكن تُعرض بسهولة في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري، إذ كانت تُمنع أو تُفرض عليها رقابة صارمة، مما اضطره إلى تقديم عروض سرية أو نقل مسرحياته إلى خارج البلاد، حيث لقيت إشادة واسعة في لندن ونيويورك ومدن أخرى. ووُلد أتول فيوغارد عام 1932 في بلدة ميدلبورغ بجنوب أفريقيا لأب من أصول أيرلندية وفرنسية وأم أفريقية. ونشأ في بيئة متواضعة بمدينة بورت إليزابيث، حيث التحق بمدارس محلية، قبل أن يدرس الفلسفة والأنثروبولوجيا في جامعة كيب تاون، لكنه تركها دون إكمال دراسته. قضى فيوغارد فترة من حياته في التدريس، إذ عمل أستاذا مساعدا للكتابة المسرحية والإخراج بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو. ورغم عودته إلى جنوب أفريقيا بعد انتهاء الفصل العنصري فإنه أعرب عن خيبة أمله من التحديات التي واجهتها البلاد في فترة ما بعد الفصل العنصري، وهي الخيبة التي يشترك فيها معه كثير من أبناء جيله من المناضلين ضد الفصل العنصري.