logo
#

أحدث الأخبار مع #تشينغدوJ

باكستان والحوثيون وسلاح غربي لا يقهر
باكستان والحوثيون وسلاح غربي لا يقهر

العربي الجديد

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربي الجديد

باكستان والحوثيون وسلاح غربي لا يقهر

تقول البروباغندا المستقرة في نفوس عالم ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، إن السلاح الغربي لا غالب له اليوم، فهو "الأفضل عالمياً" كما تزعم الدعاية الأميركية، ويحقق "السيادة التكنولوجية" حسبما تروجه فرنسا، والدولتان معاً هما أكبر مصدري الأسلحة بحسب قاعدة بيانات معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، فقد استحوذت واشنطن على 43% من صادرات الأسلحة العالمية بين عامي 2020 و2024، تليها باريس، ثاني أكبر مصدر، بنسبة 9.6 %، خلال الفترة ذاتها. سبب رئيسي لذيوع صيت تلك الأسلحة كونها تقارن بأجيال أقدم أصدرتها الدول ذاتها وهيمنة عالمية وإعلامية وتاريخية تتمتع بها، والأهم أنها لم تختبر في معارك ندية بين كبار المصنعين الغربيين الذين يقابلهم الروس والصينيون، ولا نتمنى حرباً بين أحد، إلا أنه في وقتها فقط تنجلي حقيقة اعتمادية وفعالية أدوات الموت التي يكدسها ويصدرها كل طرف، فوحده "الميدان يا حميدان"، هو ما يكشف الخفي ويفضح المستور، وإن كان بعض من أحدثها ظهرت عيوبه ومشاكله حتى قبل ذلك، والحديث هنا عن المقاتلة الشبحية إف – 35 لايتنينغ 2 التي تعد الأكثر تطوراً في العالم، وتوصلت تقارير مكتب المساءلة الحكومية الأميركية إلى 800 عيب في التصميم (ماذا بقي؟!) بينها سبع مشاكل حرجة تؤثر على السلامة والجاهزية و276 عطلاً في الأنظمة القتالية، لذا لا يستطيع البنتاغون استخدام أسطوله منها إلا بنسبة 55% بسبب مشاكل الصيانة، وبالطبع تعد هذه مشكلة كبيرة لأن الهدف الأصلي كان بلوغ نسبة 85% على الأقل، خاصة أن برنامج تطويرها وإنتاجها كلف 406 مليارات دولار، وهو رقم هائل لتكلفة سلاح واحد مقارنة مثلاً مع مقاتلة تشينغدو J – 20 الصينية الشبحية متعددة المهام، ويصل إجمالي تكلفة برنامج تطويرها إلى 30 مليار دولار بحسب بيانات شركة Globaldata. مفاجأة؟ نعم فالأمر وكأنه يشبه صدمة تطبيق الذكاء الصناعي ديب سيك الذي كلف بضعة ملايين من الدولارات في مقابل مليارات المشاريع الأميركية المنافسة. قبل طائرة إف – 35 وما أثير حولها من أساطير، يتذكر جيلنا واقعة إسقاط واحدة من أبرز المقاتلات الشبحية بواسطة نظام دفاع جوي لا يقارن بها، ففي 27 مارس/آذار 1999، وأثناء قصف حلف شمال الأطلسي يوغوسلافيا، تمكنت وحدة من الجيش اليوغوسلافي من استهداف طائرة إف - 117 نايت هوك المعروفة بالشبح وكانت في زمنها فريدة، لم يخلق مثلها في البلاد، إلا أن نظام دفاع جوي سوفييتي عفا عليه الزمن تمكن منها. أما المستجد تقنياً من تلك الأنظمة فقد نجح في مواجهة تدور رحاها حالياً بين الهند المعتمدة على تشكيلة سلاح غربي (فرنسي) – روسي وباكستان وأنظمتها الأميركية والصينية، ففي مفاجأة نجحت إسلام أباد في إسقاط خمس مقاتلات هندية، تقول مصادرها إنها ثلاثة من طراز رافال درة التاج الفرنسي، ومقاتلتان روسيتان ميغ-29، وسو-30، وفور الإعلان أكد مسؤول رفيع في الاستخبارات الفرنسية لشبكة "سي أن أن" أن طائرة مقاتلة من طراز رافال، تابعة لسلاح الجو الهندي، أُسقطت بنيران القوات الباكستانية، في حادثة تُعد الأولى من نوعها لهذه الطائرة الفرنسية منذ بدء استخدامها عام 2001، وأن السلطات الفرنسية تحقق في إمكانية أن تكون أكثر من طائرة رافال قد أُسقطت. على مضض عزا مصدر أمني هندي تحدث مع وكالة الأنباء الفرنسية سقوط ثلاث مقاتلات هندية إلى أسباب مجهولة، وتحدث آخر إلى "سي أن أن" بتصريحات أكثر غرابة، وهي أنهم لا يزالون يعملون على الوصول إلى تفاصيل بشأن زعم باكستان إسقاط طائرات هندية، ولن ينتظر المسؤولون الهنود كثيراً فقد أعلن وزير الخارجية الباكستاني، إسحق دار، أن جيش بلاده استخدم طائرات صينية الصنع لإسقاط خمس مقاتلات هندية وقال في البرلمان: "كانت طائراتنا المقاتلة من طراز J-10C هي التي أسقطت طائرات رافال الفرنسية الثلاث وطائرات أخرى". عربياً يختلف الأمر وإن كانت النتيجة واحدة، فقد سقطت ثلاث طائرات إف – 18، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي وحتى أمس، اثنتان انحرفتا عن مدرج حاملة الطائرات هاري إس ترومان، لتسقطا في البحر خلال أسبوع تقريباً، وواحدة أسقطتها المدمرة يو إس إس غيتيسبيرغ في البحر الأحمر عن طريق الخطأ في ديسمبر؛ وهذه رواية بلاغات إعلامية أميركية، في مقابل أخرى حوثية تنسب ما يجري إلى استهداف الحاملات بصواريخ ومسيرات، وفي ظل السيولة القائمة يصعب التحقق من صدق أي منهما، لكن وقوع مواجهة ما بين طرفين غير متكافئين عسكرياً واقتصادياً تماماً تبقى هي الحقيقة الثابتة، إلى جانب أن تلك المقاتلة التي يبلغ ثمنها 60 مليون دولار ندر وقوع مثل هذه الحوادث لها، لأنها بالطبع لم تكن في منطقة نزاع حقيقي، ولم تختبر على أرض الواقع، وإن ظلت حلماً لجيوش عديدة بالتأكيد سيراجع القائمون على مشترياتها أفكارهم إثر متابعة المعركة الدائرة بين القوتين النوويتين الهند وباكستان. لطالما روجت الدول الغربية أسلحتها اعتماداً على استراتيجيات دبلوماسية وعسكرية ونفوذ سياسي واقتصادي يصح وصفه بـ"الاستعمار الحديث"، لكن العالم يتغير والهيمنة الغربية كما سلاحها ليست قدراً حتمياً بل تؤكد مؤشرات عديدة على نكوصها، فها هي السعودية الأقرب عربياً للولايات المتحدة تناور عبر شراء أسلحة صينية، من بينها صواريخ باليستية فرط صوتية في صفقة ناهزت أربعة مليارات دولار قبل عامين، بعد تعاون سابق بين البلدين جرى الكشف عنه في عام 2021 من أجل نقل تكنولوجيا تصنيع الصواريخ. وهذه المحاولة لتنويع مصادر السلاح ليست وليدة اليوم، ففي الثمانينيات، زودت بكين الرياض بصواريخ CSS-2 في صفقة قدرت قيمتها بين 2 إلى 3.5 مليارات دولار جاءت رداً سعودياً على رفض الولايات المتحدة بيع صواريخ كروز من طراز Lance بحجة أن مداها يصل إلى 150 كيلومتراً ويشكل تهديداً لـ"أمن إسرائيل". العالم يتغير، فالقديم يحتضر متحللاً في بطء، بينما الجديد لم يولد بعد، وسط مخاطر جيوسياسية متصاعدة وتزايد حالة عدم اليقين، وحري بالدول العربية إعادة تفعيل الهيئة العربية للتصنيع التي أنشئت عام 1975 بتعاون بين مصر وقطر والسعودية والإمارات، وبناء قاعدة تصنيع دفاعي عسكري مشتركة وتنويع مصادر سلاحها، ووضع وتفعيل خطة أمن قومي عربي فـ"القصبة الواحدة تكسر بينما الحزمة لا تنكسر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store