logo
#

أحدث الأخبار مع #تصميمالمطارات

لماذا يصعد الركاب دائماً إلى الطائرة من الجهة اليسرى؟
لماذا يصعد الركاب دائماً إلى الطائرة من الجهة اليسرى؟

البيان

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • البيان

لماذا يصعد الركاب دائماً إلى الطائرة من الجهة اليسرى؟

رغم تنوع تصميمات المطارات حول العالم واختلاف طرازات الطائرات، يظل هناك تفصيل واحد مشترك في تجربة السفر الجوي تتمثل في أن صعود الركاب إلى الطائرة يتم دوماً من الباب الأيسر، فسواء كان الصعود عبر جسر مخصص أو سلّم أرضي، فإن الجهة اليمنى للطائرة تبقى مغلقة أمام الركاب، فما السبب وراء هذا التوحيد الصارم في الاتجاه؟ الجواب يكمن في تزاوج بين تقاليد بحرية قديمة واعتبارات تشغيلية حديثة، إذ يعود هذا التقليد إلى أيام الملاحة البحرية، حيث كان البحّارة يصعدون إلى السفن من جانب الميناء — أي الجهة اليسرى — لأن الجهة اليمنى كانت مخصصة لمجاديف التوجيه. هذه العادة انتقلت لاحقًا إلى عالم الطيران، لتصبح عرفًا لا يحيد عنه أحد، وفقا لمجلة newsweek. وقد علّق الدكتور دان بَب، أستاذ التاريخ الجوي بجامعة نيفادا في لاس فيغاس، قائلاً إن الأسباب تتنوع بين الإرث التاريخي والسلامة التشغيلية. وأوضح أن جميع الخدمات الأرضية للطائرات — من تزويد الوقود إلى تحميل الأمتعة والتموين — تتم على الجهة اليمنى، ما يجعل فتح باب الركاب في هذا الجانب خطراً وغير عملي. وتبقى الاستثناءات محدودة، وتقتصر على حالات خاصة كالمسافرين ذوي الاحتياجات الحركية، الذين قد يُسمح لهم بالصعود من الجهة اليمنى باستخدام تجهيزات خاصة. التوحيد في التصميم لم يكن وليد الصدفة، بل نابع من حاجة المطارات المتنامية إلى حلول تنظيمية فعالة. ففي خمسينات القرن الماضي، ظهرت تصاميم "الأصابع الشعاعية" للمطارات، ومعها بدأت الحاجة إلى توحيد موضع الأبواب لتسهيل عمليات التوقف والمغادرة، كما ساعد وجود الطيار في الجهة اليسرى من قمرة القيادة على تحسين الرؤية أثناء الاصطفاف بجوار البوابات. وفي تصريح سابق لمجلة Reader's Digest، أشار أحد الطيارين إلى أن السفن كانت تُفرغ من الجانب الأيسر لتفادي تعطيل معدات التوجيه اليمنى، وهو منطق انتقل لاحقاً إلى صناعة الطيران. أما مايكل أوكلي، رئيس تحرير مجلة The Aviation Historian، فقد أكد أن توحيد جهة الصعود جعل من الممكن تبسيط الإجراءات اللوجستية في أرضية المطار وتقليل الفوضى. ووسط تزايد الإقبال على السفر الجوي في مرحلة ما بعد الجائحة — إذ سجلت بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) زيادة بنسبة 11٪ في الطلب خلال أبريل 2024 مقارنة بالعام 2023— تبرز أهمية هذا النوع من التفاصيل الصغيرة التي تضمن انسيابية حركة الملايين من المسافرين يومياً. وبينما قد لا يلحظها الكثيرون، تظل الجهة اليسرى لصعود الطائرة شاهدة على رحلة طويلة من التقاليد البحرية إلى عصر الطيران الحديث.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store