logo
#

أحدث الأخبار مع #تقنيات_قديمة

الفنون الصخرية بحائل.. تاريخ محفور في الحجر
الفنون الصخرية بحائل.. تاريخ محفور في الحجر

الرياض

timeمنذ 8 ساعات

  • علوم
  • الرياض

الفنون الصخرية بحائل.. تاريخ محفور في الحجر

تُعد منطقة حائل من أبرز مناطق المملكة الغنية بالمواقع الأثرية ذات القيمة الإنسانية العالمية، ومن أبرزها موقعي جبة والشويمس، اللذان تم تسجيلهما رسميًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1436هـ / 2015م، لما يحتويانه من رسومات ونقوش صخرية تُجسّد حياة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، وتُبرز قدراته الفنية والتقنية في أزمنة بعيدة كان يُعتقد أن أدواتها بدائية. "جبة" متحف مفتوح على صخور أم سنمان تقع جبة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة حائل، وتُعد من أكبر وأهم مواقع الفنون الصخرية في المملكة. تنتشر الرسومات الصخرية على جبل أم سنمان والجبال المجاورة له، مثل عنيزة، والغرا، ومويعز، وشويحط، والمركابة، وتعود إلى أربع فترات زمنية مختلفة، ما يمنحها ثراءً بصريًا وتاريخيًا قلّ نظيره. وتُظهر النقوش صورًا متنوعة للحياة البرية والأنشطة الإنسانية، وأخرى تُجسّد معتقدات الإنسان القديم وممارساته الاجتماعية، وهو ما يجعل الموقع سجلًا مفتوحًا لحياة بشرية اندثرت، لكنها تركت أثرًا خالدًا على الصخر. "الشويمس" مرتفعات تُنطق بالحكايات القديمة إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل، وعلى بعد حوالي 320 كيلو مترًا، تقع مواقع "راطا" و"المنجور"، غرب قرية الشويمس الحالية، في منطقة حجرية رسوبية تُعرف بجبلي راطا والمنجور، يخترقها وادي راطا وتحيط بها منطقة الحرة. وتحمل الصخور في الشويمس نقوشًا تعود إلى فترات زمنية تتقاطع مع الرسومات المبكرة في جبة، ما يعكس وحدة الأسلوب الفني والمفاهيم الرمزية لدى المجتمعات القديمة، ويُشير إلى استمرارية التعبير البصري عبر الأجيال. أصالة فنية وتقنية رائدة يُظهر تحليل الرسوم الصخرية في الموقعين أن الإنسان القديم استخدم تقنيات متقدمة نسبيًا، بالنظر إلى محدودية أدواته -آنذاك-، حيث اقتصرت على الأدوات الحجرية كالفؤوس والمطارق والمكاشط. ومع ذلك، استطاع ترك أعمال فنية متقنة تنقل ملامح حياته وطقوسه وأفكاره، بطريقة تُعد من أقدم أشكال التعبير الإنساني البصري. وتتميز هذه الرسوم بتنوع لافت في الأنماط والمضامين، إذ تشمل صورًا لحيوانات، ومعارك، واحتفالات، وأشكالًا بشرية، مما يتيح للباحثين والمهتمين دراسة الجوانب السياسية والاجتماعية والعقائدية لتلك العصور. حمايةٌ وتأهيلٌ واستثمارٌ سياحي حرصت الجهات المختصة في المملكة على إنشاء مناطق حماية حول موقعي جبة والشويمس، بهدف صونهما من التخريب أو التعديات. وتم وضع آليات للحفاظ عليهما، خاصة جبة، من آثار التوسع العمراني، إلى جانب تهيئة البنية التحتية بما يتيح استغلالهما سياحيًا بطريقة مسؤولة ومستدامة. ويُعد هذين الموقعين من الشواهد الحية على عمق التاريخ الإنساني في الجزيرة العربية، ويمثلان مصدرًا وطنيًا مهمًا للهوية الثقافية السعودية، ورافدًا لقطاع السياحة الثقافية، يعكس التزام المملكة بصون تراثها وتقديمه للعالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store