أحدث الأخبار مع #تلوث_البلاستيك


الجزيرة
منذ 17 ساعات
- صحة
- الجزيرة
دراسة: تلوث البلاستيك يؤثر على ذاكرة النحل وعسله
اكتشف العلماء أن تلوث البلاستيك الدقيق قد يضعف ذاكرة النحل، ويتداخل مع قدرته على تذكر الروائح الزهرية وتحديد موقع الزهور، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات التلقيح. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الباحثين اكتشفوا أن المواد البلاستيكية الدقيقة تؤثر على أدمغة نحل العسل وغيره من الملقحات، بما في ذلك النحل الطنان، وذلك وفقا لدراسة نشرت في مجلة. ويمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أيضا أن تعيق هياكل النبات ماديا، مما يمنع ترسب حبوب اللقاح وتلقيح النبات. وبما أن المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان تقريبا في البيئة -الهواء، والممرات المائية، والتربة، وحتى في الجبال والمواقع النائية- فمن السهل على النحل أن يبتلع أو يستنشق هذه الجزيئات أثناء البحث عن الرحيق وحبوب اللقاح. تترسب المواد البلاستيكية الدقيقة في الطبيعة نتيجة التخلص غير الصحيح من القمامة، مثل زجاجات المياه وأغلفة الأطعمة التي تحتوي على البلاستيك، فضلا عن مياه الأمطار الجارية والتصريف المباشر من مياه الصرف الصحي أو المنشآت الصناعية، من بين مصادر أخرى. وعندما تتفتت الجسيمات إلى قطع أصغر، تنتقل عبر الهواء وتستقر على الزهور. عندما يستهلك النحل البلاستيك الدقيق من دون علمه، يمكن أن يكون لذلك تأثير مدمر على صحته، إذ يُعطل بكتيريا الأمعاء وجهاز المناعة، وفقا لدراسة أخرى نشرت في مجلة "ساينس أوف ذا توتال إنفيرونمنت". وقال توماس شيريكو وانغر-غيريرو، عالم البيئة الزراعية في أغروسكوب، وهو مركز أبحاث زراعية في سويسرا، لصحيفة واشنطن بوست: "إذا كان البلاستيك يضيف إلى كل الضغوطات التي تواجهها الملقحات بالفعل، فأعتقد أننا قد نكون في وضع صعب حقا". ونظرا لحساسية النحل الشديدة للتعرض للبلاستيك الدقيق، فمن المرجح أن ينتهي الأمر بهذه الجزيئات في العسل. وعثر علماء أتراك على جزيئات بلاستيكية دقيقة في معظم عينات العسل المأخوذة وفي ألمانيا، وُجد أن العسل التجاري يحتوي على حوالي 5 جزيئات بلاستيكية دقيقة لكل ملعقة صغيرة. وارتبط البلاستيك بمجموعة واسعة من مشاكل الصحة البشرية، بما في ذلك اختلال الهرمونات، وأمراض الكلى والقلب، والعيوب الخلقية، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. ونظرا لتعرض الناس للبلاستيك بشكل متكرر، فإن اكتشاف وجوده في العسل يعدّ خبرا سيئا، إذ قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، إذا لم يُلقح النحل الكثير من الأزهار والمحاصيل، فقد يكون مصدر غذائنا في خطر. ووفقا لوزارة الزراعة الأميركية، تلعب الملقحات دورا حاسما في تغذية العالم، حيث يقدّر العلماء أن حوالي 35% من محاصيل الغذاء في العالم تعتمد على الملقحات في نموها. كما يُلقّح النحل النباتات المحلية ويساهم في صحة النظم البيئية بشكل عام. ومع تعرض النحل للعديد من الضغوط البيئية، بما في ذلك التلوث بأنواعه وفقدان الموائل، وارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتعرض للمبيدات الحشرية والتي ارتبطت جميعها بانخفاض أعداد النحل؛ فإن البلاستيك الدقيق يشكل تهديدا خطيرا للأنواع. وللحد من تلوث المواد البلاستيكية الدقيقة توصل باحثون إلى أن الفحم الحيوي -وهو تعديل شائع للتربة يستخدم في المزارع- أزال ما يقرب من 93% من جزيئات البلاستيك من عينات الدراسة، مما يعد أمرا واعدا فيما يتعلق بإمدادات الغذاء العالمية وقال وانغر-غيريرو لصحيفة واشنطن بوست إن الحاجة الملحة للتخفيف من تعرض الطبيعة للبلاستيك لا يمكن المبالغة فيها، لأن البلاستيك يؤثر على البشر والحياة البرية والبيئة، بما فيها أحد أهم الملقحات وهو النحل.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- منوعات
- الجزيرة
المجتمع المدني بالكونغو يسعى إلى تحويل النفايات لفرص اقتصادية
تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية أزمة بيئية حادة بسبب تلوث البلاستيك، حيث تختنق الأنهار وتتكدس النفايات في مكبات مفتوحة، مما يؤثر سلبا على أنظمة الصرف الصحي والصحة العامة. ويوميا، تُنتج مدينة كينشاسا وحدها نحو 9 آلاف طن من النفايات، منها 1800 طن من البلاستيك، ومع غياب إستراتيجية وطنية واضحة يبقى جزء كبير من هذه النفايات مهملا، مما يزيد حدة الأزمة. ويقول برينس ألفريد الصحفي والناشط البيئي المقيم في كينشاسا "الوضع كارثي، ولا توجد سياسة وطنية لإدارة النفايات، الوضع في كينشاسا فوضوي تماما". أزمة بيئية واضحة النفايات البلاستيكية لا تمثل فقط إزعاجا بيئيا، بل تزيد مخاطر الفيضانات، وتسهم في انتشار الأمراض، وتثقل كاهل البنية التحتية الحضرية التي تعاني أصلا من ضعف. ورغم تجاهل السلطات هذه المشكلة لفترة طويلة فإن المجتمع المدني بدأ يتحرك لإحداث تغيير من القاعدة. وفي أحياء عدة بكينشاسا وخارجها يعمل شباب ورواد أعمال وجمعيات مجتمعية ومبادرات شعبية على تحويل نفايات البلاستيك إلى فرص اقتصادية. ويقول أحد المنظمين المحليين "نعمل على إدارة النفايات وإعادة التدوير مع تركيز خاص على توعية الشباب، من الضروري تثقيف الجمهور بشأن الاستخدامات البديلة لقوارير البلاستيك، هذه الأنشطة لا تقلل النفايات فحسب، بل تحفز الإبداع وتفتح فرصا اقتصادية صغيرة". أفكار كبيرة بموارد محدودة رغم الإلهام الذي تثيره هذه الجهود فإنها تواجه تحديات كبيرة، منها ارتفاع تكلفة المعدات ونقص التمويل وغياب الدعم اللوجستي من السلطات. ويحذر فلوريبرت مبوما قائلا "حتى مع التوعية لا يتغير شيء بدون هياكل دعم، يمكن أن تطلب من الناس جمع القوارير، ولكن إذا لم يكن هناك مكان لتسليمها أو بيعها فسيرمونها في النهاية". وحاليا، تدفع شركات إعادة التدوير الخاصة نحو 200 فرنك كونغولي (نحو 0.03 دولار) لكل كيلوغرام، أي ما يعادل 300 إلى 400 قارورة بلاستيكية، وهو عائد منخفض لا يشجع الأفراد على الجمع والفرز. غياب الدولة عن المشهد كانت استجابة الحكومة متقطعة، مع تنسيق ضعيف ومبادرات لم تحقق النجاح المرجو منها، ويقول برينس ألفريد "الوزارة تعمل بمعزل، والمدينة كذلك، ولا يوجد تعاون حقيقي". ويشير ألفريد إلى مبادرة مشتركة بين القطاعين العام والخاص لإعادة التدوير بُدئت تحت قيادة حاكم إقليمي سابق، لكنها تراجعت بعد تغيير القيادة، واختفت معدات إعادة التدوير المستوردة بشكل غامض. ويضيف ألفريد "الشراكات النادرة بين القطاعين العام والخاص تنهار غالبا بسبب غياب الشفافية". النفايات فرصة ضائعة يرى ناشطون ورواد أعمال أن الإرادة السياسية يمكن أن تحول النفايات البلاستيكية من عبء إلى مورد اقتصادي قيم، فإذا دعمت الدولة قطاع إعادة التدوير بشكل منظم ورفعت سعر الشراء إلى 500 فرنك لكل كيلوغرام مثلا يمكن توفير آلاف الوظائف. ويطالب هؤلاء بحوافز ضريبية ودعم مالي وتنظيمات تشجع الشركات الناشئة البيئية، ويقول ألفريد "بدلا من تجاهل المشكلة يجب أن نراها نقطة انطلاق للابتكار الصناعي". مفترق طرق بيئي القضية ليست محلية فحسب، فالبلاد تضم 65% من غابات حوض الكونغو، وتمتلك احتياطيات ضخمة من المياه العذبة، وهي موارد حيوية في مكافحة التغير المناخي. ويقول ألفريد إن "الكونغو هي برج المياه في أفريقيا والقلب البيئي للقارة، حان الوقت للاستيقاظ على ثرواتنا، يمكن لجمهورية الكونغو الديمقراطية أن تصبح نموذجا أفريقيا إذا تحركت الآن". لم تعد إعادة تدوير البلاستيك قضية هامشية، بل هي في صلب التحديات المتعلقة بالبيئة والتشغيل والحكم والعدالة الاجتماعية، وبينما تستمر الحركات الشعبية في تقديم المثال يبقى التحدي الأكبر على صناع القرار الوطنيين.