logo
#

أحدث الأخبار مع #تنظيم«الإخوان»

شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – خلية «الإخوان» الأردنية: مطلوب تفسير حاسم
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – خلية «الإخوان» الأردنية: مطلوب تفسير حاسم

الشرق الجزائرية

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الجزائرية

شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – خلية «الإخوان» الأردنية: مطلوب تفسير حاسم

لم يكن ينقصنا سوى أن يعلن الأردن الشقيق أن بعضاً من أعضاء خلية الإرهاب والتخريب التي أُميط اللثام عنها في اليومين الماضيين قد تلقّى تدريباً في الجنوب اللبناني. ولولا هذه المعلومة (وهي نتيجة اعتراف الإرهابي بالصوت والصورة) لكان يمكن الاكتفاء بإعلان التضامن الجدي مع الأردن الشقيق الذي لم يلقَ منه لبنان الرسمي والمدني العام سوى كل مودة صادقة وتعاطف طيّب، منذ أيام العاهل الراحل الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه. ولم يتبدل هذا الوضع مع الملك عبدالله الثاني الذي سار على درب والده في استمرار وتمتين العلاقة مع لبنان. إنه لمن الخطير في مكان أن يكون تنظيم «الإخوان» يتخذ من لبنان قاعدة لتدريب عناصره على استهداف بلدان شقيقة أو صديقة، لا سيما في هذه المرحلة الاستثنائية اللبنانية الدقيقة التي يعمل فيها وطننا على استعادة العافية بالرغم من السلبيات الكثيرة والمعقدة جرّاء الأزمات المتناسلة في هذا البلد المغلوب على أمره والذي يتلمس طريقه في هذا العهد الى النهوض من كبواته. وحسناً بادرت الدولة، على مختلف مستويات الحكم فيها، الى استنكار استهداف المملكة الهاشمية الشقيقة بأذىً موصوف قد يكون لبنانيون أسهموا فيه بشكل أو بآخر. ولن نعيد سرد الحراك الفوري الذي بادره الرئيس جوزاف عون بالاتصال بالملك عبدالله الثاني، وأن يكون الرئيس نواف سلام اتخذ مبادرة مماثلة، وقد وجّه رئيس الجمهورية الوزراء المعنيين وكذلك القيادات الأمنية الى التواصل مع نظرائهم في المملكة للتنسيق في التحقيق لا سيما لجهة المعلومات الرسمية التي أعلنتها عمّان عن أن جنوبنا كان مقراً لتدريب الإرهابيين. وفي تقديرنا والاقتناع أنه لا يجوز، بأي حال من الأحوال، أن يتم التساهل في هذه النقطة بدءاً عن الجهة التي تتولى التدريب، وهل دورها يقف عند هذا الإجراء أو أن ثمة أهدافاً أبعد مدى. وهذه التفاصيل يجب تُكشَف وتُعمّم مع التدابير الواجب (أجل الواجب !) اتخاذها في حال ثبوت هذا الاتهام بالغ الخطورة. وفي يقيننا أن على حزب الله أن يبادر تلقائياً الى أصدار توضيح رداً على تهمٍ، تجاوزت التلميحات. والواقع أن ثمة ما يدعو الى تساؤلات جذرية في هذا الصدد، خصوصاً أن المعروف المعلَن يفيد بأن لا علاقة ولا حسن تعامل بين الحزب وجماعة الإخوان، والدليل في موقعَيهما العدائيين خلال الحرب في سوريا. أضف الى ذلك ضرورة الإجابة على الأسئلة الآتية: هل إن التدريبات في الجنوب حديثة العهد أو قديمتُه؟ باختصار، إن المملكة الأردنية الهاشمية بلد شقيق للبنان بينهما أطيب العلاقات، ولم يرَ اللبنانيون منه إلّا كل إيجابية، وبالتالي يجب، في الضرورة القصوى، التعامل معه بالعرفان ورد الجميل، وليس بإرسال مخرّبين إليه.

حراك إماراتي لإنهاء حرب السودان.. مؤتمر دولي ونداء سلام وجسور إنسانية
حراك إماراتي لإنهاء حرب السودان.. مؤتمر دولي ونداء سلام وجسور إنسانية

العين الإخبارية

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العين الإخبارية

حراك إماراتي لإنهاء حرب السودان.. مؤتمر دولي ونداء سلام وجسور إنسانية

تدخل حرب السودان عامها الثالث، الثلاثاء، في وقت تسارع فيه دولة الإمارات الخطى على أكثر من مسار دبلوماسي وسياسي وإنساني لتحقيق السلام. على الصعيد الدولي، تشارك دولة الإمارات، التي تعد مانحًا إنسانيًا رئيسيًا لشمال أفريقيا، في مؤتمر دولي بلندن يُعقد، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان. على الصعيد السياسي، أطلقت الإمارات نداءً عاجلًا من أجل السلام، رسمت فيه ملامح خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، التي طوت عامها الثاني، مخلفة أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في أسوأ أزمة إنسانية وأكبر أزمة نزوح في العالم. على الصعيد الإنساني، تتواصل جسور الإمارات الإغاثية لدعم السودان، التي وصلت إلى أكثر من 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة قبل عامين، ضمن مساعدات بلغت أكثر من 3.5 مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة. جهود تتواصل على مختلف الأصعدة، بوصلتها الإنسانية وهدفها الحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام للسودان، غير عابئة بالمحاولات العبثية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزمرته لمحاولة تعطيل دبلوماسيتها الإنسانية عبر محاولات إشغالها في معارك جانبية، عبر ترديد أكاذيب واتهامات زائفة بزعم دعم أحد أطراف النزاع، وصلت إلى حد تقديم شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية من قبل حكومة الجيش السوداني دون تقديم أية أدلة أو براهين تثبت اتهاماتها وادعاءاتها. وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، اندلع القتال في 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو. تزامن اندلاع الحرب مع تحركات سياسية وتنظيمية قادتها أطراف محسوبة على تنظيم «الإخوان» في السودان، حاولت توظيف الانقسامات لإعادة التموقع داخل الدولة، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير. وبحسب مصادر سودانية، فإن بصمات هذا التنظيم كانت حاضرة في إذكاء الخلافات وتخريب مسارات الانتقال الديمقراطي، مما مهّد لانفجار الصراع. ومع تواصل جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة عبر الحوار والطرق السلمية، حاولت عناصر «الإخوان» – عبر تحريك عناصرها داخل المؤسسة العسكرية – تشويه صورة الإمارات والإضرار بسياستها الخارجية ودبلوماسيتها النشطة ودورها الإقليمي، في إطار موقفها المعادي من الإمارات منذ أن صنفت التنظيم جماعة إرهابية، وفي إطار سعيها لاستمرار الحرب ورفض أي جهود دولية أو إقليمية لاستئناف عملية التفاوض، والتي ستقود حتمًا إلى عملية سياسية تستبعد «الإخوان» من مستقبل البلاد وتحاكمهم على جرائمهم السابقة. حراك دولي وضمن أحدث جهودها لإنهاء الأزمة، تشارك دولة الإمارات، التي تعد مانحًا إنسانيًا رئيسيًا لشمال أفريقيا، في مؤتمر دولي بلندن يُعقد، الثلاثاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان. وتستضيف ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي المكون من 55 دولة، المؤتمرَ بالمشاركة مع الحكومة البريطانية في لندن. ومن المقرر أن يحضر الاجتماع وزراء من نحو 14 دولة أخرى، وفقًا لوزارة الخارجية البريطانية، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة، ولكن بغياب أي ممثل عن السودان. ويعد هذا رابع مؤتمر إنساني من أجل السودان تشارك فيه الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث سبق أن شاركت في المؤتمرات التالية: الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين التابع للاتحاد الأوروبي حول السودان، والذي استضافته بروكسل في مارس/آذار 2025، وأكدت الإمارات خلاله التزامها الراسخ بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية لتخفيف حدة النزاع المستمر. المشاركة في 20 فبراير/شباط الماضي بالإطلاق المشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان. نظمت دولة الإمارات مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد» بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في 14 فبراير/شباط الماضي، «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان». وأكدت خلاله الإمارات موقفها الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار. وأعلنت الإمارات خلال المؤتمر تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية. نداء سلام تأتي مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر، عقب إطلاقها نداءً عاجلًا من أجل السلام، رسمت فيه ملامح خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، حملت فيها طرفي النزاع المسؤولية عما ارتُكب من جرائم، لإغلاق الطريق أمام أي ادعاءات أو أكاذيب واهية، وأدانت تلك الجرائم، ودعت إلى مساءلة مرتكبيها من الطرفين. وفي هذا السياق، قالت لانا نسيبة، مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، في بيان، إن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان هي من بين أشد الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم: «أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة، والمجاعة تنتشر». وأضافت: «تستمر الفظائع التي تُرتكب وتسببت في معاناة لا يمكن تصورها للسكان المدنيين الذين يقفون بالفعل على حافة الانهيار». وفصّلت الجرائم والهجمات التي تشنها القوات المسلحة السودانية، للتحذير من استمرارها، وهي: - التجويع عبر منع المساعدات عمدًا. - القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان. - الأعمال الانتقامية ضد المدنيين، بما في ذلك العاملين في مجال الإغاثة. - ما تردد عن استخدام الأسلحة الكيميائية. إدانة ودعوة للمحاسبة وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الفظائع بشكل لا لبس فيه ودعت إلى مساءلة مرتكبيها. كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة" بشدة الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، بما في ذلك الهجمات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك بالقرب من الفاشر، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات". مطالب لطرفي الصراعي وحددت دولة الإمارات في بيانها مطالب من طرفي الصراع على الصعيدين العسكري والسياسي، وهي: مطالب عاجلة: -وقف الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني. - وقف القصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات. مطالب لاحقة: - الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار. - السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول الفوري والآمن والعاجل، إلى المحتاجين بشدة في جميع أنحاء السودان. - الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية. وأكد البيان أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري (للصراع)، بل حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني». وذكر البيان، أن «عرقلة وصول المساعدات أمر غير معقول، كما أن استخدام المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية كسلاح هو عمل مدان». مطالب من المجتمع الدولي أيضا حدد البيان الإماراتي عدد من المطالب المجتمع الدولي لتحقيق السلام في السودان وهي: - على الأمم المتحدة منع الأطراف المتحاربة من استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية. - التحرك بشكل عاجل لتيسير العملية السياسية. - زيادة المساعدات الإنسانية. - ممارسة ضغط منسق على جميع الأطراف التي تؤجج الصراع. مستقبل السودان.. سلام دائم وحول رؤيتها لمستقبل السودان، قال البيان الإماراتي: "نحن ندعو إلى الانتقال إلى حكومة مستقلة يقودها مدنيون، وهو الشكل الوحيد للقيادة التي يمكن أن يمثل شعب السودان بشكل شرعي ويضع الأساس لسلام دائم". وأكدت الإمارات أنه: "لا يمكن للعالم أن يسمح للسودان بالانزلاق أكثر في دوامة الفوضى والتطرف والتشرذم". رسائل مهمة مشاركة الإمارات في مؤتمر لندن، وإطلاقها نداء للسلام بالتزامن مع ذكر مرور عامين على اندلاع الأزمة في السودان، يحمل رسائل مهمة لأهل السودان والعالم أجمع مفادها: - الإمارات ماضية في دعم الشعب السوداني إنسانياً ودبلوماسياً كما هو عهدها على مدار أكثر من خمس عقود، إيماناً منها أن الشعب السوداني يستحق مستقبلاً يقوم على السلم والكرامة، ويستحق حكومة يقودها المدنيون تضع مصالحه وأولوياته في المقام الأول. - الإمارات ستواصل القيام بكل جهد متاح لتعزيز فرص السلام، فالشعب السوداني الشقيق يستحق مستقبلاً قائماً على السلم والسلام والكرامة، ويستحق قيادة تضع مصالحه - لا مصالحها - واحتياجاته وأولوياته في المقام الأول والأخير، رغم محاولات زمرة البرهان لتشويه جهودها. - رسائل تؤكد أيضا أن موقف دولة الإمارات إزاء السودان واضح وراسخ، فلا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، حيث دعت الدولة إلى وقف إطلاق النار وإلى هُدَن إنسانية لتسهيل إيصال المساعدات وإلى تحميل طرفي النزاع: قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مسؤولية انتهاك القانون الدولي. - تؤكد الإمارات من خلال جهودها إنها ستبقى على أهبة الاستعداد للقيام بدورها -كما دأبت دائماً- كشريك يعمل من أجل السلام، وهذا الالتزام جزء من رؤية الإمارات الراسخة لتعزيز الازدهار والتنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا والعالم. - الإمارات تعمل يدًا بيد مع المجتمع الدولي لإحلال السلام في السودان، ولا تفوت أي فرصة لوقف الحرب العبثية السودانية. - الإمارات تدعم المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى السودانيين المحتاجين، وتدعو بشكل فوري لوقف عرقلة إرسال المساعدات، وفتح الممرات الإنسانية، ومنع استخدام التجويع كسلاح. -الإمارات تقود جهودًا دولية لإنقاذ السودانيين من المجاعة والحرب، رغم إساءات حكومة البرهان المتكررة ومحاولة تعطيلها عن القيام بهذا الدور . سجل إنساني مضيء وعلى مدار عامين من عمر الأزمة، شكّلت المبادرات والمساعدات الإماراتية التي بلغت 600.4 مليون دولار طوق نجاة لملايين المتضررين، حيث بلغ عدد المستفيدين المباشرين من تلك المساعدات ما يزيد عن مليوني شخص، وسط جهود متواصلة لضمان وصول المساعدات إلى 30 مليون سوداني يواجهون خطر المجاعة، بينهم أطفال ونساء. وبمساعداتها خلال الأزمة، وترتفع إجمالي مساعدات الإمارات للسودان على مدار الـ 10 سنوات الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار. فمنذ بداية الأزمة سيرت دولة الإمارات جسراً جوياً وبحرياً نقل قرابة 13 ألفا و168 طنا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية عبر 162 طائرة وعدد من سفن المساعدات. أيضا في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم من دولة الإمارات للاجئين السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في البلاد، أنشأت الإمارات 3 مستشفيات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين في دول الجوار، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهما مستشفيين في أمدجراس وأبشي بتشاد، قاما بعلاج 90889 حالة. كما افتتحت الإمارات 7 مارس/ آذار الماضي مستشفى ثالث في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلا عن تقديم الدعم إلى 127 منشأة صحية في 14 ولاية. aXA6IDgyLjI2LjI0My4yMDUg جزيرة ام اند امز GB

العام الثالث لحرب السودان.. انهيار إنساني يقابله «جسر أمل»
العام الثالث لحرب السودان.. انهيار إنساني يقابله «جسر أمل»

العين الإخبارية

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العين الإخبارية

العام الثالث لحرب السودان.. انهيار إنساني يقابله «جسر أمل»

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، يتعزز الشعور أن ما بدأ في أبريل/نيسان 2023 لم يكن مجرد صراع على النفوذ. بل هو انهيار شامل لدولة كانت تحاول لملمة أشلائها بعد عقود من الاستبداد والانقلابات والعقوبات، حطّم حياة ملايين الأطفال، وفق تقرير نشرته منظمة «اليونيسف» الأممية. ومنذ الرصاصة الأولى للحرب التي حملت بصمات تنظيم «الإخوان» مُشعلة نارًا طالت كل أرجاء السودان، لم يتوقف النزيف، ولم تُستثنَ منطقة من نير الصراع، في بلدٍ يعاني اليوم من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. الإخوان يفتحون بوابة الجحيم تزامن اندلاع الحرب مع تحركات سياسية وتنظيمية قادتها أطراف محسوبة على تنظيم «الإخوان» في السودان، حاولت توظيف الانقسامات لإعادة التموقع داخل الدولة، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير. وبحسب مصادر سودانية، فإن بصمات هذا التنظيم كانت حاضرة في إذكاء الخلافات وتخريب مسارات الانتقال الديمقراطي، مما مهّد لانفجار الصراع. لكنّ ما بدأ كصراعٍ نخبوي، تحول سريعًا إلى جحيم يومي يعيشه ملايين السودانيين، وتعززت قناعة المراقبين بأن استمرار النزاع انعكاس لصراع أعمق تُديره من خلف الكواليس جماعة الإخوان، التي تغلغلت في مفاصل الجيش وتسعى إلى استعادة نفوذها عبره. أطفال السودان في مهب الريح وفي تقرير مؤلم نشرته «اليونيسف»، أعلنت المنظمة الأممية أن الحرب المستمرة منذ عامين حطّمت حياة ملايين الأطفال. وتحدثت المديرة التنفيذية كاثرين راسل عن «زيادة بنسبة 1000% في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال»، تشمل القتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي. وارتفعت حالات القتل والإصابات المؤكدة في صفوف الأطفال من 150 حالة في عام 2022 إلى أكثر من 2700 حالة خلال عامي 2023 و2024، فيما تضاعف عدد الأطفال المحتاجين لمساعدات إنسانية من 7.8 مليون إلى أكثر من 15 مليون طفل. وتُشير التقديرات إلى أن أكثر من 462 ألف طفل مهددون بسوء تغذية حاد في الأشهر المقبلة. وفي الداخل أيضا، يعيش السودانيون حالة من الانهيار النفسي والاجتماعي، وسط غياب أي أفق للحل. أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ونحو 12 مليونًا شُرّدوا من ديارهم، فيما يلوح شبح المجاعة في مناطق شاسعة من البلاد، خاصة في الغرب. والحياة اليومية أصبحت أقرب إلى جحيم مفتوح، حيث تغلق المدارس والمستشفيات أبوابها، وتنتشر الأمراض، وتختفي السلع الأساسية، وسط ضعف التمويل الدولي وتقلص ميزانيات المساعدات في بلدان كبرى مثل بريطانيا. وحمل التقرير الأممي المجتمع الدولي، لا سيما الدول التي تملك نفوذًا إقليميًا، أن مسؤولياتها، ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية، بل عبر الضغط الحقيقي لوقف الحرب. الإمارات.. شريان حياة إنساني للسودان في مقابل العجز الدولي وتراخي بعض القوى المؤثرة، واصلت دولة الإمارات أداء دور ريادي في دعم الشعب السوداني، مؤكدة التزامها الإنساني الراسخ في أصعب الظروف مقدمة جسرا من الأمل للمكلومين والضعفاء. فمنذ عام 2014 وحتى عام 2025، قدّمت الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية للسودان تجاوزت 3.5 مليار دولار أمريكي، ساهمت في التخفيف من وقع أزمات متتالية. ومع اندلاع الحرب في عام 2023، سارعت دولة الإمارات إلى تكثيف جهودها الإغاثية العاجلة، حيث تجاوزت قيمة المساعدات المقدمة منذ بداية النزاع 600.4 مليون دولار، استفاد منها أكثر من مليوني شخص داخل السودان وفي دول الجوار. وعبر جسر جوي وبحري لوجستي ضخم، شملت الاستجابة الإماراتية 162 طائرة وسفينة محمّلة بأكثر من 12,600 طن من المواد الغذائية والطبية، تم توزيعها داخل السودان (6388 طناً من الأغذية و280 طناً من الإمدادات الطبية)، وعلى اللاجئين السودانيين في تشاد، أوغندا، وجنوب السودان. ولم تقتصر المساعدات على الإغاثة فقط، بل امتدت إلى الرعاية الصحية والتعليم، إذ شيّدت الإمارات مستشفيين ميدانيين في تشاد استقبلا نحو 91 ألف حالة، وافتتحت مستشفى في جنوب السودان، وقدّمت دعماً مباشراً لـ127 منشأة صحية في 14 ولاية سودانية. كما دعمت تعليم اللاجئين السودانيين في تشاد عبر اتفاقية مع اليونيسف بقيمة 4 ملايين دولار. وفي تعهد إنساني رفيع، أعلنت الإمارات خلال المؤتمر الدولي في أديس أبابا في فبراير/شباط 2025 عن تقديم 200 مليون دولار إضافية لدعم الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، إضافة إلى مساهمات مخصصة لوكالات الأمم المتحدة تجاوزت 100 مليون دولار، من بينها 25 مليونًا لبرنامج الأغذية العالمي و20 مليونًا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. كما شهدت لندن مؤتمرًا إنسانيًا شاركت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا، إلى جانب دولة الإمارات ومصر وكينيا . المؤتمر أعلن عن مساعدات إضافية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني، لكنه واجه انتقادات حادة من الحكومة السودانية التي لم تُدعَ للحضور، معتبرة أن تغييبها «إهانة دبلوماسية» وخرقًا لأبسط قواعد السيادة، في مشهد يتجاهل ما نتج عنه من دعم إنساني للشعب في مقابل الحرص على الظهور. مبادرات نبيلة أما المبادرات النبيلة، مثل تلك التي تقودها دولة الإمارات، فتؤكد أن الدعم الإنساني ليس مجرد أرقام، بل هو التزام أخلاقي يتجاوز الحسابات السياسية، ويمنح شعوبًا منكوبة فرصة للبقاء. aXA6IDgyLjIxLjI0Mi4xNzYg جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store