#أحدث الأخبار مع #تورستن_فريكهصحيفة الخليج٠٦-٠٥-٢٠٢٥أعمالصحيفة الخليجالقوة الرقمية الصينيةرئيس الهيئة الوطنية الصينية للبيانات ليو ليه هونغ ذكر مؤخراً أن إنتاج بلاده من البيانات قد زاد بنسبة 25% في عام 2024 مقارنة بعام 2023، هذه القفزة الكبيرة جداً، تدل على مدى التسارع في هذا المجال وقد انعكس ذلك على الاقتصاد الصيني الذي باتت صناعاته الرقمية تشكل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي، حيث بلغ ما حققته تلك الصناعة من إيرادات حوالي 4,9 تريليون دولار بزيادة 5,5% مقارنة بالعام السابق له. هذه القفزات تذكّر بمقولة «لقد تعين على القطاعات الاقتصادية التقليدية أن تخلي موقعها وتتنازل عن عرشها.. فالبيانات والمعلومات أضحت هي «البترول» الذي يحرك عجلة العصر الجديد. لتورستن فريكه وأولريش نوفاك في كتابهما المعنون «ملف جوجل» وفي هذا السياق يفهم السعي الصيني لاغتنام الفرص غير المسبوقة التي يجلبها الذكاء الاصطناعي لتسريع «الصين الرقمية»، فقد أطلقت مبادرات من بينها «الذكاء الاصطناعي بلس». وقد أوضح رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ الهدف من هذه المبادرة في «ضخ قوة دافعة أقوى في التنمية الاقتصادية من خلال التمكين واسع النطاق للذكاء الاصطناعي» وحتى منتصف العام الماضي كانت هناك 4500 شركة عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين. وكما هو معلوم فإن العام الحالي قد شهد طفرة صينية في ذلك المجال مع ظهور شركة «ديب سيك» وقد اعتبر ذلك دليلاً على «النهج المبتكر والشامل للتطور العلمي والتكنولوجي في الصين» ولأن بكين تدرك أنه كما للذكاء الاصطناعي مزايا فإنه يحمل تحديات ومخاطر، فإنها تعمل على صياغة معايير واضحة لتلك الصناعة وقد تم تحديد عدد هذه المعايير بخمسين حتى عام 2026، تتوزع على مجالات سبعة رئيسية «لتطوير النظام المعياري للذكاء الاصطناعي في البلاد» ويتضمن ذلك «معايير التكنولوجيات الرئيسية والمنتجات والخدمات الذكية وتطبيقات الصناعة». هذه القفزات الصناعية في الصناعات الرقمية الصينية لم تأتِ بين عشية وضحاها، كما أنها جاءت نتاج سياسة وطنية واضحة المعالم وتراكمات أعمال تتوالى عبر سنوات ومع كل ذلك كفاءات يتم العناية بها تعليمياً وتدريبياً في الداخل والخارج وهذا ما تعبر عنه نسب النمو في القطاعات المتنوعة لتلك الصناعات الرقمية وعلى سبيل المثال فإن قطاع البرمجيات الصيني قد نما العام الماضي بنسبة 10%، كما أن نسبة النمو في القيمة المضافة لشركات صناعة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية قد بلغت حوالي 12% في نفس العام. يستمر النمو المطَّرد في هذه الصناعات الرائدة على الرغم من القيود التي تفرضها دول أجنبية على الصين بخصوص مجالات مهمة في هذه الصناعات، ناهيك عن سعيها لبناء تحالفات رقمية تستبعد منها بكين، بل إنه يمكن القول إنها تستهدفها. المخاوف الأجنبية من نمو هذا النوع من الصناعات في الصين هو جزء من مخاوف عامة متعلقة باستمرار الصعود الصيني وتصور أنه يهدد مصالح تلك الدول، بل ويهدد النظام الدولي الذي اعتادت التربع على قمته. من الواضح أن هذه القمة الآخذة في الاهتزاز لا يرجع اهتزازها لعوامل عسكرية وسياسية فقط وإنما لجوانب تكنولوجية رقمية بات العالم يحسِبُ لمن يتميزون فيها ألفَ حسابٍ.
صحيفة الخليج٠٦-٠٥-٢٠٢٥أعمالصحيفة الخليجالقوة الرقمية الصينيةرئيس الهيئة الوطنية الصينية للبيانات ليو ليه هونغ ذكر مؤخراً أن إنتاج بلاده من البيانات قد زاد بنسبة 25% في عام 2024 مقارنة بعام 2023، هذه القفزة الكبيرة جداً، تدل على مدى التسارع في هذا المجال وقد انعكس ذلك على الاقتصاد الصيني الذي باتت صناعاته الرقمية تشكل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي، حيث بلغ ما حققته تلك الصناعة من إيرادات حوالي 4,9 تريليون دولار بزيادة 5,5% مقارنة بالعام السابق له. هذه القفزات تذكّر بمقولة «لقد تعين على القطاعات الاقتصادية التقليدية أن تخلي موقعها وتتنازل عن عرشها.. فالبيانات والمعلومات أضحت هي «البترول» الذي يحرك عجلة العصر الجديد. لتورستن فريكه وأولريش نوفاك في كتابهما المعنون «ملف جوجل» وفي هذا السياق يفهم السعي الصيني لاغتنام الفرص غير المسبوقة التي يجلبها الذكاء الاصطناعي لتسريع «الصين الرقمية»، فقد أطلقت مبادرات من بينها «الذكاء الاصطناعي بلس». وقد أوضح رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ الهدف من هذه المبادرة في «ضخ قوة دافعة أقوى في التنمية الاقتصادية من خلال التمكين واسع النطاق للذكاء الاصطناعي» وحتى منتصف العام الماضي كانت هناك 4500 شركة عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين. وكما هو معلوم فإن العام الحالي قد شهد طفرة صينية في ذلك المجال مع ظهور شركة «ديب سيك» وقد اعتبر ذلك دليلاً على «النهج المبتكر والشامل للتطور العلمي والتكنولوجي في الصين» ولأن بكين تدرك أنه كما للذكاء الاصطناعي مزايا فإنه يحمل تحديات ومخاطر، فإنها تعمل على صياغة معايير واضحة لتلك الصناعة وقد تم تحديد عدد هذه المعايير بخمسين حتى عام 2026، تتوزع على مجالات سبعة رئيسية «لتطوير النظام المعياري للذكاء الاصطناعي في البلاد» ويتضمن ذلك «معايير التكنولوجيات الرئيسية والمنتجات والخدمات الذكية وتطبيقات الصناعة». هذه القفزات الصناعية في الصناعات الرقمية الصينية لم تأتِ بين عشية وضحاها، كما أنها جاءت نتاج سياسة وطنية واضحة المعالم وتراكمات أعمال تتوالى عبر سنوات ومع كل ذلك كفاءات يتم العناية بها تعليمياً وتدريبياً في الداخل والخارج وهذا ما تعبر عنه نسب النمو في القطاعات المتنوعة لتلك الصناعات الرقمية وعلى سبيل المثال فإن قطاع البرمجيات الصيني قد نما العام الماضي بنسبة 10%، كما أن نسبة النمو في القيمة المضافة لشركات صناعة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية قد بلغت حوالي 12% في نفس العام. يستمر النمو المطَّرد في هذه الصناعات الرائدة على الرغم من القيود التي تفرضها دول أجنبية على الصين بخصوص مجالات مهمة في هذه الصناعات، ناهيك عن سعيها لبناء تحالفات رقمية تستبعد منها بكين، بل إنه يمكن القول إنها تستهدفها. المخاوف الأجنبية من نمو هذا النوع من الصناعات في الصين هو جزء من مخاوف عامة متعلقة باستمرار الصعود الصيني وتصور أنه يهدد مصالح تلك الدول، بل ويهدد النظام الدولي الذي اعتادت التربع على قمته. من الواضح أن هذه القمة الآخذة في الاهتزاز لا يرجع اهتزازها لعوامل عسكرية وسياسية فقط وإنما لجوانب تكنولوجية رقمية بات العالم يحسِبُ لمن يتميزون فيها ألفَ حسابٍ.