#أحدث الأخبار مع #تونسالخضراالدستور٢١-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالدستور28 عامًا على رحيل الملحن العبقري.. سيد مكاوي مطربًا28 عاما مرت على وفاة الموسيقار سيد مكاوي، الذي غيّبه الموت في مثل هذا اليوم من عام 1997، بعد مسيرة فنية استثنائية أثْرت الموسيقى والغناء العربي لعقود، ورغم أن اسمه اقترن في أذهان الجمهور بلقب "الملحن العبقري"، فإن الوجه الآخر لمشواره يستحق التوقف أمامه هو سيد مكاوي "مطربًا". ورغم فقدانه للبصر منذ الطفولة، لم يكن ذلك عائقًا أمام ولعه بالموسيقى والغناء، فبدأ حياته مطربًا، يصدح بصوته الصافي وأدائه الشرقي الأصيل، مؤديًا المواويل القديمة والموشحات التي عشقها منذ الصغر. ومع بداية الخمسينيات، تقدم "مكاوي" للإذاعة المصرية كمطرب، وتم اعتماده بالفعل بعد اجتيازه الاختبارات، فبدأ يقدم الأغاني التراثية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة، في مواعيد شهرية ثابتة، وهو ما لفت الأنظار إلى موهبته الفريدة، ليس فقط كمطرب يؤدي بل كمبدع يحاور المقامات ويتقن تفاصيل النغمة. أول أغانيه الخاصة.. ليست من ألحانه بعد نجاحه في أداء التراث، كلّفته الإذاعة بأداء أغنيات خاصة، وكانت المفارقة أن أول أغنيتين مسجلتين له لم تكونا من ألحانه، الأغنية الأولى حملت عنوان "محمد" من ألحان صديقه الفنان عبد العظيم عبد الحق، أما الثانية فكانت "تونس الخضرا" من ألحان أحمد صدقي، وهما الأغنيتان الوحيدتان اللتان غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره. الإذاعة تكتشف الملحن سيد مكاوي بالتوازي مع مسيرته كمطرب، بدأت الإذاعة في منتصف الخمسينيات التعامل مع سيد مكاوي كملحن أيضًا، وأسندت إليه مجموعة من الأغاني الدينية، قدّمها بصوت الشيخ محمد الفيومي، من بينها "تعالى الله أولاك المعالي"، "آمين آمين"، "يا رفاعي قتلت كل الأفاعي"، وصولًا إلى رائعة "أسماء الله الحسنى". لكن صوته لم يغب، بل عاد ليقدّم عددًا من الأغاني الشعبية الخفيفة بصوته مثل "آخر حلاوة مافيش كده" و"ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة"، من كلمات الشاعر عبد الله أحمد عبد الله، وهي أغانٍ حمَلت خفة ظل الحارة المصرية، وحسها الشعبي الأصيل. سيد مكاوي.. صوت يروى الحكايات سيد مكاوي لم يكن يملك الصوت الطربي النمطي، لكنه امتلك "الشخصية"، وهو ما جعله مميزًا كمطرب، فقد غنّى للحارة المصرية، ونقل تفاصيلها في أغنيات مثل: "الأرض بتتكلم عربي"، "يا مسهرني" (التي كتبها ولحنها ثم غنتها أم كلثوم لاحقًا)، وغيرها من الأعمال التي رسّخت حضوره كمطرب حقيقي. كما غنّى أشهر تترات المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وكان صوته عنوانًا لبدايات الليالي الرمضانية، من خلال "المسحراتي"، التي غنّاها بأسلوب الحكاية الشعبية، وجعل من شخصيته جزءًا من الوجدان المصري والعربي، كما قدم بصوته شخصية "الأراجوز" في أوبريت "الليلة الكبيرة"، الذي ظل يُعرض لعقود كأحد أبرز أيقونات المسرح الغنائي المصري. وما ميّز سيد مكاوي كمطرب، أنه لم يغنِّ ألحانه فحسب، بل كان يشرحها بصوته، ولم يكن صوته طربيًا تقليديًا بمعايير العصر الذهبي، لكنه كان يحمل "الشخصية"، التي عوّض بها أي نقص تقني، فقد غنى للحارة، للوطن، للحب، وللألم الإنساني، بلغة الناس وأسلوبهم، وترك في كل أغنية بصمة تُشبهه وحده.
الدستور٢١-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالدستور28 عامًا على رحيل الملحن العبقري.. سيد مكاوي مطربًا28 عاما مرت على وفاة الموسيقار سيد مكاوي، الذي غيّبه الموت في مثل هذا اليوم من عام 1997، بعد مسيرة فنية استثنائية أثْرت الموسيقى والغناء العربي لعقود، ورغم أن اسمه اقترن في أذهان الجمهور بلقب "الملحن العبقري"، فإن الوجه الآخر لمشواره يستحق التوقف أمامه هو سيد مكاوي "مطربًا". ورغم فقدانه للبصر منذ الطفولة، لم يكن ذلك عائقًا أمام ولعه بالموسيقى والغناء، فبدأ حياته مطربًا، يصدح بصوته الصافي وأدائه الشرقي الأصيل، مؤديًا المواويل القديمة والموشحات التي عشقها منذ الصغر. ومع بداية الخمسينيات، تقدم "مكاوي" للإذاعة المصرية كمطرب، وتم اعتماده بالفعل بعد اجتيازه الاختبارات، فبدأ يقدم الأغاني التراثية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة، في مواعيد شهرية ثابتة، وهو ما لفت الأنظار إلى موهبته الفريدة، ليس فقط كمطرب يؤدي بل كمبدع يحاور المقامات ويتقن تفاصيل النغمة. أول أغانيه الخاصة.. ليست من ألحانه بعد نجاحه في أداء التراث، كلّفته الإذاعة بأداء أغنيات خاصة، وكانت المفارقة أن أول أغنيتين مسجلتين له لم تكونا من ألحانه، الأغنية الأولى حملت عنوان "محمد" من ألحان صديقه الفنان عبد العظيم عبد الحق، أما الثانية فكانت "تونس الخضرا" من ألحان أحمد صدقي، وهما الأغنيتان الوحيدتان اللتان غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره. الإذاعة تكتشف الملحن سيد مكاوي بالتوازي مع مسيرته كمطرب، بدأت الإذاعة في منتصف الخمسينيات التعامل مع سيد مكاوي كملحن أيضًا، وأسندت إليه مجموعة من الأغاني الدينية، قدّمها بصوت الشيخ محمد الفيومي، من بينها "تعالى الله أولاك المعالي"، "آمين آمين"، "يا رفاعي قتلت كل الأفاعي"، وصولًا إلى رائعة "أسماء الله الحسنى". لكن صوته لم يغب، بل عاد ليقدّم عددًا من الأغاني الشعبية الخفيفة بصوته مثل "آخر حلاوة مافيش كده" و"ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة"، من كلمات الشاعر عبد الله أحمد عبد الله، وهي أغانٍ حمَلت خفة ظل الحارة المصرية، وحسها الشعبي الأصيل. سيد مكاوي.. صوت يروى الحكايات سيد مكاوي لم يكن يملك الصوت الطربي النمطي، لكنه امتلك "الشخصية"، وهو ما جعله مميزًا كمطرب، فقد غنّى للحارة المصرية، ونقل تفاصيلها في أغنيات مثل: "الأرض بتتكلم عربي"، "يا مسهرني" (التي كتبها ولحنها ثم غنتها أم كلثوم لاحقًا)، وغيرها من الأعمال التي رسّخت حضوره كمطرب حقيقي. كما غنّى أشهر تترات المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وكان صوته عنوانًا لبدايات الليالي الرمضانية، من خلال "المسحراتي"، التي غنّاها بأسلوب الحكاية الشعبية، وجعل من شخصيته جزءًا من الوجدان المصري والعربي، كما قدم بصوته شخصية "الأراجوز" في أوبريت "الليلة الكبيرة"، الذي ظل يُعرض لعقود كأحد أبرز أيقونات المسرح الغنائي المصري. وما ميّز سيد مكاوي كمطرب، أنه لم يغنِّ ألحانه فحسب، بل كان يشرحها بصوته، ولم يكن صوته طربيًا تقليديًا بمعايير العصر الذهبي، لكنه كان يحمل "الشخصية"، التي عوّض بها أي نقص تقني، فقد غنى للحارة، للوطن، للحب، وللألم الإنساني، بلغة الناس وأسلوبهم، وترك في كل أغنية بصمة تُشبهه وحده.