#أحدث الأخبار مع #تيابنايلة،الشروق١٩-٠٥-٢٠٢٥صحةالشروقأمهات الأطفال دون الثالثة.. أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والصحيةلطالما حظيت الأم في السابق بالمساعدة في تربية أبنائها، فلم تكن العائلة الكبيرة التي تشاركها السكن غالبا، ولا الجارة تتوانى في ملاعبة الصغار، إطعامهم أحيانا وتنظيفهم من فترة لأخرى، فضلا عن كون طبيعة الحياة في الماضي القريب سمحت للأم بقسط من الراحة والتحرر الذي تناله بينما يلعب أبناؤها في باحة المنزل، أو في الخارج مع والدهم أو أطفال أكبر منهم.. كل هذا، لم يعد واردا في ظل التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي ألقت على الأم مسؤوليات وضوابط وضغوطات تفوق قدرتها أحيانا، وتدفع بها إلى مضايق ومنعرجات خطيرة تتخذ عندها قرارات صعبة. توصلت آخر الدراسات في المجال إلى أن الأمهات الجدد يعتبرن أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والنفسية، ويستجدي بالكثير منهن الوضع زيارة أطباء أعصاب ومختصين نفسيين، لتجاوز حالات ذهان، اكتئاب، فقدان التركيز وغياب الذاكرة المؤقت والمزمن، يحدث معهن هذا نتيجة للضغوطات الكثيرة التي تتزامن مع قلة النوم والتعب الشديد. نمط الحياة الخاطئ.. من هنا تظهر أمراض العصر على الأمهات بعد أن يتجاوز الطفل الأول سن الثالثة، تبدأ أعراض صحية غير متوقعة في الظهور على جسم الأم، تؤكد الدراسات أن الأمر يحدث مع 71 بالمئة من الأمهات، اللواتي تتراوح سنهن ما بين 22 و41 سنة، وأفادت ذات الدراسات العلمية بأن ارتفاع الضغط أو السكري مثلا، أو هشاشة العظام وأمراض الغدد.. لا تكون وراثية وإنما هي نتيجة لنمط حياة خاطئ ولسلوكيات غير صحية تنتهجها السيدة خلال فترة أمومتها الأولى. تشير الدكتورة تياب نايلة، مختصة في طب النساء والتوليد: 'التعب الشديد الذي تواجهه الأم، خلال ثلاث السنوات الأولى من حياة طفلها، حين يكون في مرحلة اكتساب مختلف المهارات، التي تتطلب منها تكريسا تاما لجهودها البدنية والفكرية، خاصة في وجود أكثر من طفل دون هذه السن، يجعلها تهمل الالتزام بنمط حياة صحي، فتتناول وجبات ناقصة أو غنية بالدهون والسكريات، بحيث لا تراعي غذاءها، ولا تملك الوقت لممارسة الرياضة والمشي والتنفس السليم، يضاف إليها برنامج النوم العشوائي وإهمال الساعة البيولوجية مع ضغوطات كثيرة مختلفة لا تحصل الأم على المساعدة لمواجهتها كلها، وأسباب تمهد لظهور الأمراض والعلل في جسمها، خاصة إذا كانت لا تحظى بمعاينة طبية من فترة إلى أخرى، ولا تتناول فيتامينات ومكملات تساعدها على التوازن، مثل فيتامين D، المغنيزيوم، فيتامين C..'. من سيدة هادئة إلى أم عنيفة! إذا عدنا إلى الفطرة الصحيحة، فإنه من غير المنطقي ولا الطبيعي، أن تكون الأم التي تحمل رضيعها وهنا على وهن ثم تضعه بشق الأنفس، وترضعه حولين كاملين، عنيفة عليه غير رؤوفة به، وإنما هناك ظروف قد تدفعها إلى أن تكون كذلك، عكس إرادتها. مرحلة عصيبة تمر بها العديد من نساء هذا العصر، من بينهن دنيازاد، 34 سنة، أخصائية أشعة بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، عندما التقت بها الشروق العربي، كانت هذه الأم قد تمكنت للتو من تجاوز أسوإ ما قد تواجهه سيدة في مقامها: 'لطالما كان يضرب المثل بهدوئي واتزاني، كنت لطيفة مع الكل، اجتماعية أتعامل بطيبة.. وقبل أربع سنوات تقريبا، أنجبت توأما، وكان علي مواصلة العمل، تزامنا مع الرضاعة، مراقبة التسنين ومسؤوليات أسرية لا تحصى.. تدريجيا، بدأت أنظر إلى أطفالي على أنهم نقمة، وإلى عملي على أنه عائق.. أنام خمس ساعات متقطعة، حتى إنني أصبحت أسمع بكاء أطفالي لدقائق، دون أن أسعف جوعهم أو مغصهم.. استفقت مرة، فوجدتني أضربهم، لأنهم لا ينامون مبكرا، أو لأنهم يسكبون الطعام على الأرض، أو يبعثرون ألعابهم.. ما أوجعني أكثر، أن الجميع كان يصفني بالعنيفة والهمجية، دون أي محاولة لمساعدتي، احتاج مني الأمر طلب مساعدة مربية دائمة، لأسترجع هدوئي وأتخلص من عصبيتي المؤقتة، التي دفعتني إلى العنف'.
الشروق١٩-٠٥-٢٠٢٥صحةالشروقأمهات الأطفال دون الثالثة.. أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والصحيةلطالما حظيت الأم في السابق بالمساعدة في تربية أبنائها، فلم تكن العائلة الكبيرة التي تشاركها السكن غالبا، ولا الجارة تتوانى في ملاعبة الصغار، إطعامهم أحيانا وتنظيفهم من فترة لأخرى، فضلا عن كون طبيعة الحياة في الماضي القريب سمحت للأم بقسط من الراحة والتحرر الذي تناله بينما يلعب أبناؤها في باحة المنزل، أو في الخارج مع والدهم أو أطفال أكبر منهم.. كل هذا، لم يعد واردا في ظل التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي ألقت على الأم مسؤوليات وضوابط وضغوطات تفوق قدرتها أحيانا، وتدفع بها إلى مضايق ومنعرجات خطيرة تتخذ عندها قرارات صعبة. توصلت آخر الدراسات في المجال إلى أن الأمهات الجدد يعتبرن أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والنفسية، ويستجدي بالكثير منهن الوضع زيارة أطباء أعصاب ومختصين نفسيين، لتجاوز حالات ذهان، اكتئاب، فقدان التركيز وغياب الذاكرة المؤقت والمزمن، يحدث معهن هذا نتيجة للضغوطات الكثيرة التي تتزامن مع قلة النوم والتعب الشديد. نمط الحياة الخاطئ.. من هنا تظهر أمراض العصر على الأمهات بعد أن يتجاوز الطفل الأول سن الثالثة، تبدأ أعراض صحية غير متوقعة في الظهور على جسم الأم، تؤكد الدراسات أن الأمر يحدث مع 71 بالمئة من الأمهات، اللواتي تتراوح سنهن ما بين 22 و41 سنة، وأفادت ذات الدراسات العلمية بأن ارتفاع الضغط أو السكري مثلا، أو هشاشة العظام وأمراض الغدد.. لا تكون وراثية وإنما هي نتيجة لنمط حياة خاطئ ولسلوكيات غير صحية تنتهجها السيدة خلال فترة أمومتها الأولى. تشير الدكتورة تياب نايلة، مختصة في طب النساء والتوليد: 'التعب الشديد الذي تواجهه الأم، خلال ثلاث السنوات الأولى من حياة طفلها، حين يكون في مرحلة اكتساب مختلف المهارات، التي تتطلب منها تكريسا تاما لجهودها البدنية والفكرية، خاصة في وجود أكثر من طفل دون هذه السن، يجعلها تهمل الالتزام بنمط حياة صحي، فتتناول وجبات ناقصة أو غنية بالدهون والسكريات، بحيث لا تراعي غذاءها، ولا تملك الوقت لممارسة الرياضة والمشي والتنفس السليم، يضاف إليها برنامج النوم العشوائي وإهمال الساعة البيولوجية مع ضغوطات كثيرة مختلفة لا تحصل الأم على المساعدة لمواجهتها كلها، وأسباب تمهد لظهور الأمراض والعلل في جسمها، خاصة إذا كانت لا تحظى بمعاينة طبية من فترة إلى أخرى، ولا تتناول فيتامينات ومكملات تساعدها على التوازن، مثل فيتامين D، المغنيزيوم، فيتامين C..'. من سيدة هادئة إلى أم عنيفة! إذا عدنا إلى الفطرة الصحيحة، فإنه من غير المنطقي ولا الطبيعي، أن تكون الأم التي تحمل رضيعها وهنا على وهن ثم تضعه بشق الأنفس، وترضعه حولين كاملين، عنيفة عليه غير رؤوفة به، وإنما هناك ظروف قد تدفعها إلى أن تكون كذلك، عكس إرادتها. مرحلة عصيبة تمر بها العديد من نساء هذا العصر، من بينهن دنيازاد، 34 سنة، أخصائية أشعة بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، عندما التقت بها الشروق العربي، كانت هذه الأم قد تمكنت للتو من تجاوز أسوإ ما قد تواجهه سيدة في مقامها: 'لطالما كان يضرب المثل بهدوئي واتزاني، كنت لطيفة مع الكل، اجتماعية أتعامل بطيبة.. وقبل أربع سنوات تقريبا، أنجبت توأما، وكان علي مواصلة العمل، تزامنا مع الرضاعة، مراقبة التسنين ومسؤوليات أسرية لا تحصى.. تدريجيا، بدأت أنظر إلى أطفالي على أنهم نقمة، وإلى عملي على أنه عائق.. أنام خمس ساعات متقطعة، حتى إنني أصبحت أسمع بكاء أطفالي لدقائق، دون أن أسعف جوعهم أو مغصهم.. استفقت مرة، فوجدتني أضربهم، لأنهم لا ينامون مبكرا، أو لأنهم يسكبون الطعام على الأرض، أو يبعثرون ألعابهم.. ما أوجعني أكثر، أن الجميع كان يصفني بالعنيفة والهمجية، دون أي محاولة لمساعدتي، احتاج مني الأمر طلب مساعدة مربية دائمة، لأسترجع هدوئي وأتخلص من عصبيتي المؤقتة، التي دفعتني إلى العنف'.