logo
#

أحدث الأخبار مع #ثورة_المعرفة

العالم بين ثورة الوعي والغضب!
العالم بين ثورة الوعي والغضب!

البيان

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البيان

العالم بين ثورة الوعي والغضب!

قبل سقوط غرناطة بسنوات، كانت الأوضاع السياسية في الأندلس تعيش حالة من الاضطراب والانقسام، وبينما كانت الجيوش تتصارع، كان هناك في قرطبة علماء وفلاسفة يعملون ليل نهار في مكتباتها العظيمة، يرسمون بخيالهم حدود المستقبل وينسجون في صمتهم ثورة معرفة تركت لاحقاً أثرها العميق في أوروبا والعالم بأسره. لم يكن صخب الشارع وحده ما يرسم مصير الحضارة، بل كانت العقول في صمتها تعمل لميلاد عصر جديد من الوعي. وحين انطفأ نور العقل، تراجع المجد وانهارت الحضارة، لكن بفضل علماء مثل ابن رشد وابن زهر، انتقلت شرارة الوعي إلى العالم كله، وأصبحت قصة الأندلس درساً خالداً، يؤكد أن التاريخ لا يخلّد إلا من يصنع ثورته بالفكر، لا بالغضب. وفي السياق ذاته، تذكرنا تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بأن الطريق للنهوض يبدأ من الوعي والعمل والمعرفة، حيث كانت اليابان دولة منهارة مدمرة بلا بنية تحتية، وكان يمكن أن يتحول كل شيء إلى ثورة غضب، لكن القادة آمنوا بأن الطريق الوحيد للنهوض هو المعرفة. فبدأوا ببناء المدارس والمصانع قبل إعادة بناء الجسور، وخلال جيلين فقط تحولت اليابان من أنقاض الحرب إلى واحدة من أكبر اقتصاديات العالم. وهنا يبرز دور الثقافة والإعلام كصنّاع للعقول لا فقط الأخبار، فالإعلام في المنطقة العربية لا يكفي أن يكون ناقلاً للأحداث، بل عليه أن يكون صانعاً للرؤية، وبانياً للثقة، وكلما انتقل من تضخيم الأزمات إلى صناعة الحلول ونشر قصص الأمل، كان شريكاً حقيقياً في نهضة الإنسان. وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر خلالها العالم بمتغيرات عميقة، تتسارع فيها التحولات وتتكاثر التحديات، من أزمات الأمن إلى متغيرات الاقتصاد وتراجع الثقة بالنخب الثقافية والإعلامية. حيث تضع هذه التحولات لإعلام والثقافة أمام مسؤولية تاريخية، إما أن يكونا وقوداً للغضب والانقسام، أو جسراً للأمل وإعادة البناء. وعندما نتحدث عن الوعي في العالم العربي لا بد من ذكر تجربة دولة الإمارات، التي رفعت الثقافة إلى مصاف السياسة والاقتصاد، وجعلت من النجاح قصة شعب، لا قصة فرد. وبينما تسحب موجات الغضب والانقسام مستقبل المنطقة إلى الوراء، أطلقت دولة الإمارات موجتها الخاصة من الوعي والانفتاح؛ وفي حين ينشغل البعض بإثارة الضجيج وتصدير حملات التشويه، تمضي هي بثبات وإصرار نحو المستقبل، لأنها تؤمن أن الإنجاز هو خير ردّ، وأن العمل الجاد هو من يصنع الفرق. تُثبت قصة ابن رشد وابن زهٌر في الأندلس، وتجربة الإمارات واليابان في العصر الحديث، إن الحضارة لا تنهض بالصراخ في شبكات التواصل الاجتماعي أو بالفوضى والغضب، بل تنهض حين تشتعل شرارة الوعي في العقول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store