logo
#

أحدث الأخبار مع #ثيوكريتوس_دوشيوس

نكات وثورات
نكات وثورات

الجزيرة

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

نكات وثورات

"جنت على أهلها براقش"؛ مثل قديم يعبر عن قصة براقش، تلك الكلبة التي كانت تعيش مع قوم من العرب. ذات يوم، أغار الأعداء على قومها، فهربوا إلى مغارة، لكن براقش نبحت فكشفت مخبأهم، فجاء الأعداء وقتلوهم جميعًا. ومن هنا جاء المثل، فهو "قصة تعليمية وجيزة، قد تكون شعرًا أو نثرًا، توضح درسًا أو مبدأً تثقيفيًّا". ومع مرور الزمن، واتساع العالم، وتزاحم الأحداث، قلت الأمثال الجديدة، وصارت الأمثال المتداولة قديمة العهد. لكننا وجدنا بديلًا عنها، تمثل في النكتة (الطرفة). فالنكتة هي "النقطة من بياض في سواد، أو من سواد في بياض، ونقول: هو كالنكتة البيضاء في الثوب الأسود. ثم استعملت الكلمة للدلالة على عبارة منقحة، أو جملة طريفة صدرت عن دقة نظر وإمعان فكر، أو مسألة لطيفة تؤثر في النفس انبساطًا. واستعملت لاحقًا في النوادر التي تضحك وتبعث على السرور". وقد قسمت النكتة (الطرفة) إلى موضوعات عديدة: سياسية، ورياضية، واقتصادية، وغيرها… فالنكتة تمثل أحوال الشعوب، تجدها حاضرة في الفرح والحزن، في الغضب والسكينة، على ألسنة الناس دائمًا. ومن أشهر النكات التي خلدت في التاريخ، تلك التي تسببت في مقتل صاحبها، وكأنه يقول: "حياة بلا نكتة كالموت بلا جنازة، لا فرق"؛ فالنكتة قد تودي بصاحبها. فهل نجح مطلقو النكات فعلًا في تغيير أنظمتهم؟ إعلان يشرح الأستاذ الجامعي المتخصص في علوم الإنسان، إليوت أورينغ، أن "التهكم ليس مجرد وسيلة للترفيه، وإلا لما فرضت عليه الرقابة. فالمجتمعات المحافظة تحظر النكات الجنسية، وبعضها تحظر النكات العرقية"، مضيفًا: "النكتة قد تكون مكلفة". وذكر مثالًا: حين أعدم ثيوكريتوس دوشيوس بعدما قيل له إن الملك أنتيغونوس (301–82 ق.م) سيعفو عنه إن "وقف أمام ناظريه"، وكان الملك نصف أعمى، فرد: "إذًا، العفو مستحيل". وتقسم النكتة (الطرفة) حسب المضمون أيضًا؛ فمنها "حلوة" و"بايخة". ولنا في النكتة التي قالها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مثال على الثانية، حين قال: "هل ألتقي أردوغان لكي نشرب المرطبات مثلًا؟". روى الديلمي في مسند الفردوس من حديث علي وأنس بن مالك -رضي الله عنهما- مرفوعًا إلى النبي ﷺ أنه قال: "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم، حتى إذا نفذ قضاؤه وقدره، ومضى أمره، أعاد إلى ذوي العقول عقولهم، فندموا". وقد لاقت هذه النكتة انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء من حيث توقيتها أو تبعاتها. فمن حيث التوقيت، كانت البلاد في حالة حرب ودمار بينما الرئيس يجلس في قصره محصنًا، لا يلقي بالًا لما يحدث، ليس عن ثقة، بل عن جهل. أما تبعاتها، فقد أسهمت -كغيرها من الأحداث- في سقوطه وفراره مذمومًا بعد معارك استمرت 265 ساعة (أحد عشر يومًا). ففي تعريف النكتة (الطرفة) أنها "جملة طريفة صادرة عن دقة نظر وإمعان فكر". ووضعه وقتها يغني عن الشرح؛ فلو كان يمتلك دقة النظر وإمعان الفكر، لما أصبحت تلك الجملة من أكثر نكات القرن الحادي والعشرين "بياخةً"، لكن حدث ما كان يجب أن يحدث، ولولا ذلك لما كنت أكتب هذا المقال الآن. فكما قيل: "مصائب قوم عند قوم فوائد". وفي هذا السياق، ربما كانت هذه الجملة نكتة أكثر منها مثلًا.. فهل يحق لنا أن نقول إن نكتة "هل ألتقي أردوغان لكي نشرب المرطبات مثلًا؟" قد جنت على صاحبها؟ روى الديلمي في مسند الفردوس من حديث علي وأنس بن مالك -رضي الله عنهما- مرفوعًا إلى النبي ﷺ أنه قال: "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم، حتى إذا نفذ قضاؤه وقدره، ومضى أمره، أعاد إلى ذوي العقول عقولهم، فندموا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store