#أحدث الأخبار مع #جاستونماسبيروالدستور٢٠-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالدستورالمصري الذي أتى الله بقلب سليمأثارت تصرفات المخرجة المعتزلة "فدوى مواهب "– التي سخرت من الموروث المصري القديم ووصفته بـ"الوثنية" – عاصفة من الغضب الشعبي. لكن هذا الغضب، إن أُحسن توجيهه، قد يصبح بوابة لإعادة قراءة العبقرية الروحية لأجدادنا، الذين وضعوا أسسًا للتوحيد والأخلاق والضمير قبل آلاف السنين ليتحول الغضب إلي بصيرة ننظر بها إلي فكر أجدادنا بقلوب محبة وعقول منفتحة،أو كما نقول نحن 'المصريين ' أن ننظر بعين العقل وهي بالمناسبة عين "حورس " الحكيمة المستبصرة في نفسها والوجود،ولكي يتحول ضجيج "التريند " إلى هدوء " اليقين " سأحيلك لثلاثة مشاهد من ديانة أجدادك الذي قال عنها عالم المصريات الفرنسي الشهير "جاستون ماسبيرو" "المصريون لم يعبدوا الحجارة، بل عبدوا الروح الخالدة في الكون "فلنفكر معا. المشهد الأول: "الخروج إلى النهار".. هكذا تحدث المصري عن "الإله الواحد" كتاب "الخروج إلى النهار"، المعروف خطأً باسم "كتاب الموتى"، هو أحد أعمدة الفكر الديني المصري القديم، ويُعتبر دليلًا روحيًا وأخلاقيًا يهدف إلى حماية المتوفى ومساعدته في رحلته عبر العالم السفلي (الدوات) للوصول إلى حياة الخلود. سُمي بالاسم الذي أطلقه المصريون القدماء عليه: "برو إم حرُو"(Peru em Heru)، أي "الخروج إلى النهار"، رمزًا لانتصار الروح على الظلام وعبورها إلى النور الأبدي…إلى حقول (الأيارو )أو جنات النعيم نجد فيه نصوصًا تكشف عن بصيرة مذهلة: - "أنت الواحد الذي خلق كل شيء، لا يُدركك بشر.. لك الأسماءُ التي لا تُحصى، لكن حقيقتك واحدة" ونجد أيضا صلاة مصرية قديمة وهي واحده من أهم نصوص "تحوت" المعظم والذي يتحدث عن طبيعة الإله الخالق … هو الواحد الصمد، لا يشوبه نقص هو الباقي دوما، هو الخالد ابدا هو الواقع الحق، كما أنه المطلق الأكمل الأسمى هو جماع الأفكار التى لا تدركها الحواس ولا تدركه المعرفة مهما عظمت الإله هو الفكر الأول، وهو اعظم من يطلق عليه اسم "أتوم" هو الخفي المتجلى في كل شيء تعرف كينونته بالفكر وحده، وتدركه عيوننا في الآفاق لا جسد له، ولكنه في كل شيء وليس هناك ما ليس هو لا إسم له، لأن جميع الاسماء اسمه هو الجوهر الكامن في كل شيء هو أصل ومنبع كل شيء. هو الواحد الذى ليس كمثله شيء. الا تشعرك هذه النصوص بعرفانية سبقت التصوف !!! المشهد الثاني: محكمة "ماعت".. عندما سبق المصري القديم العالم في الفصل **125 من كتاب الموتى**، يُحاكم الميت أمام إله العالم السفلي **أوزيريس**، حيث: - **الميزان**: يُوضع القلب على كفة، وريشة "ماعت" (العدل) على الكفة الأخرى. ويأتي هنا الاعتراف السلبي: يردد المتوفى: "لم أسرق، لم أقتل، لم أشهد زورًا.. لقد أطعمت الجائع، سقيت الظمآن"، وهي الاعترافات والتعهد الأخلاقي الذي سبق الوصايا العشرية لسيدنا موسى عليه السلام. هذا المشهد – الذي يُعتقد أنه أقدم تصوير للحساب الأخروي – يُجسِّد أن "الخلود" عند المصريين كان مرتبطًا بالأخلاق، وليس بالطقوس فقط، تمامًا كما يقول القرآن: *"إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"* (الشعراء: 89). القرآن: يشترط للنجاة يوم القيامة إتيان الله *"بقلب سليم"* (خالٍ من الشرك والكبائر). وفي الديانة المصرية القديمة يشترط أن يكون القلب أخف من ريشة ماعت حيث يوزن قلب المصري في مشهد الحساب أمام أوزريس فلو خف القلب ذهب لجنات النعيم ولو ثقل القلب أصاب المصري الفناء على يد حيوان ( العمعموت ) وهو بالمناسبة "العو" الذي تخيفنا به الأمهات صغارا التشابه هنا ليس لفظيًا بل فلسفيًا: فكلا المفهومين يجعلان "سلامة الباطن" شرطًا للفوز بالحياة الأبدية، لكن المصريين سبقوا الإسلام بأكثر من 3000 عام! --- **المشهد الثالث: "أناشيد أخناتون".. أول ثورة توحيدية في التاريخ في عهد الملك **أخناتون**، تحولت مصر إلى عبادة الإله الواحد "آتون"، ووُصفت في أناشيده بأنها: - **"أم كل خلق"**: *"أنت تشرق في كل مكان.. أنت تخلق الجنين في الرحم، وتُخرج الزرع من الأرض"*. - "رب الكون غير المرئي"أنت بعيدٌ لا تُرى حقيقتك، لكن آثارك تُنير الأرض"*. و اتذكر زيارتي الأولى ل" متحف الحضارات في الفسطاط"حيث وجدت أنشودة بديعة نحتت ببراعة كما نحت تمثال أخناتون بجوارها وفيها "أنت واحدٌ، خالق كل ما هو موجود... لا مثيلَ لك، صنعتَ الأرضَ برغبتك وحدك" وهكذا بقيت أناشيده نموذجًا فريدًا في تاريخ الأديان، وأصبحت مصدر إلهام لدراسات مقارنة الأديان، خاصة مع تشابهها مع مزامير العهد القديم (مثل مزمور 104) هذه المفاهيم – التي سبقت التوراة بقرون – تُثبت أن التوحيد لم يكن اختراعًا إبراهيميًا، بل كان إرثًا إنسانيًا مبكرًا. --- دعوة لـ"ثورة تأويل".. لماذا يجب أن نعيد قراءة الأساطير؟ الغضب من إهانة "فدوى مواهب" للحضارة المصرية يجب ألا يقتصر على ردود الأفعال، بل يتحول إلى: 1. قراءة الأساطير كفلسفة: فـ"الآلهة المتعددة" كانت رموزًا لقوى الكون الواحد. 2. فك شيفرات الروحانية المصرية: مثل الربط بين "ماعت" و"العدل الاجتماعي" في الإسلام. 3. التحرر من التصورات التى فرضتها علينا ما يسمى بالصحوة الاسلامية: التي صورت الفراعنة كـ"عبدة أصنام"، بينما هم عباقرة الروح. --- المصريون القدماء لم ينحَنوا لتمثال، بل انحَنوا للحقيقة التي رأوها في كل ذرة من الكون اليوم، نحن مدعوون لاكتشاف أن "القلب السليم"الذي تحدث عنه القرآن، و**"ماعت"** التي نحتها الفراعنة، هما وجهان لعملة واحدة: بحث الإنسان الأزلي عن العدل، والخوف من الإله، والحنين إلى الخلود. فلننظر إلى أهراماتنا ليس كحجارة، بل كرسالة من أسلافنا: "الحضارة لا تموت.. إلا عندما تنسى أن أخلاقها هي أساس بقائها".
الدستور٢٠-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالدستورالمصري الذي أتى الله بقلب سليمأثارت تصرفات المخرجة المعتزلة "فدوى مواهب "– التي سخرت من الموروث المصري القديم ووصفته بـ"الوثنية" – عاصفة من الغضب الشعبي. لكن هذا الغضب، إن أُحسن توجيهه، قد يصبح بوابة لإعادة قراءة العبقرية الروحية لأجدادنا، الذين وضعوا أسسًا للتوحيد والأخلاق والضمير قبل آلاف السنين ليتحول الغضب إلي بصيرة ننظر بها إلي فكر أجدادنا بقلوب محبة وعقول منفتحة،أو كما نقول نحن 'المصريين ' أن ننظر بعين العقل وهي بالمناسبة عين "حورس " الحكيمة المستبصرة في نفسها والوجود،ولكي يتحول ضجيج "التريند " إلى هدوء " اليقين " سأحيلك لثلاثة مشاهد من ديانة أجدادك الذي قال عنها عالم المصريات الفرنسي الشهير "جاستون ماسبيرو" "المصريون لم يعبدوا الحجارة، بل عبدوا الروح الخالدة في الكون "فلنفكر معا. المشهد الأول: "الخروج إلى النهار".. هكذا تحدث المصري عن "الإله الواحد" كتاب "الخروج إلى النهار"، المعروف خطأً باسم "كتاب الموتى"، هو أحد أعمدة الفكر الديني المصري القديم، ويُعتبر دليلًا روحيًا وأخلاقيًا يهدف إلى حماية المتوفى ومساعدته في رحلته عبر العالم السفلي (الدوات) للوصول إلى حياة الخلود. سُمي بالاسم الذي أطلقه المصريون القدماء عليه: "برو إم حرُو"(Peru em Heru)، أي "الخروج إلى النهار"، رمزًا لانتصار الروح على الظلام وعبورها إلى النور الأبدي…إلى حقول (الأيارو )أو جنات النعيم نجد فيه نصوصًا تكشف عن بصيرة مذهلة: - "أنت الواحد الذي خلق كل شيء، لا يُدركك بشر.. لك الأسماءُ التي لا تُحصى، لكن حقيقتك واحدة" ونجد أيضا صلاة مصرية قديمة وهي واحده من أهم نصوص "تحوت" المعظم والذي يتحدث عن طبيعة الإله الخالق … هو الواحد الصمد، لا يشوبه نقص هو الباقي دوما، هو الخالد ابدا هو الواقع الحق، كما أنه المطلق الأكمل الأسمى هو جماع الأفكار التى لا تدركها الحواس ولا تدركه المعرفة مهما عظمت الإله هو الفكر الأول، وهو اعظم من يطلق عليه اسم "أتوم" هو الخفي المتجلى في كل شيء تعرف كينونته بالفكر وحده، وتدركه عيوننا في الآفاق لا جسد له، ولكنه في كل شيء وليس هناك ما ليس هو لا إسم له، لأن جميع الاسماء اسمه هو الجوهر الكامن في كل شيء هو أصل ومنبع كل شيء. هو الواحد الذى ليس كمثله شيء. الا تشعرك هذه النصوص بعرفانية سبقت التصوف !!! المشهد الثاني: محكمة "ماعت".. عندما سبق المصري القديم العالم في الفصل **125 من كتاب الموتى**، يُحاكم الميت أمام إله العالم السفلي **أوزيريس**، حيث: - **الميزان**: يُوضع القلب على كفة، وريشة "ماعت" (العدل) على الكفة الأخرى. ويأتي هنا الاعتراف السلبي: يردد المتوفى: "لم أسرق، لم أقتل، لم أشهد زورًا.. لقد أطعمت الجائع، سقيت الظمآن"، وهي الاعترافات والتعهد الأخلاقي الذي سبق الوصايا العشرية لسيدنا موسى عليه السلام. هذا المشهد – الذي يُعتقد أنه أقدم تصوير للحساب الأخروي – يُجسِّد أن "الخلود" عند المصريين كان مرتبطًا بالأخلاق، وليس بالطقوس فقط، تمامًا كما يقول القرآن: *"إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"* (الشعراء: 89). القرآن: يشترط للنجاة يوم القيامة إتيان الله *"بقلب سليم"* (خالٍ من الشرك والكبائر). وفي الديانة المصرية القديمة يشترط أن يكون القلب أخف من ريشة ماعت حيث يوزن قلب المصري في مشهد الحساب أمام أوزريس فلو خف القلب ذهب لجنات النعيم ولو ثقل القلب أصاب المصري الفناء على يد حيوان ( العمعموت ) وهو بالمناسبة "العو" الذي تخيفنا به الأمهات صغارا التشابه هنا ليس لفظيًا بل فلسفيًا: فكلا المفهومين يجعلان "سلامة الباطن" شرطًا للفوز بالحياة الأبدية، لكن المصريين سبقوا الإسلام بأكثر من 3000 عام! --- **المشهد الثالث: "أناشيد أخناتون".. أول ثورة توحيدية في التاريخ في عهد الملك **أخناتون**، تحولت مصر إلى عبادة الإله الواحد "آتون"، ووُصفت في أناشيده بأنها: - **"أم كل خلق"**: *"أنت تشرق في كل مكان.. أنت تخلق الجنين في الرحم، وتُخرج الزرع من الأرض"*. - "رب الكون غير المرئي"أنت بعيدٌ لا تُرى حقيقتك، لكن آثارك تُنير الأرض"*. و اتذكر زيارتي الأولى ل" متحف الحضارات في الفسطاط"حيث وجدت أنشودة بديعة نحتت ببراعة كما نحت تمثال أخناتون بجوارها وفيها "أنت واحدٌ، خالق كل ما هو موجود... لا مثيلَ لك، صنعتَ الأرضَ برغبتك وحدك" وهكذا بقيت أناشيده نموذجًا فريدًا في تاريخ الأديان، وأصبحت مصدر إلهام لدراسات مقارنة الأديان، خاصة مع تشابهها مع مزامير العهد القديم (مثل مزمور 104) هذه المفاهيم – التي سبقت التوراة بقرون – تُثبت أن التوحيد لم يكن اختراعًا إبراهيميًا، بل كان إرثًا إنسانيًا مبكرًا. --- دعوة لـ"ثورة تأويل".. لماذا يجب أن نعيد قراءة الأساطير؟ الغضب من إهانة "فدوى مواهب" للحضارة المصرية يجب ألا يقتصر على ردود الأفعال، بل يتحول إلى: 1. قراءة الأساطير كفلسفة: فـ"الآلهة المتعددة" كانت رموزًا لقوى الكون الواحد. 2. فك شيفرات الروحانية المصرية: مثل الربط بين "ماعت" و"العدل الاجتماعي" في الإسلام. 3. التحرر من التصورات التى فرضتها علينا ما يسمى بالصحوة الاسلامية: التي صورت الفراعنة كـ"عبدة أصنام"، بينما هم عباقرة الروح. --- المصريون القدماء لم ينحَنوا لتمثال، بل انحَنوا للحقيقة التي رأوها في كل ذرة من الكون اليوم، نحن مدعوون لاكتشاف أن "القلب السليم"الذي تحدث عنه القرآن، و**"ماعت"** التي نحتها الفراعنة، هما وجهان لعملة واحدة: بحث الإنسان الأزلي عن العدل، والخوف من الإله، والحنين إلى الخلود. فلننظر إلى أهراماتنا ليس كحجارة، بل كرسالة من أسلافنا: "الحضارة لا تموت.. إلا عندما تنسى أن أخلاقها هي أساس بقائها".