logo
#

أحدث الأخبار مع #جامعةالبوليتكنيك

حوار مع ستيفانو لو روسو، عمدة طورينو: رجل سياسي محنك في خدمة المدينة والمهاجرين.
حوار مع ستيفانو لو روسو، عمدة طورينو: رجل سياسي محنك في خدمة المدينة والمهاجرين.

إيطاليا تلغراف

time٢٩-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • إيطاليا تلغراف

حوار مع ستيفانو لو روسو، عمدة طورينو: رجل سياسي محنك في خدمة المدينة والمهاجرين.

إيطاليا تلغراف حاوره عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم بايطاليا نبذة عن عمدة طورينو الدكتور ستيفانو لو روسو، عمدة تورينو، عمدة مدينة تورينو الكبرى، جيولوجي وأستاذ الجيولوجيا التطبيقية في قسم هندسة البيئة والأراضي والبنية التحتية في جامعة البوليتكنيك في طورينو. ولد في طورينو في 15 أكتوبر 1975، وحصل على درجة البكالوريوس بامتياز في علوم الجيولوجيا عام 1999، ثم نال درجة الدكتوراه في الهندسة البيئية من جامعة البوليتكنيك في تورينو عام 2004. شغل منصب باحث (2007-2014)، ثم أستاذًا مشاركًا (2014-2017)، وأصبح أستاذًا جامعيًا منذ عام 2017. وهو مؤلف لعدة منشورات علمية خضعت لمراجعة الأقران، وقدم أبحاثه في مؤتمرات دولية. كما أنه محرر مشارك في مجلة Geofluids (Wiley) وعضو في الهيئة التحريرية لمجلة Environmental Earth Sciences (Springer). شارك في تأسيس مختبر أمن الطاقة والانتقال (EST) في جامعة البوليتكنيك في طورينو، وهو عضو في العديد من الجمعيات العلمية مثل الجمعية الدولية لعلماء المياه الجوفية (IAH)، الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض (EGU)، والجمعية الإيطالية للجيولوجيا التطبيقية والبيئية (AIGA). تركز أبحاثه على أنظمة الطاقة الحرارية الجوفية منخفضة الحرارة، وحماية المياه الجوفية، وتحليل مخاطر الانهيارات الأرضية، وأمن الطاقة، والاستدامة في التعدين. يدرّس مواد مثل: جيولوجيا الهندسة، الهيدرولوجيا، جيولوجيا النفط والتعدين، الطاقة الحرارية الجوفية، والتخطيط العمراني. شارك في أنشطة أكاديمية دولية كأستاذ زائر في جامعات مثل MGIMO University وPeter the Great St. Petersburg Polytechnic University وGubkin Russian State University of Oil and Gas. كما كان محاضرًا متميزًا مدعوًا في جامعة كوينزلاند وباحثًا زائرًا في جامعة فليندرز والمركز الوطني لأبحاث المياه الجوفية والتدريب. المسيرة السياسية انتُخب عضوًا في مجلس مدينة طورينو عام 2006، وأعيد انتخابه عام 2011، حيث أصبح رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي حتى 2013، عندما تم تعيينه مسؤولًا عن التخطيط العمراني. في عام 2016، أُعيد انتخابه في المجلس البلدي، وقاد الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي حتى انتخابه عمدة لتورينو عام 2021. منذ عام 2015، يترأس لجنة الإسكان والتخطيط العمراني والمناقصات العامة في الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية (ANCI). وفي عام 2024، تم تعيينه نائبًا لرئيس ANCI مكلفًا بالشؤون الأوروبية والدولية، ومنسقًا وطنيًا لعمداء الحزب الديمقراطي. وهو أيضًا عضو في المجلس الوطني للتعاون الإنمائي التابع لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعضو في مؤتمر السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، يشغل منصب نائب رئيس إقليمي لمؤسسة Metropolis وعضو في مبادرة OECD Champion Mayors for Inclusive Growth Initiative. شارك في النسخة السابعة من برنامج 'Yearlong Mayors Program' التابع لمبادرة Bloomberg Harvard City Leadership Initiative (2023-2024). برنامج لنهضة طورينو: الأولويات والأهداف حدد العمدة لو روسو مجموعة من المبادرات لتحسين جودة الحياة في طورينو، ومن بين أولوياته: 1. الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي: يسعى لإنعاش المدينة من الأزمات الاقتصادية التي مرت بها، من خلال توفير فرص عمل جديدة، ودعم المشاريع الصغيرة، ومكافحة الفقر والبطالة. 2. تعزيز العلاقة مع المواطنين: يهدف إلى تسهيل وصول السكان إلى الخدمات العامة، وزيادة كفاءة الإدارات المحلية، وتعزيز التقارب بين المؤسسات والمجتمع. 3. الإدماج والحوار بين الثقافات: يولي اهتمامًا خاصًا بحقوق المهاجرين ومشاركة المجتمعات الأجنبية، بما في ذلك الجالية المسلمة، في القرارات السياسية للمدينة. وأبدى استعداده لدعم مشاريع تعزز الاندماج والاحترام المتبادل العلاقات الدولية والجاليات الأجنبية أكد لو روسو على أهمية تعزيز العلاقات بين طورينو والمدن المغربية، في سياق حوار أوسع بين إيطاليا والعالم العربي والإسلامي. ويؤمن بضرورة التعاون الذي يعزز التبادل الثقافي والاقتصادي، ويدعم مشاريع تنموية مشتركة. مواقفه بشأن الحقوق وسياسات الهجرة تناول العمدة قضايا معقدة مثل الأطفال القُصَّر غير المصحوبين بذويهم، الذين يأتون غالبًا من المغرب، وتعهد بالعمل على ضمان مستقبل أفضل لهم. كما أعرب عن رفضه لمقترحات تمييزية، مثل إغلاق المساجد، وأكد التزامه بالدفاع عن حقوق العائلات المهاجرة، ومعارضته لسياسات غير عادلة مثل نزع الأطفال من أسرهم بسبب الفقر. رسالة أمل يطمح ستيفانو لو روسو، من خلال قيادته، إلى أن يكون جسرًا للحوار والاندماج، موحدًا المواطنين والمجتمعات لبناء تورينو أقوى وأكثر عدالة وانفتاحًا على العالم. وتقوم رؤيته المستقبلية للمدينة على مبادئ العدالة الاجتماعية، والاستدامة الاقتصادية، واحترام التنوع الثقافي. وبعد هذا الاستعراض الشامل لمسيرته الأكاديمية والسياسية، يسعد 'إيطاليا تلغراف'، ممثلة بالصحفي عبد الله مشنون، بإجراء مقابلة مع العمدة لو روسو لمناقشة قضايا الساعة. 1. بخصوص إنعاش الاقتصاد في طورينو: ما هي أهم المشاريع التي تعمل إدارتكم على تنفيذها لتطوير المدينة؟ لقد كانت ثلاث سنوات من العمل المكثف، حيث أعدنا تشغيل الجهاز الإداري للبلدية، وبفضل اتفاقية 'ميثاق طورينو' الموقعة مع ماريو دراغي، تمكنا من إعادة التوازن للوضع المالي للمدينة الذي كان متدهورًا. لقد نجحنا في الوفاء بالمواعيد الصارمة التي فرضها خطة التعافي والمرونة الوطنية (Pnrr)، وحصلنا على أكثر من 900 مليون يورو من التمويل الأوروبي، وبدأت العديد من المشاريع بالفعل. اثنان من الإنجازات التي نفتخر بها هما إطلاق مناقصات تنفيذ الخط الثاني لمترو الأنفاق، وإعادة الألعاب الأولمبية إلى تورينو من خلال استضافة سباقات التزلج السريع في عام 2030. نحن الآن في المرحلة الثانية التي تركز على التنفيذ الفعلي لهذه المشاريع. وكما ذكرت سابقًا، يجب أن نركز على الأهداف الاستراتيجية الكبرى، ولكن في الوقت نفسه، علينا أن نهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين. 2. حول الإدماج والحوار بين الأديان: طورينو مدينة تتميز بتنوع مجتمعاتها الأجنبية، ومن بينها الجالية المسلمة. ما هي الإجراءات الملموسة التي تخططون لاتخاذها لتعزيز الحوار الثقافي وتوفير أماكن عبادة واندماج لهذه المجتمعات؟ مكافحة التمييز الديني أمر أساسي لتحقيق مجتمع أكثر ترحيبًا وشمولية، يقوم على احترام الهويات الثقافية المتبادلة والحوار. ومؤخرًا، كمدينة متروبوليتانية وكبلدية طورينو، قمنا بالموافقة على خطة عمل لمكافحة التمييز، والتي سيتم تنفيذها من خلال مركز مكافحة التمييز وبالتعاون مع المراكز الثقافية الإسلامية. تشمل هذه المبادرات برامج توعية ضد التمييز الديني، وتعزيز ثقافة تقوم على الاستقبال، الاحترام المتبادل، والحوار. يأتي هذا ضمن استمرارية 'ميثاق التعايش' الذي تم توقيعه في عام 2023 بين مدينة تورينو والمراكز الإسلامية. تحقيق مجتمع أكثر شمولية يتطلب حوارًا حقيقيًا يخلو من التحيزات والتمييز، وهو أمر أساسي لبناء علاقات قوية وفتح المجال أمام الجميع. 3. التعاون الدولي: ما هي رؤيتكم لتعزيز العلاقات بين طورينو ودول شمال إفريقيا، وخاصة المغرب، على المستويين الاقتصادي والثقافي؟ هل هناك مشاريع محددة قيد التنفيذ؟ نعمل على وضع طورينو في قلب الشبكات الدولية، سواء في مجال التعاون الدولي أو التبادل الثقافي، السياحي، والاقتصادي. وتاريخيًا، كانت العلاقات بين تورينو والمغرب قوية. من بين أحدث المبادرات التي تم إطلاقها، هناك مشروع 'Mentor'، الذي يجمع بين التعاون الدولي والهجرة الدائرية، بالإضافة إلى جهودنا لتعزيز الشراكات مع جميع المناطق التي ينحدر منها المواطنون الجدد في تورينو، وذلك بعد موافقة المجلس البلدي على مبادرة 'طورينو تتجاوز الحدود'. مؤخرًا، تم الإعلان عن مشروع بناء واحدة من أكبر المساجد في إيطاليا في طورينو، بتمويل كبير من وزارة الاوقاف و الشؤون الإسلامية المغربية. سيقام المجمع في موقع مصنع فوندريا نبيولو السابق، بين شارع بولونيا وكورسو نوفارا، وسيتضمن مركز إقامة للطلاب يتسع لـ90 سريرًا، إضافة إلى صالة رياضية ومكتبة، على مساحة 3,000 متر مربع. 4. حقوق المهاجرين والقُصَّر غير المصحوبين بذويهم: كيف تخططون لمواجهة التحديات المتعلقة بالقُصَّر المهاجرين غير المصحوبين بذويهم، وسياسات الإدماج للعائلات المهاجرة المحتاجة؟ وما هو دور الإدارات المحلية في هذا السياق؟ تلعب المدن والإدارات المحلية دورًا محوريًا في التعامل مع قضايا الهجرة، ولا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا من خلال نهج عملي وسياسات تركز على الحماية الاجتماعية. على وجه التحديد، أطلقنا برنامجًا مشتركًا لتحسين نظام استقبال وإدماج القُصَّر المهاجرين غير المصحوبين بذويهم ضمن صلاحيات البلدية، كما بدأنا مبادرة تجريبية لرعاية هؤلاء الأطفال ضمن عائلات من نفس بلدانهم الأصلية، والتي أظهرت نتائج إيجابية حتى الآن. 5. القرب من المواطنين: في ظل تراجع ثقة المواطنين بالمؤسسات، ما هي الاستراتيجيات التي تعتمدونها لتعزيز العلاقة بين سكان طورينو والإدارات المحلية، وجعل الخدمات العامة أكثر سهولة وكفاءة؟ إحدى أولوياتنا كإدارة هي إيصال صورة واضحة للمواطنين حول التغيير الجاري في المدينة. ولهذا أطلقنا حملة 'طورينو تتغير'، والتي تتضمن موقعًا إلكترونيًا ولافتات في مواقع المشاريع، لعرض المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي التي تغير وجه المدينة. من بين هذه المشاريع: إنشاء مكتبة مدنية جديدة في حديقة فالنتينو، التي تخضع أيضًا لعملية إعادة تأهيل. تحويل شارع فيا روما إلى منطقة مشاة بالكامل. تطوير المكتبات والمدارس والأسواق في المدينة. 6. قضية الجنسية للأطفال المولودين أو الذين نشأوا في إيطاليا: في إيطاليا، هناك أطفال وُلدوا أو نشأوا فيها، لكنهم لا يحصلون على الجنسية بسبب قوانين قديمة. ما هي مسؤوليتكم كممثلين محليين في الضغط على البرلمان لإصلاح هذه القوانين؟ هذه قضية سياسة وطنية، وكعمدة لا يمكنني إلا أن أكون صوتًا داعمًا لهذا النقاش. من الضروري منح الأطفال الذين يدرسون ويتعايشون مع أقرانهم الإيطاليين حق الحصول على الجنسية، عبر أدوات قانونية مثل 'حق المواطنة من خلال الدراسة' (Ius Scholae). لكن هناك حاجة إلى نقاش وطني بعيد عن الأيديولوجيات. أعتقد أن البرلمان والحكومة يجب أن يتعاملوا مع هذه القضية بشجاعة ودون تحيزات سياسية، لما فيه مصلحة البلاد ومستقبلها، الذي أصبح قريبًا جدًا. لطالما كانت طورينو مدينة تحتضن المهاجرين، وقد استوعبت عبر تاريخها العديد من الأشخاص الذين اختاروها لتحسين حياتهم. لهذا، يجب أن نستمر في هذا النهج، ونستخدم الأدوات القانونية المتاحة لتعزيز هذا النموذج من الاندماج والمواطنة الكاملة. إيطاليا تلغراف

تصاعد الزلازل في إسبانيا والبرتغال.. خبراء يحذرون من مخاطر كبرى
تصاعد الزلازل في إسبانيا والبرتغال.. خبراء يحذرون من مخاطر كبرى

يورو نيوز

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • يورو نيوز

تصاعد الزلازل في إسبانيا والبرتغال.. خبراء يحذرون من مخاطر كبرى

دقت الهزات الأخيرة في منطقتي لشبونة وإشبيلية أجراس الإنذار. فهل توشك أن تندلع أزمة زلزالية في البرتغال أو إسبانيا؟ يعترف الخبراء بالاحتمال، لكنهم يفضلون الدعوة إلى الوقاية من المخاطر. اعلان ضربت هزة أرضية لشبونة، وبعد أسابيع اهتزت إشبيلية، ما أثار مخاوف متزايدة في شبه الجزيرة الإيبيرية التي شهدت سلسلة من الزلازل خلال الأشهر الستة الماضية، ما دفع الخبراء إلى دق ناقوس الخطر. وشعر العديد من السكان في جنوب إسبانيا بالقلق بعد الزلزال الذي ضرب مقاطعة إشبيلية، وسيطر القلق نفسه على لشبونة. فهل كلا البلدين مستعدان لزلزال كبير؟ يعتقد الخبراء أن هذا السيناريو قد يكون وشيك الحدوث. تنجم الزلازل عن تصادم واحتكاك الصفائح التكتونية، وفي حالة شبه الجزيرة الإيبيرية، تتراكم الضغوط بين الصفيحتين الأوراسية والأفريقية عبر صدوع جيولوجية نشطة. ومع مرور الزمن، يتصاعد التوتر في هذه الصدوع، ما يجعل إمكانية حدوث زلزال مدمر مسألة وقت، لا احتمالاً بعيداً. توضح ماريا بيلين أوتيرينو، أستاذة الجيولوجيا في جامعة البوليتكنيك بمدريد: "كلما تأخر الصدع في الانكسار، زاد الضغط المتراكم، وازدادت معه فرص حدوث زلزال قوي". في إسبانيا، لم تشهد البلاد زلزالًا كبيرًا منذ أكثر من 140 عامًا، بينما تظل إيطاليا وتركيا واليونان في صدارة المناطق الزلزالية الساخنة في أوروبا. ومع ذلك، يرى الخبراء أن إسبانيا والبرتغال تأتيان في المرتبة التالية، إذ تقعان في نطاق زلزالي متوسط الخطورة مقارنة بالدول الأكثر عرضة، لكنه لا يزال أعلى من معظم أجزاء أوروبا. يؤكد فرناندو كاريلهو، الخبير في معهد البرتغال للبحار والغلاف الجوي (IPMA): "نعيش في مناطق ذات مخاطر زلزالية متوسطة، أقل من إيطاليا واليونان، لكنها أعلى من معظم دول أوروبا". في إسبانيا، يتركز الخطر في الجنوب والجنوب الشرقي، حيث تتعرض هذه المناطق لحركة زلزالية نشطة. في البرتغال، تعد لشبونة والجنوب الغربي المناطق الأكثر تأثراً، حيث يشعر السكان بوضوح بنبض الأرض تحت أقدامهم. وبينما يبقى توقيت الزلزال القادم مجهولًا، فإنالمؤشرات الجيولوجية تشير إلى أن ساعة الحدث تقترب، ما يفرض تحديات كبيرة على الاستعدادات الوقائية وقدرة البلدين على الاستجابة للأزمات الزلزالية. تمتد تداعيات الزلازل إلى جميع جوانب الحياة، فلا تقتصر على انهيار المباني فحسب، بل تطال البنى التحتية الأساسية، حيث يمكن أن تؤدي إلى قطع الطرقات وانهيار الجسور، بل وقد تتفاقم الكارثة إذا لم تُغلق محطات الطاقة النووية في المناطق المتضررة بالسرعة اللازمة، مما يزيد من حجم المأساة. رغم هدوء الأرض في الوقت الراهن، فإن شبه الجزيرة الأيبيرية ليست بمنأى عن مخاطر الزلازل. يحذر الباحث أوتيرينو من النشاط الزلزالي المحتمل جنوب غرب رأس سانت فنسنت، وهي المنطقة التي شهدت زلزال لشبونة المدمر عام 1755. إذا تكرر السيناريو ذاته، فقد تصل قوة الزلزال إلى 8.5 درجات على مقياس ريختر، ما يهدد هويلفا وقادس بشكل مباشر. أما العاصمة البرتغالية لشبونة، فيظل خطر حدوث تسونامي قائماً بفعل قربها من المحيط الأطلسي، مما يعيد إلى الأذهان مآسي الماضي. متى يضرب الزلزال التالي؟ رغم عقودٍ من البحث العلمي، لا يزال التنبؤ بالزلازل بدقة أمرًا بعيد المنال. يعترف أوتيرينو بأن "التوقعات قصيرة المدى لا يمكن الاعتماد عليها"، مما يجعل الاستعداد والوقاية الوسيلتين الوحيدتين لمواجهة الكوارث المحتملة. أما فيما يتعلق بالادعاءات التي تربط تغير المناخ بازدياد النشاط الزلزالي، فيؤكد أوتيرينو أنها مجرد تكهنات غير مدعومة بأدلة علمية، فعدد الزلازل المسجلة عالميًا لم يشهد تغيرًا ملحوظًا. في ظل غياب القدرة على التنبؤ الدقيق، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات وقائية طويلة الأمد، تشمل تقييم المخاطر الزلزالية وتعزيز مقاومة البنية التحتية. ورغم أن إسبانيا لم تشهد زلزالًا كارثيًا منذ أكثر من 140 عامًا، إلا أن هذا الهدوء لا يجب أن يُفسَّر كضمانٍ دائمٍ للأمان. فزلزال لوركا عام 2011، رغم أن شدته لم تتجاوز 5.2 درجات على مقياس ريختر، تسبب في مقتل تسعة أشخاص وخسائر قُدّرت بـ108 ملايين يورو، نظرًا لقربه من سطح الأرض. وفي إشبيلية، شعرت المدينة مؤخرًا بهزة بلغت قوتها 4.1 درجات، بينما يحذر العلماء من أن تصدعات جنوب إسبانيا وكاتالونيا قد تولّد زلازل بقوة تصل إلى 7 درجات، وهو ما يعادل طاقة زلزال لوركا بمقدار 900 ضعف. أما البرتغال، فقد شهدت في الأعوام الأخيرة زلزالين هزّا لشبونة، مما يعيد إلى الأذهان احتمال وقوع كارثة مشابهة لزلزال 1755 الذي تسبب في دمار هائل بفعل تسونامي ضرب جنوب إسبانيا والبرتغال. منذ ذلك الزلزال المدمر، وُضعت قوانين بناء صارمة لمقاومة الزلازل في كل من إسبانيا والبرتغال، حيث طُبقت في إسبانيا معايير NCSE-02 منذ عام 2002، إلا أن هذه اللوائح لم تُحدَّث منذ أكثر من عقدين، ما يثير القلق حول مدى ملاءمتها للأخطار الراهنة. يشير أوتيرينو إلى أن مناطق مثل غرناطة وأليكانتي وتوريفايجا والجنوب الإسباني تملك معايير محدثة إلى حد ما، لكن هناك نقصًا واضحًا في خطط الوقاية لدى العديد من البلديات في الأندلس، فالنسيا، مورسيا، كاتالونيا، وجبال البرانس. أما في البرتغال، فقد بدأت لوائح البناء المضادة للزلازل منذ ستينيات القرن الماضي وخضعت لتحديثات متتالية، لكن المشكلة تكمن في أن معظم مباني لشبونة تعود لفترات سابقة، مما يثير تساؤلات حول مدى مقاومتها عند وقوع كارثة جديدة. إدراكًا لخطورة الموقف، تبذل السلطات في لشبونة جهودًا متزايدة لتعزيز استعداداتها، حيث أعلن العمدة كارلوس مويداس عن إنشاء برجين للتحذير من التسونامي في منطقتي تيريرو دو باسو وبراسا دو إمبيريو، مجهزين بإنذارات فورية، بالإضافة إلى تحديد 86 نقطة تجمع آمنة داخل المدينة. تهدف هذه الإجراءات إلى تأمين السكان وتقليل الخسائر البشرية في حال اجتاحت مياه المحيط الأطلسي العاصمة. ماذا نفعل عندما تهتز الأرض؟ لا يمكننا التنبؤ بموعد اهتزاز الأرض، لكن بوسعنا أن نستعد لمواجهته. من خدمة الطوارئ 112 في الأندلس، تقدّم لولا رودريغيز نصيحة ثمينة: "ابقَ في مكانك. إذا كنت داخل مبنى، احتمِ في مكان متين، مثل إطار الباب أو أسفل طاولة صلبة. انحنِ، تمسك جيدًا، وغطِّ رأسك." لا تركض، ولا تهرع إلى الدرج، فطريقة "الانحناء، التغطية، والتشبث" هي الخيار الأمثل لحماية نفسك أثناء الاهتزاز. اعلان رغم أن شبه الجزيرة الأيبيرية ليست اليابان، إلا أن الخطر قائم. يؤكد أوتيرينو أن المنطقة تحتوي على صدوع قد تصل شدتها إلى 6.5 أو 7 درجات على مقياس ريختر، ما يجعل احتمال تمزقها في أي لحظة مصدر قلق حقيقي. لكن مواجهة الكوارث لا تقع على عاتق العلماء أو الحكومات وحدهم، بل هي مسؤولية الجميع. فالمباني الأكثر صلابة، والخطط الوقائية المحدّثة، ومعرفة كيفية التصرف وقت الخطر، قد تكون الفارق بين الذعر والمأساة. ستعود الأرض إلى الارتجاج حتمًا، لكن ما إذا كانت العواقب كارثية أم لا، فهذا يتوقف على مدى جاهزيتنا.

الجامعة الأردنية تستضيف فعاليات يوم التصميم الإيطالي 2025
الجامعة الأردنية تستضيف فعاليات يوم التصميم الإيطالي 2025

الدستور

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الدستور

الجامعة الأردنية تستضيف فعاليات يوم التصميم الإيطالي 2025

عمان - نظمت كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية، اليوم الأربعاء، فعاليات يوم التصميم الإيطالي 2025، بالتعاون مع السفارة الإيطالية ووكالة التجارة الإيطالية (ITA)، برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وحضور السفير الإيطالي لدى المملكة لوتشيانو بيززوتي. وأكدت نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية، الدكتورة ناهد عميش، أن استضافة الجامعة لهذه الفعالية تعكس عمق العلاقة الثقافية والتعاون الأكاديمي بين الجامعة والسفارة الإيطالية، مشيرة إلى أهمية الدور الذي تؤديه كليتا الفنون والتصميم واللغات الأجنبية في تعزيز هذا التعاون، لا سيما من خلال احتضان برنامج اللغة الإيطالية، والاهتمام بالفن والتصميم الإيطالي كأحد أبرز المدارس الفنية العالمية. من جهته، أعرب السفير الإيطالي عن تقديره للجامعة الأردنية على استضافة هذا الحدث السنوي، الذي يقام في الوقت ذاته في مختلف أنحاء العالم، بهدف تسليط الضوء على أهمية التصميم في الحياة البشرية، مشيرا إلى أن شعار هذا العام "التصميم لمستقبل أفضل "يؤكد دور التصميم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مفاهيم الابتكار والعدالة. وأكد عميد الكلية الدكتور علي أبو غنيمة، أن فتح نافذة على المدارس العالمية في الفن والتصميم، ومن أبرزها المدرسة الإيطالية، يشكل فرصة قيمة لطلبة الكلية وأعضاء هيئتها التدريسية للاستفادة من التجارب والخبرات العالمية، مشددا على أهمية تبادل المعرفة والاطلاع على أحدث الاتجاهات في مجالات التصميم. وتضمن الحدث الذي حضره أكاديميون ومصممون وخبراء في مجال الفنون والتصميم من الأردن وإيطاليا، محاضرة رئيسية بعنوان: "التصميم لمستقبل أفضل" قدمها البروفيسور أليساندرو كولومبو من جامعة البوليتكنيك في ميلانو، تناول فيها العلاقة بين التصميم والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى محاضرة حول "التصميم الشامل في الإسكان الميسر"، قدمتها رئيسة قسم هندسة العمارة الدكتورة ديالا الطراونة، وكلمة لرئيس قسم اللغات الأوروبية الدكتور محمود جرن، بعنوان: "التصميم والأدب: تكامل شامل لمواجهة عدم المساواة". وجرى افتتاح المعرض التاريخي للتصوير الفوتوغرافي في غاليري الكلية بعنوان: "التصوير لإنجازات مدى الحياة"، قدمه الدكتور أليساندرو كولومبو، عرض150 عملا فنيا، تضمن صورا فوتوغرافية، وأعمال جرافيك، وصورا منتجة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تعكس تطور فن التصوير عبر العصور. --(بترا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store