أحدث الأخبار مع #جامعةالقاهرةالدولي


بوابة ماسبيرو
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة ماسبيرو
فيديو.. مؤثرو"السوشيال ميديا".. بين التوعية الصحية والدعاية الوهمية
المعلومات الطبية المغلوطة والإرشادات الصحية المضللة وغيرها من تحديات نشر الوعي الصحي على مواقع ومنصات الانترنت و"السوشيال ميديا"، ودور المؤثرين في توعية الجمهور بالقضايا الصحية وغيرها، كانت محل نقاش بجلسات مؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة الدولي الثلاثين الذي عقد مؤخرا بالكلية عن "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"، برعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة ، وإشراف الأستاذة الدكتورة ثريا البدوي، عميدة كلية الإعلام ورئيسة المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمينة عام المؤتمر . وسلطت جلسات المؤتمر،الذي شارك فيه موقع أخبارمصر ببوابة ماسبيرو، الضوء على كثير من البحوث العلمية المتعلقة بالمعالجة الإعلامية للقضايا الصحية بوسائط الإعلام الرقمي مقارنة بنظيره التقليدي وكشفت عن نتائج مهمة وتوصيات قيمة . ومن أبرز النتائج ما كشفت عنه دراسة الباحثة د. هبة فتحي، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بعنوان 'اعتماد الشباب الجامعي على المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الصحي لديهم'، من اعتماد 90 % من الشباب الجامعي على المؤثرين في متابعة المحتوى الصحي، وحرصهم بشكل كبير على تتبع منشوراتهم خاصة تلك المتعلقة بالصحة العامة والعادات اليومية. كما أوضحت الدراسة أن فيسبوك جاء في صدارة التطبيقات التي يعتمد عليها الشباب لمتابعة هذا النوع من المحتوى، يليه تطبيق "تيك توك" بدرجة أقل. أما عن الشخصيات الأكثر تأثيرا في المجال الصحي، فقد جاء الدكتور حسام وافي في المرتبة الأولى من حيث المتابعة، نظرا لشهرته الواسعة وتنوع محتواه، تليه سالي فؤاد وأمينة شلباية، اللتان تتمتعان بشعبية واسعة بفضل برامجهما التلفزيونية ونشاطهما المستمر على وسائل التواصل، في حين حل الدكتور هاني الناظر بالمركز الرابع ضمن أبرز المؤثرين في تقديم محتوى صحي موثوق، لا سيما في مجال الأمراض الجلدية. وفيما يتعلّق بأساليب تقديم المحتوى الصحي، فقد فضل المبحوثون الحديث المباشر كأكثر أسلوب فاعلية في مخاطبتهم، يليه المقاطع الصوتية، ثم استخدام الصور والرسوم البيانية، وأخيرًا اللقاءات الحوارية.أما أبعاد التأثير، فقد جاءت التأثيرات المعرفية في المرتبة الأولى، تلتها السلوكية ثم الوجدانية، ما يعكس تأثيرا شاملًا على المتلقي. وأشارت الدراسة إلى أن مستوى الوعي الصحي ارتفع بنسبة 68% نتيجة الاعتماد على محتوى المؤثرين، في حين لم تتجاوز نسبة الانخفاض في الوعي 6% فقط، ما يدل على قوة التأثير الإيجابي للمؤثرين في هذا المجال. وحول تقييم دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي'، حذر الأستاذ الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة من حملات الترويج للطب الشعبي على "السوشيال ميديا" منبها أنها تجاوزت مرحلة الخطر مشيرا على سبيل المثال لظهور شخص بجلباب وعمامة يزعم اختراع مركب لمحاربة السرطان ويطالب المرضى بالتحليل قبل وبعد استخدامه وآخر يروج لوصفات شعبية من الكمون والكركم وزيت الزيتون والنعناع بدلا من الأدوية دون مبالاة بتقنين الجرعات ووقتها فضلا عن الدعاية لمنتجات صيدلية دون تراخيص . ويرى أستاذ الإعلام أن محتوى المؤثرين يحتاج دراسة وتشريع لتقنين المعالجة الإعلامية حرصا على التوعية الصحية السليمة ولابد من معرفة من هم وما تخصصهم وأهدافهم وأدواتهم . بينما أكد أن فرص المؤثرين واسعة في التأثير على الوعي والسلوك عندما ينتشرون ويحظون بثقة المتابعين . ولفت الى أن مفهوم 'المؤثر' لم يظهر مع مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان قائما في المجتمع بشكل غير رقمي،تحت مسميات اخرى مثل "قادة الرأي" إلا أن الإنترنت والتطبيقات الحديثة أعطت المفهوم بعدًا جديدا قائما على الانتشار السريع دون ضوابط. وأوضح الدكتور حسن علي أن الإنترنت يدعم من يحقق أعلى نسب مشاهدات، وليس من يمتلك خبرة أو علما، مشيرا إلى أن الفيديوهات القصيرة صارت "طلقات رصاص" من حيث السرعة والقوة في التأثير، ما أدى إلى بروز ظاهرة 'المؤثر الترند' الذي يظهر سريعا ويختفي دون أثر حقيقي. وأكد أن بعض المؤثرين يروجون لمنتجات طبية مقابل المال، حتى لو كانت تضر بالصحة العامة، مما أدى إلى تآكل منظومة الأخلاقيات، فضلًا عن حملات تشويه ممنهجة ضد الأطباء المصريين. وأشار الى المبالغة في أخطاء الأطباء والصيادلة وتجاوزات طبيبة كفر الشيخ ومحاكمتها. وطالب د.حسن علي بتطبيق تجربة بريطانيا في الاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني لإنشاء رابطة المؤثرين مع دعم الدولة، فالانجليز أسسوا نادي المؤثرين لتدريب المؤثرين وحمايتهم وتقديم نصيحة قانونية لهم مقابل نسبة مقترحا ان تؤسس كلية الإعلام جمعية للمؤثرين . وتساءلت الأستاذة الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: هل نحن مَن يصنع المؤثرين.. أم أنهم من يصنعون توجهاتنا وتحركاتنا؟ ومن يضع أجندة اهتماماتهم ؟". وحذرت من اختراع مصطلحات وهمية وتوزيع ألقاب غير حقيقية عبر مواقع التواصل، مؤكدة أن مواجهة هذا الواقع تتطلب وعيا مجتمعيا وإعلاميا واسعا. وأشارت الى تأسيس كلية الإعلام جمعية أصدقاء الشاشة والميكروفون في لنقييم البرامج والدراما وحاليا يجري تأسيس جمعية أصدقاء الشاشات . ودعت المهتمين بالدراسات الإعلامية لصياغة مدونة مهني أخلاقي لكل المؤثرين بهدف المتابعة والتنظيم والرقابة . وأكدت الأستاذة الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة في تصريح لموقع أخبار مصر، على هامش المؤتمر، صعوبة تغيير السلوكيات المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد مثل الزواج المبكر في الأرياف وضرورة التردد على الأطباء النفسيين لكن يمكن تغيير السلوكيات المكتسبة مثل التعامل مع الطعام بشكل صحي وعدم استخدام المناشف الورقية لتصفية الطعام من الزيوت، أو الاكياس السوداء في حفظ الطعام . وأكدت أن الاعلام الرقمي أكثر تاثيرا على الجمهور خاصة أن معظمهم شباب وأقل خبرة وأسهل في الاستجابة وبالتالي أي معلومة خطأ تكون اكثر خطرا على وعيهم وسلوكهم . وطالبت الباحثين بالتفرقة بين فئات "القائمين بالاتصال" فالصحفي النقابي الذي يدير صفحة رسمية لمؤسسة إعلامية على فيسبوك، يختلف كثيرا عن "مؤثر" مجهول الاتجاهات والهوية يدير صفحته الشخصية. وانتقدت د.نجوى كامل تصوير المرضى في المستشفيات خاصة بدون موافقتهم، منوهة إلى أهمية مراعاة البعد الثقافي في صياغة حقوق الإنسان وخاصة في المجال الطبي مثل: القتل الرحيم. وهنا سلط بحث المستشار الدكتور معتز أبوزيد، نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان"حقوق المريض بين منظومة حقوق الإنسان وآليات الإعلام والتوعية" الضوء على حقوق الإنسان، وحقوق المريض، والإعلام. وتناول الحقوق الثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى "الموافقة المستبصرة" فيما يتعلق بحق المريض في الوعي والموافقة على الإجراءات الطبية التي تتم له. ونبه البحث أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل تهديدا لحقوق المريض في الخصوصية وحساسية بياناته الطبية، منوها إلى أن أهمية تفعيل الأمن السيبراني للحفاظ على بيانات المرضى، بالإضافة إلى تجسير الفروق التقنية بين المؤسسات الصحية، وعدم استخدام حقوق المريض لأغراض إعلانية. وذكرت الأستاذة الدكتورة إيناس أبو يوسف، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن المعلومات الصحية المغلوطة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب أضرارا نفسية وجسدية واقتصادية بالغة، خاصة بين فئة الشباب، مشيرة إلى أن الفرق بين 'المعلومة المغلوطة' و'المعلومة المضللة' يكمن في النية وراء نشرها؛ فالأولى غير صحيحة لكن يتم تداولها بحسن نية، بينما الثانية يتم نشرها عن قصد رغم المعرفة بزيفها. وأضافت د. إيناس أبو يوسف أن جائحة كورونا مثلت نقطة تحول حاسمة في إدراك مخاطر التضليل الصحي، حيث امتلأت المنصات الرقمية بمعلومات خاطئة عن الفيروس واللقاحات، ما أدى إلى خلق حالة من الخوف والارتباك المجتمعي. ولفتت إلى تصاعد ظاهرة 'المؤثرين الصحيين' الذين يروجون للأدوية والمكملات الغذائية دون سند علمي، ما يمثل خطورة بالغة على الصحة العامة. وأوضحت ا لأستاذة الدكتورة أماني فهمي، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن كل من يحمل هاتفًا أصبح قادرا على التأثير والتوجيه دون أي أساس علمي أو مسؤولية، محذرة من تصاعد الترويج غير المدروس لمنتجات مثل أدوية التخسيس عبر الإنترنت. وفي المقابل ، أشادت بجهود الأطباء المصريين على السوشيال ميديا في نشر التوعية، مؤكدة أن المجتمع بحاجة إلى مواطنين أكثر وعيا، خاصة في ظل ارتفاع نسب الأمية. وأوصت بكود أخلاقي لتقنين السوشيال ميديا وتفعيل دور مؤسسات الإعلام والأكاديمية والتربية الإعلامية التكنولوجية مقترحة تكليف طلاب الإعلام سنة بعد التخرج للتوعية في المدارس بمخاطر السوشيال ميديا وطرق التمييز بين الغث والثمين . بينما تحدث الدكتور محمد رفعت، استشاري طب الأطفال ومقدم البرامج الطبية، عن تجربته الشخصية مع السوشيال ميديا، قائلاً: 'أنا لا أتصدي لأي معلومة إلا بعد معرفة ووعي كامل وأبذل قصاري جهدي في استقصاء الحقيقة '. وأكد أن الإعلام الصحي يحتاج إلى مصداقية شديدة في نقل المعلومة، ودور الإعلام يجب أن يكون في التوجيه، لا المنع، مقترحًا تنفيذ مشاريع طلابية بالشراكة مع أطباء متخصصين لإنتاج محتوى هادف. أما الدكتورة هناء فاروق، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ، فقالت لأخبار مصر إن تأثير منصات التواصل الاجتماعي أصبح يمس حياة الأفراد بشكل مباشر ويؤثر في سلوكهم واختياراتهم محذرة من الخطورة المتزايدة لاستخدام هذه المنصات في الحياة اليومية. وأشارت إلى أن نتائج الأبحاث، سواء من مصر أو الإمارات، أكدت بشكل متطابق تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياة المستخدمين، وأن هذه المنصات تؤثر بدرجات متفاوتة، سلبا وإيجابا، بحسب طريقة الاستخدام والمحتوى المقدم. وانتقدت د. هناء فاروق غياب تحليل الخطاب الإعلامي في بعض الدراسات، موضحة أن بعض الرسائل تبدو توعوية في ظاهرها، لكنها تحمل في باطنها طابعا دعائيا أو تجاريا بحتا، ما قد يؤدي إلى كوارث مجتمعية، خاصةً عندما تتعلق الرسائل بمعلومات طبية أو دوائية غير موثوقة. وشددت على الدور الكبير الذي يلعبه المؤثرون في تشكيل توجهات الجمهور، خصوصا عندما يتمتع المؤثر بالجاذبية التي قد تكون من أخطر عناصر التأثير، خاصةً في ظل غياب الخبرة العلمية أو المرجعية المعرفية. وقالت أستاذة الصحافة: 'نحن بحاجة ماسة إلى أبحاث نقدية معمقة تدرس دور المؤثرين، وحدود تأثيرهم، وعلاقاتهم بجمهورهم والمنصات التي ينشطون من خلالها، فالأمر لم يعد مجرد علاقة بسيطة بين منتج ومستهلك، بل قضية معقدة تستحق اهتمامًا أكاديميًا جادًا'. وفي إطار المقارنة بين الإعلام التقليدي والمنصات الجديدة، أكدت د."فاروق" أن دور الإعلام التقليدي لا يقتصر فقط على المؤثرين، بل يشمل وسائل أخرى لها قدرة على نقل الضرر بطرق غير مباشرة، مثل ما أسمته بـ'حروب الغلة'، في إشارة إلى الرسائل غير المباشرة التي تستهدف الفئات الأقل وعيا وتعليما، وغالبًا ما يكون تأثيرها السلبي أقوى من الرسائل المباشرة. وأوصت د. فاروق بالتأكيد على ضرورة مراجعة وزارتي الصحة والإعلام، والجهات المعنية، للمحتوى الذي يقدمه المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لضمان حماية المجتمع من التأثيرات السلبية المحتملة، ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور تجاه ما يُقدَّم له تحت مسميات التوعية أو النصيحة. وشدد الدكتور عبد العزيز السيد، عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف ، على ضرورة وضع أطر تشريعية واضحة تنظم عمل المؤثرين في المجال الصحي، وذلك لضمان أن ما يُقدَّم للجمهور يستند إلى مصادر علمية موثوقة ويخضع لإشراف الهيئات الصحية المختصة. كما أكد د.عبد العزيز على أهمية البعد الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي، مشيرا إلى أن دور المؤثرين يجب أن يتعدى نقل المعلومات إلى بناء ثقافة صحية مستدامة. وفي هذا الإطار، دعا د.عبد العزيز إلى ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية عند تقديم النصائح الصحية، وضرورة توفير بدائل صحية واقتصادية قابلة للتطبيق. كما تضمنت الجلسات عدداً من البحوث المقدمة، حول توظيف الاتصال في نشر الوعي حول الأمراض النفسية في المجتمع، ودور الإعلام الرقمي في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية لدى الجمهور المصري، منها دراسة بحثية قدمتها الباحثة د. داليا أحمد عبد الوهاب عن دور المؤثرين في الترويج لأفكار الصحة النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت النتائج إلى أن المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكونوا أداة تأثير سلبية عبر نشرهم للمعلومات دون توثيق، ولما هو معروف من تأثيرهم على عينات كبيرة من الجمهور المتابع لهم، موصية بضرورة تكثيف الرقابة على ما يروجه المؤثرون من معلومات طبية لانها قد تساهم في نشر المعلومات الخاطئة. وعلى مستوى الاجهزة الصحية ، أكد الدكتور أحمد محمد عثمان مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية وعميد كلية الطب الأسبق، أن التغطية الصحية لمنظومة التأمين الصحي تشمل الآن 6 ملايين مواطن. وأَضاف أن تقديم الخدمة التأمينية خلال العام القادم يحتاج إلى جهود كبرى ودور الإعلام في نشر الوعي الصحي. واشار الى بدء التشغيل الرسمي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة أسوان أول يوليو 2025. الوقاية من الأمراض وقالت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان إن وزارة الصحة اتجهت إلى تركيز جهودها من علاج الأمراض إلى الوقاية من الأمراض، وأن موازنة وزارة الصحة زادت 4 أضعاف منذ 2014 وقد تصل إلى 319 مليار جنيه مستقبلاً. وذكرت أن مصر كانت فيما سبق بالمركز الثاني في سبل الرعاية الصحية، وأن جهود السنوات العشر الأخيرة تعد فارقة، حيث شهدت إطلاق العديد من المبادرات الرسمية التي ركزت على جهود الرعاية الصحية وتقديمها للمواطنين. كما أكدت أن الإعلام يحتاج أن يهتم بنشر الوعي الصحي خاصة بموضوع تنظيم الأسرة وربطه بالصحة الإنجابية ومنع تشوهات الأجنة. ولفتت إلى ضرورة توجيه الإعلام نحو التثقيف الموجه للمرأة خاصة فيما يتعلق بالإنجاب والحمل، لتجنب الإرهاق البدني والصحي، مع التركيز على ضرورة تقليل الولادة القيصرية غير الضرورية، مشيرة إلى أن 1.5 مليون سيدة تلد ولادة قيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، مما يؤثر سلباً على صحة الطفل. وقالت : طلبنا من هيئة المعونة الفرنسية دعمنا لخفض نسب الولادة القيصريةلأن لدينا أعلى معدلات في العالم 72% من السيدات تلد قيصريا رغم أن الولادة القيصرية تزيد نسب ًإصابة الطفل بالتوحد وترفع نسب السمنة 3 أضعاف وتقلل كفاءة الأداء المدرسي علاوة على مخاطر الجراحة وبالتالي يجب أن نوعي ونوجه الإرشادات المعلومة العلمية والإعلام يبسطها وينقلها بشكل سليم . وأوضحت د. عبلة الألفي أن هناك نصائح يجب ترويجها إعلاميا لصحة الحامل بأن تأخذ حمض الفوليك والحديد قبل الحمل بـ6 شهور وليس أثناء الحمل لأن تكوين المخ الجنين يتم أول 5 أسابيع حمل ولا تتعاطى أدوية أول 3 شهور ويجب ضبط السكر والضغط قبل الحمل لأن الأكسجين ومخ الطفل يتأثر. كما دعت إلى نشر الوعي حول ضرورة تجنب الأفكار الخاطئة مثل الحمل المتعاقب أو استخدام الأطفال كسلاح للربط بين الزوجين. وأوصت كلية الإعلام في ختام المؤتمر بمدونة سلوك للمحتوى الطبي بمشاركة مؤسسات الإعلام ووزارة الصحة وتطوير القوانين المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي، كاشتراط حصول المؤثرين على ترخيص كما يحدث في السعودية، وضرورة الالتفات للفراغ التشريعي الموجود في مصر فيما يخص من يتحدث عن الأمور الصحية ومسألة بيع المنتجات الطبية ، وتشكيل مراصد تعتمد على شباب متطوع ومنظمات مجتمع مدني لرصد الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن الاستعانة في ذلك بالذكاء الاصطناعي. وطالبت بإعداد مدونة سلوك في القطاع الطبي تشارك فيه وزارة الصحة وكليات الإعلام وصناع القرار وغيرهم لضبط آلية تقديم معلومات صحية عبر الوسائل المختلفة و تطوير شراكات استراتيجية بين المؤثرين في المجال الصحي من جهة، ومؤسسات الرعاية الصحية ووزارات الصحة والمراكز الأكاديمية والبحثية من جهة أخرى، بما يسهم في توحيد الجهود وتقديم محتوى رقمي صحي دقيق وموثوق. كما أوصت بتشديد الرقابة على وسائل الإعلام الرقمي وتطبيقاته للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات الرامية إلى إشاعة البلبلة بين الأفراد، وإلزام صانع المحتوى بالإشارة بوضوح إلى المصادر العلمية التي يستندون إليهم مع تعزيز المعالجة الإعلامية المتوازنة بحيث تركز وسائل الإعلام على تقديم حلول علمية وتوضيح سبل الوقاية بدلاً من التركيز على المخاطر والتهويل.


بوابة ماسبيرو
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- بوابة ماسبيرو
مؤثرو"السوشيال ميديا".. بين التوعية الصحية والدعاية الوهمية
المعلومات الطبية المغلوطة والإرشادات الصحية المضللة وغيرها من تحديات نشر الوعي الصحي على مواقع ومنصات الانترنت و"السوشيال ميديا"، ودور المؤثرين في توعية الجمهور بالقضايا الصحية وغيرها، كانت محل نقاش بجلسات مؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة الدولي الثلاثين الذي عقد مؤخرا بالكلية عن "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"، برعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة ، وإشراف الأستاذة الدكتورة ثريا البدوي، عميدة كلية الإعلام ورئيسة المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمينة عام المؤتمر . وسلطت جلسات المؤتمر،الذي شارك فيه موقع أخبارمصر ببوابة ماسبيرو، الضوء على كثير من البحوث العلمية المتعلقة بالمعالجة الإعلامية للقضايا الصحية بوسائط الإعلام الرقمي مقارنة بنظيره التقليدي وكشفت عن نتائج مهمة وتوصيات قيمة . ومن أبرز النتائج ما كشفت عنه دراسة الباحثة د. هبة فتحي، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بعنوان 'اعتماد الشباب الجامعي على المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الصحي لديهم'، من اعتماد 90 % من الشباب الجامعي على المؤثرين في متابعة المحتوى الصحي، وحرصهم بشكل كبير على تتبع منشوراتهم خاصة تلك المتعلقة بالصحة العامة والعادات اليومية. كما أوضحت الدراسة أن فيسبوك جاء في صدارة التطبيقات التي يعتمد عليها الشباب لمتابعة هذا النوع من المحتوى، يليه تطبيق "تيك توك" بدرجة أقل. أما عن الشخصيات الأكثر تأثيرا في المجال الصحي، فقد جاء الدكتور حسام وافي في المرتبة الأولى من حيث المتابعة، نظرا لشهرته الواسعة وتنوع محتواه، تليه سالي فؤاد وأمينة شلباية، اللتان تتمتعان بشعبية واسعة بفضل برامجهما التلفزيونية ونشاطهما المستمر على وسائل التواصل، في حين حل الدكتور هاني الناظر بالمركز الرابع ضمن أبرز المؤثرين في تقديم محتوى صحي موثوق، لا سيما في مجال الأمراض الجلدية. وفيما يتعلّق بأساليب تقديم المحتوى الصحي، فقد فضل المبحوثون الحديث المباشر كأكثر أسلوب فاعلية في مخاطبتهم، يليه المقاطع الصوتية، ثم استخدام الصور والرسوم البيانية، وأخيرًا اللقاءات الحوارية.أما أبعاد التأثير، فقد جاءت التأثيرات المعرفية في المرتبة الأولى، تلتها السلوكية ثم الوجدانية، ما يعكس تأثيرا شاملًا على المتلقي. وأشارت الدراسة إلى أن مستوى الوعي الصحي ارتفع بنسبة 68% نتيجة الاعتماد على محتوى المؤثرين، في حين لم تتجاوز نسبة الانخفاض في الوعي 6% فقط، ما يدل على قوة التأثير الإيجابي للمؤثرين في هذا المجال. وحول تقييم دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي'، حذر الأستاذ الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة من حملات الترويج للطب الشعبي على "السوشيال ميديا" منبها أنها تجاوزت مرحلة الخطر مشيرا على سبيل المثال لظهور شخص بجلباب وعمامة يزعم اختراع مركب لمحاربة السرطان ويطالب المرضى بالتحليل قبل وبعد استخدامه وآخر يروج لوصفات شعبية من الكمون والكركم وزيت الزيتون والنعناع بدلا من الأدوية دون مبالاة بتقنين الجرعات ووقتها فضلا عن الدعاية لمنتجات صيدلية دون تراخيص . ويرى أستاذ الإعلام أن محتوى المؤثرين يحتاج دراسة وتشريع لتقنين المعالجة الإعلامية حرصا على التوعية الصحية السليمة ولابد من معرفة من هم وما تخصصهم وأهدافهم وأدواتهم . بينما أكد أن فرص المؤثرين واسعة في التأثير على الوعي والسلوك عندما ينتشرون ويحظون بثقة المتابعين . ولفت الى أن مفهوم 'المؤثر' لم يظهر مع مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان قائما في المجتمع بشكل غير رقمي،تحت مسميات اخرى مثل "قادة الرأي" إلا أن الإنترنت والتطبيقات الحديثة أعطت المفهوم بعدًا جديدا قائما على الانتشار السريع دون ضوابط. وأوضح الدكتور حسن علي أن الإنترنت يدعم من يحقق أعلى نسب مشاهدات، وليس من يمتلك خبرة أو علما، مشيرا إلى أن الفيديوهات القصيرة صارت "طلقات رصاص" من حيث السرعة والقوة في التأثير، ما أدى إلى بروز ظاهرة 'المؤثر الترند' الذي يظهر سريعا ويختفي دون أثر حقيقي. وأكد أن بعض المؤثرين يروجون لمنتجات طبية مقابل المال، حتى لو كانت تضر بالصحة العامة، مما أدى إلى تآكل منظومة الأخلاقيات، فضلًا عن حملات تشويه ممنهجة ضد الأطباء المصريين. وأشار الى المبالغة في أخطاء الأطباء والصيادلة وتجاوزات طبيبة كفر الشيخ ومحاكمتها. وطالب د.حسن علي بتطبيق تجربة بريطانيا في الاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني لإنشاء رابطة المؤثرين مع دعم الدولة، فالانجليز أسسوا نادي المؤثرين لتدريب المؤثرين وحمايتهم وتقديم نصيحة قانونية لهم مقابل نسبة مقترحا ان تؤسس كلية الإعلام جمعية للمؤثرين . وتساءلت الأستاذة الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: هل نحن مَن يصنع المؤثرين.. أم أنهم من يصنعون توجهاتنا وتحركاتنا؟ ومن يضع أجندة اهتماماتهم ؟". وحذرت من اختراع مصطلحات وهمية وتوزيع ألقاب غير حقيقية عبر مواقع التواصل، مؤكدة أن مواجهة هذا الواقع تتطلب وعيا مجتمعيا وإعلاميا واسعا. وأشارت الى تأسيس كلية الإعلام جمعية أصدقاء الشاشة والميكروفون في لنقييم البرامج والدراما وحاليا يجري تأسيس جمعية أصدقاء الشاشات . ودعت المهتمين بالدراسات الإعلامية لصياغة مدونة مهني أخلاقي لكل المؤثرين بهدف المتابعة والتنظيم والرقابة . وأكدت الأستاذة الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة في تصريح لموقع أخبار مصر، على هامش المؤتمر، صعوبة تغيير السلوكيات المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد مثل الزواج المبكر في الأرياف وضرورة التردد على الأطباء النفسيين لكن يمكن تغيير السلوكيات المكتسبة مثل التعامل مع الطعام بشكل صحي وعدم استخدام المناشف الورقية لتصفية الطعام من الزيوت، أو الاكياس السوداء في حفظ الطعام . وأكدت أن الاعلام الرقمي أكثر تاثيرا على الجمهور خاصة أن معظمهم شباب وأقل خبرة وأسهل في الاستجابة وبالتالي أي معلومة خطأ تكون اكثر خطرا على وعيهم وسلوكهم . وطالبت الباحثين بالتفرقة بين فئات "القائمين بالاتصال" فالصحفي النقابي الذي يدير صفحة رسمية لمؤسسة إعلامية على فيسبوك، يختلف كثيرا عن "مؤثر" مجهول الاتجاهات والهوية يدير صفحته الشخصية. وانتقدت د.نجوى كامل تصوير المرضى في المستشفيات خاصة بدون موافقتهم، منوهة إلى أهمية مراعاة البعد الثقافي في صياغة حقوق الإنسان وخاصة في المجال الطبي مثل: القتل الرحيم. وهنا سلط بحث المستشار الدكتور معتز أبوزيد، نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان"حقوق المريض بين منظومة حقوق الإنسان وآليات الإعلام والتوعية" الضوء على حقوق الإنسان، وحقوق المريض، والإعلام. وتناول الحقوق الثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى "الموافقة المستبصرة" فيما يتعلق بحق المريض في الوعي والموافقة على الإجراءات الطبية التي تتم له. ونبه البحث أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل تهديدا لحقوق المريض في الخصوصية وحساسية بياناته الطبية، منوها إلى أن أهمية تفعيل الأمن السيبراني للحفاظ على بيانات المرضى، بالإضافة إلى تجسير الفروق التقنية بين المؤسسات الصحية، وعدم استخدام حقوق المريض لأغراض إعلانية. وذكرت الأستاذة الدكتورة إيناس أبو يوسف، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن المعلومات الصحية المغلوطة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب أضرارا نفسية وجسدية واقتصادية بالغة، خاصة بين فئة الشباب، مشيرة إلى أن الفرق بين 'المعلومة المغلوطة' و'المعلومة المضللة' يكمن في النية وراء نشرها؛ فالأولى غير صحيحة لكن يتم تداولها بحسن نية، بينما الثانية يتم نشرها عن قصد رغم المعرفة بزيفها. وأضافت د. إيناس أبو يوسف أن جائحة كورونا مثلت نقطة تحول حاسمة في إدراك مخاطر التضليل الصحي، حيث امتلأت المنصات الرقمية بمعلومات خاطئة عن الفيروس واللقاحات، ما أدى إلى خلق حالة من الخوف والارتباك المجتمعي. ولفتت إلى تصاعد ظاهرة 'المؤثرين الصحيين' الذين يروجون للأدوية والمكملات الغذائية دون سند علمي، ما يمثل خطورة بالغة على الصحة العامة. وأوضحت ا لأستاذة الدكتورة أماني فهمي، عميدة كلية الإعلام بجامعة خاصة ، أن كل من يحمل هاتفًا أصبح قادرا على التأثير والتوجيه دون أي أساس علمي أو مسؤولية، محذرة من تصاعد الترويج غير المدروس لمنتجات مثل أدوية التخسيس عبر الإنترنت. وفي المقابل ، أشادت بجهود الأطباء المصريين على السوشيال ميديا في نشر التوعية، مؤكدة أن المجتمع بحاجة إلى مواطنين أكثر وعيا، خاصة في ظل ارتفاع نسب الأمية. وأوصت بكود أخلاقي لتقنين السوشيال ميديا وتفعيل دور مؤسسات الإعلام والأكاديمية والتربية الإعلامية التكنولوجية مقترحة تكليف طلاب الإعلام سنة بعد التخرج للتوعية في المدارس بمخاطر السوشيال ميديا وطرق التمييز بين الغث والثمين . بينما تحدث الدكتور محمد رفعت، استشاري طب الأطفال ومقدم البرامج الطبية، عن تجربته الشخصية مع السوشيال ميديا، قائلاً: 'أنا لا أتصدي لأي معلومة إلا بعد معرفة ووعي كامل وأبذل قصاري جهدي في استقصاء الحقيقة '. وأكد أن الإعلام الصحي يحتاج إلى مصداقية شديدة في نقل المعلومة، ودور الإعلام يجب أن يكون في التوجيه، لا المنع، مقترحًا تنفيذ مشاريع طلابية بالشراكة مع أطباء متخصصين لإنتاج محتوى هادف. أما الدكتورة هناء فاروق، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ، فقالت لأخبار مصر إن تأثير منصات التواصل الاجتماعي أصبح يمس حياة الأفراد بشكل مباشر ويؤثر في سلوكهم واختياراتهم محذرة من الخطورة المتزايدة لاستخدام هذه المنصات في الحياة اليومية. وأشارت إلى أن نتائج الأبحاث، سواء من مصر أو الإمارات، أكدت بشكل متطابق تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياة المستخدمين، وأن هذه المنصات تؤثر بدرجات متفاوتة، سلبا وإيجابا، بحسب طريقة الاستخدام والمحتوى المقدم. وانتقدت د. هناء فاروق غياب تحليل الخطاب الإعلامي في بعض الدراسات، موضحة أن بعض الرسائل تبدو توعوية في ظاهرها، لكنها تحمل في باطنها طابعا دعائيا أو تجاريا بحتا، ما قد يؤدي إلى كوارث مجتمعية، خاصةً عندما تتعلق الرسائل بمعلومات طبية أو دوائية غير موثوقة. وشددت على الدور الكبير الذي يلعبه المؤثرون في تشكيل توجهات الجمهور، خصوصا عندما يتمتع المؤثر بالجاذبية التي قد تكون من أخطر عناصر التأثير، خاصةً في ظل غياب الخبرة العلمية أو المرجعية المعرفية. وقالت أستاذة الصحافة: 'نحن بحاجة ماسة إلى أبحاث نقدية معمقة تدرس دور المؤثرين، وحدود تأثيرهم، وعلاقاتهم بجمهورهم والمنصات التي ينشطون من خلالها، فالأمر لم يعد مجرد علاقة بسيطة بين منتج ومستهلك، بل قضية معقدة تستحق اهتمامًا أكاديميًا جادًا'. وفي إطار المقارنة بين الإعلام التقليدي والمنصات الجديدة، أكدت د."فاروق" أن دور الإعلام التقليدي لا يقتصر فقط على المؤثرين، بل يشمل وسائل أخرى لها قدرة على نقل الضرر بطرق غير مباشرة، مثل ما أسمته بـ'حروب الغلة'، في إشارة إلى الرسائل غير المباشرة التي تستهدف الفئات الأقل وعيا وتعليما، وغالبًا ما يكون تأثيرها السلبي أقوى من الرسائل المباشرة. وأوصت د. فاروق بالتأكيد على ضرورة مراجعة وزارتي الصحة والإعلام، والجهات المعنية، للمحتوى الذي يقدمه المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لضمان حماية المجتمع من التأثيرات السلبية المحتملة، ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور تجاه ما يُقدَّم له تحت مسميات التوعية أو النصيحة. وشدد الدكتور عبد العزيز السيد، عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف ، على ضرورة وضع أطر تشريعية واضحة تنظم عمل المؤثرين في المجال الصحي، وذلك لضمان أن ما يُقدَّم للجمهور يستند إلى مصادر علمية موثوقة ويخضع لإشراف الهيئات الصحية المختصة. كما أكد د.عبد العزيز على أهمية البعد الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي، مشيرا إلى أن دور المؤثرين يجب أن يتعدى نقل المعلومات إلى بناء ثقافة صحية مستدامة. وفي هذا الإطار، دعا د.عبد العزيز إلى ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية عند تقديم النصائح الصحية، وضرورة توفير بدائل صحية واقتصادية قابلة للتطبيق. كما تضمنت الجلسات عدداً من البحوث المقدمة، حول توظيف الاتصال في نشر الوعي حول الأمراض النفسية في المجتمع، ودور الإعلام الرقمي في نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية لدى الجمهور المصري، منها دراسة بحثية قدمتها الباحثة د. داليا أحمد عبد الوهاب عن دور المؤثرين في الترويج لأفكار الصحة النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت النتائج إلى أن المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكونوا أداة تأثير سلبية عبر نشرهم للمعلومات دون توثيق، ولما هو معروف من تأثيرهم على عينات كبيرة من الجمهور المتابع لهم، موصية بضرورة تكثيف الرقابة على ما يروجه المؤثرون من معلومات طبية لانها قد تساهم في نشر المعلومات الخاطئة. وعلى مستوى الاجهزة الصحية ، أكد الدكتور أحمد محمد عثمان مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية وعميد كلية الطب الأسبق، أن التغطية الصحية لمنظومة التأمين الصحي تشمل الآن 6 ملايين مواطن. وأَضاف أن تقديم الخدمة التأمينية خلال العام القادم يحتاج إلى جهود كبرى ودور الإعلام في نشر الوعي الصحي. واشار الى بدء التشغيل الرسمي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة أسوان أول يوليو 2025. الوقاية من الأمراض وقالت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان إن وزارة الصحة اتجهت إلى تركيز جهودها من علاج الأمراض إلى الوقاية من الأمراض، وأن موازنة وزارة الصحة زادت 4 أضعاف منذ 2014 وقد تصل إلى 319 مليار جنيه مستقبلاً. وذكرت أن مصر كانت فيما سبق بالمركز الثاني في سبل الرعاية الصحية، وأن جهود السنوات العشر الأخيرة تعد فارقة، حيث شهدت إطلاق العديد من المبادرات الرسمية التي ركزت على جهود الرعاية الصحية وتقديمها للمواطنين. كما أكدت أن الإعلام يحتاج أن يهتم بنشر الوعي الصحي خاصة بموضوع تنظيم الأسرة وربطه بالصحة الإنجابية ومنع تشوهات الأجنة. ولفتت إلى ضرورة توجيه الإعلام نحو التثقيف الموجه للمرأة خاصة فيما يتعلق بالإنجاب والحمل، لتجنب الإرهاق البدني والصحي، مع التركيز على ضرورة تقليل الولادة القيصرية غير الضرورية، مشيرة إلى أن 1.5 مليون سيدة تلد ولادة قيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، مما يؤثر سلباً على صحة الطفل. وقالت : طلبنا من هيئة المعونة الفرنسية دعمنا لخفض نسب الولادة القيصريةلأن لدينا أعلى معدلات في العالم 72% من السيدات تلد قيصريا رغم أن الولادة القيصرية تزيد نسب ًإصابة الطفل بالتوحد وترفع نسب السمنة 3 أضعاف وتقلل كفاءة الأداء المدرسي علاوة على مخاطر الجراحة وبالتالي يجب أن نوعي ونوجه الإرشادات المعلومة العلمية والإعلام يبسطها وينقلها بشكل سليم . وأوضحت د. عبلة الألفي أن هناك نصائح يجب ترويجها إعلاميا لصحة الحامل بأن تأخذ حمض الفوليك والحديد قبل الحمل بـ6 شهور وليس أثناء الحمل لأن تكوين المخ الجنين يتم أول 5 أسابيع حمل ولا تتعاطى أدوية أول 3 شهور ويجب ضبط السكر والضغط قبل الحمل لأن الأكسجين ومخ الطفل يتأثر. كما دعت إلى نشر الوعي حول ضرورة تجنب الأفكار الخاطئة مثل الحمل المتعاقب أو استخدام الأطفال كسلاح للربط بين الزوجين. وأوصت كلية الإعلام في ختام المؤتمر بمدونة سلوك للمحتوى الطبي بمشاركة مؤسسات الإعلام ووزارة الصحة وتطوير القوانين المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي، كاشتراط حصول المؤثرين على ترخيص كما يحدث في السعودية، وضرورة الالتفات للفراغ التشريعي الموجود في مصر فيما يخص من يتحدث عن الأمور الصحية ومسألة بيع المنتجات الطبية ، وتشكيل مراصد تعتمد على شباب متطوع ومنظمات مجتمع مدني لرصد الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن الاستعانة في ذلك بالذكاء الاصطناعي. وطالبت بإعداد مدونة سلوك في القطاع الطبي تشارك فيه وزارة الصحة وكليات الإعلام وصناع القرار وغيرهم لضبط آلية تقديم معلومات صحية عبر الوسائل المختلفة و تطوير شراكات استراتيجية بين المؤثرين في المجال الصحي من جهة، ومؤسسات الرعاية الصحية ووزارات الصحة والمراكز الأكاديمية والبحثية من جهة أخرى، بما يسهم في توحيد الجهود وتقديم محتوى رقمي صحي دقيق وموثوق. كما أوصت بتشديد الرقابة على وسائل الإعلام الرقمي وتطبيقاته للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات الرامية إلى إشاعة البلبلة بين الأفراد، وإلزام صانع المحتوى بالإشارة بوضوح إلى المصادر العلمية التي يستندون إليهم مع تعزيز المعالجة الإعلامية المتوازنة بحيث تركز وسائل الإعلام على تقديم حلول علمية وتوضيح سبل الوقاية بدلاً من التركيز على المخاطر والتهويل.