#أحدث الأخبار مع #جامعةالكاثوليكعمون٠١-٠٥-٢٠٢٥سياسةعمونالسردية والتوثيق .. وجهه نظرالسردية الوطنية (Narrazione nazionale/National narrative) مصطلح يشير الى الرواية الرسمية أو شبه الرسمية التي تعتمدها الدول لتفسير تاريخها، وقيمها، ومنجزاتها. كما وتعتبر أداة قوية لبناء الهوية الوطنية وكثيرا ما تستخدمها الحكومات ووسائل الإعلام والمدارس والمؤسسات الثقافية وغيرها، لتعزيز الشعور بالانتماء بين المواطنين. كما وتسعى الدول الى بناء السردية من خلال العديد من الأمور، أهمها التعليم كالمناهج المدرسية والجامعية والتاريخ الوطني، والرموز مثل النشيد الوطني والعلم. بالإضافة الى ذلك، الاحتفالات والطقوس الرسمية كالأعياد الوطنية وإحياء ذكرى الحروب، والخطاب السياسي الذي يعزز الوحدة الوطنية ويعطي الشرعية للسلطة، وكذلك الإعلام والفن الذي يعطي الطابع الشعبي على الرواية. ومن الجدير بالذكر، ان التوثيق يعتبر عنصر أساسي في بناء السرديات، إذ يمنحها مصداقية وشرعية. تحاورت مؤخرا مع صديق لي، البروفسور باولو برانكا (Prof. Paolo Branca) والذي يعمل في جامعة الكاثوليك في ميلانو (Università Cattolica di Milano)، والمختص في اللغة والثقافة العربية والأديان، حول السردية الوطنية في إيطاليا. أكد لي باولو ان إيطاليا قامت ببناء السردية الوطنية من خلال توثيق التاريخ والأحداث التاريخية والذي ساهم في بناء الهوية والقيم والمبادئ التي قامت عليها إيطاليا الحديثة. كما واكد لي ان الحكومات الايطالية، بعد الحرب العالمية الثانية، قامت باستخدام العديد من الوسائل كالإعلام والمدارس والاحتفالات الوطنية، لتحديد هويتها وتاريخها وقيمها ورؤيتها للمستقبل مما عزز الشعور بالانتماء بين المواطنين. كما وسعت إيطاليا من خلال السردية الوطنية الى تعزيز مبدأ الحرية والتعددية الحزبية ومبدأ تقسيم السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، ومبدأ احترام القانون. كما وذكر لي انه ومنذ 80 عام تحتفل إيطاليا في 25 ابريل بيوم التحرير (festa delle liberazione) الذي يعتبر جزء مهم في السردية والذي يهدف الى احياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن الأهم من ذلك كله ميلاد الجمهورية الديمقراطية بعد التخلص من الفاشية. كما واكد لي ان السردية والتوثيق يساعد بشكل كبير في عمل دولة مؤسسات أكثر صلابة وأكثر احترما للقانون مما يساهم في التغلب على الازمات. أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني مشكلة الهوية الأردنية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الأردن، واسأل نفسي: هل يمكن عمل استراتيجية متكاملة للعمل على بناء وتوثيق السردية التاريخية والسياسية والاجتماعية الأردنية، مما يعزز الهوية والوحدة الوطنية الأردنية، وبالتالي يساهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي، مع الاخذ بعين الاعتبار الاستفادة من خبرات البلدان الاخرى؟ اليوم، نحن بأمس الحاجة إلى تنبي استراتيجية متكاملة لبناء وتوثيق (وكتابة!) السردية الوطنية الأردنية، التي تستند إلى حقائق التاريخ، لبناء مفاهيم صحيحة عن الأردن، كدولة ونظام ومجتمع ورسالة، وتصحيح الخلل في اذهان الكثير في الداخل والخارج (وحتى النخب!)، مما يساهم في شرح وتوضيح مواقف ونوايا الأردن، في كل القضايا كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية. السردية الوطنية الأردنية، التي تربط الهوية الوطنية الأردنية بالمواطنة وبالمفاهيم العربية والقومية، وخصوصا بالقضية الفلسطينية، يمكن ان تكون دعامةً رئيسيةً في معركة الوعي والرواية التي يخوضها الاردن في مواجهة الاستهدافات الموجهة اليه.
عمون٠١-٠٥-٢٠٢٥سياسةعمونالسردية والتوثيق .. وجهه نظرالسردية الوطنية (Narrazione nazionale/National narrative) مصطلح يشير الى الرواية الرسمية أو شبه الرسمية التي تعتمدها الدول لتفسير تاريخها، وقيمها، ومنجزاتها. كما وتعتبر أداة قوية لبناء الهوية الوطنية وكثيرا ما تستخدمها الحكومات ووسائل الإعلام والمدارس والمؤسسات الثقافية وغيرها، لتعزيز الشعور بالانتماء بين المواطنين. كما وتسعى الدول الى بناء السردية من خلال العديد من الأمور، أهمها التعليم كالمناهج المدرسية والجامعية والتاريخ الوطني، والرموز مثل النشيد الوطني والعلم. بالإضافة الى ذلك، الاحتفالات والطقوس الرسمية كالأعياد الوطنية وإحياء ذكرى الحروب، والخطاب السياسي الذي يعزز الوحدة الوطنية ويعطي الشرعية للسلطة، وكذلك الإعلام والفن الذي يعطي الطابع الشعبي على الرواية. ومن الجدير بالذكر، ان التوثيق يعتبر عنصر أساسي في بناء السرديات، إذ يمنحها مصداقية وشرعية. تحاورت مؤخرا مع صديق لي، البروفسور باولو برانكا (Prof. Paolo Branca) والذي يعمل في جامعة الكاثوليك في ميلانو (Università Cattolica di Milano)، والمختص في اللغة والثقافة العربية والأديان، حول السردية الوطنية في إيطاليا. أكد لي باولو ان إيطاليا قامت ببناء السردية الوطنية من خلال توثيق التاريخ والأحداث التاريخية والذي ساهم في بناء الهوية والقيم والمبادئ التي قامت عليها إيطاليا الحديثة. كما واكد لي ان الحكومات الايطالية، بعد الحرب العالمية الثانية، قامت باستخدام العديد من الوسائل كالإعلام والمدارس والاحتفالات الوطنية، لتحديد هويتها وتاريخها وقيمها ورؤيتها للمستقبل مما عزز الشعور بالانتماء بين المواطنين. كما وسعت إيطاليا من خلال السردية الوطنية الى تعزيز مبدأ الحرية والتعددية الحزبية ومبدأ تقسيم السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، ومبدأ احترام القانون. كما وذكر لي انه ومنذ 80 عام تحتفل إيطاليا في 25 ابريل بيوم التحرير (festa delle liberazione) الذي يعتبر جزء مهم في السردية والذي يهدف الى احياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن الأهم من ذلك كله ميلاد الجمهورية الديمقراطية بعد التخلص من الفاشية. كما واكد لي ان السردية والتوثيق يساعد بشكل كبير في عمل دولة مؤسسات أكثر صلابة وأكثر احترما للقانون مما يساهم في التغلب على الازمات. أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني مشكلة الهوية الأردنية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الأردن، واسأل نفسي: هل يمكن عمل استراتيجية متكاملة للعمل على بناء وتوثيق السردية التاريخية والسياسية والاجتماعية الأردنية، مما يعزز الهوية والوحدة الوطنية الأردنية، وبالتالي يساهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي، مع الاخذ بعين الاعتبار الاستفادة من خبرات البلدان الاخرى؟ اليوم، نحن بأمس الحاجة إلى تنبي استراتيجية متكاملة لبناء وتوثيق (وكتابة!) السردية الوطنية الأردنية، التي تستند إلى حقائق التاريخ، لبناء مفاهيم صحيحة عن الأردن، كدولة ونظام ومجتمع ورسالة، وتصحيح الخلل في اذهان الكثير في الداخل والخارج (وحتى النخب!)، مما يساهم في شرح وتوضيح مواقف ونوايا الأردن، في كل القضايا كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية. السردية الوطنية الأردنية، التي تربط الهوية الوطنية الأردنية بالمواطنة وبالمفاهيم العربية والقومية، وخصوصا بالقضية الفلسطينية، يمكن ان تكون دعامةً رئيسيةً في معركة الوعي والرواية التي يخوضها الاردن في مواجهة الاستهدافات الموجهة اليه.