#أحدث الأخبار مع #جامعةتيسمسيلت،الشروقمنذ 6 أيامعلومالشروقملتقى الإمام الونشريسيالونشريس قطعة غالية من جزائرنا الحبيبة، وكانت في بعض الفترات تسمى عين الدنيا، كما قال الأستاذ أحمد توفيق المدني- رحمه الله- وقد أنجبت- عبر التاريخ- رجالاً، هم الرجال في ميدان السنان، وفي ميدان القلم واللسان، ومنهم قامة علمية عز نظيرها في العالم الإسلامي في عصره، إنه الإمام أحمد بن يحيى الونشريسي (توفي 1508 م) بعد عمر ناهز الثمانين، وقد ولد في الونشريس، وكبر في تلمسان، وتوفاه الله في فاس. لقد أحسن من اقترح أو سعى لإطلاق اسمه على جامعة تيسمسيلت، بدل النكرات التي أطلقت أسماؤهم على بعض جامعاتنا، وهم لا يعلمون الكتاب إلا أماني مع عدم جحود جهودهم في ما يسّرهم الله له من أعمال الخير. عقدت جامعة أحمد بن يحي الونشريسي بالتنسيق مع جامعة وهران 2، والمجلس الإسلامي الأعلى في يومي 12-13/05/2025، الملتقى الدولي الثاني للإرث الفكري والديني والسياسي والاجتماعي لهذا العالم الذي أحسنت الجزائر صنعاً عندما أنشأت 'كرسيا علميا' باسمه في جامع الجزائر، فـ 'أجدر بالجزائر أن تحتفل (به) وأن تهتم بآثاره'. (سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي 1/129) فهو كما وصفه معاصروه: 'أحد فحول الفقه المالكي'، بل هو 'حامل لواء المذهب المالكي بالمغرب الإسلامي على رأس القرن العاشر… ولهذه المكانة قيل فيه عندما حضرته الوفاة: لقد أظلمت فاس بل الغرب كله بموت الفقيه الونشريسي أحمد رئيس الفتوى بغير منازع وعَارِف أحكام النَّوَازِلِ أَوْحَدِ لم ينبغ الونشريسي في الفقه المالكي فقط، ولكنه نبغ في عدة علوم، ومنها النحو الذي قيل فيه: 'لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فيه'، و'لو كان سيبويه حيا لتتلمذ عليه'.. لقد ترك الإمام الونشريسي تراثا علميا جليلا في علوم شتى، ولكن شهرته قامت على موسوعته التي سماها 'المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب'، الذي طبع في اثني عشر جزءا في دار الغرب الإسلامي، ويعتبر هذا الكتاب 'كنزا كبيرا في معرفة أحوال العصر'. ( تاريخ الجزائر الثقافي (1/123) ، وهناك من الدارسين من عد هذا الكتاب رائداً في علم الاجتماع الديني. لقد دعا أحد المحاضرين إلى نشر هذا الكتاب بعد تشكيل لجنة لتحقيقه تحقيقا علميا، وهو ما دعا إليه الإمام محمد البشير الإبراهيمي في ديسمبر 1962، عندما وسع لجنة الفتوى في وزارة الأوقاف آنذاك، حين كتب: 'وستكون الخطوة الإيجابية النافعة لهذا المجلس تهيئة كتاب 'المعيار' والقيام بطبعه مع الاستعانة بإخواننا فقهاء المغرب الأقصى.. فهذا الكتاب كتاريخ ابن خلدون لا يتم طبعهما ما لم تكن لإخواننا علماء المغرب الأقصى يد في تصحيحهما'. (آثار الإمام الإبراهيمي، ج 15 م (309). لقد كان الإمام الونشريسي ذا شخصية قوية، وكان يدعو إلى عدم جعل الدين في خدمة السلطان (سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي 1/132) . وهذا ما جعل بعض الحكام يمسونه بسوء. ونرجو من إخواننا أن يركزوا في الملتقيات القادمة على 'الكيف'، لا على 'الكم'، فقد كان عدد المحاضرين- حضوريا وعن بعد- كبيرا جدا، ما قلل من الاستفادة العلمية.
الشروقمنذ 6 أيامعلومالشروقملتقى الإمام الونشريسيالونشريس قطعة غالية من جزائرنا الحبيبة، وكانت في بعض الفترات تسمى عين الدنيا، كما قال الأستاذ أحمد توفيق المدني- رحمه الله- وقد أنجبت- عبر التاريخ- رجالاً، هم الرجال في ميدان السنان، وفي ميدان القلم واللسان، ومنهم قامة علمية عز نظيرها في العالم الإسلامي في عصره، إنه الإمام أحمد بن يحيى الونشريسي (توفي 1508 م) بعد عمر ناهز الثمانين، وقد ولد في الونشريس، وكبر في تلمسان، وتوفاه الله في فاس. لقد أحسن من اقترح أو سعى لإطلاق اسمه على جامعة تيسمسيلت، بدل النكرات التي أطلقت أسماؤهم على بعض جامعاتنا، وهم لا يعلمون الكتاب إلا أماني مع عدم جحود جهودهم في ما يسّرهم الله له من أعمال الخير. عقدت جامعة أحمد بن يحي الونشريسي بالتنسيق مع جامعة وهران 2، والمجلس الإسلامي الأعلى في يومي 12-13/05/2025، الملتقى الدولي الثاني للإرث الفكري والديني والسياسي والاجتماعي لهذا العالم الذي أحسنت الجزائر صنعاً عندما أنشأت 'كرسيا علميا' باسمه في جامع الجزائر، فـ 'أجدر بالجزائر أن تحتفل (به) وأن تهتم بآثاره'. (سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي 1/129) فهو كما وصفه معاصروه: 'أحد فحول الفقه المالكي'، بل هو 'حامل لواء المذهب المالكي بالمغرب الإسلامي على رأس القرن العاشر… ولهذه المكانة قيل فيه عندما حضرته الوفاة: لقد أظلمت فاس بل الغرب كله بموت الفقيه الونشريسي أحمد رئيس الفتوى بغير منازع وعَارِف أحكام النَّوَازِلِ أَوْحَدِ لم ينبغ الونشريسي في الفقه المالكي فقط، ولكنه نبغ في عدة علوم، ومنها النحو الذي قيل فيه: 'لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فيه'، و'لو كان سيبويه حيا لتتلمذ عليه'.. لقد ترك الإمام الونشريسي تراثا علميا جليلا في علوم شتى، ولكن شهرته قامت على موسوعته التي سماها 'المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب'، الذي طبع في اثني عشر جزءا في دار الغرب الإسلامي، ويعتبر هذا الكتاب 'كنزا كبيرا في معرفة أحوال العصر'. ( تاريخ الجزائر الثقافي (1/123) ، وهناك من الدارسين من عد هذا الكتاب رائداً في علم الاجتماع الديني. لقد دعا أحد المحاضرين إلى نشر هذا الكتاب بعد تشكيل لجنة لتحقيقه تحقيقا علميا، وهو ما دعا إليه الإمام محمد البشير الإبراهيمي في ديسمبر 1962، عندما وسع لجنة الفتوى في وزارة الأوقاف آنذاك، حين كتب: 'وستكون الخطوة الإيجابية النافعة لهذا المجلس تهيئة كتاب 'المعيار' والقيام بطبعه مع الاستعانة بإخواننا فقهاء المغرب الأقصى.. فهذا الكتاب كتاريخ ابن خلدون لا يتم طبعهما ما لم تكن لإخواننا علماء المغرب الأقصى يد في تصحيحهما'. (آثار الإمام الإبراهيمي، ج 15 م (309). لقد كان الإمام الونشريسي ذا شخصية قوية، وكان يدعو إلى عدم جعل الدين في خدمة السلطان (سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي 1/132) . وهذا ما جعل بعض الحكام يمسونه بسوء. ونرجو من إخواننا أن يركزوا في الملتقيات القادمة على 'الكيف'، لا على 'الكم'، فقد كان عدد المحاضرين- حضوريا وعن بعد- كبيرا جدا، ما قلل من الاستفادة العلمية.