#أحدث الأخبار مع #جبجنينالمدنمنذ 6 أيامسياسةالمدنالمرج وجب جنين وصغبين: صدام "حضاري" ونفور من المجنّسينتشهد بلدات البقاع الغربي بتنوعها الطائفي والسياسي ديناميكية انتخابية محلية تتداخل فيها الانتماءات العائلية والطائفية والحزبية. مشهد يعكس مرونة التحالفات "غير الطبيعية" بين خصوم الأمس. لكنها لا تُقنع القواعد الناخبة التي تبقى رهن التوازنات العائلية على حساب الاعتبارات السياسية أو الحزبية. بين المرج وجب جنين الواقعتين ضمن اتحاد قرى السهل، وصغبين في اتحاد قرى البحيرة، وصولاً إلى راشيا، تتقاطع المعارك الانتخابية في أمور عدّة منها: تحالفات سياسية غير مألوفة، غالباً ما تُبنى على توازنات عائلية دقيقة أكثر من الالتزامات الحزبية. وحضور متفاوت للقوى الحزبية الكبرى، ومحاولتها التموضع محلياً تحت مظلة "التنمية" أو "الخدمة"، مع تراجع قدرتها على ضبط الناخبين. يضاف إلى ذلك، صوت ما زال خجولاً للمجتمع المدني لا سيما في راشيا، وضعف التمثيل النسائي في معظم اللوائح، وتوترات كامنة بين بعض المكوّنات تكشف هشاشة التعايش حتى في المجتمعات المتجانسة مذهبياً، لاسيما بما يتعلق بقضايا التجنيس. تحالفات متناقضة في صغبين تعبّر بلدة صغبين عن تنوع الأحزاب مثل التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرها. ولم يعد بالإمكان الفصل بين الانتماء العائلي والحزبي. وقررت هذه الأحزاب أن "تحب بعضها" في الانتخابات، فعقدت تحالفات متناقضة، لم ترق لفئة أخرى من أبناء صغبين. لذا عملوا على تشكيل لائحة مواجهة من "مستقلين"، كما أكد مواطنون من البلدة. في الشكل، تتنافس في صغبين لائحتين، لكن ثمة بوادر لتشكيل لائحة ثالثة. اللائحة الأولى يرأسها مختار البلدة الياس زيدان المنتسب للقوات. ويشير مصدر "قواتي" إلى أن المرشحين ينتمون لمختلف الأحزاب في البلدة مع مراعاة تمثيل العائلات. وهي تضم أربع مرشحات من أصل 15 مرشحاً، إضافة إلى ثلاثة مخاتير، إثنان منهم للقوات. ويقول المصدر: "القوات ملتزمة بالتصويت للمخاتير الحزبيين من دون إلزام اللائحة بهما". اللائحة الثانية يرأسها طوني مطانوس، وتضم اللائحة ثلاث سيدات. رئيس اللائحة، بحسب أبناء البلدة، مناصر للقوات وغير منتسب. لكن التركيبة العائلية في اللائحة تجعلها أقل حدة سياسيا، حتى لو أنها تضم مرشحين مناصرين للأحزاب، أو يحملون بطاقات عضوية. لكن إسقاط هذه التحالفات على الناخبين دفع إلى تشكيل لائحة ثالثة تضم مرشحين من اللائحتين السابقتين. وتختلف خلفيات الخيارات في هذا الإطار بين الحزبية والعائلية. هشاشة التحالفات في جب جنين بلدة نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي جب جنين تحتضن تنوعاً سياسياً ومذهبياً وعائلياً، وسط حماسة انتخابية كبيرة. رغم أن أوساط الفرزلي تنفي أي تدخل له في المعركة البلدية، يتحدث أبناء البلدة عن دعمه المباشر مع خصمه السابق الوزير السابق محمد رحال للائحة "الإرادة الشعبية". علما أن اللائحة تحظى أيضا بدعم فريق من متمولي البلدة، إضافة إلى جمهور يدور في فلك تيار المستقبل. ورغم أن اللائحة لا تضم أي وجه نسائي، جرى استحضار مقدمة البرامج التلفزيونية أنابيللا هلال، زوجة الدكتور نادر صعب إبن البلدة، للترويج للائحة ودعوة الناخبين للتصويت لها، دعما لصهر العائلة المرشح. مرّ تشكيل لائحة "الإرادة الشعبية" في مرحلة عسيرة من التوافق على توازنات عائلية. وقد أدت المساعي لتحقيق ما سمي "التوافق" إلى انقسام في عائلة "شرانق"، أكبر عائلات البلدة. فاستعادت المبادرة وأطلقت معركة انتخابية برئاسة طبيب العيون بلال شرانق من ضمن لائحة "وحدة جب جنين". وهذه اللائحة لا تضم أي وجه نسائي أيضاً. لكنها نجحت في تركيبتها السياسية بجمع الأحزاب المسيحية الثلاثة القوات والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية. وتمثّل كل حزب بحسب حجمه، من المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحين. عملياً تقوم هذه اللائحة على توازن مسيحي يلعب دورا محوريا في إضفاء الشرعية التمثيلية، الأمر الذي تفتقده اللائحة الثانية، الذي اقتصر التمثيل المسيحي فيها على زعامة الفرزلي. وقد رشّحت هذه اللائحة العميد أحمد قدورة، الذي يعرف بقربه من تيار المستقبل، نائباً لرئيس البلدية. وهي محاولة لاستقطاب جو تيار المستقبل الشعبي، من دون الإخلال بالعلاقة المتوازنة التي تربط اللائحة مع حزب الاتحاد، رغم وقوف رئيس الحزب النائب حسن مراد على الحياد وفقا لموقفه المعلن على الأقل. المرج على صفيح رفض المجنّسين كان من المتوقّع أن تخوض المرج معركة بلدية هادئة، لكن خشنة بسبب غياب الترشيحات النسائية، في بلدة تُعرف بمستوى تعليم بناتها وحرص العائلات على دفعهن نحو التخصص والتميّز الأكاديمي. إلا ان حسابات توزيع "الحصص الذكورية" من ضمن توازنات العائلات حالت دون ذلك. كما أنها كادت تتسبب ب "خضّة" كبرى في المجتمع، نتيجة ترشح ثلاثة من أبناء العشائر العربية المجنسة على إحدى اللائحتين المتنافستين. لكن جرى احتواء هذه الأزمة سريعا. تبدو اللعبة في المرج محسوبة بدقة، وتحكمها الاتفاقات العائلية التقليدية التي تؤمّن توازنا بين عائلة الجراح، كبرى العائلات السنية في المرج، وعائلتَي الشموري وصالح. وبعد أن أنهت عائلة الجراح ولاية المجلس البلدي السابق، سيتقاسم دوري صالح وعماد شموري ولاية المجلس البلدي المقبل، في حال فازا من ضمن لائحة "كلنا للمرج".ومع أنّ لا تدخل سياسياً مباشراً لابن البلدة جمال الجراح في المعركة، فإنّ صوته العائلي محسوم لهذه اللائحة احتراما للأعراف القائمة. غير أنّ عائلة شموري تبدو منقسمة في الدورة الانتخابية الحالية. ويُقدّر أن نحو نصف أصواتها قد تذهب إلى لائحة "مرجنا عهدنا"، وذلك بموجب اتفاق تمّ مع خالد شموري على ترؤس نصف ولاية للمجلس البلدي إلى جانب عمر حرب. ورغم هذا الانقسام داخل عائلة شموري، فإنّ المعركة تأخذ طابع التنافس بين العائلات الكبرى في البلدة والعائلات الأقل عدداً. وقد ازداد تشنجها مع ترشيح لائحة "مرجنا عهدنا" لثلاثة أعضاء من العرب المُجنّسين في البلدة. وهو ما كاد أن يتسبّب بصدام "حضاري" في المرج، لولا التدخّلات التي حصلت لاحتواء الاحتقان، بمسعى من المختار صلاح ديب صالح، الذي أدان "البيان الأسود" الصادر عن فئة، بحسب وصفه، "تمتهن الفتن" للنيل من علاقات البلدة الاجتماعية. خصوصية راشيا درزياً كان خيار التوافق البلدي في مدينة راشيا جدياً، وذلك بمسعى مباشر من النائب وائل أبو فاعور، الذي تقول أوساطه أنه تواصل مع الفعاليات والمشايخ والمرجعيات الاجتماعية لتجنيب المدينة معركة. إلا أن تلك المحاولات وصلت إلى طريق مسدود في راشيا، بعكس عدد من قرى القضاء التي شهدت توافقات بلدية ناجحة. وهذا يدلّ على خصوصية راشيا وطبيعة صراعاتها الداخلية. وعليه تبدو معركة "راشيا تستحق" التي شكلها الحراك المدني بوجه "لائحة معا لراشيا أحلى"، المدعومة مباشرة من الحزب التقدمي الاشتراكي، امتدادا لمزاج اعتراضي مدني برز في الاستحقاقات السابقة. ويبدو أنه يسعى لتكريس حضور فعلي في القرار المحلي. مع أن لائحة "الاشتراكي" تضم مرشحين مسيحيين منتمين إلى الخصمين المسيحيين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، يؤكد مصدر قريب من "الاشتراكي" أن اللائحة ليست تحالفًا سياسيا بالمعنى الحزبي، بل تقوم على تحالف عائلي متنوّع يضمّ شخصيات من خلفيات سياسية مختلفة. على مستوى التمثيل النسائي، تشكل فريال صعب، مسؤولة الاتحاد النسائي التقدمي، الوجه النسائي البارز في اللائحة، التي تضم أيضا مرشحة أخرى هي رانيا الخوري. وتتساوى "راشيا تستحق"، التي رشحت ميرفت أبو عسلي وماغي البطح، مع "معا لراشيا أحلى" في تقديم مرشحتين فقط من أصل 15 مرشحاً. يبقى أن تمسّك "المجتمع المدني بتشكيل لائحته الخاصة في راشيا يدلّ على تنامي دينامية مدنية مستقلة، في الأوساط الدرزية، ترفض منطق "التعيين العائلي –الحزبي".
المدنمنذ 6 أيامسياسةالمدنالمرج وجب جنين وصغبين: صدام "حضاري" ونفور من المجنّسينتشهد بلدات البقاع الغربي بتنوعها الطائفي والسياسي ديناميكية انتخابية محلية تتداخل فيها الانتماءات العائلية والطائفية والحزبية. مشهد يعكس مرونة التحالفات "غير الطبيعية" بين خصوم الأمس. لكنها لا تُقنع القواعد الناخبة التي تبقى رهن التوازنات العائلية على حساب الاعتبارات السياسية أو الحزبية. بين المرج وجب جنين الواقعتين ضمن اتحاد قرى السهل، وصغبين في اتحاد قرى البحيرة، وصولاً إلى راشيا، تتقاطع المعارك الانتخابية في أمور عدّة منها: تحالفات سياسية غير مألوفة، غالباً ما تُبنى على توازنات عائلية دقيقة أكثر من الالتزامات الحزبية. وحضور متفاوت للقوى الحزبية الكبرى، ومحاولتها التموضع محلياً تحت مظلة "التنمية" أو "الخدمة"، مع تراجع قدرتها على ضبط الناخبين. يضاف إلى ذلك، صوت ما زال خجولاً للمجتمع المدني لا سيما في راشيا، وضعف التمثيل النسائي في معظم اللوائح، وتوترات كامنة بين بعض المكوّنات تكشف هشاشة التعايش حتى في المجتمعات المتجانسة مذهبياً، لاسيما بما يتعلق بقضايا التجنيس. تحالفات متناقضة في صغبين تعبّر بلدة صغبين عن تنوع الأحزاب مثل التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرها. ولم يعد بالإمكان الفصل بين الانتماء العائلي والحزبي. وقررت هذه الأحزاب أن "تحب بعضها" في الانتخابات، فعقدت تحالفات متناقضة، لم ترق لفئة أخرى من أبناء صغبين. لذا عملوا على تشكيل لائحة مواجهة من "مستقلين"، كما أكد مواطنون من البلدة. في الشكل، تتنافس في صغبين لائحتين، لكن ثمة بوادر لتشكيل لائحة ثالثة. اللائحة الأولى يرأسها مختار البلدة الياس زيدان المنتسب للقوات. ويشير مصدر "قواتي" إلى أن المرشحين ينتمون لمختلف الأحزاب في البلدة مع مراعاة تمثيل العائلات. وهي تضم أربع مرشحات من أصل 15 مرشحاً، إضافة إلى ثلاثة مخاتير، إثنان منهم للقوات. ويقول المصدر: "القوات ملتزمة بالتصويت للمخاتير الحزبيين من دون إلزام اللائحة بهما". اللائحة الثانية يرأسها طوني مطانوس، وتضم اللائحة ثلاث سيدات. رئيس اللائحة، بحسب أبناء البلدة، مناصر للقوات وغير منتسب. لكن التركيبة العائلية في اللائحة تجعلها أقل حدة سياسيا، حتى لو أنها تضم مرشحين مناصرين للأحزاب، أو يحملون بطاقات عضوية. لكن إسقاط هذه التحالفات على الناخبين دفع إلى تشكيل لائحة ثالثة تضم مرشحين من اللائحتين السابقتين. وتختلف خلفيات الخيارات في هذا الإطار بين الحزبية والعائلية. هشاشة التحالفات في جب جنين بلدة نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي جب جنين تحتضن تنوعاً سياسياً ومذهبياً وعائلياً، وسط حماسة انتخابية كبيرة. رغم أن أوساط الفرزلي تنفي أي تدخل له في المعركة البلدية، يتحدث أبناء البلدة عن دعمه المباشر مع خصمه السابق الوزير السابق محمد رحال للائحة "الإرادة الشعبية". علما أن اللائحة تحظى أيضا بدعم فريق من متمولي البلدة، إضافة إلى جمهور يدور في فلك تيار المستقبل. ورغم أن اللائحة لا تضم أي وجه نسائي، جرى استحضار مقدمة البرامج التلفزيونية أنابيللا هلال، زوجة الدكتور نادر صعب إبن البلدة، للترويج للائحة ودعوة الناخبين للتصويت لها، دعما لصهر العائلة المرشح. مرّ تشكيل لائحة "الإرادة الشعبية" في مرحلة عسيرة من التوافق على توازنات عائلية. وقد أدت المساعي لتحقيق ما سمي "التوافق" إلى انقسام في عائلة "شرانق"، أكبر عائلات البلدة. فاستعادت المبادرة وأطلقت معركة انتخابية برئاسة طبيب العيون بلال شرانق من ضمن لائحة "وحدة جب جنين". وهذه اللائحة لا تضم أي وجه نسائي أيضاً. لكنها نجحت في تركيبتها السياسية بجمع الأحزاب المسيحية الثلاثة القوات والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية. وتمثّل كل حزب بحسب حجمه، من المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحين. عملياً تقوم هذه اللائحة على توازن مسيحي يلعب دورا محوريا في إضفاء الشرعية التمثيلية، الأمر الذي تفتقده اللائحة الثانية، الذي اقتصر التمثيل المسيحي فيها على زعامة الفرزلي. وقد رشّحت هذه اللائحة العميد أحمد قدورة، الذي يعرف بقربه من تيار المستقبل، نائباً لرئيس البلدية. وهي محاولة لاستقطاب جو تيار المستقبل الشعبي، من دون الإخلال بالعلاقة المتوازنة التي تربط اللائحة مع حزب الاتحاد، رغم وقوف رئيس الحزب النائب حسن مراد على الحياد وفقا لموقفه المعلن على الأقل. المرج على صفيح رفض المجنّسين كان من المتوقّع أن تخوض المرج معركة بلدية هادئة، لكن خشنة بسبب غياب الترشيحات النسائية، في بلدة تُعرف بمستوى تعليم بناتها وحرص العائلات على دفعهن نحو التخصص والتميّز الأكاديمي. إلا ان حسابات توزيع "الحصص الذكورية" من ضمن توازنات العائلات حالت دون ذلك. كما أنها كادت تتسبب ب "خضّة" كبرى في المجتمع، نتيجة ترشح ثلاثة من أبناء العشائر العربية المجنسة على إحدى اللائحتين المتنافستين. لكن جرى احتواء هذه الأزمة سريعا. تبدو اللعبة في المرج محسوبة بدقة، وتحكمها الاتفاقات العائلية التقليدية التي تؤمّن توازنا بين عائلة الجراح، كبرى العائلات السنية في المرج، وعائلتَي الشموري وصالح. وبعد أن أنهت عائلة الجراح ولاية المجلس البلدي السابق، سيتقاسم دوري صالح وعماد شموري ولاية المجلس البلدي المقبل، في حال فازا من ضمن لائحة "كلنا للمرج".ومع أنّ لا تدخل سياسياً مباشراً لابن البلدة جمال الجراح في المعركة، فإنّ صوته العائلي محسوم لهذه اللائحة احتراما للأعراف القائمة. غير أنّ عائلة شموري تبدو منقسمة في الدورة الانتخابية الحالية. ويُقدّر أن نحو نصف أصواتها قد تذهب إلى لائحة "مرجنا عهدنا"، وذلك بموجب اتفاق تمّ مع خالد شموري على ترؤس نصف ولاية للمجلس البلدي إلى جانب عمر حرب. ورغم هذا الانقسام داخل عائلة شموري، فإنّ المعركة تأخذ طابع التنافس بين العائلات الكبرى في البلدة والعائلات الأقل عدداً. وقد ازداد تشنجها مع ترشيح لائحة "مرجنا عهدنا" لثلاثة أعضاء من العرب المُجنّسين في البلدة. وهو ما كاد أن يتسبّب بصدام "حضاري" في المرج، لولا التدخّلات التي حصلت لاحتواء الاحتقان، بمسعى من المختار صلاح ديب صالح، الذي أدان "البيان الأسود" الصادر عن فئة، بحسب وصفه، "تمتهن الفتن" للنيل من علاقات البلدة الاجتماعية. خصوصية راشيا درزياً كان خيار التوافق البلدي في مدينة راشيا جدياً، وذلك بمسعى مباشر من النائب وائل أبو فاعور، الذي تقول أوساطه أنه تواصل مع الفعاليات والمشايخ والمرجعيات الاجتماعية لتجنيب المدينة معركة. إلا أن تلك المحاولات وصلت إلى طريق مسدود في راشيا، بعكس عدد من قرى القضاء التي شهدت توافقات بلدية ناجحة. وهذا يدلّ على خصوصية راشيا وطبيعة صراعاتها الداخلية. وعليه تبدو معركة "راشيا تستحق" التي شكلها الحراك المدني بوجه "لائحة معا لراشيا أحلى"، المدعومة مباشرة من الحزب التقدمي الاشتراكي، امتدادا لمزاج اعتراضي مدني برز في الاستحقاقات السابقة. ويبدو أنه يسعى لتكريس حضور فعلي في القرار المحلي. مع أن لائحة "الاشتراكي" تضم مرشحين مسيحيين منتمين إلى الخصمين المسيحيين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، يؤكد مصدر قريب من "الاشتراكي" أن اللائحة ليست تحالفًا سياسيا بالمعنى الحزبي، بل تقوم على تحالف عائلي متنوّع يضمّ شخصيات من خلفيات سياسية مختلفة. على مستوى التمثيل النسائي، تشكل فريال صعب، مسؤولة الاتحاد النسائي التقدمي، الوجه النسائي البارز في اللائحة، التي تضم أيضا مرشحة أخرى هي رانيا الخوري. وتتساوى "راشيا تستحق"، التي رشحت ميرفت أبو عسلي وماغي البطح، مع "معا لراشيا أحلى" في تقديم مرشحتين فقط من أصل 15 مرشحاً. يبقى أن تمسّك "المجتمع المدني بتشكيل لائحته الخاصة في راشيا يدلّ على تنامي دينامية مدنية مستقلة، في الأوساط الدرزية، ترفض منطق "التعيين العائلي –الحزبي".