logo
#

أحدث الأخبار مع #جزاروالناظور

معركة طاحنة هذه الأيام في أسواق الناظور لسبب غريب جدا؟
معركة طاحنة هذه الأيام في أسواق الناظور لسبب غريب جدا؟

أريفينو.نت

timeمنذ 7 ساعات

  • أعمال
  • أريفينو.نت

معركة طاحنة هذه الأيام في أسواق الناظور لسبب غريب جدا؟

كتب/عماد العرفاني أيها الناظوريون الكرام، يا شعب 'الكبدة المشوية' و'الدوارة بالتقلية' العظيم! ها قد أطل علينا عيد الأضحى المبارك، ومعه أطلت علينا – كالعادة – بورصة أسعار اللحوم 'الداخلية' التي تجعل بورصة وول ستريت تبدو كلعبة أطفال مملة. نعم يا سادة، نتحدث عن تلك القطع الثمينة، 'الدوارة' و'الكبدة'، التي تحولت في مدينتنا العزيزة الناظور من مجرد أحشاء خروف إلى رموز للثراء الفاحش والمكانة الاجتماعية المرموقة. بلاغ ملكي أم نكتة الموسم؟ الناظوريون يردون: 'العيد بلا دوارة بحال البحر بلا ملح!'… والمحافظة على الثروة الحيوانية تنتظر العام القادم! فبينما كنا نظن أن البلاغ الملكي الأخير، بدعوته الكريمة لترشيد ذبح الأضاحي، سيجعلنا أكثر تعقلاً، إذا بنا نرى الناظوري الأصيل، بعزيمته التي لا تلين وإصراره الذي يفتت الصخر (خاصة إذا كان الصخر يقف بينه وبين 'كرشة' شهية)، يتحدى الظروف والتوصيات. ففي الناظور، يبدو أن شعار 'الحفاظ على الثروة الحيوانية' يُترجم إلى 'حافظ على حصتك من الدوارة قبل أن تطير!'. فما قيمة الثروة الحيوانية إن لم نستمتع بمذاقها وهي تلفحها نيران 'المجمر'؟ جزارو الناظور: خبراء تسويق أم أساتذة في فن 'السلخ' ؟ أسعار خيالية والرقابة في سبات عميق تحلم بـ'بولفاف'! وفي خضم هذا 'التهافت' الذي يجعل تهافت المتسوقين في 'الجمعة السوداء' الأمريكية يبدو كنزهة في حديقة، يبرز جزارو الناظور النبهاء. هؤلاء الفنانون الذين لا يتقنون سلخ الأضحية فحسب، بل يتقنون أيضاً سلخ جيوبنا بابتسامة عريضة لا تفارق محياهم. فجأة، وبقدرة قادر، أصبحت 'الدوارة' التي كانت تُرمى للقطط في بعض الأزمنة الغابرة، تُباع بأسعار تتجاوز الـ 500 درهم، وتقترب بخجل من الـ 600 درهم! أما 'الكبدة'، تلك الجوهرة السوداء اللامعة، فقد وصل سعر الكيلوغرام منها إلى ما يعادل قسطاً شهرياً لمدرسة خاصة فاخرة. هل يعقل هذا يا قوم؟ هل أصبحنا نعيش في 'مونتي كارلو' الأحشاء؟ يخبرنا 'الخبراء' و'المهنيون' في أزقة أسواقنا العامرة بأن السبب هو 'الطلب الهائل' و'العرض الشحيح'، وأن قرار منع ذبح الإناث زاد الطين بلة. كلام جميل ومنطقي، لكن هل هذا يبرر أن تتحول قطعة 'دوارة' إلى استثمار يعادل شراء قطعة أرض صغيرة في 'بويزرزارن'؟ اقتصاد 'ما بعد الكرشة': محللون ناظوريون يحذرون من انهيار سوق العقارات بسبب الاستثمار في 'أحشاء الخروف'! بل إن بعض المحللين الاقتصاديين الناظوريين، بنظرتهم الثاقبة التي تتجاوز حدود طبق 'التقلية'، قد بدأوا يحذرون من انهيار وشيك في سوق العقارات، ليس بسبب فقاعة أو أزمة عالمية، بل بسبب تحويل المواطنين جل مدخراتهم واستثماراتهم نحو القطاع الأكثر ربحية على ما يبدو: قطاع 'أحشاء الخروف'! فمن يجرؤ على شراء شقة وهو لم يؤمّن بعد 'دوارة' العيد؟ أين هي آليات الرقابة التي نسمع عنها في نشرات الأخبار؟ هل هي في إجازة عيد مبكرة تستمتع بشواء فاخر على حساب جيوبنا المكلومة؟ أم أن المراقبين أنفسهم مشغولون بجمع 'الدوارة' لعائلاتهم الكريمة قبل نفاد الكمية؟ 'وا عباد الله! واش الكبدة ولات أغلى من الكوكايين؟ تدخلوا وإلا غنطيبو العيد بالحجر!' إنها صرخة مدوية، ترتفع من حنجرة كل ناظوري يرى فرحة العيد تتحول إلى كابوس مالي، صرخة تتجاوز همهمات الاسواق لتهز أركان العمالة نفسها. فبدلاً من أن نفكر في بهجة التضحية وصلة الرحم، أصبحنا نفكر في كيفية تدبير قرض بنكي مصغر لشراء 'مكونات العيد الأساسية'. نطالب، ونحن نكاد نبيع كِلانا (البشرية هذه المرة) لنشتري كِرشة، بتدخل عاجل من السلطات. أوقفوا 'لوبي الدوارة والكبدة' هذا! ضعوا حداً لهذا الاستغلال الفاحش الذي يحول مناسبة دينية إلى مهرجان للنهب المقنن. وإلا، فلا تستغربوا إذا رأيتم الناظوريين يحتفلون بالعيد القادم على طبق من 'السردين المعلب'، وهو ينظر بحسرة إلى صور 'الدوارة' المعروضة في المتاحف كقطع أثرية نادرة! عيدكم مبارك (إذا تبقى لكم ما تشترون به خبز العيد)!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store