#أحدث الأخبار مع #جلالعبدالفتاحاليوم السابع٠٦-٠٤-٢٠٢٥ترفيهاليوم السابعمجانين أم كلثوم.. رثاء بطعم الفنانتهيت من رواية "مجانين أم كلثوم" للكاتب المبدع شريف صالح، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، ورأيت في بطلها جلال عبد الفتاح صورة حقيقية لما يحدث لمعظمنا في الحياة، حيث البدايات الطيبة والنهايات الخائبة. أكثر ما أثر بي أن جلال عبد الفتاح، العاشق لفن أم كلثوم، والذي لم يُرد من الحياة سوى أن تكون هادئة وأن يُحِب ويُحَب، وأن تصبح أغنيات الست هي موسيقى تصويرية لحياته، لكن ذلك لم يحدث، صحيح أن أغنيات "الست" أحاطت بحياته لكنها لم تم تكن بالدلالة نفسها التي تمناها، بل كانت الأغنيات معبرة عن انكساراته المتتالية، مع أنه لم يفعل شيئًا سوى الحب. هناك أشياء كثيرة تستحق أن نتوقف أمامها في الرواية الممتعة، منها ما يتعلق بالشخصيات، ومنها ما يتعلق بالبناء، ومنها ما يتعلق بالواقع الذي لا يسمح للحالمين أن ينعموا بأحلامهم إن تحققت. ولعل شخصية "وسام عبد البديع"، التي غيرت اسمها إلى "سلمى" وسعت بكل قوة أن تخرج من ماضيها (وتغيير اسمها دليل على ذلك)، هي الوجه الآخر من جلال عبد الفتاح، فهو سمح للآخرين أن يعيشوا ويحلموا على حسابه، بينما حققت هي أهدافها على حساب الآخرين، على حساب من أحبها أساسًا، والملاحظ أنها لم تشعر بالندم، وذلك لكون الحب ليس من قيمها في الأساس، بل قيمتها الأساسية التي دافعت عنها هي تحقيق الذات، وقد استباحت في سبيل ذلك كل القيم التي كانت مستقرة في حياة زوجها جلال عبد الفتاح. ويمثل كل من جلال ووسام نموذجين متناقضين لكنهما حقيقيان، يتشكل منها العالم المحيط بنا، أحدهما حالم (خائب) والآخر متطلع (يفقد إنسانيته) في سبيل أهدافه. وقد استطاع شريف صالح، من خلال الرواية، أن يعبر عن جيلٍ مهمٍ في الحياة المصرية، هذا الجيل تميز بأن خسائره أكثر من مكاسبه، وفي سبيل ذلك عمل على بناء الرواية بطريقة تثير في نفوسنا الحنين وتبعث أغاني أم كلثوم مرة أخرى جاعلة منها مقياسًا فنيًا ونفسيًا لأثر الرواية للرواية، وهنا يجب القول إن شريف صالح خير من يكتب رواية تعلق بأم كلثوم أو عبد الوهاب، فمعروف عنه افتتانه بهذه المرحلة المهمة من حياة الأمة المصرية. والملاحظ أن زمن الرواية يمتد سنوات، هذه السنوات كانت كافية لتقديم صورة متكاملة عن المجتمع المصري وأنماط شخصياته المتنوعة، كما تلقي الضوء على الصعود والهبوط لطبقات معينة في المجتمع، وكذلك عن الأحلام والانكسارات والتغيرات التي تصيب الإنسان نفسه، وعن الفكرة عندما تستقر في العقل وعن أم كلثوم التي لن تموت أبدا، وإن حاول الجميع العمل على تشويه سيرتها، أو التقليل من تأثيرها. وبعدما انتهيت من "مجانين أم كلثوم" تيقنت أنني من مجانينها، وأن الرواية هي "مرثية" للإنسان وأيامه وأحلامه، لكنها مرثية بطعم الفن.
اليوم السابع٠٦-٠٤-٢٠٢٥ترفيهاليوم السابعمجانين أم كلثوم.. رثاء بطعم الفنانتهيت من رواية "مجانين أم كلثوم" للكاتب المبدع شريف صالح، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، ورأيت في بطلها جلال عبد الفتاح صورة حقيقية لما يحدث لمعظمنا في الحياة، حيث البدايات الطيبة والنهايات الخائبة. أكثر ما أثر بي أن جلال عبد الفتاح، العاشق لفن أم كلثوم، والذي لم يُرد من الحياة سوى أن تكون هادئة وأن يُحِب ويُحَب، وأن تصبح أغنيات الست هي موسيقى تصويرية لحياته، لكن ذلك لم يحدث، صحيح أن أغنيات "الست" أحاطت بحياته لكنها لم تم تكن بالدلالة نفسها التي تمناها، بل كانت الأغنيات معبرة عن انكساراته المتتالية، مع أنه لم يفعل شيئًا سوى الحب. هناك أشياء كثيرة تستحق أن نتوقف أمامها في الرواية الممتعة، منها ما يتعلق بالشخصيات، ومنها ما يتعلق بالبناء، ومنها ما يتعلق بالواقع الذي لا يسمح للحالمين أن ينعموا بأحلامهم إن تحققت. ولعل شخصية "وسام عبد البديع"، التي غيرت اسمها إلى "سلمى" وسعت بكل قوة أن تخرج من ماضيها (وتغيير اسمها دليل على ذلك)، هي الوجه الآخر من جلال عبد الفتاح، فهو سمح للآخرين أن يعيشوا ويحلموا على حسابه، بينما حققت هي أهدافها على حساب الآخرين، على حساب من أحبها أساسًا، والملاحظ أنها لم تشعر بالندم، وذلك لكون الحب ليس من قيمها في الأساس، بل قيمتها الأساسية التي دافعت عنها هي تحقيق الذات، وقد استباحت في سبيل ذلك كل القيم التي كانت مستقرة في حياة زوجها جلال عبد الفتاح. ويمثل كل من جلال ووسام نموذجين متناقضين لكنهما حقيقيان، يتشكل منها العالم المحيط بنا، أحدهما حالم (خائب) والآخر متطلع (يفقد إنسانيته) في سبيل أهدافه. وقد استطاع شريف صالح، من خلال الرواية، أن يعبر عن جيلٍ مهمٍ في الحياة المصرية، هذا الجيل تميز بأن خسائره أكثر من مكاسبه، وفي سبيل ذلك عمل على بناء الرواية بطريقة تثير في نفوسنا الحنين وتبعث أغاني أم كلثوم مرة أخرى جاعلة منها مقياسًا فنيًا ونفسيًا لأثر الرواية للرواية، وهنا يجب القول إن شريف صالح خير من يكتب رواية تعلق بأم كلثوم أو عبد الوهاب، فمعروف عنه افتتانه بهذه المرحلة المهمة من حياة الأمة المصرية. والملاحظ أن زمن الرواية يمتد سنوات، هذه السنوات كانت كافية لتقديم صورة متكاملة عن المجتمع المصري وأنماط شخصياته المتنوعة، كما تلقي الضوء على الصعود والهبوط لطبقات معينة في المجتمع، وكذلك عن الأحلام والانكسارات والتغيرات التي تصيب الإنسان نفسه، وعن الفكرة عندما تستقر في العقل وعن أم كلثوم التي لن تموت أبدا، وإن حاول الجميع العمل على تشويه سيرتها، أو التقليل من تأثيرها. وبعدما انتهيت من "مجانين أم كلثوم" تيقنت أنني من مجانينها، وأن الرواية هي "مرثية" للإنسان وأيامه وأحلامه، لكنها مرثية بطعم الفن.