#أحدث الأخبار مع #جمالبيسيسو،أخبارنا١٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةأخبارناكاتب مجهول : عين ضريرة وأجندة خطيرة .. انحياز (ميدل إيست آي) المستمر ضد الأردنأخبارنا : في مقال قوي جداً رفض صاحبه الإفصاح عن اسمه حتى لا ينعت بالتملق والرياء مع ان الدفاع عن الوطن هو الجهاد بعينه .. واليكم المقال كما وصل للشريط الإخباري : في مشهد الشرق الأوسط الملتبس قد يختلط على المرء من يسعف المنكوب ومن ينكب المسعف. موقع إخباري بريطاني ظن أنه كشف سرا تجاريا خلف إنزال المساعدات الأردنية إلى غزة فكانت النتيجة أقرب إلى سقوط حر في اختبار المصداقية. الأردن الذي بسط يده بالعطاء على غزة من تخومها حتى قلبها ناثرا المساعدات حيثما وجد وجع أو نداء وجد نفسه هدفا لإسقاطات صحفية مشحونة بالاتهامات. لا شيء يجذب الانتباه أكثر من عنوان صحفي يلمح إلى صفقة خلف مأساة، هذا ما فعله موقع ميدل إيست آي في تقريره الأخير حين زعم أن الأردن يجني أرباحا من إيصال المساعدات الدولية إلى غزة. مصادر الموقع وما أكثرها حين تغيب الأسماء ربطت هذا التربح المزعوم بأسطول شاحنات جديد ومستودعات أوسع بدعم دولي. التقرير رسم صورة مثيرة للريبة تضع الأردن كوسيط إغاثة بمقابل مادي يستفيد من حصار غزة بتحويل المأساة الإنسانية إلى فرصة استثمارية. الجيش الأردني بدأ الإنزالات بعد نحو شهر من الحرب ونفذ ما يقارب 400 عملية إنزال شارك جلالة الملك شخصيا في واحدة منها. كل هذه الجهود لم تسلم من النقد إذ وصفها التقرير بأنها "غير آمنة وغير كافية" قياسا بالمعابر البرية. ليخلص إلى إيحاء خطير بأن الأردن يسعف غزة بيد ويحصّل الفاتورة باليد الأخرى. الرد الأردني لم يتأخر وجاء بلغة الأرقام لا بلغة "المصادر المطلعة"، إذ أصدرت الهيئة الخيرية الهاشمية بيانا وصفت فيه تقرير الموقع بأنه مضلل وكاذب ويهدف لتشويه صورة الأردن، وأكدت أن الموقع تواصل معها في آخر دوام يوم الخميس وطرح أسئلة اتهامية مطالبا برد خلال 3 ساعات فقط قبل نشر المادة، ما يشي بأن النية كانت مبيتة للنشر دون رد لإضفاء وهم الحيادية على رواية جاهزة. يبقى السؤال المعلق في الهواء، ما الذي يدفع "موقعا بريطانيا" يدعي الحياد لهذا الاستهداف الممنهج؟ الإجابة تبدأ من التمويل ولا تنتهي عند الخط التحريري؛ فموقع ميدل إيست آي يدار من لندن لكن بعض الخيوط تمتد شرقا إلى حيث السياسة تتنكر في هيئة صحافة، إذ يظهر موقع سجل الشركات البريطانية بأن المالك والمدير الوحيد للموقع هو جمال بيسيسو، ما يعني أنه عراب هذه المنصة وخازن أسرارها المالية. لا يغرنك الاسم غير المتداول، ولا جنسيته الهولندية؛ فبسيسو شخصية عملت سابقا في قناة الجزيرة، وقد كشفت تحقيقات صحفية أن سجلات الموقع تربط بسيسو أيضا بمشاريع إعلامية ذات صلة بحركة حماس؛ إذ كان وكيل تسجيل موقع "قناة القدس" التابع لحماس في غزة؛ التمويل ليس شبهة هنا بل وثيقة. رئيس تحرير الموقع ديفيد هيرست، دافع في وقت سابق عن حيادية الموقع بقوله إن مالكيه لا يتبعون لأي حكومة وإن فريقه متنوع الخلفيات، وبعضهم نشطاء. لكن هذا الدفاع بدا أقرب إلى تبرير خجول، وسط اتهامات بأن الموقع مجرد امتداد إعلامي لأجندات أيديولوجية تتوارى خلف "ستار الاستقصاء". وبمعرفة هذه الخلفية، لا يبدو استهداف الأردن استثناء، بل فصلا من حملة مدروسة المصدر والغاية. ومن "أحلام إلى حماس" استمر مسلسل الاستهداف، ففي أكثر من تقرير زعم الموقع أن الأردن إما وافق على تسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي أو يجري محادثات لترحيلها، وربط الموقع هذه المزاعم بالمساعدات أمريكية، وصيغت وكأن التميمي بند تفاوضي على طاولة المال والسياسة. لكن الأيام مرت ولم تسلم التميمي، ليعود الموقع مطلع العام وينشر رواية أخرى تزعم أن الأردن طلب من أحلام الرحيل من الأردن، وإلا سيجبر على تسليمها، ومرت الشهور ولم يظهر أي دليل ولم تغادر التميمي منزلها، ثم جاءت رويترز "التي لا تكتب لها الروايات" لتنشر اتفاقا حول استثناء الأردن من قرار تعليق المساعدات الأميركية دون شرط، فما لم يحدث أبلغ رد على ما قيل. وفي أواخر 2023 ادعى التقرير أن الأردن اقترح خطة لترحيل 3 آلاف عنصر من حماس إلى خارج غزة لإنهاء الحرب. كان العنوان جاهزا و"المصادر مطلعة كالعادة"،فخرج وزير الخارجية أيمن الصفدي ونفى الرواية جملة وتفصيلا بشكل حاسم ووصفها بالادعاءات، كما أكد الصفدي أن الموقع لم يتواصل أصلا مع الخارجية وأن الأردن لم يطرح مثل هذا المقترح لا علنا ولا سرا. ثم مرت الأحداث والشهور ولم يرحل أحد ولم يظهر المقترح الذي روج له التقرير. تكرر الصدف يدل على أن المسألة لم تعد صدفة، بل هي حملة معدة سلفا وموجهة بدقة. في المحصلة فإن صورة الأردن أكثر صلابة من أن تشوهها عين ضريرة مثقلة بأجندات خطيرة، لم تبصر المساعدات وحدقت فقط صوب جيب الممول. ولعل بعض الصحف هذه الأيام تبدأ خبرها بسحابة غبار وتنتهيه بتوقيع مصدر مطلع. فما في التقرير المشبوه لم يكن صحافة بل غبارا معلبا نثر على وجه الحقيقة، والأردن الذي لا يزايد في المواقف يعرف أن الصمت أحيانا أبلغ من كل بيان. ما اعتاد الأردني أن يشتري الذمم لكنه دائما يدفع الثمن عن الجميع. ادخل مقهى في عمان، راقب الطاولة عند الحساب وستفهم، فالكرم هنا ليس عادة بل عقيدة، لا فرق فيها بين الفاتورة السياسية أو فاتورة الشاي. وإن كان هذا حال "المنصات الإعلامية المستقلة" فليبارك الله في المنصات الإعلامية الرسمية، على الأقل نعرف من يكتب فيها.
أخبارنا١٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةأخبارناكاتب مجهول : عين ضريرة وأجندة خطيرة .. انحياز (ميدل إيست آي) المستمر ضد الأردنأخبارنا : في مقال قوي جداً رفض صاحبه الإفصاح عن اسمه حتى لا ينعت بالتملق والرياء مع ان الدفاع عن الوطن هو الجهاد بعينه .. واليكم المقال كما وصل للشريط الإخباري : في مشهد الشرق الأوسط الملتبس قد يختلط على المرء من يسعف المنكوب ومن ينكب المسعف. موقع إخباري بريطاني ظن أنه كشف سرا تجاريا خلف إنزال المساعدات الأردنية إلى غزة فكانت النتيجة أقرب إلى سقوط حر في اختبار المصداقية. الأردن الذي بسط يده بالعطاء على غزة من تخومها حتى قلبها ناثرا المساعدات حيثما وجد وجع أو نداء وجد نفسه هدفا لإسقاطات صحفية مشحونة بالاتهامات. لا شيء يجذب الانتباه أكثر من عنوان صحفي يلمح إلى صفقة خلف مأساة، هذا ما فعله موقع ميدل إيست آي في تقريره الأخير حين زعم أن الأردن يجني أرباحا من إيصال المساعدات الدولية إلى غزة. مصادر الموقع وما أكثرها حين تغيب الأسماء ربطت هذا التربح المزعوم بأسطول شاحنات جديد ومستودعات أوسع بدعم دولي. التقرير رسم صورة مثيرة للريبة تضع الأردن كوسيط إغاثة بمقابل مادي يستفيد من حصار غزة بتحويل المأساة الإنسانية إلى فرصة استثمارية. الجيش الأردني بدأ الإنزالات بعد نحو شهر من الحرب ونفذ ما يقارب 400 عملية إنزال شارك جلالة الملك شخصيا في واحدة منها. كل هذه الجهود لم تسلم من النقد إذ وصفها التقرير بأنها "غير آمنة وغير كافية" قياسا بالمعابر البرية. ليخلص إلى إيحاء خطير بأن الأردن يسعف غزة بيد ويحصّل الفاتورة باليد الأخرى. الرد الأردني لم يتأخر وجاء بلغة الأرقام لا بلغة "المصادر المطلعة"، إذ أصدرت الهيئة الخيرية الهاشمية بيانا وصفت فيه تقرير الموقع بأنه مضلل وكاذب ويهدف لتشويه صورة الأردن، وأكدت أن الموقع تواصل معها في آخر دوام يوم الخميس وطرح أسئلة اتهامية مطالبا برد خلال 3 ساعات فقط قبل نشر المادة، ما يشي بأن النية كانت مبيتة للنشر دون رد لإضفاء وهم الحيادية على رواية جاهزة. يبقى السؤال المعلق في الهواء، ما الذي يدفع "موقعا بريطانيا" يدعي الحياد لهذا الاستهداف الممنهج؟ الإجابة تبدأ من التمويل ولا تنتهي عند الخط التحريري؛ فموقع ميدل إيست آي يدار من لندن لكن بعض الخيوط تمتد شرقا إلى حيث السياسة تتنكر في هيئة صحافة، إذ يظهر موقع سجل الشركات البريطانية بأن المالك والمدير الوحيد للموقع هو جمال بيسيسو، ما يعني أنه عراب هذه المنصة وخازن أسرارها المالية. لا يغرنك الاسم غير المتداول، ولا جنسيته الهولندية؛ فبسيسو شخصية عملت سابقا في قناة الجزيرة، وقد كشفت تحقيقات صحفية أن سجلات الموقع تربط بسيسو أيضا بمشاريع إعلامية ذات صلة بحركة حماس؛ إذ كان وكيل تسجيل موقع "قناة القدس" التابع لحماس في غزة؛ التمويل ليس شبهة هنا بل وثيقة. رئيس تحرير الموقع ديفيد هيرست، دافع في وقت سابق عن حيادية الموقع بقوله إن مالكيه لا يتبعون لأي حكومة وإن فريقه متنوع الخلفيات، وبعضهم نشطاء. لكن هذا الدفاع بدا أقرب إلى تبرير خجول، وسط اتهامات بأن الموقع مجرد امتداد إعلامي لأجندات أيديولوجية تتوارى خلف "ستار الاستقصاء". وبمعرفة هذه الخلفية، لا يبدو استهداف الأردن استثناء، بل فصلا من حملة مدروسة المصدر والغاية. ومن "أحلام إلى حماس" استمر مسلسل الاستهداف، ففي أكثر من تقرير زعم الموقع أن الأردن إما وافق على تسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي أو يجري محادثات لترحيلها، وربط الموقع هذه المزاعم بالمساعدات أمريكية، وصيغت وكأن التميمي بند تفاوضي على طاولة المال والسياسة. لكن الأيام مرت ولم تسلم التميمي، ليعود الموقع مطلع العام وينشر رواية أخرى تزعم أن الأردن طلب من أحلام الرحيل من الأردن، وإلا سيجبر على تسليمها، ومرت الشهور ولم يظهر أي دليل ولم تغادر التميمي منزلها، ثم جاءت رويترز "التي لا تكتب لها الروايات" لتنشر اتفاقا حول استثناء الأردن من قرار تعليق المساعدات الأميركية دون شرط، فما لم يحدث أبلغ رد على ما قيل. وفي أواخر 2023 ادعى التقرير أن الأردن اقترح خطة لترحيل 3 آلاف عنصر من حماس إلى خارج غزة لإنهاء الحرب. كان العنوان جاهزا و"المصادر مطلعة كالعادة"،فخرج وزير الخارجية أيمن الصفدي ونفى الرواية جملة وتفصيلا بشكل حاسم ووصفها بالادعاءات، كما أكد الصفدي أن الموقع لم يتواصل أصلا مع الخارجية وأن الأردن لم يطرح مثل هذا المقترح لا علنا ولا سرا. ثم مرت الأحداث والشهور ولم يرحل أحد ولم يظهر المقترح الذي روج له التقرير. تكرر الصدف يدل على أن المسألة لم تعد صدفة، بل هي حملة معدة سلفا وموجهة بدقة. في المحصلة فإن صورة الأردن أكثر صلابة من أن تشوهها عين ضريرة مثقلة بأجندات خطيرة، لم تبصر المساعدات وحدقت فقط صوب جيب الممول. ولعل بعض الصحف هذه الأيام تبدأ خبرها بسحابة غبار وتنتهيه بتوقيع مصدر مطلع. فما في التقرير المشبوه لم يكن صحافة بل غبارا معلبا نثر على وجه الحقيقة، والأردن الذي لا يزايد في المواقف يعرف أن الصمت أحيانا أبلغ من كل بيان. ما اعتاد الأردني أن يشتري الذمم لكنه دائما يدفع الثمن عن الجميع. ادخل مقهى في عمان، راقب الطاولة عند الحساب وستفهم، فالكرم هنا ليس عادة بل عقيدة، لا فرق فيها بين الفاتورة السياسية أو فاتورة الشاي. وإن كان هذا حال "المنصات الإعلامية المستقلة" فليبارك الله في المنصات الإعلامية الرسمية، على الأقل نعرف من يكتب فيها.