logo
#

أحدث الأخبار مع #جمالمطر،

الإماراتي جمال مطر: محور روايتي يدور حول السلطة ومفهوم العدالة
الإماراتي جمال مطر: محور روايتي يدور حول السلطة ومفهوم العدالة

الشرق الأوسط

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

الإماراتي جمال مطر: محور روايتي يدور حول السلطة ومفهوم العدالة

صدرت حديثاً عن دار النشر الباريسية العريقة «لارماتان»، ترجمة فرنسية لرواية «ربيع الغابة» للكاتب الإماراتي جمال مطر، حملت توقيع المترجمة المغربية وفاء ملاح، وراجعها الكاتب الفرنسي لوك باربوليسكو. وقد ذَيَّلت الدار الغلاف الأخير للرواية بنبذة تسلط الضوء على سيرة الكاتب وعوالم رواياته. يروي لنا الروائي أحداث هذه الحكاية العجيبة على لسان حيوان، لتتشكل شخصيات الرواية بأكملها من عالم الحيوان الرحب، إذ تنطق بالحكمة على ألسنة البهائم، في تقليد نادر يذكِّرنا بـ«كليلة ودمنة»، لكن مع فارق جوهري، فكتاب «كليلة ودمنة» ليس رواية بالمعنى المتعارف عليه، بل هو سفر حافل بالحكايات المروية على ألسنة الحيوانات. تنطلق شرارة الأحداث من دعابة عابرة بين فأر وأسد. وسيُكتب لهذا الأرنب الصغير شأن عظيم في أرجاء الغابة، تماماً كما تجلى في صفحات «ربيع الغابة». يستلهم الفأر قوته من مهاراته اللغوية الفذة، فهو خطيب مفوَّه، ومتحدث بارع، يمشي على الأرض بخفة ورشاقة، لكنه يترك أثراً عميقاً في نفوس الآخرين. ومنذ اللحظات الأولى لظهوره، يتكشف لنا خبث الفأر المبطَّن ومكرُه الخفي، لتتجسد شخصيته في بوتقة تجمع بين صفتي الدهاء والمكر. ومع ولوج الفأر إلى بلاط الأسد المهيب، تتفجر المشكلات، وتتصدع أركان المجتمع الحيواني المتماسك في الغابة. وبدهاء مُحْكَم، يبدأ الفأر في ابتزاز الكائنات الأخرى، متظاهراً بأنه كائن مضطهد، لا يجد من يحبه أو يهتم به، حتى البعوض الذي يقتات على الدماء يعاف دمه ويزدريه لفساده. بهذه الحيلة البارعة، يتمكن الفأر من استمالة بعض الحيوانات إلى صفه، ليُنتخب حاكماً للغابة ليوم واحد فقط، في غياب الملك المهيب، الأسد. وأول قرار يتخذه هذا الحاكم الطارئ هو عزل الملك العادل عن عرشه، مستنداً إلى مبررات واهية، لتبدأ حالة من الفوضى العارمة والخراب المستشري في الغابة، منذ اللحظات الأولى لعهده المشؤوم. وتتجسد البطولة في عالم الحيوان، من خلال أحداث فانتازية، تحلق في فضاء الخيال، لكنها تدور في فلك فكرة جوهرية: صراع حيوانات الغابة على السلطة والنفوذ ومقاليد الحكم. وفي نهاية المطاف، تتجلى الرواية كتجسيد فني للصراع الأزلي بين قوى الخير وقوى الشر. وفي لقاء مع الكاتب، تحدث عن روايته المترجَمة حديثاً إلى الفرنسية، قائلاً: «لقد سعيت جاهداً لأجعل من روايتي (ربيع الغابة) بؤرة للروح الرمزية؛ لذا قررت أن أروي أحداثها على ألسنة الحيوانات، على منوال كتاب (كليلة ودمنة) الخالد، الذي خطَّه ابن المقفع (724 ـــ 759) في العصر العباسي الزاهر، وروايتي تختلف جوهرياً عن رواية «مزرعة الحيوان» لجورج أورويل، التي تتحدث بلسان البشر، وتتحاور مع الحيوانات في بعض الأحيان». ويسترسل الكاتب في الحديث عن منبع إلهام الرواية، قائلاً: «بدأت فكرة الرواية تراودني منذ 15 عاماً، في أثناء سماعي طرفة فكاهية تدور حول فأر. ومنذ ذلك الحين، أخذت تلك الفكرة تنمو وتترعرع في ذهني، وتحولت إلى مشروع فيلم (كارتون) – أي رسوم متحركة. وهكذا بدأت الفكرة تتبلور، وتتشكل في مخيلتي، حتى تكللت جهودي بإتمام كتابتها». ويتابع الكاتب، متطرقاً إلى التساؤلات التي أثيرت حول الرواية بعد نشرها باللغة العربية: «بعد نشر الرواية باللغة العربية، انهالت عليَّ أسئلة كثيرة من القراء، من قبيل: هل هذه الرواية موجَّهة للصغار أو للكبار؟ ولماذا آثرتُ أن أرويها على ألسنة الحيوانات لا على ألسنة البشر؟ وما الرسالة التي تنطوي عليها هذه الرواية؟ وغيرها من الأسئلة». وعن رؤيته الفنية للرواية، يقول: «لقد تدافعت إلى ذهني كل هذه التساؤلات وأنا أغوص في بحر الكتابة، إلا أنني تعاملت مع الفكرة على أساس أنها جنس أدبي مستقل، وأعددتها للشاشة الفضية، وما زلت أحلم بأن تتحول إلى فيلم سينمائي في يوم من الأيام. لقد كان بإمكاني أن أصوغ هذه الرواية في قالب شعري، لكنني فضَّلت الرواية كأسلوب أدبي قادر على استقطاب شريحة أوسع من القراء. وتدور الفكرة المحورية للرواية حول السلطة وكرسي الحكم، ومفهوم العدالة». ويضيف الكاتب شارحاً أبعاد الرواية الرمزية: «تسعى الرواية جاهدة إلى رصد الانطباعات والسلوكيات المتناقضة التي تتأرجح في دواخل البشر، وذلك من خلال تجسيد الصراع الأزلي بين الخير والشر الكامنين في نفوسهم؛ إذ كانت الحياة على سطح الأرض في أبهى عصورها وازدهارها مدينة فاضلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لولا عبث الأشرار فيها. وفي روايتي، يمثل الشر الفأر الذي يزهو بدهاء ومكر بالغين؛ لأنه يمتلك عقلاً شريراً مكَّنه من إقناع الملك بالخروج في نزهة، بل ومرافقته في هذه النزهة؛ ليتمكن من قراءة أفكاره الخفية، وليحقق مآربه وخططه الدنيئة». ويستطرد الكاتب في وصف الصراع المحتدم في الغابة، قائلاً على لسان الفأر: «كم أغبط العصفور في طيرانه الرشيق، وانتقاله السلس من شجرة إلى أخرى بكل حرية وانطلاق، لأنه لا يرزح تحت تسلُّط متسلِّط. لقد ماتت طفولتي البريئة التي ما زلت أبحث عنها». هكذا يمضي الفأر في نسج مكيدته الشيطانية؛ حتى تنتخبه الحيوانات ملكاً متوَّجاً على الغابة. وفي أول يوم من حكمه، يستهل خطابه بالإشادة بفضائله المزعومة، ثم ينطلق منذ اليوم الأول لعهده في بث بذور الفُرقة والشقاق بين الحيوانات، فيبدأ في التخطيط المُحْكم لجمع الأقليات المهمشة في الغابة، ومنحهم العطايا والهبات السخية، ليستميل أصواتهم، ويكسب ولاءهم الزائف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store