logo
#

أحدث الأخبار مع #جمعيةالهلالالأحمرالليبي،

حيرة ليبية من غموض حرائق منازل مدينة الأصابعة
حيرة ليبية من غموض حرائق منازل مدينة الأصابعة

Independent عربية

time٢٨-٠٢-٢٠٢٥

  • صحة
  • Independent عربية

حيرة ليبية من غموض حرائق منازل مدينة الأصابعة

شهدت منطقة الأصابعة غرب ليبيا ظاهرة غامضة، حيث اندلعت حرائق مفاجئة في أكثر من 100 منزل متفرق من دون أسباب معروفة حتى الآن، مما أثار حالة من الذعر والجدل بين السكان، وترك عقولهم حائرة بين تفسيرين متناقضين أحدهما يركن إلى العلم، والآخر يحلق في سماوات الغيب والأسطورة. هذه النيران الغريبة ومجهولة المصدر استمر لهيبها يحرق منازل المنطقة الجبلية الصغيرة التي لا يتجاوز تعداد سكانها 65 ألف نسمة لليوم السادس على التوالي، والتهمت ألسنتها بعض هذه المنازل بأكملها وسط تخبط الجهات الرسمية في مكافحتها بسبب ضعف الاستعدادات وقلة الإمكانيات اللوجستية في المنطقة. توسع الحرائق الغامضة عميد بلدية الأصابعة، عماد المقطوف، قال في تصريحات تلفزيونية إن "عدد المنازل المتضررة نتيجة الحرائق بلغ 110 منازل حتى الآن"، مشيراً إلى أن المنطقة "تعاني من نقص حاد في سيارات الإطفاء، حيث لا تتوافر سوى سيارة واحدة في ظل المساحة الجغرافية الواسعة". وأكد المقطوف أنهم "يعملون على تقييم جميع الأضرار الناجمة عن الحرائق، التي تشهدها المدينة منذ ستة أيام وتزايدت وتيرتها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وامتدت إلى عدة أحياء جديدة، إذ تم تسجيل حالات اختناق وإصابات، فضلاً عن احتراق بعض البيوت للمرة الثالثة على التوالي، وفي بعض الأوقات اندلعت النيران في أكثر من منزل بشكل متزامن، ما زاد من حالة الهلع بين السكان". وأضاف عميد البلدية "الحرائق تتكرر من دون معرفة أسبابها حتى الآن، وتم تداول بعض الأقاويل حول أن الحريق قد تكون له أسباب بيئية أو روحانية، لكن هذه التصريحات لا تستند إلى أي أدلة علمية". إعلان الطوارئ وأعلن نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية ووزير الصحة المكلف، رمضان أبو جناح، عن تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة تطورات الأوضاع في مدينة الأصابعة، التي شهدت في الأيام الأخيرة سلسلة حرائق غامضة. وأصدر أبو جناح، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة، توجيهات عاجلة إلى أجهزة الإمداد الطبي والإسعاف والطوارئ والطب الميداني، إضافة إلى جمعية الهلال الأحمر الليبي، لضمان توفير الحاجات الطبية الضرورية للمدينة. ولم تكشف أي جهة رسمية حتى الآن عن الأسباب الحقيقية والمنطقية لاندلاع هذه الحرائق، إذ أكد وزير الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، بدر الدين التومي "عدم علمهم بأسباب ظاهرة احتراق منازل المواطنين في الأصابعة". وقال التومي، خلال زيارة إلى مدينة الأصابعة، أمس الأربعاء 26 فبراير (شباط) الجاري، إن "جهاز المباحث الجنائية والهيئة العامة للبحث العلمي باشرا التحقيق لتحديد أسباب الحرائق". فرضيات متناقضة وسط هذه الفوضى، طرحت عدة فرضيات عن السبب الحقيقي لحرائق مدينة الأصابعة، فرأى البعض أن هناك تسرباً لغاز الميثان سريع الاشتعال من باطن الأرض، بينما ألقى آخرون باللوم على السحر والشعوذة، ويسردون روايات عن الجن الذي ينتقم من البشر بسبب قيام بعض هواة جمع الكنوز بفتح موقع قديم للتنقيب عن الذهب. ويصف أحد السكان في مقطع متداول على مواقع التواصل المشهد قائلاً "كلما أطفأنا الحريق في منزل اشتعل في منزل آخر على بعد مئات الأمتار، لا نعرف إن كان ذلك بسبب تسرب غاز أو بسبب أمر آخر غير مفهوم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وشاركت شخصيات عامة ورسمية في هذا الجدل القائم عن أسباب اندلاع النيران الغامضة في الأصابعة، بينهم عضو مجلس النواب، جاب الله الشيباني، الذي اعتبر أن "ما يجري في الأصابعة لا علاقة له بالجن أو السحر، بل يحتاج إلى تحقيق علمي معمق من قبل المختصين في الجيولوجيا". وهو الرأي الذي رجحه رئيس نقابة عمال النفط سالم الرميح والذي يرى أن "تسرب الغاز من باطن الأرض احتمال وارد، بخاصة أن ليبيا غنية بالغاز الطبيعي، والقول الفصل بحاجة إلى دراسة من قبل خبراء متخصصين". كل الأسباب ممكنة من جهته، يعتقد الإعلامي عطية باني، أن كل الفرضيات المطروحة بخصوص حرائق الأصابعة ممكنة، والتي تفترض أن أسبابها إما تسرب لغاز الميثان أو انتقام من الجن أو أعمال سحر. وقال باني "تابعت بحزن وألم الذي يحدث في الأصابعة كغيري من الليبيين وبعد الاتصالات مع أكثر من مقيم هناك خرجت بثلاثة احتمالات، الأول بعد الهزة الأرضية التي شهدتها المنطقة قبل فترة حدث تسرب لغاز الميثان الذي ليست له رائحة وقابل للاشتعال بخاصة في الأماكن المغلقة، مما أدى لاشتعال هذه النيران، ولو ركزنا على قوة اندفاع النار من الأرض تقوى هذه الفرضية". وأضاف "الاحتمال الثاني هو أن يكون شباب من المنطقة ذهبوا يبحثون عن كنز في المنطقة ذاتها داخل مغارات وعندما قاموا بالحفر ضربوا جاناً مقيماً هناك فأراد الانتقام وهذا احتمال ضعيف، والاحتمال الثالث، أن بعض السحرة والمشعوذين هم من قاموا بإشعال هذه النيران باستخدام السحر لسبب مجهول". رأي أهل الفقه وبما أن ظاهرة الحرائق الغامضة في منطقة الأصابعة ربطت بعالم الغيبيات والماورائيات، كان لا بد لأهل الفقه في ليبيا أن يدلوا بدلوهم في الموضوع، حيث رد عز الدين بودبوس، رئيس لجنة حصين (لجنة إغاثة تابعة لدار الإفتاء في طرابلس) على التصريحات التي انتشرت حول حرائق الأصابعة، والتي زعم بعض الأفراد أنها ناتجة من "غضب الجان"، معتبراً أنها "غير مستندة إلى علم أو دليل شرعي". وأكد أن "اللجنة لا تؤكد معرفتها بالسبب الحقيقي للحرائق، بل تركز على تقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين بقدر الإمكان، ولكن لا يمكن الجزم بأن السبب يعود إلى (أعمال الجان)، حيث قد تكون هناك أسباب أخرى مثل تسرب الغاز أو أفعال إجرامية أو حتى انتقام، هناك الكثير من الاحتمالات المنطقية". المتهم الأبرز وسط هذا الجدل والتفسيرات التي يختلط فيها المنطق بالخرافة والأسطورة بالحقيقة، يبقى المتهم الأبرز والأكثر واقعية في إشعال حرائق مدينة الأصابعة هو "غاز الميثان" الذي يعتبر العنصر الرئيس للغاز الطبيعي الذي تحوي ليبيا على كميات ضخمة منه، حيث تقول الأبحاث العلمية أنه يتكون بنسبة من 50 إلى 90 في المئة من تركيبته على غاز الميثان، والأمر ذاته ينطبق على الوقود الأحفوري الذي تمتلك ليبيا مخزوناً جوفياً ضخماً منه أيضاً. ومن الخصائص العلمية المعروفة عن غاز الميثان أنه غير مرئي وعديم الرائحة، قابل للاحتراق بسرعة عند تفاعله مع جزيئات الأوكسجين. وتربط إحدى الفرضيات المطروحة اندلاع حرائق الأصابعة الغامضة بهزة أرضية خفيفة ضربت المنطقة قبل أشهر، وأدت إلى خلخلة الطبقات الأرضية وتسرب هذا الغاز واشتعاله بالتالي بمجرد احتكاكه بالأوكسجين في الجو. ولكن ما يضعف هذه الفرضية سؤال منطقي يطرحه البعض، لماذا تحدث هذه الحرائق في المنازل فقط ولا تحدث خارجها، إذا كان الأمر مرتبطاً بتسرب غاز الميثان؟، ما يبقي هالة الغموض على حالها تحيط بألسنة النار التي تلتهم منازل منطقة الأصابعة الليبية الصغيرة واحداً تلو الآخر وسط ذهول الجميع، وصدمة سكانها المكلومين، وفرضيات منقوصة لا شافية ولا كافية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store