#أحدث الأخبار مع #جورج_سيدهماليوم السابعمنذ 16 ساعاتترفيهاليوم السابعسمير غانم 60"سمير غانم كداب زفة".. هذا كان رأي الولد الشقي محمود السعدني في كتابه المضحكون، الذي تحدث فيه عن الوجوه الجديدة آنذاك، عادل امام، سعيد صالح، شقيقه صلاح السعدني، عبد السلام محمد. السعدني الكبير كان يرى أن جورج سيدهم، بملامحه الطفولية، كسب ارضية عظيمة، وان الضيف احمد كان كوميدياناً مثقفاً وله قبول واسع، لكن سمير في ذلك الوقت كان يعتمد على نبرة صوته الرفيعة، وملامحه عادية جداً، كوميديان غير مميز، والغريب ان سمير نفسه قال المعنى ذاته تقريباً، لكن الضيف أحمد قبل وفاته طمأنه وشجعه. في السبعينات، يختفي الشاب الأصلع ذو الكرش وطريقة المشي التي تعتمد على حركة المؤخرة، ليظهر سمير غانم آخر مختلف، جسد ممشوق، شعر مستعار ملائم للوجه، طلة أكثر شباباً وثقة، واختيارات في المسرح والسينما متوازنة جداً، شيئاً فشيئاً، يخرج مارد الكوميديا من القمم، اعادة اكتشاف للذات جعلته الحصان الرابح في الكوميديا. كيف فعلها سمير غانم؟ في الوقت الذي كان فيه جورج سيدهم منقسماً بين إلقاء الافيه ومراجعة إيرادات الفرقة، كان سمير يتفنن في الارتجال واقتناء اكسسوارات نحفظها عن ظهر قلب، الشوكة العملاقة في المتزوجون.. علبة تلميع الأحذية العجيبة لصاحبها عبد السميع اللميع.. صواريخ سكوب المرأة اللعوب في "اخويا هايص وانا لايص". سمير غانم سخر من كل شيء، حتى من نسخته القديمة، في مسرحيتي "فارس بني خيبان" و"أخويا هايص وأنا لايص"، نجد مشهدين متشابهين، يقف أمام رجل أصلع طويل القامة يشبه سمير 60، يضحك الجمهور عندما يبدأ في التعريف بأفراد الفرقة، لكنه حين يتوقف عند شبيهه ويقول: سميــــر غانم، تنفجر القاعة من الضحك، يا ابن اللذينة يا سمورة لم تترك شيئًا لم تضحك عليه طوب الأرض حتى نسختك الشابة التي عرفناك بها. ورغم التأثر الواضح بأسلوب بيتر سيلرز، إلا أن سمير خلق لنفسه نكهة مصرية خالصة، تمزج العبث بالسخرية بخفة ظل لا تشبه أحدًا، ولمن لا يعرف بيتر سيلرز، هو ممثل كوميدي بريطاني عظيم، بطل سلسلة افلام "النمر الوردي" في نسختي الستينات والسبعينات، كان يعتمد على الاكسسوارات في الكوميديا بشكل واضح، وله طريقة مميزة في إلقاء الافيه، هو أحد المراجع التي استلهم منها سمير غانم أدواته. "يخرب بيت اللي ما يحبك يا اخي".. هكذا قالت إسعاد يونس في كواليس مسرحية "جحا يحكم المدينة"، ولله الحمد، لم يشق أحد بسبب هذه الدعوة. لا يوجد أحد لم يحب سمير غانم، لم يدخل طرفاً في أي صراع، لم يسع إلى الألقاب، هو فقط سمورة، المحبوب، بتاع آنستونا أومال ايه. حتى علاقته برفيقة عمره دلال عبد العزيز، صاغها في صورة إفيه، الوجه الجديد القادم من الزقازيق، تزوجته بالإلحاح بعد أربع سنوات بتوصية من الملك فريد شوقي.، ورغم اللمحة الكوميدية، نلتقط عبارات الامتنان لرفيقة الدرب التي اهدته ابنتين يفتخر بهما في كل لقاء تلفزيوني. في التسعينات، يجتمع سمير غانم بالساخر محمود السعدني، ولانه الكبير، يعتذر لسمورة عن وصفه بـ"كذاب الزفة" وعدم تقديره لموهبته الكبيرة آنذاك، وللحق، كان كتاب المضحكون رؤية وتنبؤات ساخر عظيم، أعطى التقدير للبعض مثل عادل إمام وسعيد صالح، وأسقط آخرين من حسابات النجاح، محمد عوض، محمد رضا، فؤاد المهندس، تعرضوا لهجوم مشابه. رحل سمير غانم (15 يناير 1937 - 20 مايو 2021)، ولاول مرة لا يقترن اسمه بالضحكة، ولاول مرة لا نبتسم عندما ننطق اسمه. والآن يجتمع الثلاثي في العالم الآخر، بص شوف مين يا وعدي... رحل سمير غانم، مبسوطة يا ماما حوا؟.. مبسوط يا بابا آدم؟
اليوم السابعمنذ 16 ساعاتترفيهاليوم السابعسمير غانم 60"سمير غانم كداب زفة".. هذا كان رأي الولد الشقي محمود السعدني في كتابه المضحكون، الذي تحدث فيه عن الوجوه الجديدة آنذاك، عادل امام، سعيد صالح، شقيقه صلاح السعدني، عبد السلام محمد. السعدني الكبير كان يرى أن جورج سيدهم، بملامحه الطفولية، كسب ارضية عظيمة، وان الضيف احمد كان كوميدياناً مثقفاً وله قبول واسع، لكن سمير في ذلك الوقت كان يعتمد على نبرة صوته الرفيعة، وملامحه عادية جداً، كوميديان غير مميز، والغريب ان سمير نفسه قال المعنى ذاته تقريباً، لكن الضيف أحمد قبل وفاته طمأنه وشجعه. في السبعينات، يختفي الشاب الأصلع ذو الكرش وطريقة المشي التي تعتمد على حركة المؤخرة، ليظهر سمير غانم آخر مختلف، جسد ممشوق، شعر مستعار ملائم للوجه، طلة أكثر شباباً وثقة، واختيارات في المسرح والسينما متوازنة جداً، شيئاً فشيئاً، يخرج مارد الكوميديا من القمم، اعادة اكتشاف للذات جعلته الحصان الرابح في الكوميديا. كيف فعلها سمير غانم؟ في الوقت الذي كان فيه جورج سيدهم منقسماً بين إلقاء الافيه ومراجعة إيرادات الفرقة، كان سمير يتفنن في الارتجال واقتناء اكسسوارات نحفظها عن ظهر قلب، الشوكة العملاقة في المتزوجون.. علبة تلميع الأحذية العجيبة لصاحبها عبد السميع اللميع.. صواريخ سكوب المرأة اللعوب في "اخويا هايص وانا لايص". سمير غانم سخر من كل شيء، حتى من نسخته القديمة، في مسرحيتي "فارس بني خيبان" و"أخويا هايص وأنا لايص"، نجد مشهدين متشابهين، يقف أمام رجل أصلع طويل القامة يشبه سمير 60، يضحك الجمهور عندما يبدأ في التعريف بأفراد الفرقة، لكنه حين يتوقف عند شبيهه ويقول: سميــــر غانم، تنفجر القاعة من الضحك، يا ابن اللذينة يا سمورة لم تترك شيئًا لم تضحك عليه طوب الأرض حتى نسختك الشابة التي عرفناك بها. ورغم التأثر الواضح بأسلوب بيتر سيلرز، إلا أن سمير خلق لنفسه نكهة مصرية خالصة، تمزج العبث بالسخرية بخفة ظل لا تشبه أحدًا، ولمن لا يعرف بيتر سيلرز، هو ممثل كوميدي بريطاني عظيم، بطل سلسلة افلام "النمر الوردي" في نسختي الستينات والسبعينات، كان يعتمد على الاكسسوارات في الكوميديا بشكل واضح، وله طريقة مميزة في إلقاء الافيه، هو أحد المراجع التي استلهم منها سمير غانم أدواته. "يخرب بيت اللي ما يحبك يا اخي".. هكذا قالت إسعاد يونس في كواليس مسرحية "جحا يحكم المدينة"، ولله الحمد، لم يشق أحد بسبب هذه الدعوة. لا يوجد أحد لم يحب سمير غانم، لم يدخل طرفاً في أي صراع، لم يسع إلى الألقاب، هو فقط سمورة، المحبوب، بتاع آنستونا أومال ايه. حتى علاقته برفيقة عمره دلال عبد العزيز، صاغها في صورة إفيه، الوجه الجديد القادم من الزقازيق، تزوجته بالإلحاح بعد أربع سنوات بتوصية من الملك فريد شوقي.، ورغم اللمحة الكوميدية، نلتقط عبارات الامتنان لرفيقة الدرب التي اهدته ابنتين يفتخر بهما في كل لقاء تلفزيوني. في التسعينات، يجتمع سمير غانم بالساخر محمود السعدني، ولانه الكبير، يعتذر لسمورة عن وصفه بـ"كذاب الزفة" وعدم تقديره لموهبته الكبيرة آنذاك، وللحق، كان كتاب المضحكون رؤية وتنبؤات ساخر عظيم، أعطى التقدير للبعض مثل عادل إمام وسعيد صالح، وأسقط آخرين من حسابات النجاح، محمد عوض، محمد رضا، فؤاد المهندس، تعرضوا لهجوم مشابه. رحل سمير غانم (15 يناير 1937 - 20 مايو 2021)، ولاول مرة لا يقترن اسمه بالضحكة، ولاول مرة لا نبتسم عندما ننطق اسمه. والآن يجتمع الثلاثي في العالم الآخر، بص شوف مين يا وعدي... رحل سمير غانم، مبسوطة يا ماما حوا؟.. مبسوط يا بابا آدم؟