logo
#

أحدث الأخبار مع #جوزيفناي،

الأزهر قوة مصر الناعمة
الأزهر قوة مصر الناعمة

بوابة الأهرام

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

الأزهر قوة مصر الناعمة

الأزهر الشريف، تلك المؤسسة الدينية العريقة التي تمتد جذورها لأكثر من ألف عام، لم يكن يومًا مجرد جامعة أو مركز للدراسات الإسلامية، بل ظل على الدوام منارة هدى، وصوتًا للحق، وقلبًا نابضًا للأمة العربية والإسلامية. وفي عالم اليوم، الذي يموج بالتحديات والصراعات، يبرز دور الأزهر كقوة ناعمة قادرة على التأثير الإيجابي، وقيادة التغيير المنشود في العالم العربي والإسلامي، بل ويمكن القول إنه يمثل أحد أهم وأقوى أذرع القوى الناعمة المصرية على الإطلاق. مفهوم القوى الناعمة ودور الأزهر: القوى الناعمة، كما عرّفها جوزيف ناي، هي القدرة على التأثير في الآخرين وجذبهم من خلال القيم الثقافية، والمثل الأخلاقية، والجاذبية الفكرية، بدلًا من الإكراه أو القوة الصلبة. والأزهر، بما يمتلكه من تاريخ طويل، ورصيد هائل من الثقة والمصداقية، وقيم إسلامية سمحة، يمثل قوة ناعمة فريدة من نوعها، ليس فقط على مستوى العالم الإسلامي، بل كقوة مصرية مؤثرة عالميًا. دور الأزهر التاريخي في التأثير: على مر العصور، لعب الأزهر دورًا محوريًا في تشكيل الوعي الثقافي والفكري للمسلمين، ليس في مصر وحدها، بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ فقد تخرج فيه علماء وقادة كان لهم أثر بالغ في مجتمعاتهم، وقدموا إسهامات جليلة في مختلف مجالات المعرفة، كما كان الأزهر ملاذًا للطلاب والعلماء من مختلف البلدان الإسلامية، الذين وجدوا فيه بيئة حاضنة للعلم والفكر، ومنبرًا حرًا للتعبير عن آرائهم، هذا الدور التاريخي جعل من الأزهر قوة تأثير ونفوذ لمصر، يعتد بها على مستوى العالم. وفي عصرنا الحالي، يواجه العالم العربي والإسلامي تحديات جمة، منها: التطرف والإرهاب: حيث تسعى جماعات متطرفة إلى تشويه صورة الإسلام، ونشر الفتنة والعنف بين المسلمين وغيرهم. الفرقة والانقسام: حيث تعاني الأمة من صراعات طائفية وعرقية وسياسية، تهدد وحدتها وتماسكها. التخلف والجهل: حيث ينتشر الجهل والأمية في بعض المجتمعات الإسلامية، مما يعيق تقدمها وتطورها. الغزو الثقافي: حيث تتعرض المجتمعات الإسلامية لغزو ثقافي من الغرب، يهدد هويتها وقيمها. وفي مواجهة هذه التحديات، يبرز دور الأزهر كقوة ناعمة مصرية قادرة على تصحيح المفاهيم المغلوطة؛ وذلك من خلال بيان سماحة الإسلام ووسطيته، وتفنيد حجج المتطرفين، وكشف زيف ادعاءاتهم، كما يدعو الأزهر إلى الوحدة؛ من خلال تأكيد المشتركات بين المسلمين، ونبذ الفرقة والخلاف، وتعزيز الحوار والتفاهم، كما ينشر الأزهر العلم والمعرفة؛ من خلال تطوير مناهجه التعليمية، وتخريج علماء مستنيرين، وتشجيع البحث العلمي والإبداع، كل هذا بالتوازي مع حفاظه على الهوية وحمايتها؛ من خلال الحفاظ على القيم الإسلامية الأصيلة، والتصدي للغزو الثقافي، وتعزيز الحوار بين الحضارات. مبادرات الأزهر لتعزيز القوى الناعمة المصرية: يقوم الأزهر بالعديد من المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز دوره كقوة ناعمة لمصر، ومنها: مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: الذي يقوم برصد وتحليل الخطابات المتطرفة، وتفنيدها بالحجة والبرهان، ونشر الوعي بخطورتها، وبالتالي حماية صورة مصر والإسلام. مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: الذي يقدم الفتاوى الشرعية المستنيرة، ويجيب عن تساؤلات المسلمين في مختلف أنحاء العالم، عبر وسائل التواصل الحديثة، ويعزز من مكانة مصر كمركز للإشعاع الديني. برنامج الأزهر الشريف لتدريب الأئمة والوعاظ: الذي يهدف إلى تأهيل جيل جديد من الدعاة المستنيرين، القادرين على التواصل الفعال مع الشباب، ومواجهة التحديات المعاصرة، ونشر قيم مصر السمحة. إيفاد مبعوثي الأزهر إلى الخارج: حيث يقومون بنشر العلم الشرعي الصحيح، والدعوة إلى الحوار والتسامح، وتعزيز صورة الإسلام السمحة، وبالتالي تعزيز صورة مصر عالميًا. الحوار مع مختلف الثقافات والأديان: حيث يحرص الأزهر على التواصل مع الآخرين، وتوضيح حقيقة الإسلام، وبناء جسور التفاهم والتعاون، ويعكس انفتاح مصر على العالم. تأثير الأزهر ودوره المستقبلي: لقد كان للأزهر تأثير كبير في العالم العربي والإسلامي، ولا يزال صوته مسموعًا ومؤثرًا. ومن المتوقع أن يزداد دوره أهمية في المستقبل، في ظل تصاعد التحديات التي تواجه الأمة؛ فالأزهر، بما يمتلكه من رصيد تاريخي، وقيم إسلامية سمحة، وكفاءات علمية متميزة، قادر على أن يقود القوى الناعمة في العالم العربي والإسلامي، وأن يساهم بقوة في تعزيز مكانة مصر ودورها الريادي. الخلاصة: الأزهر الشريف ليس مجرد مؤسسة دينية، بل هو قوة ناعمة مصرية مؤثرة، قادرة على قيادة العالم العربي والإسلامي نحو التقدم والازدهار، ومن خلال مبادراته وجهوده المتواصلة، يساهم الأزهر في تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر العلم والمعرفة، والدعوة إلى الوحدة والتسامح، وحماية الهوية والقيم الإسلامية، وفي ظل التحديات التي تواجه الأمة، تزداد أهمية دور الأزهر، وتتعلق به الآمال في بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وتعزيز دور مصر ومكانتها إقليميًا وعالميًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store