أحدث الأخبار مع #جوستافلوبون


الدستور
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
جوستاف لوبون بين المرجعية الأزهرية والأفكار الشيطانية
منذ بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وهناك هجمات شرسة وحرب ضروس وخطط ممنهجة لتشوية العقيدة الإسلامية وإنكار السنة النبوية، والطعن فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتجنيد وتمويل الجماعات المتطرفة أصحاب الأفكار والمناهج المنحرفة ؛ لما لها من إذكاء للفتن والفرقة ونشر الفوضى واختلال الأمن، والتحريض على الكراهية والإقصاء والعنصرية والعنف. وقد وقف علماء الإسلام حائط صد ضد المحاولات الخبيثة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ومحاولات النيل من قيمة ومكانة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وإنكار نبوته ونشر الأكاذيب والخرافات، وفي ظل سعي علماء الأزهر الشريف للدفاع عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم والعقيدة الإسلامية استشهدوا بآراء وشهادة ومدح بعض المستشرقين الذين وُصفوا بالحيادية والإنصاف أمثال توماس أرنولد، آنا ماري شيمل الألمانية، موريس بوكاي الطبيب الفرنسي، روجيه دو باسكويه السويسري، لورا فيشيا فاجليري الإيطالية، والمستشرق الهولندي أدريان ريلند، سيجريد هونكه الألمانية، واشنطن إرفنج الأمريكي، الشاعر الفرنسي لا مارتين، المستشرق البلجيكي ألفرد ألفانز، الأديب الروسي العالمي تولستوي وجوستاف لوبون الفرنسي. ومن أكثر المستشرقين حظًا في الاستشهاد بآرائه وأقواله التي تتصف بالموضوعية والحيادية والإنصاف وفكره المستنير ودفاعه عن الإسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم والصحابة ( جوستاف لوبون )، فمؤلفاته وخاصة كتاب ( حضارة العرب ) عند بعض علماء الأزهر مرجعية غاية في الأهمية لا تقل أهمية عن ( مسند ) الإمام أحمد بن حنبل و(الموطأ) للإمام مالك، ( والفقه الأكبر ) للإمام أبي حنيفة وغيرهم من فقهاء وعلماء الإسلام الذين لا نقبل التشكيك في كتاباتهم. قبل أشهر قليلة أعددت بحثًا بعنوان " فلسفة الحضارة والتربية عند جوستاف لوبون " وقرأت كتاب " حضارة العرب " لجوستاف لوبون ظهر فيه مكره وخداعه بين السطور، إلا أنني وجدت نقد شديد من بعض الأساتذة المتخصصين في الفلسفة الإسلامية ووصل الأمر إلي اتهامي بأنني لم أرجع إلي كتب لوبون الأصلية، فاستحالة أن تكون هذه الأقاويل تنسب لجوستاف لوبون، وأنه لو تم نشر هذا البحث بهذه الكيفية قد يصل الأمر إلي التقاضي من قبل الأزهر الشريف. خاصة أن علماء الأزهر الأكثر استشهادًا بآرائه أمثال د. شوقي علام مفتي الديار الإسلامية السابق، ود. حبيب الله حسن أستاذ العقيدة والفلسفة ود. عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة ود.ربيع الغفير مدرس بكلية الدراسات الإسلامية في كلمته بالجامع الأزهر في حضور د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر في ملتقي الأزهر بتاريخ 26 مارس الماضي وغيرهم، والأكثر من ذلك استشهاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في " ملتقي البحرين للحوار" نشرته جريدة الوطن بتاريخ 1 ديسمبر 2022 حيث استشهد بآراء لوبون عن فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة. أما عن حقيقة جوستاف لوبون المثيرة للجدل تتضح في كتابه " حضارة العرب " ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي 2013، من صفحة 116 الي 120، وكتاب الاصلي باللغة الفرنسية من صفحة 82 إلي 85، فقد بدأ بذكر صفات النبي محمد صلي الله عليه وسلم ومكارمه وأخلاقه ليبين كيف أنه موضوعي ومحايد، فسرد حياة النبي محمد العامة مولده وزواجه وبعثته ودعوته ورسالته وهجرته وأصحابه وغزواته ثم وفاته، ثم تحدث عن أخلاقه فقد كان صلي الله عليه وسلم صادقًا أمينًا. أرجح الناس عقلًا وأفضلهم رأيًا يُكثر الذكر، ويُقل اللغو، دائم البِشر، مطيل الصمت، لين الجانب، يحب المساكين، لا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يهاب ملكًا لملكه، كان يؤلف قلوب أهل الشرف، وكان يؤلف أصحابه ولا ينصرهم، كان صبورًا، مقاتلًا ماهرًا، عظيم الفطنة حكيمًا. وكذلك بين قيمة ومكانة الخلفاء الراشدين والصحابة، ودور الإسلام في تقدم العلوم والفنون والآداب. ثم انتقل بمكرًا وخداع وخبثًا يشكك في نبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، فيدعي أن كتب التاريخ خلت من نفي إصابة الرسول صلي الله عليه وسلم بالصرع، وأنه رسول يوحى إليه، وهذا ليس جهلًا بآيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، فكتاباته تدل علي أنه قارئ متميز ومطلع جيد علي تاريخ العرب والإسلام والحضارات المختلفة، إلا أنه مصرًا وملحًا علي أن يضع السم في العسل، ومراده هو بث الشك والريبة في عقل وقلب القارئ. فيقول أنه لما كانت لا نبوة بغير خوارق، ولم يقل محمد أنه أتي بخوارق مع إيمانه برسالته، ولكن المسلمون نسبوا إليه خوارق، وقد استشهد بقول ( مسيو كاز يميرسكي ) وهو يسخر من معجزات سيدنا محمد فقد انشق القمر بطلبه فرقتين علي مشهد الملا..، وكانت الجديان تخاطبه وهي مشوية.. وكان يرُد البصر للعمي، ويشفي المرضي، ويُحي الموتى، وأنزل من السماء مائدة لعلي وأسرته حين جاعوا.. كما أثبت المسلمين الصالحين أنه أُسري بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم علي ظهر حيوان خيالي، يسمى البراق، والبراق دابة مُجنَحة لها وجه المرأة وجسم الفرس، وذنب الطاووس، ويعتقد المسلمون أن محمدًا أخترق السماوات السبع في معراجه حتي بلغ عرش الإله. بل لقد وصلت وقاحته إلي اتهام النبي صلي الله عليه وسلم بأن نقطة ضعفه هو حبه للنساء، فقد قال " حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة "، ولم يبالي النبي محمد بسن المرأة التي يتزوجها، فتزوج عائشة وهي بنت عشر سنين وتزوج ميمونة وهي في الحادية والخمسين من عمرها، وقد أطلق سيدنا محمد العنان لهذا النوع من الحب، فقد طلق زينب بنت جحش من زوجها زيد ابن حارثة لتزوجها، وحاول إثبات حادثة الإفك بقوله " ولم يثبت وفاء زوجات النبي محمد الكامل له، ويظهر أن محمد لاقي من المكاره الزوجية ما يندر وجوده عند الشرقيين ويكثر وقوعه عند الأوروبيين، فقد كانت عائشة موضوع قلق له علي الخصوص" وقد أثبت الله سبحانه وتعالي براءة السيدة عائشة أم المؤمنين في القرآن الكريم في سورة النور، بل لقد شكك في القرآن الكريم بقوله " ولما عرف النبي محمد في أخر الأمر ما ينجم عن زيادة عدد الزوجات من المفاسد والشرور حرم محمد علي المسلم أن يجمع أكثر من أربعة زوجات". ولوبون شأنه شأن الكثير من المستشرقين الذين سخروا كل جهودهم وأفنوا أعمارهم في دراسة وتحليل حضارة غريبة عنهم من خلال الدراسات والبحوث بتمويل من الدول الاستعمارية التي تغدق عليهم الأموال والإمكانيات ونشر كتاباتهم وترجمتها ونشرها علي أوسع نطاق حتي يتحقق الهدف المرجو منها. والحقيقة أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لا يحتاج لمدح وثناء المستشرقين أو غيرهم، فقد أثني عليه الله في صفاته وأخلاقه وشمائله، واصطفاه على جميع البشر، وفضَّله على جميع الأنبياء والرسل، وشرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وِزرَه، وأعلى له قدرَه، قال الله سبحانه وتعالي ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) وزكاه ربه عزوجل فقال ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، بل إن الله سبحانه أمرنا بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه، فقال سبحانه وتعالي ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )، فمهما اجتهد المستشرقين ومدحوا وأثنوا علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم لن يضيف إليه شيء، فهو صلي الله عليه وسلم قيمة في ذاته، يزداد به المادحون شرفًا وعزا. رحم الله ابن الخطيب الأندلسي حيث قال: مدحتْك آيات الكتاب فما عسى يثني على عَلْياك نظْم مديحي... وإذا كتاب الله أثنى مُفْصِحًا كان القصور قصار كل فصيح. أما عن دفاع علماء الأزهر والمفكرين عن جوستاف لوبون والإستشهاد والاستعانة بآرائه وأفكاره دون القراءة الدقيقة لكتاباته وتحليلها وتفنيد الحجج والرد عليها، وإذا فرضنا حيادية لوبون وقد عرض لتاريخ العرب وعظمة الدين الاسلامي ونبيه صلي الله عليه وسلم والصحابة والفتوحات الاسلامية وتقدم المسلمين في كافة العلوم والفنون والآداب، والحقيقة أن ما عرضه لوبون عن العرب والإسلام يدل علي أنه مثقف متقن واسع المعرفة وباحث مدقق متميز، ولكن هل أسلم لوبون مثل بعض المستشرقين أمثال نصر الدين دينيه (الفونس إيتيان دينيه)، محمد أسد (ليوبولد فايس)، عبد الواحد يحيى غينون (رينيه غينون)، رجاء جارودي (روجيه جارودي)، أم أن الله ختم علي قلبه وسمعه وبصره، صدق فيه قول الله سبحانه وتعالي " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ"، وأدعو الأزهر الشريف أمامًا ورئيس جامعة وعلماء إلي القراءة الدقيقة لكتابات المستشرقين والرد عليهم حسبة لله.


أخبارنا
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبارنا
خلدون ذيب النعيي : الاختلاف واللجوء للموروث التاريخي
أخبارنا : بعيداً عن توصيف الفرق بين الاختلاف في الرأي أو الخلاف كمبدأ في التعامل والحكم على الآخرين، فما يلفت الانتباه فيما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت في هذا الزمن وسائل تباعد أقرب منها للتواصل هو استحضار تاريخ الأمة وتراثها ومن ثم وسم من يختلف معه لسبب أو لآخر بأن فكره أموي وهذا عباسي وذلك فاطمي بشكل «يشقف» الأمة أكثر مما هو عليه، حقاً لا أعلم هل تاريخنا ومن يمثله بنظر هولاء مخجل ومعياراً لوسمه بمن نختلف معهم، هل يزعم هولاء أن واقع حاضر الأمة الآن أفضل من ماضيها حتى يكون معياراً نعاير فيه الاخرين، فكل الأمم المعاصرة تلجأ لتاريخها بما فيه من شخصيات عظيمة كنبراس لأبنائها لاستحضار المجد وبناء حضارتها المعاصرة، فتجد البريطاني يتفاخر بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس فيما يحدثك الصيني عن حضارة الشرق الاقصى بدقتها وجمالها حتى الامريكي الذي لا تتجاوز عمر دولته قرنان ونصف من الزمان تراه لا ينفك يسمعك عن الآباء المؤسسين الذين ساهموا باستقلال وبناء الولايات المتحدة الأميركية. «لم يعرف العالم فاتحاً أرحم من العرب» العبارة التي قالها المستشرف الفرنسي المعاصر جوستاف لوبون دفاعاً عن امتنا عندما حاول احدهم وصفها بالهمجية والتخلف مشيراً لما حدث للقارة الاوروبية من جراء الحرب العالمية الاولى على ايدي ابنائها «المتحضرين»، فما قاله لوبون هي الرد المناسب من الأخرين على ابناء جلدتنا الذين يرون في تاريخنا «مستودعاً» للمعايرة والعيوب، ألم يدرس هولاء عن بني أمية ودولتهم التي عربت الامة الاسلامية من ابواب باريس الى سور الصين العظيم وماذا عن عمر بن عبدالعزيز الذي اعتبر الخليفة الراشدي الخامس بعدله ورحمته وتواضعه، وما قولهم عن الحضارة العباسية التي كان يتسابق فيها الغرب للنهل منها وكانت اساساً لنهضتهم المعاصرة وأيضاً هارون الرشيد الذي تحدى الغيمة بأن خيرها سيعود لرعيته، حتى الفاطميين والعثمانيين رغم وجود الملاحظات التي يراها البعض على فترات معينة بحكمهم فلهم مالهم وعليهم ما عليهم كمرحلة مهمة في تاريخ الأمة. المعلوم أن أول ضربة معول في هدم أي أمة هو محاولة قطع الصلة بين نشأها الطالع وتاريخها فيصبح النشأ بهذه الحالة كالوعاء الفارغ الذي يقرعك بتاريخ الامم الاخرى ومظاهر حضاراتهم، ومع عدم التحمس كثيراً لنظرية المؤامرة فما يجري يتقاطع بشكل واضح مع أهداف أعداء الأمة في تشتيتها واشغالها بخلافاتها وذلك من خلال انشاء الحسابات الإلكترونية الوهمية المعدة لتأجيج الأتهامات السخيفة والخلاف عليها، فنشر أشاعه كاذبة أو أثارة جزئية خلاف كفيل بتكوين جبهة عمادها التخوين والشتم وادعاء العمالة وغيرها مما يغُم الخاطر من أقوال واوصاف تبرز مدى الجهل والفراغ في نفوس وافكار أطرافها. لا شك ان كل الامم تفتخر بتاريخها وارثه الذي يحوي نقاط بيضاء وسوداء وتحاول قدر الامكان تضخيم الايجابيات وتقليل اثر السلبيات أمام ابناءها والاخرين بل وتسعى للتكاتف والوحدة لما فيه خير مستقبلها من خلال ذلك الفخر، فأوروبا التي عصفت بها حربين عالميتين وقبلها حرب المئة عام والحروب الدينية الطائفية بعد حركة الإصلاح الديني في القرون الوسطى والتي نتج عنها عشرات الملايين من الضحايا تراها اليوم بمثابة كيان وتكتل واحد يجمع دولها على اختلاف لغاتهم وطوائفهم واديانهم واعراقهم، فكأن معاضل ألأمة وهمومها وفي مقدمتها ما تعايشه حالياً في فلسطين العزيزة يسبقه في الاولوية عرض مسلسل تاريخي على شاشاتنا لهذه الشخصية او تلك وبشكل يبرز الحال بكل ألم وغصة.

الدستور
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
الاختلاف واللجوء للموروث التاريخي
بعيداً عن توصيف الفرق بين الاختلاف في الرأي أو الخلاف كمبدأ في التعامل والحكم على الآخرين، فما يلفت الانتباه فيما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت في هذا الزمن وسائل تباعد أقرب منها للتواصل هو استحضار تاريخ الأمة وتراثها ومن ثم وسم من يختلف معه لسبب أو لآخر بأن فكره أموي وهذا عباسي وذلك فاطمي بشكل «يشقف» الأمة أكثر مما هو عليه، حقاً لا أعلم هل تاريخنا ومن يمثله بنظر هولاء مخجل ومعياراً لوسمه بمن نختلف معهم، هل يزعم هولاء أن واقع حاضر الأمة الآن أفضل من ماضيها حتى يكون معياراً نعاير فيه الاخرين، فكل الأمم المعاصرة تلجأ لتاريخها بما فيه من شخصيات عظيمة كنبراس لأبنائها لاستحضار المجد وبناء حضارتها المعاصرة، فتجد البريطاني يتفاخر بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس فيما يحدثك الصيني عن حضارة الشرق الاقصى بدقتها وجمالها حتى الامريكي الذي لا تتجاوز عمر دولته قرنان ونصف من الزمان تراه لا ينفك يسمعك عن الآباء المؤسسين الذين ساهموا باستقلال وبناء الولايات المتحدة الأميركية.«لم يعرف العالم فاتحاً أرحم من العرب» العبارة التي قالها المستشرف الفرنسي المعاصر جوستاف لوبون دفاعاً عن امتنا عندما حاول احدهم وصفها بالهمجية والتخلف مشيراً لما حدث للقارة الاوروبية من جراء الحرب العالمية الاولى على ايدي ابنائها «المتحضرين»، فما قاله لوبون هي الرد المناسب من الأخرين على ابناء جلدتنا الذين يرون في تاريخنا «مستودعاً» للمعايرة والعيوب، ألم يدرس هولاء عن بني أمية ودولتهم التي عربت الامة الاسلامية من ابواب باريس الى سور الصين العظيم وماذا عن عمر بن عبدالعزيز الذي اعتبر الخليفة الراشدي الخامس بعدله ورحمته وتواضعه، وما قولهم عن الحضارة العباسية التي كان يتسابق فيها الغرب للنهل منها وكانت اساساً لنهضتهم المعاصرة وأيضاً هارون الرشيد الذي تحدى الغيمة بأن خيرها سيعود لرعيته، حتى الفاطميين والعثمانيين رغم وجود الملاحظات التي يراها البعض على فترات معينة بحكمهم فلهم مالهم وعليهم ما عليهم كمرحلة مهمة في تاريخ الأمة.المعلوم أن أول ضربة معول في هدم أي أمة هو محاولة قطع الصلة بين نشأها الطالع وتاريخها فيصبح النشأ بهذه الحالة كالوعاء الفارغ الذي يقرعك بتاريخ الامم الاخرى ومظاهر حضاراتهم، ومع عدم التحمس كثيراً لنظرية المؤامرة فما يجري يتقاطع بشكل واضح مع أهداف أعداء الأمة في تشتيتها واشغالها بخلافاتها وذلك من خلال انشاء الحسابات الإلكترونية الوهمية المعدة لتأجيج الأتهامات السخيفة والخلاف عليها، فنشر أشاعه كاذبة أو أثارة جزئية خلاف كفيل بتكوين جبهة عمادها التخوين والشتم وادعاء العمالة وغيرها مما يغُم الخاطر من أقوال واوصاف تبرز مدى الجهل والفراغ في نفوس وافكار أطرافها.لا شك ان كل الامم تفتخر بتاريخها وارثه الذي يحوي نقاط بيضاء وسوداء وتحاول قدر الامكان تضخيم الايجابيات وتقليل اثر السلبيات أمام ابناءها والاخرين بل وتسعى للتكاتف والوحدة لما فيه خير مستقبلها من خلال ذلك الفخر، فأوروبا التي عصفت بها حربين عالميتين وقبلها حرب المئة عام والحروب الدينية الطائفية بعد حركة الإصلاح الديني في القرون الوسطى والتي نتج عنها عشرات الملايين من الضحايا تراها اليوم بمثابة كيان وتكتل واحد يجمع دولها على اختلاف لغاتهم وطوائفهم واديانهم واعراقهم، فكأن معاضل ألأمة وهمومها وفي مقدمتها ما تعايشه حالياً في فلسطين العزيزة يسبقه في الاولوية عرض مسلسل تاريخي على شاشاتنا لهذه الشخصية او تلك وبشكل يبرز الحال بكل ألم وغصة.


بوابة الفجر
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الفجر
مفتي الجمهورية: الأخلاق تحتل مكانة رفيعة في ديننا الحنيف
أكد الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في حديثه الرمضاني على قناتَيْ DMC والناس الفضائيتين، أن الأخلاق تحتل مكانة رفيعة في ديننا الحنيف، فهي دعامة أساسية من دعائم الدين، وأصل مشترك اتفقت عليه جميع الشرائع السماوية. بها تُبنى المجتمعات، وتُشيَّد الحضارات، وتُصان الكرامة، وتُحقق التنمية والاستقرار. وأوضح أن الرسالات السماوية كافة جاءت لترسيخ منظومة من القيم والمبادئ التي تحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته، وقد أكد الإسلام على هذه المنظومة بشكل واضح، كما في قول الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25]. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الأخلاق لم تكن جزءًا هامشيًّا في الرسالة الإسلامية، بل كانت غايتها الكبرى، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق»، فمهمة النبوة ارتكزت على تقويم السلوك وتهذيب النفوس وتأسيس مجتمع قيمي قائم على العدل والرحمة والتكافل. وأضاف أن الأخلاق تشكِّل الأساس الذي يُبنى عليه الفكر، والمبدأ الذي ينطلق منه السلوك، فإذا اختل هذا الأساس، انعكس ذلك سلبًا على الأفراد والمجتمعات، وأدى إلى تصدع العلاقات وانهيار القيم. فالأخلاق هي "المعاقد الثابتة" التي تقوم بها الروابط الاجتماعية، ومتى زالت تلك الروابط، تفكك نسيج المجتمع وتحول إلى تجمع هش فاقد لقوة التماسك. وبيَّن أن العرب قبل الإسلام، رغم ما كان فيهم من جاهلية، امتلكوا بعض القيم الأخلاقية، كالكرم والشجاعة والحرية، والتي حفظت لهم هُويَّتهم، ورفضوا أن يكونوا تابعين لغيرهم من الأمم التي احتكوا بها. وقد أشار المؤرخ جوستاف لوبون إلى أن العرب في جزيرة العرب وسوريا وإفريقيا "يحبون الحرية حبًّا جمًّا، لا يستطيع الأوروبي أن يتصوره"، وكانوا يعتبرون فقدان الحرية نوعًا من الاستعباد المرفوض، ولذلك لم تخضع نفوسهم لأي احتلال خارجي رغم محاولات الأمم الكبرى آنذاك. وتابع: حين جاء الإسلام، بنى على هذه القيم وغذَّاها ووجهها، وأعاد صياغتها ضمن منظومة شاملة تُعلي من كرامة الإنسان، وتغرس في النفوس الإيمان بالمثل العليا، وتحثُّ على البذل والتضحية من أجلها. وقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم هذا البناء على أسس أخلاقية واضحة، كما في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [الجمعة: 2]، فكانت التزكية جزءًا أصيلًا من الوظيفة النبوية، وهي تهذيب النفوس وتنقيتها من أرجاس الجاهلية ومساوئ الأخلاق. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن التاريخ يحفل بقصص الأمم التي بلغت ذروة المجد، لكنها سرعان ما انهارت حين فقدت منظومة القيم الأخلاقية، واستبدلتها بالأنانية والاستعلاء وظلم الآخرين. وقد أشار القرآن الكريم إلى نماذج من تلك الأمم، كما في قصة فرعون الذي قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} [الزخرف: 51]، فكان استكباره سبب هلاكه. وكذلك قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78]، فكانت عاقبته أن خسف الله به وبداره الأرض. كما أشار إلى أن الأخلاق تقف نقيضًا للصفات الأربع التي كانت سببًا في هلاك بعض من في الأرض: "أنا، ونحن، ولي، وعندي". فإبليس قال: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ} [ص: 76]، فاستحق اللعنة والطرد من رحمة الله. وقوم بلقيس قالوا: {قَالُوا نَحْنُ أُو۟لُوا۟ قُوَّةٍۢ وَأُو۟لُوا۟ بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ} [النمل:33 ]. وقارون قال: {عِندِي}، أي "عِلْمٌ عندي". وفرعون قال: {لِي مُلْكُ مِصْرَ}، فكانت هذه الأنانيات مدخلًا للفساد والهلاك. واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن سيادة "قانون الأخلاق" هي مفتاح نشأة الحضارات واستمرار الدول واستقرار المجتمعات، وأن تراجع هذا القانون أو ضياعه يؤدي حتمًا إلى الانهيار والسقوط. وهذا ما جاءت به الشريعة الإسلامية، حيث قامت رسالتها على إصلاح النفوس، وإرساء مبادئ العدل والإحسان، وتحقيق السلم المجتمعي، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90]. وأكد أن المجتمعات المعاصرة بحاجة ماسَّة إلى استعادة أخلاقها، فهي سفينة النجاة، والضامن الحقيقي للأمن والاستقرار، والمصدر الوحيد لاستعادة الكرامة الإنسانية التي تآكلت في ظل مفاهيم مغلوطة وشعارات براقة خادعة، ولن تعود إلا بالتمسك بالقانون الأخلاقي الإلهي الذي يحفظ الكرامة، ويضمن السلامة، ويحقق الخير والسعادة للبشرية جمعاء.


مصراوي
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- مصراوي
المفتي: الأخلاق تقف نقيضًا للصفات الأربع التي كانت سببًا في هلاك بعض من في الأرض
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في حديثه الرمضاني على قناتَيْ DMC والناس الفضائيتين، أن الأخلاق تحتل مكانة رفيعة في ديننا الحنيف، فهي دعامة أساسية من دعائم الدين، وأصل مشترك اتفقت عليه جميع الشرائع السماوية. بها تُبنى المجتمعات، وتُشيَّد الحضارات، وتُصان الكرامة، وتُحقق التنمية والاستقرار. وأوضح فضيلته أن الرسالات السماوية كافة جاءت لترسيخ منظومة من القيم والمبادئ التي تحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته، وقد أكد الإسلام على هذه المنظومة بشكل واضح، كما في قول الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25]. وأشار فضيلته إلى أن الأخلاق لم تكن جزءًا هامشيًّا في الرسالة الإسلامية، بل كانت غايتها الكبرى، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق»، فمهمة النبوة ارتكزت على تقويم السلوك وتهذيب النفوس وتأسيس مجتمع قيمي قائم على العدل والرحمة والتكافل. وأضاف أن الأخلاق تشكِّل الأساس الذي يُبنى عليه الفكر، والمبدأ الذي ينطلق منه السلوك، فإذا اختل هذا الأساس، انعكس ذلك سلبًا على الأفراد والمجتمعات، وأدى إلى تصدع العلاقات وانهيار القيم. فالأخلاق هي "المعاقد الثابتة" التي تقوم بها الروابط الاجتماعية، ومتى زالت تلك الروابط، تفكك نسيج المجتمع وتحول إلى تجمع هش فاقد لقوة التماسك. وبيَّن فضيلته أن العرب قبل الإسلام، رغم ما كان فيهم من جاهلية، امتلكوا بعض القيم الأخلاقية، كالكرم والشجاعة والحرية، والتي حفظت لهم هُويَّتهم، ورفضوا أن يكونوا تابعين لغيرهم من الأمم التي احتكوا بها. وقد أشار المؤرخ جوستاف لوبون إلى أن العرب في جزيرة العرب وسوريا وإفريقيا "يحبون الحرية حبًّا جمًّا، لا يستطيع الأوروبي أن يتصوره"، وكانوا يعتبرون فقدان الحرية نوعًا من الاستعباد المرفوض، ولذلك لم تخضع نفوسهم لأي احتلال خارجي رغم محاولات الأمم الكبرى آنذاك. وتابع فضيلته: حين جاء الإسلام، بنى على هذه القيم وغذَّاها ووجهها، وأعاد صياغتها ضمن منظومة شاملة تُعلي من كرامة الإنسان، وتغرس في النفوس الإيمان بالمثل العليا، وتحثُّ على البذل والتضحية من أجلها. وقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم هذا البناء على أسس أخلاقية واضحة، كما في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [الجمعة: 2]، فكانت التزكية جزءًا أصيلًا من الوظيفة النبوية، وهي تهذيب النفوس وتنقيتها من أرجاس الجاهلية ومساوئ الأخلاق. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن التاريخ يحفل بقصص الأمم التي بلغت ذروة المجد، لكنها سرعان ما انهارت حين فقدت منظومة القيم الأخلاقية، واستبدلتها بالأنانية والاستعلاء وظلم الآخرين. وقد أشار القرآن الكريم إلى نماذج من تلك الأمم، كما في قصة فرعون الذي قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} [الزخرف: 51]، فكان استكباره سبب هلاكه. وكذلك قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78]، فكانت عاقبته أن خسف الله به وبداره الأرض. كما أشار إلى أن الأخلاق تقف نقيضًا للصفات الأربع التي كانت سببًا في هلاك بعض من في الأرض: "أنا، ونحن، ولي، وعندي". فإبليس قال: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ} [ص: 76]، فاستحق اللعنة والطرد من رحمة الله. وقوم بلقيس قالوا: {قَالُوا نَحْنُ أُو۟لُوا۟ قُوَّةٍۢ وَأُو۟لُوا۟ بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ} [النمل:33 ]. وقارون قال: {عِندِي}، أي "عِلْمٌ عندي". وفرعون قال: {لِي مُلْكُ مِصْرَ}، فكانت هذه الأنانيات مدخلًا للفساد والهلاك. واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن سيادة "قانون الأخلاق" هي مفتاح نشأة الحضارات واستمرار الدول واستقرار المجتمعات، وأن تراجع هذا القانون أو ضياعه يؤدي حتمًا إلى الانهيار والسقوط. وهذا ما جاءت به الشريعة الإسلامية، حيث قامت رسالتها على إصلاح النفوس، وإرساء مبادئ العدل والإحسان، وتحقيق السلم المجتمعي، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90]. وأكد أن المجتمعات المعاصرة بحاجة ماسَّة إلى استعادة أخلاقها، فهي سفينة النجاة، والضامن الحقيقي للأمن والاستقرار، والمصدر الوحيد لاستعادة الكرامة الإنسانية التي تآكلت في ظل مفاهيم مغلوطة وشعارات براقة خادعة، ولن تعود إلا بالتمسك بالقانون الأخلاقي الإلهي الذي يحفظ الكرامة، ويضمن السلامة، ويحقق الخير والسعادة للبشرية جمعاء.