أحدث الأخبار مع #جيانويشون


Independent عربية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- Independent عربية
"الهيبنوقراطية" أو خلق فيلسوف في برامج الذكاء الاصطناعي
أثار كتاب "الهيبنوقراطية: ترمب وماسك والهندسة الجديدة للواقع"، جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام وفي المؤسسات الثقافية ولدى المعنيين بالفلسفة من فلاسفة معاصرين وكليات الفلسفة، وأثار جدالاً أيضاً بين الكتاب والأدباء والمفكرين منذ صدوره، لأن البحث عن كاتبه أفضى إلى اكتشاف أنه مكتوب من قبل برنامج الذكاء الاصطناعي. نُشر الكتاب في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وذاع صيته بسرعة بسبب موضوعه الجديد والمغاير في الأوساط الفلسفية والثقافية قبل أن ينقلب إلى مادة للجدل الإعلامي، بعد اكتشاف أن مؤلفه المفترض "جيانوي شون" ليس شخصاً حقيقياً، بل شخصية خيالية اخترعها الفيلسوف الإيطالي أندريا كولاميديتشي، مستخدماً برنامج الذكاء الاصطناعي. الكاتب الشبح كدليل على التنويم المغناطيسي قدم الكاتب الإيطالي كتابه باسم كاتب مجهول على أنه فيلسوف من هونغ كونغ يقيم في برلين مختص بفلسفة العقل والدراسات الرقمية، لكن حين حاول الصحافيون التواصل معه تبين أنه غير موجود، وفي ما بعد اعترف كولاميديتشي بأنه هو من كتب الكتاب، ولكن عبر أسلوب جديد يجمع بين التفاعل مع الذكاء الاصطناعي وتدخله الشخصي في ممارسة نقد فلسفي متواصل لأفكاره. وقد استعمل برنامجي ChatGPT وClaude كمنتجَين للأفكار والنماذج الفلسفية بينما كان يقوم بتنقيح المعلومات وإعادة تحليلها وترتيبها وتحريرها من بعد هذين البرنامجين. وبحسب تعقيبه فإنه لم يكن يهدف إلى خداع القراء بقدر ما كان يجري تجربة فلسفية جديدة تهدف إلى جعل القارئ يعيد النظر في مفاهيم مثل التأليف والهوية ومصادر المعلومات، وماهية الحقيقة والفصل بين ما هو حقيقي وغير حقيقي في عصر يسيطر فيه الفضاء الرقمي على سائر الفضاءات المتاحة. جوهر الكتاب يتمحور حول مصطلح جديد هو "الهيبنوقراطية" أي حكم التنويم المغناطيسي، وبمعنى آخر هو تعريف بنوع جديد من السلطات التي تُغرق المتلقي في بحر من السرديات المتضاربة والمحتوى المتدفق، مما يجعله فاقداً القدرة على التمييز بين المعلومات الحقيقية والكاذبة أو التصريحات الواقعية وغير الواقعية أو الوعود القابلة للتنفيذ وتلك غير القابلة للتنفيذ من قبل السياسيين، الذين يقدمون أنفسهم إلى الناخبين أو إلى مواطنيهم وغيرهم من مواطني الدول الأخرى. وقد اختصر الكتاب هذا الأمر بشرح معنى أن نعيش في زمن لا يخفي الحقيقة فحسب، بل ويطغى فيه تعدد السرديات إلى حد يجعل الاستناد إلى أية نقطة ارتكاز تُحدد الحقيقة وفقاً لها، أمراً مستحيلاً. ترمب وماسك: نموذجان للواقع المصمم يأخذ الكتاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصديقه إيلون ماسك كنموذجين لسلطة "الهيبنوقراطية" أو حكم التنويم المغناطيسي، فترمب يمتلك قدرات تكرارية وهوساً بزحزحة الحقيقة أو إعادة تعليبها وعرضها بصورة مختلفة، مستخدماً طريقة التشويش المستمر، أي قول الأمر وعكسه، أو فرض قواعد معينة في يوم ثم تبديلها بشكل معاكس في اليوم التالي، أو قول أمر ما بينما ينفذ ما يعاكسه، ويمكننا على سبيل المثال أخذ دعوته الدائمة إلى إنهاء الحروب حول العالم، في ما يقوم واقعاً بتسعيرها سواء مع الصين أو في منطقة الشرق الأوسط وفي غيرهما من المناطق المشتعلة بالسلاح الناري أو بالأسلحة الاقتصادية والعقوبات والضرائب الجمركية التي تقوض كل قواعد التجارة العالمية السائدة والمتبعة حتى اليوم. أما إيلون ماسك فإنه يتحدث عن إنجازاته التكنولوجية كلاماً واستعراضاً أكثر بكثير مما يتحقق منها في الواقع، فما أنتجه تكنولوجياً حتى اليوم هو أقرب إلى أحلام تكنولوجية مستقبلية وطوباوية مستقبلية مشحونة. وهذه الطريقة في عرض الإنجازات لدى كل منهما هي عبارة عن بث إعلامي مغناطيسي يجذب الوعي الجمعي، ويعيد تشكيل إدراك المتابعين للواقع. وما أراد الكاتب نصف البشري ونصف الإلكتروني تأكيده في كتابه هو أنه في نظام "الهيبنوقراطية" تتحول المنصات الرقمية إلى آليات تنويم مغناطيسي فعال، وتعيد هندسة انتباه المستخدم وإدراكه من خلال الخوارزميات ومن دون أن يشعر أنه يستهلك حقيقة مصممة تعاد عليه بلا توقف. ما يميز هذا الكتاب أنه لا يكتفي بتشريح المأزق بل يقدم اقتراحات ملموسة للمقاومة، ويقترح شون (أو كولاميديتشي) إستراتيجيات للنجاة العقلية في هذا الواقع المربك، ومنها ما يسميه الاستقلال الإدراكي أي ألا تكون ضحية فورية لما يُعرض أمامك، وهناك طريقة الانفصال التكتيكي التي لا تدعو إلى القطيعة الكاملة مع المنصات بل وعي متى وكيف نستخدمها. أما الطريقة الأهم فهي ما سماه بالتشكيك الخلاق، أي ممارسة نقد دائم للمحتوى والمعلومات وللوسيط الذي يقدمها والتأكد من صحة مصادرها بهدف تطوير "مناعة معرفية" في خضم الفوضى المعلوماتية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) النص نفسه مثال على سرديته بعد اكتشاف وسائل الإعلام بأن "شون" الكاتب من هونغ كونغ افتراضي وغير موجود، تحول الكتاب إلى عرض حي لأطروحته، أي تحول إلى ممارسة "الهيبنوقراطية" على القراء، مما أدى إلى هز الثقة عندهم بما هو حقيقي في كل النصوص التي تُعرض أمامهم حالياً أو في المستقبل، وإذا ما كانت نصوصاً كتبها كتاب بشريون يفكرون ويحللون ويستنتجون بقدراتهم العقلية الذاتية أم أنها نصوص يكتبها الذكاء الاصطناعي بينما ينسبها الكتاب أو الأدباء أو الفلاسفة إلى أنفسهم، وما الذي يمنع أن يقوم أدباء أو أشخاص عاديون باستكتاب برامج الذكاء الاصطناعي ثم ينشرون هذه الكتابات على أنها لهم وينشرونها بأسمائهم؟ وفي تعليقه على شعور قراء كثر بالخيبة حين علموا أن كاتب الكتاب ليس حقيقياً على رغم أنهم أحبوا الكتاب بعد قراءته، قال كولاميديتشي، "أعلم أن البعض تأذى، لكن كان ذلك ضرورياً"، لأن القضية الأعمق التي يثيرها الكتاب لا تتعلق فقط بالذكاء الاصطناعي أو السلطة، بل بـمفهوم "التأليف" ذاته فمن سيكون المؤلف المستقبلي؟ وهذا ما يجعل "الهيبنوقراطية" كتاباً فلسفياً لا يشبه غيره، لأنه لا يعرض أطروحته فقط، بل يجسدها. يقول كولاميديتشي تعليقاً على الضجة التي أثارها اكتشاف أن الكتاب هجين بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي، "إنه ليس مجرد كتاب، بل تجربة فلسفية وأداء تمثيلي، كان هدفي هو رفع مستوى الوعي ومساعدة القراء على فهم الذكاء الاصطناعي وابتكار مفهوم جديد لهذا العصر". وكانت مجلة "وايرد" WIRED قد أجرت مقابلة مع كولاميديتشي حول هذه التجربة وسألته فيها عن مصدر إلهام هذه التجربة الفلسفية، فأجاب بأنه يدرس التفكير الفوري في المعهد الأوروبي للتصميم، و"أقود مشروعاً بحثياً حول الذكاء الاصطناعي وأنظمة التفكير في جامعة فوجيا، من خلال عملي مع طلابي، أدركت أنهم يستخدمون ChatGPT بأسوأ طريقة ممكنة، وهي النسخ منه. لاحظتُ أنهم يفقدون فهمهم للحياة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهو أمر مقلق، فنحن نعيش في عصر نمتلك فيه كماً هائلاً من المعرفة، لكننا لا نعرف كيف نستخدمها، كثيراً ما حذرتهم قائلاً: يمكنكم الحصول على درجات جيدة، بل وبناء مسيرة مهنية رائعة باستخدام ChatGPT للغش، لكنكم ستُصبحون فارغي الذهن، فالأمر لا يتعلق بإكمال دراسة الذكاء الاصطناعي، بل بكيفية التعلم عند استخدامه، بل يجب أن نبقي فضولنا متقداً أثناء استخدام هذه الأداة بشكل صحيح وتعليمها كيف تعمل كما نريد".


الاتحاد
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
ذكاء اصطناعي وراء خدعة عبقرية.. فيلسوف إيطالي يخترع مؤلفًا وهميًا!
في واقعة مثيرة للجدل، كشف الفيلسوف والكاتب الإيطالي أندريا كولاميديشي أن كتاباً كان قد أصدره بصفته مترجماً له في ديسمبر 2024 بعنوان "Ipnocrazia: ترامب، ماسك والهندسة الجديدة للواقع"، لم يُكتب من قبل مؤلف صيني يدعى "جيانوي شون" كما زُعم، بل إن هذا "الفيلسوف" هو شخصية وهمية من ابتكار مزيج بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا خدعة فكرية أم تجربة فلسفية؟ كولاميديشي، الذي أُدرج اسمه كمترجم للكتاب، أوضح لمجلة WIRED أن العمل لم يكن مجرد كتاب بل "تجربة فلسفية وأداء فني" هدفها توعية الناس بخطورة تأثير الذكاء الاصطناعي على مفهوم الحقيقة في العصر الرقمي. وقال إن الذكاء الاصطناعي ساعده في توليد الأفكار التي قام لاحقًا بتحليلها ونقدها، مؤكدًا أن كل ما كُتب في الكتاب هو من إنتاجه الشخصي. صدمة القارئ وردود الفعل المتباينة الكتاب، الذي حظي بإشادة في الأوساط الفكرية، سلط الضوء على كيف تقوم القوى الكبرى مثل ترامب وماسك باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لصناعة واقع بديل ومليء بالسرديات المتعددة التي تشتت الحقيقة، لا تُخفيها بل تُغرقها تحت سيل من المعلومات المتضاربة. لكن الكشف عن أن "شون" ليس شخصًا حقيقيًا، بل شخصية هجينة، أثار استياء البعض، فيما دافع كولاميديشي عن تجربته قائلاً: "أردت أن أجعل الناس يدركون أن سردياتنا من صنعنا. وإذا لم نصنعها نحن، ستحتكرها القوى اليمينية وتُعيد تشكيل التاريخ على طريقتها". اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية الكتاب متوفر حالياً بالإيطالية والفرنسية والإسبانية، وباع حوالي 5,000 نسخة حتى الآن. لكن المفارقة أن النجاح الأكبر للكتاب جاء بعد اكتشاف حقيقته، ما فتح نقاشاً أعمق حول مؤلفي المستقبل، والفرق بين الحقيقة والسرد، وحدود الأخلاق في استخدام الذكاء الاصطناعي للإنتاج الفكري. إسلام العبادي(أبوظبي)