#أحدث الأخبار مع #جيكل…والمسترهايدالرباط١٢-٠٥-٢٠٢٥صحةالرباطحكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والاديبة ماجدة غرابو [ المستر جيكل…والمستر هايد وبداية الدخول الدراسي سنة 2016/ 2017.]حكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والاديبة ماجدة غرابو [ المستر جيكل…والمستر هايد وبداية الدخول الدراسي سنة 2016/ 2017.] الرباط نيوز إن كتاب: 'البورناوت' Burn- Out انعتاق طالبة أستاذة من الجنون؛ هو صرخة بصيغة نون النسوة؛ لانطلاق طائر الفينق وإحيائه من جديد، والانبعاث من الرماد للانطلاق بكل قوة وحرية.. …………….. .ماجدة غرابو لم أفكر يوما أن أكتب سيرة ذاتية، فحياتي ليست بثراء حياة نوال السعداوي أو مغامرات كازانوفا أو صدمة وقسوة حياة شكري! فما أنا إلا أستاذة أو معلمة بسيطة عاشت حياتها بكل هدوء وهي تحادي الجدران، تحلم بغد أفضل لأبنائها وأسرتها الصغيرة. وما هذه السيرة الذاتية إلا صرخة نملة/ أستاذة في هذا المجتمع بصوت جميع ممتهني مهنة التدريس؛ الذين احترقوا مهنيا دون أن يفهموا ما أصابهم ودون أن يجدوا من يشد بأيديهم وعلى عضدهم لينعتقوا من مصابهم، فمنهم من ظل قابعا في قسمه شبه ميت وكأنه جذع شجرة خاو محترق إلى أن تقاعد، ومنهم من انتهى به الأمر كالمجذوب في الحواري والشوارع أو البراري، ومنهم من انتهى به الأمر في مستشفى المجاذيب أو المجانين ومنهم من انتحر منهيا عذابه وصراعه مع الواقع رغم إيمانه الشديد ووثوقه بالله أكثر من أشد الواثقين به سبحانه. فدافعي الأول لكتابة سيرتي الذاتية هو إصابتي بمرضي الذي أتقدم له بجزيل الشكر؛ وممتمنة له أيما امتنان لإصابتي به، فهو كان دافعي للخلاص إما منه أو من الحياة، وصدفة كنت من المحظوظين لوجود أشخاص رائعين بحياتي وجدتهم حولي كما الخبيثين لدفعي بقوة وللتحدي لأظل بهذه الحياة وهذه الدنيا لأتقاسم معناتي بمرض 'الاحتراق المهني' المشخص بمرض القلق الذي أثار اهتماما خاصا لدى أحد أعلام الحرية الوجودية كيير كيغارد (Kier Kegard) من حيث هو دافع إلى الإنجاز والإبداع، ويراه كيير كيغارد -أي القلق الخلقي- على أنه موجود منذ عصيان آدم عليه السلام ربه. ولكنه لا يتضح لدى الفرد إلا بعد ارتكابه إثما يعترف به أو يكون منبعا للإبداع، وبأن قوة النفس تنبثق من نجاح الفرد في مواجهة الخبرات التي تثير القلق، فالقلق سبيل إلى نضج النفس الإنسانية وتفتحها عن طبيعتها العميقة الخلاقة، ولكنه يقود إلى الانسحاب أحيانا بدلا من الخلق والإبداع، ويمكن أن يتطور إلى عصاب شديد الأثر. فانبثقت أولى بوادر هذا الانعتاق والخلاص والخلق حين فكرت في أن أتابع دراستي الجامعية بشعبة السوسيولوجيا وأن ألقى أساتذتي الأجلاء الذين أتوجه إليهم بكل الامتنان والاحترام والتقدير، فلم يبخل أساتذتي علي في شعبة الفلسفة ومسلك السوسيولوجيا على إمدادي بالطاقة اللازمة لأواصل دراستي وبكل التشجيع لأطور من عطائي وكتاباتي، فكانت الدراسة بالنسبة لي شفاء وبلسما، وكانت الكتابة تحررا من أسر الذات وميلادا منبثقا من الرماد والاحتراق وأسر المرض ومن ضروب الجنون من زاوية النظر المغربية… المستر جيكل…والمستر هايد وبداية الدخول الدراسي سنة 2016/ 2017 . اقترب الموسم الدراسي أكثر، حتى حل يوم توقيع الدخول المدرسي، فذهبت للتوقيع آخر اليوم، حتى لا ألتقي بأحد ممن يدرسون معي، لأجد نفسي، وقد قررت عدم الذهاب يوم التنظيم التربوي، وهو اليوم الموالي ليوم التوقيع الذي نلتقي فيه جميعا مع مدير المؤسسة والأطر التربوية، ويجرى فيه أول اجتماع لتحديد المستوى الذي سيتم تدريسه من طرف كل أستاذ منا، واستعمال الزمن الذي سنعمل به خلال السنة، وغيرها من الأمور الترتيبية، كأهم يوم تنظيمي لمجموعة من الأمور الدراسية، ليتم الشروع الفعلي بعده في استقبال التلاميذ والدخول المدرسي. مؤكدة دوما على أهمية هذا اليوم لزوجي وعدم غيابي عن حضوره يوما منذ امتهنت مهنة التدريس. وبدون سابق انذار، قلت لزوجي: «لن أذهب ليوم التنظيم التربوي»، فاستغرب لأنني دائما جد حريصة على الحضور خلال هذا اليوم لأهميته، فحاول مناقشتي، إلا أنني صممت على عدم الذهاب، غير مهتمة لا بالمستوى الذي سأدرس ولا بالتوقيت ولا القاعة ولا أي شيء من مثل هاته التفاصيل. فكل ما أذكره أنني أمضيت الليلة بكاملها دون نوم وأنا أبكي، وكأنني أفاجأ بقرارات شخص داخلي لكنه ليس أنا! شخص لا يحترم العمل، شخص لا ينضبط للمواعيد وللواجب المهني ولا يهمه نهائيا ما سيسفر عنه الاجتماع يوم التنظيم التربوي ولا يهمه أي شيء متعلق بالعمل! ولا رأي المرشد التربوي أي مدير المؤسسة، لم يعد كل هذا يحرك أي وازع بداخلي! ذلك اليوم أحسست بمتلازمة الدكتور جيكل والمستر هايد ، متلازمة الخير والشر أو الطبيعي واللاطبيعي أو المقبول والمرفوض أو الخداع والمصالحة مع النفس، فهما شخصيتان في فيلم رعب إنساني أكثر منه سينمائي. وهو فيلم يحكي عن الدكتور جيكل الذي يتربع على قمة الهرم الاجتماعي، وهو العالم الطبيب الهادئ الودود المؤدب والذي يمثل الخير، والذي سيقوم بإجراء عدة اختبارات علمية بخلطه لمواد طبية كيماوية والتي من ثمة سيجربها على نفسه، لتنتج منه شخصا متحولا شريرا قاسيا، غير مؤدب، عنيفا يمثل الشر، ويحقق كل ما يأمره به 'الهو' أي الرغبات الدفينة في الإنسان والتي يمارسها دون حسيب أو رقيب من طرف ' الأنا ' ليحقق كل ما تهفو إليه نفسه، ليعطي لنفسه المتحولة اسما آخر يليق بها هو ' مستر هايد'. هكذا أصبحت بدوري في بداية هذه السنة المشهودة، لا أريد الذهاب إلى المدرسة. لكن قبل ذلك بمرحلة ليست باليسيرة، كان الطبيب يعطيني الشهادات الطبية الطويلة المدى فأخبئها في محفظتي ثم أذهب إلى العمل في حالة يرثى لها، يلاحظها زملائي وأراها في عيونهم ونظراتهم، قائلة للطبيب: «إنني أستطيع العمل»، وهو يؤكد لي أنني لا أستطيع ذلك! وأقول في نفسي: «أنا أدرى بجسمي وقدراتي، فبماذا يهرطق هذا الطبيب؟» فأذهب للعمل غير آبهة بكلامه، كنت قد بدأت العلاج النفسي صدفة آخر السنة التي سبقت هاته 2016/2017، بعد أن قذف زوجي في وجهي بهذه النصيحة. وبمجرد بداية السنة الدراسية وجدت نفسي أغير صورة 'بروفيل الواتساب' في هاتفي، بصورة أخرى معبرة عن حالتي، وهي لطفلة صغيرة جميلة لكنها عابسة جدا وملامح وجهها تدل على تذمر شديد ومكتوب تحتها 'دخول دراسي موفق'، وبقيت هذه الصورة في هاتـفي المحمــول مدة طويلة، لم أستطع تغييرها. فقد وجـدت المستر هايد Mr Hyde يسيطر علي ولم أعد أقوى على المقاومة، فقد أصبح بداخلي شخص ممسوخ لا هوية له لكنني لست أنا التي أعرف بل هو شخص نقيض لي تماما لا يريد العمل 'التدريس' لا يحبه والأدهى والأمر من ذلك أنه 'أي التدريس' لا يعني له شيئا، وكأنه لا ينتمي إلى تلك المهنة ولم ينتم إليها يوما. وهذا الاحساس انتابني وبشدة بعد محاولات عديدة مني في التغيير، بغير دراية أو وعي مني عن السبب، أو لماذا؟ حاولت الحصول على أي منصب إداري، وشاركت أيضا في مباراة للحصول على مهمة منظمة ومنشطة مكتبة في مؤسسة 'التفتح الفني والأدبي بطنجة'، فقد أصبحت أحس أنني يمكنني امتهان أي دور آخر غير التدريس. لأشرع في البحث عما أقوم به كمهنة غير مهنة التدريس، لأنني لا يمكن أن أقبع في المنزل لا دور لي غير دور ربات البيوت، لم أتعود على أداء هذا الدور وحده في حياتي اليومية. وأثناء ذهابي لإجراء أول فحص مضاد في المندوبية الصحية بمدينة الرباط بسبب شهاداتي الطبية الكثيرة والطويلة المدى، فكرت في العروج على مدينة الدار البيضاء حيث تقبع شهادة الباكالوريا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بابن امسيك، حينها كنت قد تسجلت بشعبة 'الأدب العربي' لأكثر من عشرين سنة مضت، حيث لم أكمل دراستي بعد السنة الأولى، وتهت في متاهات الحياة، وبقيت شهادتي قابعة في هذه الكلية دون أن أفكر يوما في سحبها، حتى تقاذفتني السنون لأجد نفسي في مدينة طنجة، عروس الشمال والمدينة العالية كما يتغنى بها أحدهم. مع أنني بمجرد قدومي إليها وقبل حوالي سبع سنين مضت سنة (2009/2010)، اقترح علي أحد زملائي النقابيين أن يسجلني بكلية الحقوق بطنجة فرفضت، لأن القانون لا يستهويني، مع إدراكي الشديد أن من واجب كل شخص دراسة قانون بلده حتى يعرف حقوقه وواجباته وكيفية الدفاع عنها وماله وما عليه. فوجدت أن هذه الظاهرة -الدراسة الجامعية بالنسبة للموظفين- متفشية بكثرة في شمال المغرب على عكس ذلك في مدينة الدار البيضاء، لما يلاقيه الموظف من صعوبات شتى إذا أراد أحدهم متابعة دراسته الجامعية، فأحيانا هذه الصعوبات يلاقيها حتى من طرف بعض الأطر التربوية نفسها كما وقع لي مع مدير المؤسسة التي كنت أعمل بها في مدينة الدار البيضاء الذي رفض أن يمنحني مطبوع الترخيص من أجل متابعة دراستي الجامعية، هاته الأطر التي لا تذلل الصعوبات بل تزيد في تعقيدها وعرقلة الشباب الناشئ الذي يسعى للمعرفة، ولما لا الارتقاء الوظيفي أو من أجل تغيير الإطار، وذلك عن طريق تتمة مساره الدراسي الذي يخنق ويستأصل بمجرد النجاح في أول مباراة من أجل الوظيفة وبعد ضمان راتب شهري قار. اقترب الموسم الدراسي أكثر، حتى حل يوم توقيع الدخول المدرسي، فذهبت للتوقيع آخر اليوم، حتى لا ألتقي بأحد ممن يدرسون معي، لأجد نفسي، وقد قررت عدم الذهاب يوم التنظيم التربوي، وهو اليوم الموالي ليوم التوقيع الذي نلتقي فيه جميعا مع مدير المؤسسة والأطر التربوية، ويجرى فيه أول اجتماع لتحديد المستوى الذي سيتم تدريسه من طرف كل أستاذ منا، واستعمال الزمن الذي سنعمل به خلال السنة، وغيرها من الأمور الترتيبية، كأهم يوم تنظيمي لمجموعة من الأمور الدراسية، ليتم الشروع الفعلي بعده في استقبال التلاميذ والدخول المدرسي. مؤكدة دوما على أهمية هذا اليوم لزوجي وعدم غيابي عن حضوره يوما منذ امتهنت مهنة التدريس. وبدون سابق انذار، قلت لزوجي: «لن أذهب ليوم التنظيم التربوي»، فاستغرب لأنني دائما جد حريصة على الحضور خلال هذا اليوم لأهميته، فحاول مناقشتي، إلا أنني صممت على عدم الذهاب، غير مهتمة لا بالمستوى الذي سأدرس ولا بالتوقيت ولا القاعة ولا أي شيء من مثل هاته التفاصيل. فكل ما أذكره أنني أمضيت الليلة بكاملها دون نوم وأنا أبكي، وكأنني أفاجأ بقرارات شخص داخلي لكنه ليس أنا! شخص لا يحترم العمل، شخص لا ينضبط للمواعيد وللواجب المهني ولا يهمه نهائيا ما سيسفر عنه الاجتماع يوم التنظيم التربوي ولا يهمه أي شيء متعلق بالعمل! ولا رأي المرشد التربوي أي مدير المؤسسة، لم يعد كل هذا يحرك أي وازع بداخلي! ذلك اليوم أحسست بمتلازمة الدكتور جيكل والمستر هايد ، متلازمة الخير والشر أو الطبيعي واللاطبيعي أو المقبول والمرفوض أو الخداع والمصالحة مع النفس، فهما شخصيتان في فيلم رعب إنساني أكثر منه سينمائي. وهو فيلم يحكي عن الدكتور جيكل الذي يتربع على قمة الهرم الاجتماعي، وهو العالم الطبيب الهادئ الودود المؤدب والذي يمثل الخير، والذي سيقوم بإجراء عدة اختبارات علمية بخلطه لمواد طبية كيماوية والتي من ثمة سيجربها على نفسه، لتنتج منه شخصا متحولا شريرا قاسيا، غير مؤدب، عنيفا يمثل الشر، ويحقق كل ما يأمره به 'الهو' أي الرغبات الدفينة في الإنسان والتي يمارسها دون حسيب أو رقيب من طرف ' الأنا ' ليحقق كل ما تهفو إليه نفسه، ليعطي لنفسه المتحولة اسما آخر يليق بها هو ' مستر هايد'. هكذا أصبحت بدوري في بداية هذه السنة المشهودة، لا أريد الذهاب إلى المدرسة. لكن قبل ذلك بمرحلة ليست باليسيرة، كان الطبيب يعطيني الشهادات الطبية الطويلة المدى فأخبئها في محفظتي ثم أذهب إلى العمل في حالة يرثى لها، يلاحظها زملائي وأراها في عيونهم ونظراتهم، قائلة للطبيب: «إنني أستطيع العمل»، وهو يؤكد لي أنني لا أستطيع ذلك! وأقول في نفسي: «أنا أدرى بجسمي وقدراتي، فبماذا يهرطق هذا الطبيب؟» فأذهب للعمل غير آبهة بكلامه، كنت قد بدأت العلاج النفسي صدفة آخر السنة التي سبقت هاته 2016/2017، بعد أن قذف زوجي في وجهي بهذه النصيحة. وبمجرد بداية السنة الدراسية وجدت نفسي أغير صورة 'بروفيل الواتساب' في هاتفي، بصورة أخرى معبرة عن حالتي، وهي لطفلة صغيرة جميلة لكنها عابسة جدا وملامح وجهها تدل على تذمر شديد ومكتوب تحتها 'دخول دراسي موفق'، وبقيت هذه الصورة في هاتـفي المحمــول مدة طويلة، لم أستطع تغييرها. فقد وجـدت المستر هايد Mr Hyde يسيطر علي ولم أعد أقوى على المقاومة، فقد أصبح بداخلي شخص ممسوخ لا هوية له لكنني لست أنا التي أعرف بل هو شخص نقيض لي تماما لا يريد العمل 'التدريس' لا يحبه والأدهى والأمر من ذلك أنه 'أي التدريس' لا يعني له شيئا، وكأنه لا ينتمي إلى تلك المهنة ولم ينتم إليها يوما. وهذا الاحساس انتابني وبشدة بعد محاولات عديدة مني في التغيير، بغير دراية أو وعي مني عن السبب، أو لماذا؟ حاولت الحصول على أي منصب إداري، وشاركت أيضا في مباراة للحصول على مهمة منظمة ومنشطة مكتبة في مؤسسة 'التفتح الفني والأدبي بطنجة'، فقد أصبحت أحس أنني يمكنني امتهان أي دور آخر غير التدريس. لأشرع في البحث عما أقوم به كمهنة غير مهنة التدريس، لأنني لا يمكن أن أقبع في المنزل لا دور لي غير دور ربات البيوت، لم أتعود على أداء هذا الدور وحده في حياتي اليومية. وأثناء ذهابي لإجراء أول فحص مضاد في المندوبية الصحية بمدينة الرباط بسبب شهاداتي الطبية الكثيرة والطويلة المدى، فكرت في العروج على مدينة الدار البيضاء حيث تقبع شهادة الباكالوريا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بابن امسيك، حينها كنت قد تسجلت بشعبة 'الأدب العربي' لأكثر من عشرين سنة مضت، حيث لم أكمل دراستي بعد السنة الأولى، وتهت في متاهات الحياة، وبقيت شهادتي قابعة في هذه الكلية دون أن أفكر يوما في سحبها، حتى تقاذفتني السنون لأجد نفسي في مدينة طنجة، عروس الشمال والمدينة العالية كما يتغنى بها أحدهم. مع أنني بمجرد قدومي إليها وقبل حوالي سبع سنين مضت سنة (2009/2010)، اقترح علي أحد زملائي النقابيين أن يسجلني بكلية الحقوق بطنجة فرفضت، لأن القانون لا يستهويني، مع إدراكي الشديد أن من واجب كل شخص دراسة قانون بلده حتى يعرف حقوقه وواجباته وكيفية الدفاع عنها وماله وما عليه. فوجدت أن هذه الظاهرة -الدراسة الجامعية بالنسبة للموظفين- متفشية بكثرة في شمال المغرب على عكس ذلك في مدينة الدار البيضاء، لما يلاقيه الموظف من صعوبات شتى إذا أراد أحدهم متابعة دراسته الجامعية، فأحيانا هذه الصعوبات يلاقيها حتى من طرف بعض الأطر التربوية نفسها كما وقع لي مع مدير المؤسسة التي كنت أعمل بها في مدينة الدار البيضاء الذي رفض أن يمنحني مطبوع الترخيص من أجل متابعة دراستي الجامعية، هاته الأطر التي لا تذلل الصعوبات بل تزيد في تعقيدها وعرقلة الشباب الناشئ الذي يسعى للمعرفة، ولما لا الارتقاء الوظيفي أو من أجل تغيير الإطار، وذلك عن طريق تتمة مساره الدراسي الذي يخنق ويستأصل بمجرد النجاح في أول مباراة من أجل الوظيفة وبعد ضمان راتب شهري قار.
الرباط١٢-٠٥-٢٠٢٥صحةالرباطحكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والاديبة ماجدة غرابو [ المستر جيكل…والمستر هايد وبداية الدخول الدراسي سنة 2016/ 2017.]حكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والاديبة ماجدة غرابو [ المستر جيكل…والمستر هايد وبداية الدخول الدراسي سنة 2016/ 2017.] الرباط نيوز إن كتاب: 'البورناوت' Burn- Out انعتاق طالبة أستاذة من الجنون؛ هو صرخة بصيغة نون النسوة؛ لانطلاق طائر الفينق وإحيائه من جديد، والانبعاث من الرماد للانطلاق بكل قوة وحرية.. …………….. .ماجدة غرابو لم أفكر يوما أن أكتب سيرة ذاتية، فحياتي ليست بثراء حياة نوال السعداوي أو مغامرات كازانوفا أو صدمة وقسوة حياة شكري! فما أنا إلا أستاذة أو معلمة بسيطة عاشت حياتها بكل هدوء وهي تحادي الجدران، تحلم بغد أفضل لأبنائها وأسرتها الصغيرة. وما هذه السيرة الذاتية إلا صرخة نملة/ أستاذة في هذا المجتمع بصوت جميع ممتهني مهنة التدريس؛ الذين احترقوا مهنيا دون أن يفهموا ما أصابهم ودون أن يجدوا من يشد بأيديهم وعلى عضدهم لينعتقوا من مصابهم، فمنهم من ظل قابعا في قسمه شبه ميت وكأنه جذع شجرة خاو محترق إلى أن تقاعد، ومنهم من انتهى به الأمر كالمجذوب في الحواري والشوارع أو البراري، ومنهم من انتهى به الأمر في مستشفى المجاذيب أو المجانين ومنهم من انتحر منهيا عذابه وصراعه مع الواقع رغم إيمانه الشديد ووثوقه بالله أكثر من أشد الواثقين به سبحانه. فدافعي الأول لكتابة سيرتي الذاتية هو إصابتي بمرضي الذي أتقدم له بجزيل الشكر؛ وممتمنة له أيما امتنان لإصابتي به، فهو كان دافعي للخلاص إما منه أو من الحياة، وصدفة كنت من المحظوظين لوجود أشخاص رائعين بحياتي وجدتهم حولي كما الخبيثين لدفعي بقوة وللتحدي لأظل بهذه الحياة وهذه الدنيا لأتقاسم معناتي بمرض 'الاحتراق المهني' المشخص بمرض القلق الذي أثار اهتماما خاصا لدى أحد أعلام الحرية الوجودية كيير كيغارد (Kier Kegard) من حيث هو دافع إلى الإنجاز والإبداع، ويراه كيير كيغارد -أي القلق الخلقي- على أنه موجود منذ عصيان آدم عليه السلام ربه. ولكنه لا يتضح لدى الفرد إلا بعد ارتكابه إثما يعترف به أو يكون منبعا للإبداع، وبأن قوة النفس تنبثق من نجاح الفرد في مواجهة الخبرات التي تثير القلق، فالقلق سبيل إلى نضج النفس الإنسانية وتفتحها عن طبيعتها العميقة الخلاقة، ولكنه يقود إلى الانسحاب أحيانا بدلا من الخلق والإبداع، ويمكن أن يتطور إلى عصاب شديد الأثر. فانبثقت أولى بوادر هذا الانعتاق والخلاص والخلق حين فكرت في أن أتابع دراستي الجامعية بشعبة السوسيولوجيا وأن ألقى أساتذتي الأجلاء الذين أتوجه إليهم بكل الامتنان والاحترام والتقدير، فلم يبخل أساتذتي علي في شعبة الفلسفة ومسلك السوسيولوجيا على إمدادي بالطاقة اللازمة لأواصل دراستي وبكل التشجيع لأطور من عطائي وكتاباتي، فكانت الدراسة بالنسبة لي شفاء وبلسما، وكانت الكتابة تحررا من أسر الذات وميلادا منبثقا من الرماد والاحتراق وأسر المرض ومن ضروب الجنون من زاوية النظر المغربية… المستر جيكل…والمستر هايد وبداية الدخول الدراسي سنة 2016/ 2017 . اقترب الموسم الدراسي أكثر، حتى حل يوم توقيع الدخول المدرسي، فذهبت للتوقيع آخر اليوم، حتى لا ألتقي بأحد ممن يدرسون معي، لأجد نفسي، وقد قررت عدم الذهاب يوم التنظيم التربوي، وهو اليوم الموالي ليوم التوقيع الذي نلتقي فيه جميعا مع مدير المؤسسة والأطر التربوية، ويجرى فيه أول اجتماع لتحديد المستوى الذي سيتم تدريسه من طرف كل أستاذ منا، واستعمال الزمن الذي سنعمل به خلال السنة، وغيرها من الأمور الترتيبية، كأهم يوم تنظيمي لمجموعة من الأمور الدراسية، ليتم الشروع الفعلي بعده في استقبال التلاميذ والدخول المدرسي. مؤكدة دوما على أهمية هذا اليوم لزوجي وعدم غيابي عن حضوره يوما منذ امتهنت مهنة التدريس. وبدون سابق انذار، قلت لزوجي: «لن أذهب ليوم التنظيم التربوي»، فاستغرب لأنني دائما جد حريصة على الحضور خلال هذا اليوم لأهميته، فحاول مناقشتي، إلا أنني صممت على عدم الذهاب، غير مهتمة لا بالمستوى الذي سأدرس ولا بالتوقيت ولا القاعة ولا أي شيء من مثل هاته التفاصيل. فكل ما أذكره أنني أمضيت الليلة بكاملها دون نوم وأنا أبكي، وكأنني أفاجأ بقرارات شخص داخلي لكنه ليس أنا! شخص لا يحترم العمل، شخص لا ينضبط للمواعيد وللواجب المهني ولا يهمه نهائيا ما سيسفر عنه الاجتماع يوم التنظيم التربوي ولا يهمه أي شيء متعلق بالعمل! ولا رأي المرشد التربوي أي مدير المؤسسة، لم يعد كل هذا يحرك أي وازع بداخلي! ذلك اليوم أحسست بمتلازمة الدكتور جيكل والمستر هايد ، متلازمة الخير والشر أو الطبيعي واللاطبيعي أو المقبول والمرفوض أو الخداع والمصالحة مع النفس، فهما شخصيتان في فيلم رعب إنساني أكثر منه سينمائي. وهو فيلم يحكي عن الدكتور جيكل الذي يتربع على قمة الهرم الاجتماعي، وهو العالم الطبيب الهادئ الودود المؤدب والذي يمثل الخير، والذي سيقوم بإجراء عدة اختبارات علمية بخلطه لمواد طبية كيماوية والتي من ثمة سيجربها على نفسه، لتنتج منه شخصا متحولا شريرا قاسيا، غير مؤدب، عنيفا يمثل الشر، ويحقق كل ما يأمره به 'الهو' أي الرغبات الدفينة في الإنسان والتي يمارسها دون حسيب أو رقيب من طرف ' الأنا ' ليحقق كل ما تهفو إليه نفسه، ليعطي لنفسه المتحولة اسما آخر يليق بها هو ' مستر هايد'. هكذا أصبحت بدوري في بداية هذه السنة المشهودة، لا أريد الذهاب إلى المدرسة. لكن قبل ذلك بمرحلة ليست باليسيرة، كان الطبيب يعطيني الشهادات الطبية الطويلة المدى فأخبئها في محفظتي ثم أذهب إلى العمل في حالة يرثى لها، يلاحظها زملائي وأراها في عيونهم ونظراتهم، قائلة للطبيب: «إنني أستطيع العمل»، وهو يؤكد لي أنني لا أستطيع ذلك! وأقول في نفسي: «أنا أدرى بجسمي وقدراتي، فبماذا يهرطق هذا الطبيب؟» فأذهب للعمل غير آبهة بكلامه، كنت قد بدأت العلاج النفسي صدفة آخر السنة التي سبقت هاته 2016/2017، بعد أن قذف زوجي في وجهي بهذه النصيحة. وبمجرد بداية السنة الدراسية وجدت نفسي أغير صورة 'بروفيل الواتساب' في هاتفي، بصورة أخرى معبرة عن حالتي، وهي لطفلة صغيرة جميلة لكنها عابسة جدا وملامح وجهها تدل على تذمر شديد ومكتوب تحتها 'دخول دراسي موفق'، وبقيت هذه الصورة في هاتـفي المحمــول مدة طويلة، لم أستطع تغييرها. فقد وجـدت المستر هايد Mr Hyde يسيطر علي ولم أعد أقوى على المقاومة، فقد أصبح بداخلي شخص ممسوخ لا هوية له لكنني لست أنا التي أعرف بل هو شخص نقيض لي تماما لا يريد العمل 'التدريس' لا يحبه والأدهى والأمر من ذلك أنه 'أي التدريس' لا يعني له شيئا، وكأنه لا ينتمي إلى تلك المهنة ولم ينتم إليها يوما. وهذا الاحساس انتابني وبشدة بعد محاولات عديدة مني في التغيير، بغير دراية أو وعي مني عن السبب، أو لماذا؟ حاولت الحصول على أي منصب إداري، وشاركت أيضا في مباراة للحصول على مهمة منظمة ومنشطة مكتبة في مؤسسة 'التفتح الفني والأدبي بطنجة'، فقد أصبحت أحس أنني يمكنني امتهان أي دور آخر غير التدريس. لأشرع في البحث عما أقوم به كمهنة غير مهنة التدريس، لأنني لا يمكن أن أقبع في المنزل لا دور لي غير دور ربات البيوت، لم أتعود على أداء هذا الدور وحده في حياتي اليومية. وأثناء ذهابي لإجراء أول فحص مضاد في المندوبية الصحية بمدينة الرباط بسبب شهاداتي الطبية الكثيرة والطويلة المدى، فكرت في العروج على مدينة الدار البيضاء حيث تقبع شهادة الباكالوريا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بابن امسيك، حينها كنت قد تسجلت بشعبة 'الأدب العربي' لأكثر من عشرين سنة مضت، حيث لم أكمل دراستي بعد السنة الأولى، وتهت في متاهات الحياة، وبقيت شهادتي قابعة في هذه الكلية دون أن أفكر يوما في سحبها، حتى تقاذفتني السنون لأجد نفسي في مدينة طنجة، عروس الشمال والمدينة العالية كما يتغنى بها أحدهم. مع أنني بمجرد قدومي إليها وقبل حوالي سبع سنين مضت سنة (2009/2010)، اقترح علي أحد زملائي النقابيين أن يسجلني بكلية الحقوق بطنجة فرفضت، لأن القانون لا يستهويني، مع إدراكي الشديد أن من واجب كل شخص دراسة قانون بلده حتى يعرف حقوقه وواجباته وكيفية الدفاع عنها وماله وما عليه. فوجدت أن هذه الظاهرة -الدراسة الجامعية بالنسبة للموظفين- متفشية بكثرة في شمال المغرب على عكس ذلك في مدينة الدار البيضاء، لما يلاقيه الموظف من صعوبات شتى إذا أراد أحدهم متابعة دراسته الجامعية، فأحيانا هذه الصعوبات يلاقيها حتى من طرف بعض الأطر التربوية نفسها كما وقع لي مع مدير المؤسسة التي كنت أعمل بها في مدينة الدار البيضاء الذي رفض أن يمنحني مطبوع الترخيص من أجل متابعة دراستي الجامعية، هاته الأطر التي لا تذلل الصعوبات بل تزيد في تعقيدها وعرقلة الشباب الناشئ الذي يسعى للمعرفة، ولما لا الارتقاء الوظيفي أو من أجل تغيير الإطار، وذلك عن طريق تتمة مساره الدراسي الذي يخنق ويستأصل بمجرد النجاح في أول مباراة من أجل الوظيفة وبعد ضمان راتب شهري قار. اقترب الموسم الدراسي أكثر، حتى حل يوم توقيع الدخول المدرسي، فذهبت للتوقيع آخر اليوم، حتى لا ألتقي بأحد ممن يدرسون معي، لأجد نفسي، وقد قررت عدم الذهاب يوم التنظيم التربوي، وهو اليوم الموالي ليوم التوقيع الذي نلتقي فيه جميعا مع مدير المؤسسة والأطر التربوية، ويجرى فيه أول اجتماع لتحديد المستوى الذي سيتم تدريسه من طرف كل أستاذ منا، واستعمال الزمن الذي سنعمل به خلال السنة، وغيرها من الأمور الترتيبية، كأهم يوم تنظيمي لمجموعة من الأمور الدراسية، ليتم الشروع الفعلي بعده في استقبال التلاميذ والدخول المدرسي. مؤكدة دوما على أهمية هذا اليوم لزوجي وعدم غيابي عن حضوره يوما منذ امتهنت مهنة التدريس. وبدون سابق انذار، قلت لزوجي: «لن أذهب ليوم التنظيم التربوي»، فاستغرب لأنني دائما جد حريصة على الحضور خلال هذا اليوم لأهميته، فحاول مناقشتي، إلا أنني صممت على عدم الذهاب، غير مهتمة لا بالمستوى الذي سأدرس ولا بالتوقيت ولا القاعة ولا أي شيء من مثل هاته التفاصيل. فكل ما أذكره أنني أمضيت الليلة بكاملها دون نوم وأنا أبكي، وكأنني أفاجأ بقرارات شخص داخلي لكنه ليس أنا! شخص لا يحترم العمل، شخص لا ينضبط للمواعيد وللواجب المهني ولا يهمه نهائيا ما سيسفر عنه الاجتماع يوم التنظيم التربوي ولا يهمه أي شيء متعلق بالعمل! ولا رأي المرشد التربوي أي مدير المؤسسة، لم يعد كل هذا يحرك أي وازع بداخلي! ذلك اليوم أحسست بمتلازمة الدكتور جيكل والمستر هايد ، متلازمة الخير والشر أو الطبيعي واللاطبيعي أو المقبول والمرفوض أو الخداع والمصالحة مع النفس، فهما شخصيتان في فيلم رعب إنساني أكثر منه سينمائي. وهو فيلم يحكي عن الدكتور جيكل الذي يتربع على قمة الهرم الاجتماعي، وهو العالم الطبيب الهادئ الودود المؤدب والذي يمثل الخير، والذي سيقوم بإجراء عدة اختبارات علمية بخلطه لمواد طبية كيماوية والتي من ثمة سيجربها على نفسه، لتنتج منه شخصا متحولا شريرا قاسيا، غير مؤدب، عنيفا يمثل الشر، ويحقق كل ما يأمره به 'الهو' أي الرغبات الدفينة في الإنسان والتي يمارسها دون حسيب أو رقيب من طرف ' الأنا ' ليحقق كل ما تهفو إليه نفسه، ليعطي لنفسه المتحولة اسما آخر يليق بها هو ' مستر هايد'. هكذا أصبحت بدوري في بداية هذه السنة المشهودة، لا أريد الذهاب إلى المدرسة. لكن قبل ذلك بمرحلة ليست باليسيرة، كان الطبيب يعطيني الشهادات الطبية الطويلة المدى فأخبئها في محفظتي ثم أذهب إلى العمل في حالة يرثى لها، يلاحظها زملائي وأراها في عيونهم ونظراتهم، قائلة للطبيب: «إنني أستطيع العمل»، وهو يؤكد لي أنني لا أستطيع ذلك! وأقول في نفسي: «أنا أدرى بجسمي وقدراتي، فبماذا يهرطق هذا الطبيب؟» فأذهب للعمل غير آبهة بكلامه، كنت قد بدأت العلاج النفسي صدفة آخر السنة التي سبقت هاته 2016/2017، بعد أن قذف زوجي في وجهي بهذه النصيحة. وبمجرد بداية السنة الدراسية وجدت نفسي أغير صورة 'بروفيل الواتساب' في هاتفي، بصورة أخرى معبرة عن حالتي، وهي لطفلة صغيرة جميلة لكنها عابسة جدا وملامح وجهها تدل على تذمر شديد ومكتوب تحتها 'دخول دراسي موفق'، وبقيت هذه الصورة في هاتـفي المحمــول مدة طويلة، لم أستطع تغييرها. فقد وجـدت المستر هايد Mr Hyde يسيطر علي ولم أعد أقوى على المقاومة، فقد أصبح بداخلي شخص ممسوخ لا هوية له لكنني لست أنا التي أعرف بل هو شخص نقيض لي تماما لا يريد العمل 'التدريس' لا يحبه والأدهى والأمر من ذلك أنه 'أي التدريس' لا يعني له شيئا، وكأنه لا ينتمي إلى تلك المهنة ولم ينتم إليها يوما. وهذا الاحساس انتابني وبشدة بعد محاولات عديدة مني في التغيير، بغير دراية أو وعي مني عن السبب، أو لماذا؟ حاولت الحصول على أي منصب إداري، وشاركت أيضا في مباراة للحصول على مهمة منظمة ومنشطة مكتبة في مؤسسة 'التفتح الفني والأدبي بطنجة'، فقد أصبحت أحس أنني يمكنني امتهان أي دور آخر غير التدريس. لأشرع في البحث عما أقوم به كمهنة غير مهنة التدريس، لأنني لا يمكن أن أقبع في المنزل لا دور لي غير دور ربات البيوت، لم أتعود على أداء هذا الدور وحده في حياتي اليومية. وأثناء ذهابي لإجراء أول فحص مضاد في المندوبية الصحية بمدينة الرباط بسبب شهاداتي الطبية الكثيرة والطويلة المدى، فكرت في العروج على مدينة الدار البيضاء حيث تقبع شهادة الباكالوريا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بابن امسيك، حينها كنت قد تسجلت بشعبة 'الأدب العربي' لأكثر من عشرين سنة مضت، حيث لم أكمل دراستي بعد السنة الأولى، وتهت في متاهات الحياة، وبقيت شهادتي قابعة في هذه الكلية دون أن أفكر يوما في سحبها، حتى تقاذفتني السنون لأجد نفسي في مدينة طنجة، عروس الشمال والمدينة العالية كما يتغنى بها أحدهم. مع أنني بمجرد قدومي إليها وقبل حوالي سبع سنين مضت سنة (2009/2010)، اقترح علي أحد زملائي النقابيين أن يسجلني بكلية الحقوق بطنجة فرفضت، لأن القانون لا يستهويني، مع إدراكي الشديد أن من واجب كل شخص دراسة قانون بلده حتى يعرف حقوقه وواجباته وكيفية الدفاع عنها وماله وما عليه. فوجدت أن هذه الظاهرة -الدراسة الجامعية بالنسبة للموظفين- متفشية بكثرة في شمال المغرب على عكس ذلك في مدينة الدار البيضاء، لما يلاقيه الموظف من صعوبات شتى إذا أراد أحدهم متابعة دراسته الجامعية، فأحيانا هذه الصعوبات يلاقيها حتى من طرف بعض الأطر التربوية نفسها كما وقع لي مع مدير المؤسسة التي كنت أعمل بها في مدينة الدار البيضاء الذي رفض أن يمنحني مطبوع الترخيص من أجل متابعة دراستي الجامعية، هاته الأطر التي لا تذلل الصعوبات بل تزيد في تعقيدها وعرقلة الشباب الناشئ الذي يسعى للمعرفة، ولما لا الارتقاء الوظيفي أو من أجل تغيير الإطار، وذلك عن طريق تتمة مساره الدراسي الذي يخنق ويستأصل بمجرد النجاح في أول مباراة من أجل الوظيفة وبعد ضمان راتب شهري قار.