#أحدث الأخبار مع #حربالجزائرالأولىالخبرمنذ 6 أيامسياسةالخبرمن بجاية إلى باريس.. التاريخ يطالب فرنسا بالاعتذارقدم مؤرخون من الولايات المتحدة الأمريكية، مدغشقر، السنغال والكاميرون، تقارير سوداء تكشف بوضوح السياسات العنيفة والممارسات الوحشية التي انتهجتها فرنسا الاستعمارية في إفريقيا والعالم. أجمع المشاركون في الملتقى الدولي المنعقد بجامعة عبد الرحمن ميرة ببجاية على أن الاستعمار الفرنسي كان أكثر شراسة ووحشية من نظيره البريطاني وأن العنف في إفريقيا والعالم يقرن غالبا باسم فرنسا. وقد ركّزت المداخلات، التي تزامنت مع إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945، على فظائع الاستعمار الفرنسي، خاصة في الجزائر. وقد اعتبر المؤرخ الفرنسي ألان روشيو، من جامعة السوربون، أن مجازر 8 ماي ليست سوى "الشجرة التي تخفي غابة" من المجازر الأشد وحشية، التي بدأت منذ بداية الاحتلال. وأشار إلى أن الفترة بين 1830 و1852 شهدت مقتل أكثر من نصف مليون جزائري، وفق ما وثّقه في أرشيفات فرنسية ونقله في كتابه "حرب الجزائر الأولى: تاريخ الغزوات والمقاومة من 1830 إلى 1852". وأوضح روشيو أن وحشية الاستعمار الفرنسي كانت مدفوعة بقوة المقاومة الجزائرية وأن هذا الأسلوب امتد إلى مستعمرات فرنسية أخرى مثل سوريا، مدغشقر والسنغال. كما شدد على أن مصادرة الأراضي مباشرة بعد الاحتلال مثّلت تجاوزا خطيرا مس جوهر ارتباط الجزائري بأرضه واعتبرها من "الخطوط الحمراء" التي فجرت غضبا ومقاومة لا تنطفئ. ومن الجرائم الأخرى التي استعرضها الباحث الفرنسي: تفكيك البنية الاجتماعية والأسرية للمجتمع الجزائري، ضرب القيم الاقتصادية المبنية على الملكية والعمل الجماعي والمسّ بالمشاعر الدينية من خلال تحويل المساجد إلى كنائس، مثلما حدث مع مسجد كتشاوة. واعتبر أن هذه الممارسات غير الأخلاقية ساهمت في توتير العلاقات بين فرنسا والجزائر وأنتجت شحنات من الغضب لم تهدأ حتى اليوم. في السياق ذاته، تطرّق المؤرخ الفرنسي، البروفيسور جيل مونسيرو، المختص في تاريخ الاستعمار الفرنسي، إلى ما وصفه بـ"الخيار الكارثي لفرنسا برفضها حريات الشعوب المستعمَرة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية". وأكد أن هذا الرفض هو أحد أسباب التوتر المتواصل بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، مشيرا إلى أهمية الربط بين التاريخ والذاكرة والاعتراف من أجل بناء علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة. وفي حديثه عن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال مونسيرو إن ماكرون كان أول رئيس فرنسي يتلفظ بكلمة تنديد خلال إحياء ذكرى المجازر في باريس، وهو ما اعتبره بداية محتملة لصفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وإن بقي ذلك غير كاف من دون اعتراف كامل واعتذار رسمي. وأضاف في تصريحه لـ"الخبر" أن الاعتقاد السائد في فرنسا بأن تدهور العلاقات مع الجزائر يعود إلى مجازر 1945 هو اعتقاد خاطئ، موضحا أن الجذور الحقيقية للأزمة تعود إلى بداية الاحتلال، حين وطأت أقدام 100 ألف جندي فرنسي أرض الجزائر وبدأوا في تنفيذ حملة تدمير ممنهجة بحق السكان، بلا مبرر وبوحشية مطلقة. من جهته، اعتبر المؤرخ الأمريكي البروفيسور بنجامين كلود أن المجازر المرتكبة من قبل فرنسا في مستعمراتها "خلقت حواجز كراهية شديدة التأثير بين الأهالي والمستعمرين"، مؤكدا أنه "قد حان وقت الاعتذار ولا بديل عنه". كما شارك الشيخ صاكو، عميد كلية التاريخ الاستعماري بجامعة داكار في السنغال، بمداخلة سرد خلالها مجموعة من المجازر التي ارتكبتها فرنسا في السنغال قبل انسحابها، مشددا على أن هذه الجرائم لم تمح من ذاكرة الشعوب. هذا الملتقى كشف مجددا، بصوت علمي موثّق، أن جرائم الاستعمار الفرنسي لم تكن مجرد تجاوزات عرضية بل سياسة ممنهجة وأن التاريخ والذاكرة لا يمكن طي صفحتهما دون اعتراف حقيقي واعتذار صريح، لأن الألم الجماعي لا يزال حيا في الجزائر وفي باقي مستعمرات فرنسا السابقة.
الخبرمنذ 6 أيامسياسةالخبرمن بجاية إلى باريس.. التاريخ يطالب فرنسا بالاعتذارقدم مؤرخون من الولايات المتحدة الأمريكية، مدغشقر، السنغال والكاميرون، تقارير سوداء تكشف بوضوح السياسات العنيفة والممارسات الوحشية التي انتهجتها فرنسا الاستعمارية في إفريقيا والعالم. أجمع المشاركون في الملتقى الدولي المنعقد بجامعة عبد الرحمن ميرة ببجاية على أن الاستعمار الفرنسي كان أكثر شراسة ووحشية من نظيره البريطاني وأن العنف في إفريقيا والعالم يقرن غالبا باسم فرنسا. وقد ركّزت المداخلات، التي تزامنت مع إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945، على فظائع الاستعمار الفرنسي، خاصة في الجزائر. وقد اعتبر المؤرخ الفرنسي ألان روشيو، من جامعة السوربون، أن مجازر 8 ماي ليست سوى "الشجرة التي تخفي غابة" من المجازر الأشد وحشية، التي بدأت منذ بداية الاحتلال. وأشار إلى أن الفترة بين 1830 و1852 شهدت مقتل أكثر من نصف مليون جزائري، وفق ما وثّقه في أرشيفات فرنسية ونقله في كتابه "حرب الجزائر الأولى: تاريخ الغزوات والمقاومة من 1830 إلى 1852". وأوضح روشيو أن وحشية الاستعمار الفرنسي كانت مدفوعة بقوة المقاومة الجزائرية وأن هذا الأسلوب امتد إلى مستعمرات فرنسية أخرى مثل سوريا، مدغشقر والسنغال. كما شدد على أن مصادرة الأراضي مباشرة بعد الاحتلال مثّلت تجاوزا خطيرا مس جوهر ارتباط الجزائري بأرضه واعتبرها من "الخطوط الحمراء" التي فجرت غضبا ومقاومة لا تنطفئ. ومن الجرائم الأخرى التي استعرضها الباحث الفرنسي: تفكيك البنية الاجتماعية والأسرية للمجتمع الجزائري، ضرب القيم الاقتصادية المبنية على الملكية والعمل الجماعي والمسّ بالمشاعر الدينية من خلال تحويل المساجد إلى كنائس، مثلما حدث مع مسجد كتشاوة. واعتبر أن هذه الممارسات غير الأخلاقية ساهمت في توتير العلاقات بين فرنسا والجزائر وأنتجت شحنات من الغضب لم تهدأ حتى اليوم. في السياق ذاته، تطرّق المؤرخ الفرنسي، البروفيسور جيل مونسيرو، المختص في تاريخ الاستعمار الفرنسي، إلى ما وصفه بـ"الخيار الكارثي لفرنسا برفضها حريات الشعوب المستعمَرة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية". وأكد أن هذا الرفض هو أحد أسباب التوتر المتواصل بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، مشيرا إلى أهمية الربط بين التاريخ والذاكرة والاعتراف من أجل بناء علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة. وفي حديثه عن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال مونسيرو إن ماكرون كان أول رئيس فرنسي يتلفظ بكلمة تنديد خلال إحياء ذكرى المجازر في باريس، وهو ما اعتبره بداية محتملة لصفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وإن بقي ذلك غير كاف من دون اعتراف كامل واعتذار رسمي. وأضاف في تصريحه لـ"الخبر" أن الاعتقاد السائد في فرنسا بأن تدهور العلاقات مع الجزائر يعود إلى مجازر 1945 هو اعتقاد خاطئ، موضحا أن الجذور الحقيقية للأزمة تعود إلى بداية الاحتلال، حين وطأت أقدام 100 ألف جندي فرنسي أرض الجزائر وبدأوا في تنفيذ حملة تدمير ممنهجة بحق السكان، بلا مبرر وبوحشية مطلقة. من جهته، اعتبر المؤرخ الأمريكي البروفيسور بنجامين كلود أن المجازر المرتكبة من قبل فرنسا في مستعمراتها "خلقت حواجز كراهية شديدة التأثير بين الأهالي والمستعمرين"، مؤكدا أنه "قد حان وقت الاعتذار ولا بديل عنه". كما شارك الشيخ صاكو، عميد كلية التاريخ الاستعماري بجامعة داكار في السنغال، بمداخلة سرد خلالها مجموعة من المجازر التي ارتكبتها فرنسا في السنغال قبل انسحابها، مشددا على أن هذه الجرائم لم تمح من ذاكرة الشعوب. هذا الملتقى كشف مجددا، بصوت علمي موثّق، أن جرائم الاستعمار الفرنسي لم تكن مجرد تجاوزات عرضية بل سياسة ممنهجة وأن التاريخ والذاكرة لا يمكن طي صفحتهما دون اعتراف حقيقي واعتذار صريح، لأن الألم الجماعي لا يزال حيا في الجزائر وفي باقي مستعمرات فرنسا السابقة.