logo
#

أحدث الأخبار مع #حربالصاروخ

أسامة مهران حرب الصاروخ والجلباب! الجمعة 20 يونيو 2025
أسامة مهران حرب الصاروخ والجلباب! الجمعة 20 يونيو 2025

البلاد البحرينية

timeمنذ 11 ساعات

  • سياسة
  • البلاد البحرينية

أسامة مهران حرب الصاروخ والجلباب! الجمعة 20 يونيو 2025

مع الفارق، وأثناء الحرب الأفغانية الأميركية، كان قد صدر كتاب عن المفكر الإعلامي المصري الراحل محمود المراغي، يحمل عنوانًا مثيرًا: 'حرب الصاروخ والجلباب'، وذلك في إشارة واضحة منه عن تلك الحرب التي تعكس التطور الحضاري لدى الغرب، والتراجع الكبير لدى الدول الإسلامية. كان يرمز الأستاذ المراغي للجلباب بأنه زي 'التراجع'، وإلى الصاروخ بأنه رمز التقدم والتحضر والإلمام بالعلوم الحديثة. وفي إشارات واضحة بالكتاب، يؤكد المؤلف حقيقة مهمة مفادها أن الزي الذي كان يرتديه المقاتلون في الجبال والتضاريس الأفغانية الصعبة لا يليق بمقاتل شرس، أو بجيش نظامي له تاريخ. لا أدري لماذا تذكرت هذا الكتاب الآن وأنا أتابع التصريحات الإيرانية التي أطلقها القادة العسكريون والدينيون قبل 48 ساعة، وتنبئ بمفاجأة مدوية لن ينساها الكون إلى الأبد. تذكرت شعارات القاعدة والجماعة الإسلامية آنذاك، وكيف أنها جرت البلاد والعباد إلى حرب ما زالت أفغانستان تعاني من ويلاتها وآثارها المدمرة حتى الآن. مع الفارق، ولكن مع القياس، أقلقني الخطاب السياسي للقادة الإيرانيين خلال الخمسة أيام الأولى من حرب تكسير العظام مع العدو الإسرائيلي. أقلقتني الطريقة التي يتم بها الإعلان والتسويق لتلك الانتصارات الإيرانية التي تحققت على الأرض بنقل القتال، ولأول مرة خلال الصراع العربي الإسرائيلي، إلى الداخل الإسرائيلي، إلى تل أبيب وحيفا والقدس وصحراء النقب. أقلقني توزيع الغنائم والحرب لم تضع أوزارها بعد، ولم تقلقن أبدًا تلك الانتصارات المجتزئة التي حطمت نظريات الأمن الإسرائيلية، وذهبت بها أدراج الرياح، ولم تقلقن تلك الحالة الصعبة التي يعيشها 'شعب الله المختار' في الملاجئ وهو يخشى الصواريخ الإيرانية الفعالة. 'حرب الصاروخ والجلباب' تحولت بقدرة قادر إلى حرب الصاروخ و'البدلة' العسكرية الزرقاء، إلى حرب الصواريخ الإيرانية المرعبة في مواجهة المقاتلات الإسرائيلية الأميركية الأحدث في تاريخ الصراع الجوي كله. إسرائيل بطبيعة الحال لم تقف مكتوفة الأيدي وهي التي بدأت الحرب متذرعة بـ 'النووي'، ومعتمدة على تقارير استخباراتية بأن إيران على وشك إنتاج قنبلة ذرية تعادل عشرات أضعاف قنبلتي 'هيروشيما' و'ناجازاكي'، ولابد من إجهاض التجربة في المهد وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه. حرب الجلباب والصاروخ.. لم تعد جلبابًا ولا صاروخًا، فالذي كان يتهكم قبل عشرين سنة وأكثر على الزي العربي أو الدين الإسلامي أصبح خصمه العقائدي هو الضليع في إطلاق الصواريخ، صحيح أن العكس لم يكن صحيحًا، حيث أصحاب 'الجلباب' يمتلكون الصواريخ العابرة، وأصحاب الصواريخ صاروا ينتجون التكنولوجيا الفارقة، والقنابل الموجهة بالليزر، وتلك الباحثة عن الأهداف، إلا أن الفارق الزمني تمامًا مثلما هو الفارق التقني، فكلا الطرفين يمتلك بنكًا للأهداف، وكلا الطرفين يتحدث عن التكنولوجيا العسكرية وفي كلتا يديه موجهات سحرية للصواريخ لا تتجاوز حبة العدس الصغيرة، هو الفارق الزمني بين من يحاربون بالكلاشينكوف رافعين كتاب الله عز وجل على أسنة الرماح، وأولئك الذين يحترفون صناعة المسيرات في مواجهة أشرس آلة عسكرية في الوجود، وهؤلاء الذين يتحدثون عن التخصيب النووي وكأنه حالة طارئة كان يعيشها 'المقاتلون' في المرتفعات الجبلية الأفغانية وهم لا يمتلكون سوى الدعوات الصالحات، وما تيسر من طلقات، وما ينبغي تخزينه من لقيمات. حرب الجلباب والصاروخ التي أسفرت في الماضي احتلال أفغانستان بالكامل، بينما الحرب الدائرة الآن قد لا تسفر هذه المرة عن احتلال كائن من كان لكائن من كان، فلكل ذي مقامٍ مقال، والله وحده أعلم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store