أحدث الأخبار مع #حزب«البديل»


البيان
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
تهاوي الإمبراطوريات
أفادت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات الألمانية، التي جرت، الأحد الماضي، أن التحالف المسيحي يتقدم في هذه الانتخابات، يليه حزب «البديل» اليميني الشعبوي، الذي تقدم هو الآخر على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المستشار الألماني المنتهية ولايته، أولاف شولتس، وجاء في المرتبة الرابعة حزب الخضر، يليه حزب اليسار. وتفيد الاستطلاعات أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي تحصل على نسبة تتراوح بين 28,5% و29%، وأحرز في المقابل حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف ما بين 19,5% و20% وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب من أقصى اليمين في انتخابات اتحادية منذ الحرب العالمية الثانية. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يترأسه المستشار المنتهية ولايته، أولاف شولتس، فحصل على نحو 16%، وفق التقديرات الأولية، ليكون بذلك الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، وكان الحزب حقق 25,7% في انتخابات 2021. وأعلن فريدريش ميرتس، زعيم التحالف الفائز في الانتخابات التشريعية الألمانية، أنه وفي ظل التحديات الدولية الحالية، فهو يريد تشكيل حكومة «في أسرع وقت ممكن»، مضيفاً أن «العالم الخارجي لن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة» وأنه يتعين أن تكون ألمانيا «جاهزة للعمل بسرعة، للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي والأوروبي». وأقر المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس بهزيمته، مؤكداً أنه يتحمل المسؤولية عن الهزيمة، التي مني بها حزبه في الانتخابات العامة الأحد، وهنّأ منافسه المحافظ فريدريش ميرتس على فوزه. وقالت زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا» أليس فايدل في مقر حزبها ببرلين إن حزبها حقق «نتيجة تاريخية» بحصوله على ما بين 19,5 و20% من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات، وهي نتيجة تاريخية لهذا الحزب المناهض للهجرة، مضيفة أن حزبها أضحى «راسخاً بقوة» في المشهد السياسي الألماني الحالي. وتطالب فايدل بـ«حماية الهوية الألمانية» من «تهديدات» محتملة بسبب الهجرة الواسعة، وهي إلى ذلك تبدي عداء حاداً تجاه سياسات اليسار والأحزاب التقليدية. وقد كانت فايدل قامت ببناء شراكات استراتيجية قوية مع أحزاب يمينية متطرفة أخرى في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا، ولديها كذلك أصدقاء في الإدارة الأمريكية على غرار إيلون ماسك. وتكتسي هذه الانتخابات الألمانية أهمية بالغة لجهة أنها تؤكد المسار العام في أوروبا والعالم، والذي يسيطر عليه اليمين القومي والمتطرف، وهو ما ينبئ بحصول تغييرات كبرى على مستوى العلاقات الدولية. ويتجه العالم تدريجياً نحو عالم متعدد الأقطاب والمصالح، وتطغى عليه القوميات، وتغيب عنه قواعد العمل المشترك، وتتهاوى فيه المنظومة الدولية المنبثقة عن الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتعرف أوروبا أوضاعاً صعبة للغاية لعجزها «المزمن» على التحدث بصوت واحد، وهي أوضاع ستزداد تعقيداً مع هذا الصعود المتنامي لليمين المحافظ، واليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية وخصوصاً ألمانيا وفرنسا. وفي المقابل، لقيت نتائج الانتخابات الألمانية قبولاً حسناً لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ كتب على منصته، «إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية»، مضيفاً، إنه «كما هي الحال في الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصاً في ما يتعلق بالطاقة والهجرة». ومما لا شك فيه أن نتائج الانتخابات في ألمانيا ستزيد من مصاعب الدول في القارة الأوروبية، ويتجلى ذلك بالخصوص في التعاطي مع المسألة الأوكرانية، وبناء منظومة الأمن الأوروبي المشترك، حيث ما انفكت مواقف الدول تتباعد وتتناقض بما يضعف دورها داخل أوروبا وخارجها، ويجعلها غير قادرة على مجابهة المواقف والسياسات الأمريكية الجريئة والصادمة. إن محور القوة في المنظومة الغربية الليبيرالية يستند إلى تحالف «مقدس» بين أوروبا، التي تعبر عن العالم القديم وأمريكا، التي تجسد العالم الجديد، ولكن هذه القوة بدأت تفقد أسباب مناعتها ودوامها مع تمرد الجديد على القديم، بما قد يُفقد العالم الليبيرالي الغربي قوته ومناعته وهيبته.

مصرس
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصرس
أوروبا وأمريكا.. هل هو الفراق؟!
السؤال الذى لم يكن متصوراً حتى وقت قريب، أصبح يفرض نفسه على الجميع. التحالف الاستراتيجى الذى كان أساس قوة الغرب أصبح فى مهب الريح. الأزمة بين الجانبين لم تعد مجرد خلافات على الرسوم الجمركية أو على نصيب كل طرف فى تمويل حلف «الناتو» كما كان الأمر فى ولاية ترامب الأولى. الأزمة تجاوزت كل ذلك مع التغيير الدراماتيكى للموقف الأمريكى من حرب أوكرانيا، ومع سياسة أمريكية معلنة بتأييد أحزاب اليمين المتطرف فى كل أوروبا وتشجيع التوجه نحو إضعاف أو تفكيك الاتحاد الأوربى!! الرئيس الفرنسى ماكرون بدأ زيارة مهمة لأمريكا فى محاولة لإنقاذ التحالف التاريخى من الانهيار، وبعده سيذهب رئيس الوزراء البريطانى «ستايمر» لنفس المهمة التى تبدو صعبة جداً، خاصة أن العلاقات بين الرجلين والرئيس الأمريكى ليست على ما يرام، والهوة واسعة فى المواقف.. وفرنسا لا تملك أوراق ضغط ل «فرملة» السياسات الأمريكية الجديدة. وبريطانيا لم تعد أول دولة يزورها أى رئيس أمريكى فور دخوله البيت الأبيض والقضايا محل الخلاف محسومة على الجانب الأمريكى!!الغائب الأكبر عن هذه الجهود الأوروبية لإنقاذ علاقاتها بأمريكا هى ألمانيا التى قد تدفع ثمناً كبيراً (خاصة فى الجانب الاقتصادى) إذا وقعت القطيعة وانتهى التحالف التاريخى مع أمريكا. وسبب الغياب هو الانشغال بانتخابات قد تكون الأخطر منذ سنوات عديدة جرت بالأمس وسط أجواء محمومة وترقب شديد لنتائج حزب «البديل» اليمينى المتطرف الذى حظى بمباركة استثنائية من الإدارة الأمريكية وكانت كل التوقعات تقول إنه سيضاعف حصته البرلمانية إلى 20٪ وسيكون الحزب الثانى بعد الحزب الديمقراطى المسيحى بينما سيكون حزب المستشار الألمانى شولتز راضياً بالمركز الثالث وفقاً لهذه التقديرات التى تعنى أن على أوروبا أن تستعد لأيام صعبة مع اليمين المتطرف!!ومع التحسب لكل المفاجآت، فستكون نتائج انتخابات ألمانيا حاضرة بقوة فى مباحثات الرئيس الفرنسى ورئيس الوزراء البريطانى فى واشنطون وسيكون على أوروبا أن تتقبل فى النهاية حقيقة أن التحالف الاستراتيجى مع أمريكا لم يعد كذلك (!!) وأنه كان عليها أن تستعد مبكراً لهذا الاحتمال وأن عليها الآن أن تتعامل مع واقع جديد يقول إن ما كانت تظنه تحالفاً أبدياً.. لم يعد كذلك!!