أحدث الأخبار مع #حزبالتقدموالاشتراكية


المغرب الآن
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- المغرب الآن
النائب حموني يتهم: 'المغاربة لا يرون سوى الغلاء… والدعم ذهب إلى جيوب المستوردين والوسطاء'
رغم صرخات نواب المعارضة الذين يكشفون عن نهب بعض المسؤولين للملايين، ويكشفون عن الفوضى والفساد الذي ينخر مفاصل الدولة، تبقى الحقيقة الأكثر غرابة هي أنه ليس هناك رجل رشيد في هذا البلد ليوقف هذا العبث. مع كل فضيحة جديدة، يتسابق المسؤولون لتبرير مواقفهم أو الهروب من المساءلة، بينما المواطن العادي يدفع الثمن من جيبه وكرامته. في ظل هذه الفوضى، يتساءل الجميع: إلى متى سيظل الشعب المغربي ينتظر تغييرات حقيقية في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية، وهل من مخلص لوقف هذا الانزلاق نحو الأسوأ؟ في جلسة برلمانية تحولت إلى ما يشبه 'محاكمة سياسية'، فجر رشيد حموني ، رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية (معارضة)، قنبلة مدوية باتهامه الحكومة بـ'تبذير وتوجيه خاطئ لمئات الملايين من أموال المغاربة'، في ما وصفه بـ'صفقة دعم الأضاحي الفاشلة'، متسائلًا عن مصير 437 مليون درهم تم تخصيصها لدعم الأضاحي خلال سنتي 2023 و2024. دعم بلا أثر… أين الخرفان المدعومة؟ البرنامج الحكومي، بحسب حموني، خصص دعمًا مباشرًا يناهز 500 درهم عن كل رأس غنم لتخفيف العبء على المواطن، لكن 'النتائج على الأرض كانت كارثية' حسب قوله: 'في السوق، استمرت الأسعار في الارتفاع، لتتراوح بين 2000 و4000 درهم، رغم أن الهدف كان التخفيف. المواطن لم يلمس شيئًا، فأين ذهب الدعم؟' وسرد النائب أرقامًا موثقة تشير إلى صرف: 193 مليون درهم في عام 2023. 244 مليون درهم في عام 2024. 'نحن لا نتحدث عن إعفاءات فقط، بل عن أموال خرجت فعلًا من خزينة الدولة… من أموال الشعب!' الغنم في الكوارى… لا في الأسواق! الجانب الأكثر إثارة في تصريح حموني كان تأكيده أن معظم الخرفان المدعومة لم تصل أصلًا إلى الأسواق ، بل تم الاحتفاظ بها في المزارع أو 'الكوارى' ليُعاد بيعها لاحقًا بأسعار خيالية، وكأنها إنتاج وطني غير مدعوم. 'في عيد الأضحى، من منا رأى خرفان الدعم في الأسواق؟ كلنا نشتري من السوق، وكلنا نعلم أن الأسعار لم تنخفض…' الإعفاءات الجمركية: هل ضاعت 13 مليار درهم هباءً؟ الانتقادات لم تتوقف عند الدعم، بل طالت الإعفاءات الجمركية التي منحتها الدولة لاستيراد اللحوم لمواجهة الغلاء. وحسب حموني: تم إعفاء مستوردي اللحوم من الرسوم، ما كلّف الدولة 13 مليار درهم . ومع ذلك، بقي سعر اللحم الأحمر فوق 150 درهمًا للكيلوغرام . فمن استفاد إذًا؟ وهل كان المستوردون وحدهم من احتكروا الأرباح؟ برلمان بلا رقابة… من يخاف لجان تقصي الحقائق؟ النائب المعارض أشار بوضوح إلى أن أحزاب الأغلبية البرلمانية ترفض تشكيل لجان تقصي الحقائق رغم أن الدستور (الفصل 67) يمنح البرلمان هذا الحق. 'نحن لا نطالب بمحاكمة، بل فقط بكشف الحقيقة. لماذا الخوف من الشفافية؟ هل هناك من يخشى افتضاح المستور؟' السياق السياسي: هل تستعمل الحكومة المال العام كأداة للربح السياسي؟ تصريحات حموني فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول الشفافية والنجاعة في صرف المال العام ، خصوصًا وأن البرنامج لم يؤدِّ إلى انخفاض الأسعار، ولم يمنع الغلاء، بل غذّى الشكوك حول وجود شبهات احتكار وتلاعب . ويبقى السؤال مطروحًا: هل استُعملت أموال الدعم كآلية دعائية فقط، فيما ذهب الريع إلى 'شبكة مصالح' تستفيد من الغموض والمحاباة؟ الملكية تدخل الخط: قرارات جريئة ولكن… أشاد حموني بالقرار الملكي الحكيم بإلغاء شعيرة الذبح الجماعي في بعض الحالات حفاظًا على القدرة الشرائية، مؤكدًا أن هذا القرار كان له أثر مباشر على انخفاض الأسعار، على عكس 'كل الإجراءات الحكومية التي لم تُحدث فرقًا'. وهنا تبرز المفارقة: مبادرة واحدة من رأس الدولة كان لها أثر، بينما مئات الملايين أنفقتها الحكومة ولم تغير شيئًا! الخلاصة: هل نعيش أزمة سياسات أم أزمة ضمير؟ تصريحات حموني، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، فتحت الباب أمام أسئلة مؤرقة: لماذا تفشل الحكومة في إيصال الدعم إلى مستحقيه؟ لماذا تتكرر فضائح المال العام دون محاسبة؟ هل يمكن أن تثبت المعارضة مزاعمها بوثائق دامغة؟ وهل سيظل البرلمان عاجزًا عن مساءلة الحكومة رغم صلاحياته الدستورية؟ الجواب عن هذه الأسئلة سيحدد ما إذا كانت هذه مجرد زوبعة سياسية ، أم نقطة تحول نحو مساءلة حقيقية لمافيا الاقتصاد الريعي في المغرب.


٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
المغرب وفلسطين -الحلقة 19- bayanealyaoume
المغرب وفلسطين -الحلقة 19- تاريخ مشترك وتضامن ضارب في عمق العلاقات في ظل الأوضاع التي تعرفها فلسطين، سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة من عدوان شامل للاحتلال ومحاولة لإبادة جماعية لشعب فلسطين الأبي، كان للمغرب دائما حضور وازن، لا من حيث التضامن الشعبي أو الرسمي من خلال المساعدات الإنسانية وغيرها أو من خلال دعم جهود الإعمار، وكذا دعم خاص للقدس الشريف. ومنذ 7 أكتوبر 2023 الذي أطلق فيه الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة واستمراره في مسلسل الاستيطان خاض المغاربة من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه سلسلة من الاحتجاجات والأشكال التضامنية مع القضية الفلسطينية. ووفق التقديرات فإن المغاربة خاضوا أزيد من 6000 مظاهرة وأزيد من 730 مسيرة شعبية، في أكثر من 60 مدينة مغربية، إضافة إلى وقفات مركزية عديدة وبشكل دوري أمام البرلمان، بالإضافة إلى ما يزيد عن 25 موكبا تضامنيا للسيارات والدراجات، وما يفوق 120 ندوة ومحاضرة لتنوير الرأي العام وتوعيته في ما يهم معركة 'طوفان الأقصى' والقضية الفلسطينية وتطوراتها. هذا الغنى في التضامن مع القضية الفلسطينية يجعل المغرب في مقدمة الدول الأكثر تضامنا مع القضية الفلسطينية بالشارع العربي والمغربي، وهو ما يدفعنا في هذه السلسلة الرمضانية إلى العودة إلى تاريخ العلاقات المغربية – الفلسطينية، وكيف تضامن المغاربة مع القضية الفلسطينية وجعلوها قضية أولى إلى جانب قضية الصحراء المغربية. وتستند هذه الحلقات إلى قراءة في كتاب 'المغرب والقضية الفلسطينية من عهد صلاح الدين إلى إعلان الدولة الفلسطينية' للراحل أبو بكر القادري الذي شغل أول رئيس للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وأيضا كتاب 'فلسطين قضية وطنية' للكاتب عبد الصمد بلكبير، وأيضا إلى مراجع وكتب أخرى تناولت القضية حين فكك مولاي اسماعيل العلوي أساطير الصهيونية وآفاق إيجاد حل للقضية الفلسطينية لم تكن إسهامات المغاربة في القضية الفلسطينية بالتظاهرات فقط أو المساعدات الإنسانية وغيرها، بل شكلت على مدى عقود وغلى اليوم محور اهتمام أدبي وتحليلي ونقدي من قبل العديد من المثقفين المغاربة والأدباء، وكذا زعماء سياسيين ونقابيين وغيرهم ممن كتبوا المقالات تلو المقالات والكتب دفاعا عن قضية وطنية بالنسبة للمغاربة وهي القضية الفلسطينية. وإلى جانب من ذكرنا في الحلقات السابقة من مناضلين رحلوا ومثقفين دافعوا عن القضية الوطنية، نستحضر في هذه الحلقة جيل من السياسيين والمثقفين الذين ما زالوا يؤمنون بالقضية ويقاربونها من منطلقات متعددة ويدافعون عنها في كل المحافل وعبر الكتابات. ونستحضر جيلا مهما ممن عايش القضية الفلسطينية من نشأتها تقريبا وعايش مختلف المحطات التاريخية التي ذكرنا العديد منها في حلقاتنا السابقة، ونستحضر هنا للذكر لا للحصر مولاي اسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية وعضو أكاديمية المملكة حاليا، ومولاي امحمد خليفة السياسي الاستقلالي البارز، والمحامي القيدوم عبد الرحمان بنعمرو، والعديد من الوجوه التي ارتبط حضورها بعديد من المحافل التي ترفع فيها القضية الفلسطينية. في هذه الحلقة نقف عند مقال مولاي اسماعيل العلوي تحت عنوان 'تفكيك الأساطير المؤسسة للإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية وآفاق إيجاد حل للقضية الفلسطينية'، والذي قدم فيه مقاربة نقدية معمقة حول الأساطير المؤسسة للإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية وآفاق الحل العادل للقضية الفلسطينية. في مقاله المعنون 'تفكيك الأساطير المؤسسة للإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية وآفاق إيجاد حل للقضية الفلسطينية'، يتناول اسماعيل العلوي ما تروج له الصهيونية من أساطير، مشيرًا إلى كيف أن هذه الأساطير قد ساهمت في تأسيس دولة إسرائيل وتحقيق مشروعها الاستعماري. تبدأ القراءة النقدية للمقال مع تركيز العلوي على الأساطير التي تشكل الأسس التي قامت عليها الإيديولوجيا الصهيونية. أول هذه الأساطير هو ما يسمونه 'الوعد الإلهي' الذي يرتكز عليه الصهاينة لتبرير احتلالهم لفلسطين. في هذا السياق، يعيد العلوي تحليل مفهوم 'أرض الميعاد' الذي تتبناه الحركة الصهيونية، معتبرا أن هذا الوعد ليس له أي أساس تاريخي أو قانوني، بل هو اختراع إيديولوجي يهدف إلى تغطية مشروع استعماري يهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم. حيث يشير العلوي إلى أن العديد من الدراسات التاريخية والدينية ترفض هذا الوعد باعتباره فكرة غير واقعية ولا تستند إلى أي حقائق تاريخية ملموسة. الأسطورة الثانية التي يتناولها العلوي هي 'العودة التاريخية'، التي تقوم على فكرة أن اليهود، بعد سنوات من الشتات، يعودون إلى أرض فلسطين باعتبارها حقا تاريخيا. يوضح العلوي أن هذه الرواية تتجاهل التاريخ الفلسطيني، وتغفل عن الحقيقة الواضحة أن فلسطين كانت مأهولة بشعب آخر قبل الاحتلال الصهيوني. لذا، لا يمكن اعتبار هذه العودة مشروعة عندما تتعارض مع حقوق الفلسطينيين الأصليين في أرضهم. الأسطورة الثالثة التي يعرضها العلوي هي فكرة 'الاستقلال' التي تبنتها الصهيونية منذ بداية الحركة، حيث يروج لها على أنها حركة تحررية. وفي هذه النقطة، يحلل العلوي الصهيونية ليس باعتبارها حركة تحررية، بل باعتبارها مشروعا استعماريا آخر مشابها للاستعمار الغربي في أفريقيا وآسيا. حيث أن الهدف الأساسي منها ليس تحرر شعب ما، بل هو احتلال واستيطان لأرض أخرى. بعد تفكيك الأساطير التي تقوم عليها الصهيونية، ينتقل العلوي للحديث عن الإيديولوجيا الاستعمارية الصهيونية التي يعتبرها امتدادا لمشاريع استعمارية غربية، ويقارنها بالاستعمار الأوروبي الذي فرض سيطرته على العديد من دول العالم. يوضح العلوي أن الحركة الصهيونية تعتمد على سياسات الاستيطان والاستعمار، حيث يتم تحويل الأراضي الفلسطينية إلى مستوطنات يهودية على حساب الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أو التضييق عليهم. في هذا السياق، يبرز العلوي كيف أن الصهيونية لم تكن مجرد فكرة سياسية لليهود، بل هي مشروع استعمار قديم في ثوب جديد، يعيد إنتاج نفس الأساليب التي استخدمتها القوى الاستعمارية الغربية في العالم العربي وأفريقيا. ويستعرض العلوي في مقاله كيفية استغلال القوى الاستعمارية الكبرى، خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، للحركة الصهيونية في خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية. ويعتبر العلوي أن هذا التحالف بين الصهيونية والقوى الاستعمارية قد جعل من القضية الفلسطينية أكثر تعقيدا، وأدى إلى عدم قدرة الفلسطينيين على تحقيق أي تقدم ملموس في نضالهم من أجل الحرية والعدالة. في الجزء الأخير من مقاله، يقدم العلوي رؤية للحل الممكن للقضية الفلسطينية. إذ يرى 'حكيم' حزب التقدم والاشتراكية أن الحل لا يمكن أن يتحقق إلا بتفكيك الهيمنة الصهيونية عن فلسطين، والتوقف عن تسويق الأساطير التي تروج لها الحركة الصهيونية في أوساط المجتمع الدولي. كما يرى العلوي أن أول خطوة يجب أن تكون هي إعادة توازن الرواية الفلسطينية على الصعيدين الوطني والدولي، وتحدي الأساطير التي تزعم أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب. ويشدد العلوي على أهمية إعادة الوحدة بين الفلسطينيين في الداخل والخارج، لاسيما في ظل التشرذم والانقسام السياسي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. ويحث على توحيد الجهود بين القوى الفلسطينية المختلفة على الرغم من اختلافاتها السياسية، والتركيز على الهدف الرئيسي، وهو إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال فلسطين. كما يعتبر أن المقاومة السلمية وتوثيق الحقائق على الأرض، مثل توثيق الجرائم الإسرائيلية، يمكن أن يشكل أدوات فعالة في السعي نحو تحقيق السلام. ويشير العلوي إلى ضرورة دعم الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى على رأس الأولويات في السياسة الدولية. كما يشدد على أهمية تعزيز العمل الدبلوماسي الفلسطيني، مستندا إلى الحق في تقرير المصير، وإلى التأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. كما ينبه صاحب المقال إلى ضرورة تكثيف الضغط على الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا الدول العربية والإسلامية بتقديم دعم أكبر للحقوق الفلسطينية على المستوى السياسي والدبلوماسي. إن مولاي إسماعيل العلوي يقدم في مقاله تحليلا عميقا وواقعيا للقضية الفلسطينية. عبر تفكيكه للأساطير الصهيونية التي تستخدم لتبرير الاحتلال الإسرائيلي، ورؤيته المتفائلة في إمكانية إيجاد حل عادل من خلال الوحدة الفلسطينية والدعم الدولي، حيث يقدم العلوي خطوة أخرى في مسار النضال الفلسطيني من أجل حقوقه. وذلك من خلال دعوته إلى تبني أساليب جديدة وأكثر فعالية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد على أهمية التضامن العربي والإسلامي والعالمي لتحقيق العدالة لشعب فلسطين. إعداد: محمد توفيق أمزيان


تليكسبريس
٠٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- تليكسبريس
‘إسماعيل العلوي نُبل السياسة – مسيرة حياة'.. إصدار جديد للزميل محمد الضو السراج
في إطار مشروعه الفكري ورغبته الأكيدة في توثيق الأحداث التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية في بلادنا، وذلك من خلال حفظ شهادات بعض الشخصيات التي بصمت التاريخ المغربي، بحكم تحملها مسؤوليات في إدارة الشأن العمومي أو الخصوصي، وبعد كتاب 'امحمد بوستة الوطن أولا..مذكرات في السياسة والحياة'، يعود إلينا الصحافي محمد الضو السراج بمؤلف جديد صادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، وذلك تحت عنوان 'إسماعيل العلوي نُبل السياسة – مسيرة حياة'. الكتاب، الذي جاء في 697 صفحة، وهو متوفر حالياً في المكتبات، أعده وأنجزه الصحافي محمد السراج الضو، بتكليف من الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي، بعد حوالي ثلاث سنوات من الإشتغال والعمل الدؤوب منذ عام 2022. يتألف الكتاب من 12 فصلاً، إضافة إلى ملاحق وصور نادرة توثق مسيرة مولاي إسماعيل العلوي كشخصية وطنية تقدمية ومناضلة، بدأ نشاطه السياسي منذ الستينيات في الحزب الشيوعي المغربي، ثم في حزب التحرر والاشتراكية، وبعده حزب التقدم والاشتراكية. 'تعلمت في مرحلة الثانوية على أستاذة لفتتني أن معرفة الماضي لا تكون ذات جدوى إلا إذا ساعدت في إدراك الحاضر والعمل على تغيير الواقع الراهن نحو الأحسن، حتى يكون المستقبل أفضل. هذه الفكرة النيرة تراودني دوما وأحاول أن أعمل على هديها..' هكذا ختم الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي تأملات في الصفحة الأخيرة لهذا الكتاب حول حياته، وتجاربه، والدروس التي استخلصها من مسيرته السياسية والفكرية. وحول منهجية إعداد هذا الكتاب، والخطى التي سلكها في إخراجه إلى الوجود، يقول الصحافي محمد الضو السراج في تقديمه لهذا العمل: 'في بداية 2022، شرعتُ في إعداد هذا الكتاب – السيرة، بالاعتماد على ذاكرة مولاي إسماعيل أولاً، ثم على عدد من الوثائق، والحوار، والتصريحات المسجلة في مجموعة من الحوامل الورقية والرقمية والسمعية-البصرية، مع إعادة مراجعتها وترتيبها كرونولوجياً وتبويبها إلى فصول، مع التدقيق في أسماء الأمكنة وتواريخ الأحداث وتفاصيلها. كما تم تجاوز بعض الثغرات أو إضافة معطيات جديدة، بالعودة إلى ذاكرة مولاي إسماعيل.' ويؤكد الضو السراج أن هذا الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل يتوقف عند المحطات المفصلية في مسيرة إسماعيل العلوي لتحليل الوقائع بعمق وإبداء آرائه حول الأحداث التي عاشها أو كان شاهداً عليها، بل وأحياناً كشف الغموض الذي كان يلفها. وكجغرافي مختص في الجغرافيا البشرية، يتبنى مولاي إسماعيل منهجية دقيقة في تحليل المعطيات، ويفسر القرارات والمواقف التي اتخذها بصفته أميناً عاماً لحزب تاريخي أو مسؤولاً في حكومة التناوب، مع تدقيقه في صحة الوقائع والتواريخ والأسماء. ويعد هذا المؤلف سجلاً مفتوحاً يحمل رسائل سياسية موجهة للشباب والطبقة السياسية في المغرب بمختلف توجهاتها. إنه ليس مجرد سرد توثيقي لمسيرة إسماعيل العلوي، يقول السراج الضو، بل هو أيضاً قراءة تحليلية معمقة لمسارات المغرب السياسية والثقافية، مما يجعله وثيقة ذات قيمة لفهم التحولات السياسية والاجتماعية في البلاد. ويشير الضو السراج إلى أن هذا الكتاب يُظهر كيف ارتبطت الممارسة السياسية عند إسماعيل العلوي بالعمل الثقافي والفكري والجمعوي، وهو ما يميز شخصيته كفاعل سياسي ومثقف ملتزم. ويرى العديد من المتابعين أن إسماعيل العلوي يجسد نموذج المثقف الملتزم والمدافع عن قضايا الفلاحين والطبقة العاملة والفئات المستضعفة، حيث كان دائم الحرص على المزاوجة بين العمل السياسي والبعد الأخلاقي، وهو ما أكسبه تقدير الجميع. ويعتبر هذا الكتاب شهادة حية على مسيرة إسماعيل العلوي كأحد أبرز الشخصيات السياسية والفكرية في المغرب، ويشكل مرجعاً هاماً للمهتمين بالشأن العام، والسياسة، والثقافة، والتاريخ السياسي المغربي. ويقول الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي حول كتابة سيرته الذاتية: 'رأيت أنه من باب الغرور أن أقول إن الذاكرة ستكون وفية وتبقى بأشيائها مضبوطة… مع الأسف، لم أدوّن كتابياً وبكيفية منتظمة كل المراحل التي عشتها منذ صغري إلى يومنا هذا.' ويضيف مولاي إسماعيل العلوي، في الصفحة الأخيرة لهذا الكتاب، 'فانا الآن فقدت القدرة على الإبصار بعيني اليمنى، وما يدور في ذهني أني قد أفقد العين الأخرى، فهذا أمر وارد، لأن الإنسان مصاب باستمرار، كما أنه أعاني من بعض المتاعب الأخرى…وها أنا ذا أقدم لكم اليوم صورة عن نفسي منعكسة في مرآة الواقع بدون رتوش، في محيط سياسي وحزبي اخترته عن طواعية وأسهمت فيه منذ البداية بكل ما أملك من قوى فكرية وتنظيمية حتى يكون في المستوى المناسب.' بعد الكتابين حول كل من امحمد بوستة ومولاي اسماعيل العلوي، سيواصل الضو السراج إصداراته بمؤلفين جديدين تحت عنوان 'المحجوبي أحرضان، أمغار بين البارود والشمايت'، و'الدكتور عبد الكريم الخطيب، مقاوم في جبة طبيب'، وهما مؤلفان يرومان كذلك توثيق الذاكرة وتسجيل الأحداث التاريخية التي، للأسف الشديد، لم نقم بواجبنا كصحافيين للكتابة حولها وإخراجها من غياهب النسيان، وهو ما وصفه محمد الضو السراج في تمهيده لمذكرات الأستاذ إسماعيل العلوي بـ'العقم المغربي، بل بالجحود ضد النبوغ المغرب..'. ولنا عودة إلى موضوع الكتاب…