logo
#

أحدث الأخبار مع #حسنالأسمر

«أرابيسك» المرحلة
«أرابيسك» المرحلة

بوابة الأهرام

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

«أرابيسك» المرحلة

يُفتِش الخلق فى بلادى عن مصر والمصريين على الشاشات والمنصات فلا يصلون لغايتهم، فيما يؤكد الواقع الموثق أن كثير من الأعمال غابت عنها قضايا الواقع واستبدلتها بقضايا سطحية أو قصص مستهلكة، تعكس حالة الانفصال عن واقع جمهور بات لا يعرف الواقع المطروح على الشاشات ولا يعرف حتى نجومَه الذين غابت ملامحهم بفعل عمليات الشد والنفخ وتقلصات فى عضلات الوجوه والأحبال الصوتية يعتبرونه تمثيلا!. لأسباب مُحددة سَلفًا وفق خطط ممنهجة باتت معلومة لكل مَن لُه قلب، تتابع موجات الفوضى التى تُحدق بأوطاننا وإنسانها، واقع تهديد لم يعد خافيًا على أحد، خاصة وأن التصريح بخطواته انتقل من خانات التلميح إلى القول والفعل الصريح، وفى مواجهة هذه التهديدات الوجودية يُمثل التراجع فى صناعة الوعى تفريطًا، لأنّه عندما تتراجع جودة الدراما، تفقد قدرتها على تقديم رسائل قوية تؤثر فى الجمهور إيجابيًا، مما يترك المجتمع عُرضة للرسائل السطحية أو غير الواعية، وعند تعزيز الدراما للقضايا السلبية، دون تقديم حلول أو نماذج إيجابية، فإن هذا يؤدى إلى تعزيز هذه المشكلات بدلًا من مواجهتها، وعندما تغيب الشخصيات المُلهمة للجمهور تتراجع الأدوار القيادية والثقافية فى المجتمع ونكتفى مِن اللحاق بركب البناء بنسخ مشَوهَة، ومُشَوِهة تُحيل صُناع الحضارة إلى صُناع (مقالب)!. للأسباب السابِقَة يستدعى المِداد مشهد الراحل الجميل حسن الأسمر وهو يغنى «خلصنى وهات م الآخر» فى مسلسل «أرابيسك» من تأليف القدير أسامة أنور عكاشة وإخراج الرائع جمال عبدالحميد، الأغنية التى كتبها عمنا سيد حجاب ولحنها فاروق الشرنوبى –شفاه الله وعافاه -، تمثل بُعدًا رمزيًا عميقًا يتجاوز السياق الدرامى للعمل لتُطلق فى واقعنا الحالى نداء للحسم، يعكس احتياجات الإنقاذ للإنسان فى وطنى من الواقع الملتبس الذى يحيط به، مُطالبًا بالتخلى عن التسكين إلى الحركة المباشرة (خلصنى وهات من الآخر وبلاش لف ودوران، غير كده أشوف وشك باكر واتمسى يا جنتل مان). تُلح أسباب الفِطرة الطبيعية الإنسانية على واقعنا استنهاضًا، ما يُحتِم علينا أن نتماهى مع عالم أرابيسك الذى قدمه المسلسل ومع أغنية حسن الأسمر بما يعكس رغبة عميقة فى الابتعاد عن الالتفاف والمماطلة والاتجاه مباشرة نحو حلول واضحة وقرارات حاسمة، لإدارة ملفات الوجود المصيرية، فيغنون مع حسن الأسمر (أصل أنا شارى دماغى وما ليش تقل على اللون ده، والعصفورتين فـ صداغى غطيتهم بالمعجون ده)، أرابيسك الوعى الفطرى المصرى الذى يريد أن تكون الأولوية لحياته واحتياجاته لدى كل معنى بإدارة واقعه (جنتل مان)، مُكلِفًا إياه بحسم خطواتِه نحو الاستنهاض، من خلال تقديم حلول مدروسة وصادقة تُنهى إرباكًا طال مسيرتَه، بفعل الكثير مِن اللف والدوران. إن امتلاك أسباب البقاء هى فرض وقتنا محليًا وإقليميًا ودوليًا، وكل تفريط فيها تجاوز يتعدى الجدارة ويطعن فى الأمانة، وبالتالى تستحيل أغنية حسن الأسمر خطابًا جمعيًا وطنيًا لصناعة الوعى، يتماشى مع تعقيدات الواقع الراهن، حسمًا ينبغى ألا يتأخر، وقطعًا لكل التباس لا يصح استمراره، وتعاشقًا لأرابيسك يصنع لزوميات مرحلة مصيرية، تعبئة الوعى الجمعى فيها أصلٌ لثبات الوطن ولتفعيل المواطن (غير كده أشوف وشك باكر واتمسى يا جنتل مان). إن استحقاقات المرحلة تُحتّم على كل مكلفٍ بإدارة أن يُدرك أن رفاهية الوقت لم تعد خيارًا متاحًا فى ظل التحديات المصيرية التى تواجه الوطن، ما يحتاجه المصريون الآن هو جرأة فى اتخاذ القرارات، وحسم فى التنفيذ، بعيدًا عن أدوات الالتفاف التى تُبدد الجهود الحسم ليس ترفًا بل ضرورة وجودية لضمان استمرارية الدولة وقدرتها على الصمود أمام التهديدات الداخلية والخارجية، و(هات م الآخر) يجب أن يتحول إلى منهجية عمل وطنية، وتُترجم الخطط إلى أفعال ملموسة تُلبى احتياجات المواطن البسيط، وترسخ لديه الثقة فى قدرة الدولة على البناء الفعلى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store